الأحد، 18 أغسطس 2013

حوار مع مخطوف ذهنيا

سوالف حميمية مع صديقي الحميم ولكنه مخطوفا ذهنيا كما قرر ذلك وزير الذبح والإبادة في مافيا عبد اليهود السيسي !!
قال الصديق الحميم :
الواجب على أهل مصر أن يتنازلوا  للسيسي ورجاله وجنوده كما تنازل الحسن بن علي لمعاوية.قلت لصديقي :

لقد أهنت الإسلام والصحابة والمسلمين والعقل بهذا الرأي

فرد مستغربا :

كيف !!!

قلت له:

اهنت الإسلام حين ظننت إنه يساوي بين خير الخلق وشر الخلق !!

فقاطعني مستنكرا :

لم أقصد الإهانة:

فواصلت حديثي مبينا:

الحسن بن علي قدم مصلحة الإسلام على مصلحته الشخصية وتنازل لصحابي من كتبة الوحي نشر الدعوة وفتح البلاد لنشر نور الله والعدل والحق والرحمة وتحرير الإنسان من عبادة الخلق ليعبد رب الخلق ونشر العلم وصنع الصناعات النافعة ورفع رأية الإسلام وحفظ كرامة البشر جميعا.

فأنت تقيس عبد اليهود السيسي على على معاوية الصحابي الجليل!!

عبداليهود السيسي !!
هل تعرف ما معنى اليهود !!

قال :
نعم ، أعداء الله .

قلت :
كلٌ يعرف هذا !

اليهود فعلوا أعظم الجرائم التي فعلت في الأرض !!
1- كذبوا على الله ( ومن أظلم ممن كذب الله ).
2- سبوا الله وسخروا منه : قالوا عن الله ( إن الله فقير ونحن أغنياء) (يد الله مغلولة).
3- يحرفون كتاب الله ( يرون الكلم عن مواضعه).
4- قتلوا الأنبياء ( ويقتلون الأنبياء بغير حق)

فأنت أهنت الإسلام والقرآن والسنة والصحابة وفقه المسلمين وعلمهم والعقل البشري عندما قارنت وقست عبداليهود أشر الخلق على صحابي جليل من خيرة الخلق وعمل الأعمال الصالحة السابقة.

وإذا كان اليهود فعلوا أعظم وأشر وأخبث الجرائم ، فإن عبدهم السيسي سيفعل أشنع وأشد من جرائم الأسياد ، لأن العبد يعمل عمل سيده وزيادة وأضعافه.

فهل تريد المسلمين يستسلمون لعبد اليهود ليفسد في الأرض ؟!!

فرد صديقي وقد تأثر :
طبعا لا أريد.
ولكن المشكلة الدماء والضحايا بغير ذنب ؟

فقلت يا صديقي:
الإسلام يأمر بارتكاب أخف الضررين من أجل دفع أكبرهما.
فعندنا مفسدة القتل والجوع ومفسدة أنواع الإجرام والإفساد في الأرض بما في ذلك فساد الدين والأخلاق.

فليس لنا الآن إلا خياران :
1- خيار الإيمان والنجاة من عذاب الله وحفظ الدين ولو أزهقت النفوس ولو قتل الألاف مقابل حفظ الدين والدعوة ومصالح العباد من العبث والبلاد من الاحتلال.
2 - أو خيار الاستسلام لعبد اليهود وتركه وجنوده يعيثوا في الأرض فسادا ودمارا وكفرا وتسليمها لليهود في النهاية .

فالدين والعقل يقرر دفع المفسدة الكبرى " الاحتلال " بارتكاب المفسدة الصغرى من قتل وجوع ونحوه.

قال صديقي: لماذا تسميه عبداليهود وتصف عمله بالاحتلال ؟

قلت:
سميته عبد اليهود لأن الأخبار تناقلت الخطة " خارطة الطريق السيسية " إجمالا وتفصيلا وجميع القرائن تدل على إنها خطة يهودية وهناك شبه إجماع عالمي للمراقبين والمتابعين المستقلين عن الأنظمة إنها خطة يهودية قائدها السيسي.
وبناء على هذا فإن السيسي يهودي محتل في بدلة مصرية مثله مثل كرزاي وعلاوي والمالكي والجربا...الخ.

هذا ما أحببت اطلاعكم عليهم مما دار بيني وبين صديقي الذي بدأ يتحرر من سجن الخطف.
فدعواتكم لي ولكل مخطوف ذهنيا من قبل إعلام الاحتلال.

الخميس، 15 أغسطس 2013

مصر أم الدنيا ،، تأمل في دلالات هذه الكلمة

 
 
الآن فهمت معنى " مصر أم الدنيا "
 
فشكرا " أم الدنيا " على التعليم الذي لا يُنسَ !
 
حينما  كنت في الصفوف الأولى - في الدراسة وليس في الجهاد - كنت اسمع الفلاح المصري الذي يساعد والدي في مزرعته يقول:  " مصر أم الدنيا " !!
 
وكان يغلب على ظني إن معنى ذلك : إن مصر ولدت الدنيا !!
 
ومع مرور الأيام ، والدراسة على يد المصريين - فلم أمر على مرحلة دراسة بل سنة دراسية إلا وأدرس على يد معلمين مصريين - عرفت خطأ  ظني وإن معنى "  مصر أم الدنيا "  أي البلاد التي فيها العلم وتتميز بأنواع من المعارف والعلوم والخبرات...الخ.
 
وكانت جملة مصر أم الدنيا تحضر حينا وتغيب أحيانا حتى قامت ثورة مصر على المخلوع حسني ، فحضرت هذه الجملة بقوة وصارت تتسع عندي مفاهيم أوسع لدلالات هذه الكلمة !!
 
ومرت الأيام سراعا ومعاني " مصر أم الدنيا " تُرسخ في نفسي دلالاتها الواقعية من خلال ما أراه من عظمة هذا الشعب الذي تعرض لأخبث عمليات الاستئصال لإيمانه والطمس لهويته الإسلامية وتعريته من أخلاقه وتنكيس فطرته وتجفيف منابع الخير فيه وتجويعه وترويعه من أجل تركيعه ، من خلال منظومات الغزو الصليبي الطاغوتي الفرنسي والبريطاني ثم الأمريكي اليهودي وتسلط نعالهم المحلية وبغالهم المصرية على دين وكرامة شعب " أم الدنيا " وكان ذلك خلال فترة زمنية تزيد على المائة عام ، وتسخير أمبراطوريات إعلامية متخصصة في كل مجال من تلفزة وكتب ومجلات وصحف ومسلسلات ومسرحيات وأفلام وسينما ، وضخ أموالا طائلة وتجيش جيوشا من الرجال والنساء وفتح الكليات والمعاهد المتخصص في تدريب وتلقين سحرة فرعون  الجدد " كثيري العدد لسحر العقول وتسميم الأفكار وتلويث الفطر!!
 
وما هي إلا أيام من عمر الثورة وإذ بقوة الإسلام تعلو والرغبة في تحكيمه تقوى وتنتشر!
 
والغالبية ينتخبون رئيسا مسلما معروفا بالصلاح والصلاة !!
 
ولم تزل مصر أم الدنيا !!
 
ومما زادني اهتماما بالعناية بجملة " مصر أم الدنيا " أن أحد أصدقائي ذكر لي ما تقوم به قناة العربية  خاصة بعد فوز مرسي !!
 
فقلت سبحان الله !!
 
دائما الأم الشرعية تحاربها العاهرة التي ليس لها شرعية ، ولا يمكن أن تكون أمّا شرعية يوما ما ، لأن علاقاتها غير شرعية !!
 
فقلت آن الأوان لأعرف حقيقة أم الدنيا !
 
أم الدنيا اللي مدوختهم ،،
 
وكل يوم بتصفعهم على خدتهم ،،
 
 
فبعد التأمل والمتابعة لأحداث أم الدنيا وجدت ما يلي :
 
1 - أم الدنيا علمت الدنيا !! الصبر ، الحلم ، الإصرار ، العزيمة ، الثبات ، التفاءل ...الخ.
 
2 - أم الدنيا كشفت للدنيا تضليل وسراب الدمقراطية وخداعها وخدعتها.
 
3 - أم الدنيا فضحت العلمانية الإرهابية الطاغوتية التي ليس لها وظيفة إلا خدمة اليهود والنصارى ولا تستطع تقوم باي دور في الحياة إلا دور العميل الذي يتخذه الغرب نعلا وبغلا.
 
4 -أم الدنيا صحتنا من سكرتنا وصرخت بنا كفى غفلة وسذاجه وسماجة !! إلى متى وأنتم يضحك عليك وعاظ السلطان أمثال طلعت زهران ، وخائن الأزهر شيخ العسكر ، وزعماء حزب النور حمالة الزور وناصرة الجور وكسابة البور !
كفى انخداع بلحى الشبيحة المعينة على وظيفة نبيحة ، والبلطجية التي اتخذها الغرب مطية وتأتمر بأمر لويس عطية وتبحث عن كل خطئة !!
 
5 - أم الدنيا كنتي لحكام العرب كاشفة حتى أصبحت الجمادات بحقيقتهم عارفة !
 
6 -  أم الدنيا علمتيناا مهمة الجيوش ، وهدفها ورسالتها حتى عرف كل مغشوش.
 
7 - أم الدنيا فهمتينا ما يدار في الكواليس ، وما يكيده لنا الغرب الخسيس ، وما يأمروا به ضباط البوليس ، وما يشير به عليهم إبليس ، ومن يساندهم من كل خسيس ، فخبتم وخسرتم يا أعوان سيس .
 
ولم تزل أم الدنيا تعلم الدنيا ، وتحيي الدنيا ، وتبهر الدنيا !
 
8 - أم الدنيا شكرا على الدروس فقد عرفنا من منزلتهم تاج على الروؤس ومن مكانتهم في موضع مدوس.
 
 
 

 

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

بيان من الشيخ المحدث عبد الله السعد يستنكر مجازر مصر

الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله في حكم المداهن والساكت عن الباطل والمنكر، وأن الزاني والسارق وشارب الخمر أحسن حالا عند الله منه.


بيان من الشيخ المحدث عبد الله السعد يستنكر مجازر مصر
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد

فقد تابعنا ببالغ الأسى ما يحدث لإخواننا في مصر من قتل جماعي يصل إلى حد الإبادة، حتى رأينا أشياء ربما لم يفعلها اليهود، ولا الملحدون الباطنييون من مثل بشار من قتل عشوائي للناس وبهذه الصورة في عدة ساعات، وفيهم من النساء والأطفال بل والرضع، وكبار السن ومن حرق للخيام على من فيها من المعتصمين، وحرق للجثث وجرفها بالجرافات، فحسبنا الله ونعم الوكيل على هذه الجريمة البشعة ومن فعلها.

فكل شخص شارك في هذا الأمر بكلمة أو تفويض أو بمعونة أو إمداد بمال هو داخل في قول الله تعالى : وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).

وفي الصحيحين من حديث  ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دما حراما» .
وإنني أدعو جميع أهل العلم والفضل في كل مكان عامة، وفي مصر خاصة إلى الوقوف مع إخوانهم ومساندتهم ومعاونتهم على أعداء الدين، فلا ينبغي السكوت على مثل هذا، بل يجب الإنكار على من فعل ذلك والبراءة منه، وقد تميز لكل ذي عينين أنه صراع بين الحق الذي هو الإسلام، وبين الباطل الذي هو الكفر، وأنها ليست من الفتنة التي يجب اعتزالها، وقد قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ)، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، وقال تعالى(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).

وأختم بياني برسالة للشيخ حمد بن عتيق رحمه الله في حكم المداهن والساكت عن الباطل والمنكر، وأن الزاني والسارق وشارب الخمر أحسن حالا عند الله منه.

وبالله تعالى التوفيق.

أملاه: 

عبد الله بن عبد الرّحمن السّعد
الأربعاء 7\10\1434 هـ


مُرفق: 

قال الشيخ حمد بن عتيق، رحمه الله تعالى. كما في الدرر السنية في الأجوبة النجدية (8 / 74) :

بسم الله الرحمن الرحيم

من حمد بن عتيق: إلى من بلغه من المسلمين، ألزمهم الله شرائع الدين، وجنبهم طريق الكفار والمنافقين آمين؛ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فالموجب للخط هو النصيحة لكم، والمعذرة من الله في إبلاغكم، فإن الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} [سورة البقرة آية: 159] ، وقال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [سورة المائدة آية: 78-79] .

وقد سمعتم فيما يتلى عليكم من حلول العقوبات، عند ظهور المنكرات، ولكن قد فتح الشيطان لكثير من الناس أبواباً من الشر، في إسقاط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألقاها على أناس فيهم شبهة دين، حتى اعتقدوها أعذاراً لهم، وإنما هي من زخارف الشياطين ولكن إذا تبين أن الزاني والسارق وشارب الخمر، أحسن حالاً عند الله من هؤلاء الجنس، فهذا كاف في شناعة مذهبهم وسوء منقلبهم، فنسأل الله العفو والعافية.

ومما ينبغي أن يعلم: أن العقل على ثلاثة أنواع: عقل غريزي، وعقل إيماني مستفاد من مشكاة النبوة، وعقل نفاقي شيطاني، يظن أربابه أنهم على شيء؛ وهذا العقل هو حظ كثير من الناس بل أكثرهم، وهو عين الهلاك، وثمرة النفاق. فإن أربابه يرون أن العقل إرضاء الناس جميعهم، وعدم مخالفتهم في أغراضهم وشهواتهم، واستجلاب مودتهم، ويقولون: صلح نفسك بالدخول مع الناس، ولا تبغض نفسك عندهم؛ وهذا هو إفساد النفس، وهلاكها من أربعة أمور:

أحدها: أن فاعل ذلك قد التمس رضى الناس بسخط الله، وصار الخل في نفسه أجل من الله؛ ومن التمس رضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس؛ فقد جاء أن الله تعالى يقول: "إذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الولد". فإذا ترك القادر المعروف فلم يأمر به، والمنكر فلم ينه عنه، فقد تسبب أن الله يلعنه لعنة تبلغ السابع من ولده، ومصداق ذلك قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [سورة المائدة آية: 78] . فقد ظهر أن هذا المداهن قد أفسد نفسه من حيث يظن أنه يصلحها.

الثاني: أن المداهن لا بد أن يفتح الله له باباً من الذل والهوان من حيث طلب العز; وقد قال بعض السلف: من ترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، مخافة المخلوقين، نزعت منه الطاعة؛ فلو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخف بحقه، فكما هان عليه أمر الله، أهانه الله وأذله، {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [سورة التوبة آية: 67] .

الثالث: أنها إذا نزلت العقوبات، فالمداهن داخل فيها، كما في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [سورة الأنفال آية: 25] ، وفي المسند والسنن عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال صلى الله عليه وسلم: " إن من كان قبلكم إذا عمل العامل بالخطيئة، جاءه الناهي تعذيراً إليه، فإذا كان الغد جالسه، وواكله وشاربه، كأنه لم يره على خطيئة بالأمس. فلما رأى الله ذلك منهم، ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ثم لعنهم {عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} . والذي نفس محمد بيده، لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، ولتأخذنّ على يد السفيه، ولتأطرنّه على الحق أطراً، أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم ". وذكر ابن أبي الدنيا عن وهب بن منبه قال: "لما أصاب داود الخطيئة، قال: يا رب اغفر لي، قال: قد غفرتها لك، وألزمت عارها بني إسرائيل، قال: لِم يا رب؟ كيف - وأنت الحكم العدل لا تظلم أحداً - أنا أعمل الخطيئة، وتلزم عارها غيري؟! فأوحى الله إليه: أنك لما عملت لم يعيبوا عليك بالإنكار".

وذكر ابن أبي الدنيا: "أن الله أوحى إلى يوشع بن نون، إني مهلك من قومك أربعين ألفاً من خيارهم، وستين ألفاً من شرارهم، قال: يا رب، هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لم يغضبوا لغضبي، وكانوا يواكلونهم ويشاربونهم". وذكر ابن عبد البر وغيره: "أن الله تعالى أمر ملكاً من الملائكة أن يخسف بقرية، فقال: يا رب، إن فيهم فلاناً الزاهد العابد، قال: به فابدأ، وأسمعني صوته، إنه لم يتمعر وجهه فيّ يوماً قط". فالنجاة عند نزول العقوبات، هي لأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} الآية [سورة الأعراف آية: 165] .

الرابع: أن المداهن، الطالب رضى الخلق، أخبث حالاً من الزاني والسارق والشارب؛ قال ابن القيم، رحمه الله تعالى: وليس الدين بمجرد ترك المحرمات الظاهرة، بل بالقيام مع ذلك بالأمور المحبوبة لله، وأكثر الدينين لا يعبؤون منها، إلا بما شاركهم فيه عموم الناس، وأما الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة لله ورسوله وعباده، ونصرة الله ورسوله وكتابه ودينه، فهذه الواجبات، لا يخطرن ببالهم، فضلاً عن أن يريدوا فعلها، فضلاً عن أن يفعلوها. وأقل الناس ديناً، وأمقتهم إلى الله، من ترك هذه الواجبات، وإن زهد في الدنيا جميعها. وقل أن يرى منهم من يحمر وجهه، ويتمعر في الله، ويغضب لحرماته، ويبذل عرضه في نصرة دينه؛ وأصحاب الكبائر أحسن حالاً عند الله من هؤلاء. انتهى.
فلو قدر أن رجلاً يصوم النهار، ويقوم الليل، ويزهد في الدنيا كلها، وهو مع ذلك لا يغضب، ولا يتمعر وجهه ويحمر لله، فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله، وأقلهم ديناً؛ وأصحاب الكبائر أحسن حالا عند الله منه.

وقد حدثني من لا أتهم، عن شيخ الإسلام، إمام الدعوة النجدية، أنه قال مرة: أرى ناساً يجلسون في المسجد على مصاحفهم، يقرؤون ويبكون، فإذا رأوا المعروف لم يأمروا به، وإذا رأوا المنكر لم ينهوا عنه، وأرى أناساً يعكفون عندهم، يقولون: هؤلاء لحى غوانم، وأنا أقول: إنهم لحى فوائن، فقال السامع: أنا لا أقدر أقول إنهم لحى فوائن، فقال الشيخ: أنا أقول: إنهم من العمي البكم.

 ويشهد لهذا: ما جاء عن بعض السلف، أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق؛ فلو علم المداهن الساكت، أنه من أبغض الخلق عند الله. وإن كان يرى أنه طيب، لتكلم وصدع. ولو علم طالب رضى الخلق، بترك الإنكار عليهم، أن أصحاب الكبائر أحسن حالاً عند الله منه، وإن كان عند نفسه صاحب دين، لتاب من مداهنته ونزع. ولو تحقق من يبخل بلسانه عن الصدع بأمر الله أنه شيطان أخرس، وإن كان صائما قائماً زاهداً، لما ابتاع مشابهة الشيطان بأدنى الطمع.
اللهم إنا نعوذ بك من كل عمل يغضب الرحمن، ومن كل سجية تقربنا من التشبه بالشيطان، أو نداهن في ديننا أهل الشبهات والنفاق والكفران. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. ا.هـ

الخميس، 8 أغسطس 2013

حكم من حكمة العلماء

منقول 
فائدة
بحر الدموع
قيل لعائشة رضي الله عنها : متى يكون الرجل مسيئا ؟ قالت : إذا ظنّ أنه محسن .

محبة الله
قال مالك بن دينار رحمه الله : "مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل له وما أطيب ما فيها ، قال ، محبة الله عز وجل".
قال الجاحظ: لو تأملت أحوال الناس لوجدت أكثرهم عيويا أشدهم تعييبا
قال عمر - رضى الله عنه - : ماكانت الدنيا هم أحد قط إلا لزم قلبه أربع خصال: فقر لا يدرك عناه وهم لا ينقضى مداه وشغل لا ينفد أولاه وأمل لا يبلغ منتهاه
قال لقمان الحكيم لابنه : يابنى لا تصدق من قال : إن الشر بالشر يطفأ , فإن كان صادقا فليوقد نارين وينظر هل تطفى إحداهما الاخرى ؟ , إنما يطفئ الخير الشر كما يطفئ الماء النار
قال الامام على - رضى الله عنه - : يادنيا إليك عنى أبى تعرضت أم إلى تشوقت , لا حان حنينك هيهات هيهات , غرى غيرى لا حاجة لى فيك قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيهم , فعيشك قصير , وخطرك يسير , وأملك حقير , آه من قلة الزاد , وطول الطريق , وبعد السفر , وعظيم المورد
قال حكيم : إن سر تعاسة الانسان فى خمسة أشياء داخل نفسه : الشهوة الغضب الغرور الأنانية التملك
قال إبراهيم بن أدهم: أشد الجهاد جهاد الهوى , من منع نفسه هوها فقد استراح من الدنيا وبلاها وكان محفوظا ومعافى من أذاها
قيل للحسن البصرى - رحمه الله - : ما سر زهدك فى الدنيا ؟ فقال: علمت بأن رزقى لن يأخذه غيرى فاطمأن قلبى له , وعلمت بأن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به , وعلمت أن الله مطلع على فاستحييت أن أقابله على معصية , وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء الله
قال الحسن - رضى الله عنه - : لا تزال كريما على الناس ما لم تنازعهم ما فى أيديهم , فإذا فعلت ذلك استخفوا بك , وكرهوا حديثك وأبغضوك
قال أبو حازم : إن كنت إنما تريد من الدنيا ما يكفيك ففى أدناها ما يكفيك , وإن كنت لا ترضى منها بما يكفيك فليس فيها شئ يغنيك
قال عمر - رضى الله عنه - : ويل لمن كانت الدنيا أمله , والخطايا عمله , عظيم بطنته , قليل فطنته , عالم بأمر دنياه , جاهل بأمر آخرته
قال يحيى بم معاذ - رحمه الله - : القلوب كالقدور فى الصدر تغلى بما فيها , ومغارفها ألسنتها , فانتظر الرجل حتى يتكلم فإن لسانه يغترف لك ما فى قلبه من بين حلو وحامض وعذب وأجاج
قال الفضيل - رحمه الله - : كفى بالله محبا , وبالقرآن مؤنسا , وبالموت واعظا , اتخذ الله صاحبا , وذر الناس جانبا
قال الامام على - رضى الله عنه - : ليس الخير أن يكثر مالك وولدك , ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك
قال الامام على - رضى الله عنه - : يابن آدم لا تحمل هم يومك الذى لم يأت على يومك الذى أنت فيه , فإن يك من أجلك يأت فيه رزقك , واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك
قال حكيم : عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذى منه هرب , ويفوته الغنى الذى اياه طلب , فيعيش فى الدنيا عيش الفقراء , ويحاسب فى الآخرة حساب الاغنياء
قال حكيم : ثلاثا تورث ثلاثا : النشاط يورث الغنى والكسل يورث الفقر والشراهة تورث المرض
قال أبو ذر - رضى الله عنه - : الصاحب الخير خير من الوحدة , والوحدة خير من جليس السوء , وحامل الخير خير من الساكت , والساكت خير من حامل الشر , والأمانه خير من الخاتمة , والخاتمة خير من الدنيا
قال حكيم: الخل من الخلل , فلا تأمن خليلا إلا الأخ فى الله
قال عبد الله بن طاوس : قال لى أبى : باينى صاحب العقلاء تنسب اليهم وإن لم تكن منهم , ولا تصاحب الجهال فتنسب اليهم وإن لم تكن منهم , واعلم أن لكل شئ غاية وغاية المرء حسن الخلق
قال لقمان الحكيم : ثلاثة لا يعرفون الا فى ثلاثة مواطن : الحليم عند الغضب , والشجاع عند الحرب , والصديق عند الحاجة
قال حكيم: صفة الصديق الحق هو أن يبذل لك ماله عند الحاجة , ونفسه عند النكبة , ويحفظك عند المغيب
قال الشافعى - رحمه الله - : الانبساط إلى الناس مجلبة لقرناء السوء , والانقباض عنهم مجلبة للعداوة , فكن بين المنقبض والمنبسط
قال أبو سليمان الدارانى : من صدق فى ترك شهوة أذهبها الله من قلبه , والله أكرم من أن يعذب قلبا بشهوة تركت له
قال حكيم : إذا ظلمت من دونك فلا تأمن من عقاب من فوقك
قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - : إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
قال وهب بن منبه - رحمه الله - : إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك
قال الامام على - رضى الله عنه - : العلم خير من المال , العلم يحرسك وأنت تحرس المال , العلم حاكم والمال محكوم عليه , هلك خزان الأموال وبقى خزان العلم , أعيانهم مفقودة وأشخاصهم فى القلوب موجودة
قيل لمالك بن دينار : ما عقوبة العالم إذا أحب الدنيا ؟ قال : موت القلب , فإذا أحب الدنيا طبلها بعجلة الاخرة فعند ذلك ترحل عنه بركات العلم ويبقى عليه رسمه
قال رجل لأبى هريرة - رضى الله عنه - : أريد أن أتعلم العلم وأخاف أن اضيعه فقال له : كفى بترك العلم إضاعة
قال لقمان الحكيم : يابنى إذا افتحر الناس بحسن كلامهم , فافتخر أنت بحسن صمتك
قال أبو الدرداء - رضى الله عنه - : علامة الجاهل ثلاث : العجب , وكثرة المنطق فيما لا يعنيه , وأن ينهى عن شئ ويأتيه
قال حكيم : ثلاثة أشياء لا يتم علم العالم إلا بها : قلب تقى , وفؤاد ذكى , وخلق رضى
قال حكيم: من نطق فى غير خير فقد لغا , ومن نظر فى غير اعتبار فقد سها , ومن سكن فى غير فكر فقد لها
قال ابن المعتز : مات خزنة الأموال وهم أحياء , وعاش خزان العلم وهم أموات

قال ابراهيم بن اسماعيل: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به.

قال وهب بن منبه - رحمه الله - : مثل من تعلم علم لا يعمل به كمثل طبيب معه دواء لا يتداوى به
قال وهب بن منبه - رحمه الله - : من جعل شهوته تحت قدمه فزع الشيطان من ظله , ومن غلب علمه هواه فذلك العالم الغلاب
قال أسماء بن خارجة لابنته ليلة زفافها : يا بنية إنك خرجت من العش الذى فيه درجت , فصرت إلى فراش لم تعرفيه , وقرين لم تالفيه , فكونى له أرضا يكن لك سماء , وكونى له مهادا يكن لك عمادا , وكونى له أمة يكن لك عبدا , واحفظى انفه وسمعه وعينه , فلا يشم منك الا طيبا , ولا يسمع منك الا حسنا , ولا ينظر الا جميلا
قالت إمرأة حكيمة : تعدد الزوجات فى رابعة النهار فى رعاية الله خير من الخليلات فى سواد الليل فى رعاية الشيطان
قال بعض الاعراب لولده : عليك بالأدب , فانه يرفع العبد المملوك حتى يجلسه فى مجالس الملوك
سئل حكيم : بم ينتقم الانسان من عدوه ؟ فقال : بإصلاح نفسه
قال حكيم : صحة الجسم فى قلة الطعام , وصحة القلب فى قلة الذنوب والآثام , وصحة النفس فى قلة الكلام
قال حكيم: ينبغى للعاقل أن يجمع إلى رأيه رأى الحكماء , وإلى عقله هقول العلماء , فإن العقل الفرد قد يزل , والرأى الفرد قد يضل
قال حكيم : "والله إنى لاستحي من الله أن اكون مقبلا على عصيانه وهو مقبل على بنعمه ، مسبلا على ستره ، فكيف لا أكون من التائبين وهو الغفور الرحيم".
قال عمر - رضى الله عنه - : من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهوته , والقلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها
قال الامام على - رضى الله عنه - : إياك والاعجاب بنفسك , والثقة بما يعجبك منها , وحب الاطراء , فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان فى نفسه ليمحق من يكون من احسان المحسنين
قال سرى السقطى - رحمه الله - : أقوى القوى غلبتك نفسك , ومن عجر عن أدب نفسه كان عن أدب غيره أعجز , ومن أطاع من فوقه أطاعه من دونه
قيل لزاهد : كيف سلخت نفسك عن الدنيا ؟ قال أيقنت انى خارج منها كارها , فأحببت ان اخرج منها طائعا
قال ابو سليمان الدارانى : إن الرجل لينقطع إلى بعض الملوك ليرى أثرهم عليه , فكيف بمن ينقطع إلى ملك الملوك
قال رجل : كنت أمشى مع سفيان بن عيينة إذ أتاه سائل ولم يكن معه ما يعطيه فبكى فقلت يا أبا محمد , ما الذى بكاك ؟ قال: أى مصيبة أعظم من أن يؤمل فيك رجل خيرا فلا يصيبه
قيل لعلى بن الحسين - رضى الله عنهما - : إنك من أبر الناس بأمك , ولسنا نراك تأكل مع أمك فى صحفة ؟! فقال : أخاف أن تسبق يدى إلى ما قد سبقت عينها اليه فأكون قد عققتها
قيل لحكيم : ما تشتهى ؟ قال : عافية يوم فقيل له : ألست فى العافية سائر الايام ؟ قال : العافية أن يمر بك اليوم بلا ذنب
قال حكيم : إن تعبت فى البر , فإن التعب يزول والبر يبقى , وإن تلذذت بالاثم , فإن اللذة تزول ويبقى الاثم
قال أحد الصالحين : إن بقاءك الى فناء , وفناءك الى بقاء , فخذ من فنائك الذى لا يبقى لبقائك الذى لا يفنى
قيل إن الزهرى أذنب ذنبا فاستوحش وهام على وجهه فقال له زيد بن على : يا زهرى لقنوطك من رحمة الله التى وسعت كل شئ أشد عليك من ذنبك فقال الزهرى : (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) ثم رجع الى أهله وقومه
قال أبو حازم : شيئان إذا عملت بهمها أصبت خيرى الدنيا والاخرة : تحمل ما تكره إذا أحبه الله , وتترك ما تحب إذا كرهه الله
قال ابن عطاء الاسكندرى : من أنفق عافيته وصحته فى معصية الله , فمثله كمن ترك له أبواه ألف دينار فاشترى بها حيات وعقارب , وجعلها من حوله : تلدغه هذه مرة , وتلسعه هذه أخرى , أفما تقتله ؟ّ
يروى أن ابن المنكدر - رحمه الله - عندما نزل به الموت بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال ما أبكى لذنب أعلم أنى أتيته , ولكنى أخاف أن أكون قد أذنبت ذنبا حسبته هينا , وهو عند الله عظيم
قال حكيم : عجبت لمن يحزن على نقصان ماله ولا يحزن على نقصان عمره
قال مورق العجلى - رحمه الله - : يابن آدم تؤتى كل يوم برزقك وانت تحزن , وينقص عمرك وأنت لا تحزن , تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك
قال الثورى - رحمه الله - : إذا استوت السريرة والعلانية فذلك العدل وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل
احتضر أحد الصالحين فقال وهو يعانى سكرات الموت : ما تأسفى على دار الهموم والأنكاد والأحزان والخطايا والذنوب , وإنما تأسفى على ليلة نمتها , ويوم أفطرته , وساعة غفلت فيها عن ذكر الله
قال لقمان الحكيم لابنه : يابنى اجعل خطاياك بين عينيك إلى أن تموت , وأما حسناتك فاله عنها , فإنه قد أحصاها من لا ينساها
قال سفيان الثورى - رحمه الله - : إذا زهد العبد فى الدنيا أنبت الله الحكمة فى قبله , وأطلق بها لسانه , وبصره عيوب الدنيا وداءها ودواءها
سئل محمد بن على - رحمه الله - : عن المروءة ؟ فقال : أن لا تعمل فى السر عملا تستحى منه فى العلانية
ثلاثة بثلاثة: إذا تجددت لك نعمة.. فاحمد الله وإذا أبطأ عنك الرزق فاستغفر الله وإذا أصابتك شدة فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله وجماع الثلاثة : أكثر من الصلاة والسلام على رسول الله
قيل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: متى يكون الرجل مسيئا؟ قالت: "إذا ظن أنه محسن" وعلاج ذلك: أن يعرف المعجب حقيقة نفسه، وكثرة عيوبه وأن يقدر ربه تعالى حق قدره
سئل حكيم : من أحزم الناس قال : من حفظ سر نفسه من نفسه
قال الامام على - رضى الله عنه - : من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته
قال الامام على - رضى الله عنه - : من وضع نفسه مواضع التهمة , فلا يلومن من أساء الظن به
سئل حكيم : عن اى الرجال افضل فقال : من إذا حاورته وجدته حكيما , وإذا غضب كان حليما , وإذا ظفر كان كريما , وإذا استمنح منح جسيما , وإذا وعد وفى وإن كان الوعد عظيما , وإذا شكى له وجد رحيما
ذكرت الفتوة عند سفيان الثورى , فقال : ليست الفتوة بالفسق ولا الفجور , ولكن الفتوة كما قال جعفر بن محمد : طعام موضوع , وحجاب مرفوع , ونائل مبذول , وبشر مقبول , وعفاف معروف , وأذى مكفوف
قال الامام على - رضى الله عنه - : لا علم كالتفكر , ولا حسب كالتواضع , ولا مظاهرة أوثق من المشاورة
سئل لقمان الحكيم : فيم بلغت الحكمة ؟ قال بصدق الحديث , وأداء الامانة , وترك ما لا يعنينى
قال أبو الدرداء - رضى الله عنه - : نعم صومعة الرجل بيته , يكف سمعه وبصره ودينه , وعرضه , وإياكم والجلوس فى الأسواق فإنها تلغى وتلهى
قال الامام على - رضى الله عنه - : من أصلح بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس , ومن أصلح أمر آخرته , أصلح الله أمر دنياه , ومن كان من نفسه واعظ , كان عليه من الله حافظ
قال عمر - رضى الله عنه - : وقد سئل عن السرور ؟ سيرى فى سبيل الله , ووضع جبهتى لله , ومجالستى أقواما ينتقون أطايب الحديث كما ينتقى أطايب الثمر
قال الحسن - رحمه الله - : إنكم لا تنالون ما تحبون إلا بترك ما تشتهون , ولا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون
قيل لحكيم : أى الامور أعجل عقوبة ؟ فقال : ظلم من لا ناصر له إلا الله , ومقابلة النعمة بالتقصير , واستطالة الغنى على الفقير
قال حكيم : راحة الجسم فى قلة الطعام , وراحة النفس فى قلة الاثام , وراحة القلب فى قلة الاهتمام , وراحة اللسان فى قلة الكلام
قال حكيم : من أعطى أربع لم يمنع أربع : من أعطى الشكر لم يمنع المزيد , ومن أعطى التوبة لم يمنع القبول , ومن أعطى الاستخارة لم يمنع الخير , ومن أعطى المشورة لم يمنع الصواب
قال لقمان لابنه : يابنى إياك إذا سئل غيرك أن تكون أنت المجيب , كأنك اصبت غنيمة او ظفرت بعطية , فإنك إن فعلت ذلك أزريت بالمسئول , وعنفت السائل , ودللت السفهاء على سفاهة صمتك وسوء أدبك
قال الشافعى - رحمه الله - : لا يكمل الرجل فى الدنيا الا باربع : الديانة , والأمانة , والصيانة , والزرانة
قال حكيم : ستة يمتن القلب : إتباع الذنب بالذنب , وكثرة مجادلة السفهاء , وملاحات الاحمق , ومجالسة موتى القلوب , والسلطان الجائر , والعالم المفتون بالدنيا
قال عامر بن يحيى بن أبى كثير : لا تشهد لمن لا تعرف , ولا تشهد على من لا تعرف , ولا تشهد بما لا تعرف
قال يوسف بن الحسين - رحمه الله - : على قدر خوفك من الله يهابك الخلق , وعلى قدر حبك لله يحبك الخلق , وعلى قدر شغلك بأمر الله تشغل الخلق بأمرك
قال رجل لعبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - : أوصنى يا أبا عبد الرحمن , قال : ليسعك بيتك , وأكفف لسانك , وابك على خطيئتك
قال ابن المبارك - رحمه الله - : اغتنم ركعتين زلفى الى الله إذا كنت ريحا مستريحا , وإذا هممت بالنطق فى الباطل , فاجعل مكانه تسبيحا
قال لقمان الحكيم لابنه : يابنى اغلب غضبك بحلمك , ونزقك (طيشك) بوقارك , وهواك بتقواك , وشكك بيقينك , وباطلك بحقك , وشحك بمعروفك

مختــــارات
قيل لحكيم : ما تشتهى ؟ قال : عافية يوم فقيل له : ألست فى العافية سائر الايام ؟ قال : العافية أن يمر بك اليوم بلا ذنب
قال وهب بن منبه - رحمه الله - : إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك
قيل لعلى بن الحسين - رضى الله عنهما - : إنك من أبر الناس بأمك , ولسنا نراك تأكل مع أمك فى صحفة ؟! فقال : أخاف أن تسبق يدى إلى ما قد سبقت عينها اليه فأكون قد عققتها
قال الامام على - رضى الله عنه - : يابن آدم لا تحمل هم يومك الذى لم يأت على يومك الذى أنت فيه , فإن يك من أجلك يأت فيه رزقك , واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك
قال مورق العجلى - رحمه الله - : يابن آدم تؤتى كل يوم برزقك وانت تحزن , وينقص عمرك وأنت لا تحزن , تطلب ما يطغيك وعندك ما يكفيك
قيل إن الزهرى أذنب ذنبا فاستوحش وهام على وجهه فقال له زيد بن على : يا زهرى لقنوطك من رحمة الله التى وسعت كل شئ أشد عليك من ذنبك فقال الزهرى : (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) ثم رجع الى أهله وقومه
قيل للحسن البصرى - رحمه الله - : ما سر زهدك فى الدنيا ؟ فقال: علمت بأن رزقى لن يأخذه غيرى فاطمأن قلبى له , وعلمت بأن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به , وعلمت أن الله مطلع على فاستحييت أن أقابله على معصية , وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء الله
قال أبو ذر - رضى الله عنه - : الصاحب الخير خير من الوحدة , والوحدة خير من جليس السوء , وحامل الخير خير من الساكت , والساكت خير من حامل الشر , والأمانه خير من الخاتمة , والخاتمة خير من الدنيا
سئل حكيم : بم ينتقم الانسان من عدوه ؟ فقال : بإصلاح نفسه

قيل لزاهد : كيف سلخت نفسك عن الدنيا ؟ قال أيقنت انى خارج منها كارها , فأحببت ان اخرج منها طائعا.