الأربعاء، 29 فبراير 2012

الجاهلية


الجاهلية نسبة لصفات الجاهلين وصفة الجهل وكان الجهل سائد ومتفشي في الجاهلية التي بعث فيها رسولنا فجاء بنور الوحي وأخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الرسالة الربانية.

مما سبق يتبين لنا أنه ليس للجاهلية حدود سواء كانت زمنية أو مكانية فالجاهلية قابلة للانتشار في أي زمان وفي أي مكان.

ولا يوجد أحد في هذا الزمن عنده حصانة أو مناعة من الاتصاف بصفة الجاهلية أو أن يكون فيه جاهلية.

ومن الخطأ الفاحش الظن بأن الجاهلية قد انتهت ! فالكثير من المجتمعات الإسلامية منتشر فيها الجهل وراسخة فيها صفات جاهلية.

منها أمثلة هذه الجاهلية:

1 – جاهلية الاعتقاد ومنها الشرك بالله .

2 – الحكم بغير ما أنزل الله.

3 – التبرج والسفور.

4 – الدعوة لأمور الجاهلية عبر الإعلام والمدارس.

أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ

 اللَّهَ وَرَسُولَهُ  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا

وهذا نهي لنساء النبي أمهات المؤمنين التقيات الطاهرات النزيهات من كل أمور الجاهلية ، والمراد بهذا الخطاب كل نساء المسلمين

إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا

فحمية الجاهلية مذمومة موضوعة تحت الأقدام سواء كانت هذه الحمية للقبيلة أو للفريق الرياضي أو الطائفة أو الحزب أو غير ذلك من حمية الجاهلية.

قال البخاري :  بَاب الْمَعَاصِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا يُكَفَّرُ صَاحِبُهَا بِارْتِكَابِهَا إِلَّا بِالشِّرْكِ

 لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ). وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ لَا

يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }.

عن الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ : لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ فَسَأَلْتُهُ عَنْ

 ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا أَبَا

ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ

أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ

فَأَعِينُوهُمْ ).

فالذي يعير الإنسان بأمه فيه جاهلية ولو كان صحابيا من سادات المؤمنين!

ولو لم يسمع بتلك العِيرَة غير المُعَيِّرِ والمُعَيَّرِ !

ولو كانت هذه العِيرَة بصفة حقيقة خلقها الله!

فكيف بناقص معتوه ينتقص المؤمنين ويعيرهم  بصفات هم منها براء !

وتزداد تلك العيرة القبيحة قبحا عندما ينشرها الرويبضة في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ويتلقفها الناس.

وتزداد فحشا وشناعة عندما يعير أهل الإسلام بتمسكهم بالحق والدعوة إليه ! فهذه الجاهلية بعينها

عن أَبِي مَالِكٍ  الْأَشْعَرِيَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ وَقَالَ النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ ). رواه مسلم.

عن أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ النَّائِحَةَ إِذَا مَاتَتْ وَلَمْ تَتُبْ قَطَعَ اللَّهُ لَهَا ثِيَابًا مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعًا مِنْ لَهَبِ النَّارِ). رواه ابن ماجة.

فلو قارنا بين جريمة من يطعن في الدين وأهله وبين ذنب من يطعن في أنساب الناس لكانت جاهلية من يطعن في الدين أكبر وأعظم.

ولو قارن بين من يفخر بغير سنة الرسول ودين الإسلام والقرآن كمن يفخر بالعلمانية أو الديمقراطية وغيرها من الجاهليات المعاصرة أخطر وأضر وأشر ممن يفخر في حسبه.



و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يوم الحج الأكبر في منى : ( أَلَا إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ ) رواه مسلم.





عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ) رواه البخاري.

وسنة الجاهلية اسم لكل ما كان أهل الجاهلية يفعلونه وجاء الإسلام بإلغائه والنهي عنه.

والإسلام جاء بأحسن السنن وأكملها وأجملها وأتمها لأنه دين شرعه الخبير العليم بعباده وبما يناسبهم ويصلحهم ، قال الله تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } المائدة : 3.

والإسلام مصدر شرائعه وسننه العلم والهدى والنور وليس الجهل والعمى والهوى كما هي الحال في الجاهلية ، قال الله تعالى : { قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }. المائدة : 15 – 16.

ومنع الإسلام سنن الجاهلية لأنها ضارة ومصدرها الجهل والحمق والسفه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق