الجمعة، 24 ديسمبر 2021

الهشاشة النفسية ، منظومة الوقاية من الأمراض النفسية

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين

الهشاشة النفسية

إن الشخصية الضعيفة إيمانيا وصحيا هي الأكثر إصابة بالأمراض النفسية مثل مرض الفصام والاكتئاب والقلق والإحباط الهم والغم والوسواس وغيرها من الأمراض النفسية التي كثرت في هذا الزمن!

والهشاشة النفسية هي البيئة المناسبة لنمو وكثرة الأمراض النفسية التي تُمَكِنُ الشيطان من التسلط على الإنسان وتجعله فريسة سهلة له.

والتشخيص الطبي العالمي للأمراض النفسية تشخيص قاصر وناقص لأنهم يربطون أسباب الأمراض النفسية بالأسباب المادية وينكرون ما وراء المادة المحسوسة من أمور الوحي والأسباب الشرعية للأمراض النفسية والوقاية منها ، وعداوة الشيطان للإنسان.

والهشاشة النفسية تنشط الأمراض النفسية فتلتهب وتشتد ضراوةً للفتك بالإنسان لأن هذه الأمراض عقوبة للإنسان الذي دمر منظومات الحماية والوقاية ، ومن أهم منظومات الحفظ والوقاية من الأمراض النفسية الفتاكة المهلكة :

     أولا :المنظومة الإيمانية العلمية العملية

ومعنا ذلك هو إيمان البصيرة الذي يقوم على العلم النافع والعمل الصالح وليس إيمان التقليد الذي يفتقد الفهم والبصيرة ، قال تعالى في بيان أهمية إيمان العلم والعمل الصالح ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ 

ومنظومة الإيمان التي أساسها العلم النافع والعمل الصالح هي الرأس والأساس في تكوين ثقافية فكرية سليمة حصينة تحمي الإنسان من الهشاشة النفسية التي هي بوابة جحيم الأمراض النفسية ، فكن مؤمنا بتعلم العلم النافع وعمل العمل الصالح ولا تكن من الذين ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ ‌الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ ‌الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ ‌الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.

ثانيا: منظومة السلوك

وهو حمل النفس والزامها ومجاهدتها على السلوك الحسن والخُلُق الحميد  ‌ومنعها وحفظها من سموم النظر ورجس السمع وسقط الكلام وغبن الغفلة وخسارة الوقت ورفيق السوء عن بعد وعن قرب ، فاحرص على هَدْى الإسلام في  السلوك ‌فهو الأقوم والأفضل والأسلم، وهو السلوك الذي يجعل للنفس القيمة الرفيعة النافعة والمناعة الحصينة ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ 

وأما إذا قادت المتعة واللذة النفس أوردتها المهالك، قال تعالى ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ‌الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ فرأى الحق باطلا والحسن سيئا كما وصف الله حالهم ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ ‌الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ .

 

 ثالثا:   المنظومة الغذائية

فصحة الجسم نتيجة الغذاء الصحي الذي يمد الجسم بالفيتامينات والمعادن المهمّة لصحته الجسم، لكنها مهمّة أيضاً  للعقل والصحة النفسية، قال الله تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ ‌الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾

فيقع الإنسان في اتباع خطوات الشيطان بترك شكر نعمة الأكل والاستعانة به على المعصية، أو بأكل الحرام والتقصير في الحرص على الحلال، أو بأكل الحلال الذي نقصت قيمته الغذائية كما هو حال الوجبات السريعة والمعلبة التي تتلوث بالنكهات أو المحسنات الكيمائية أو المواد الملونة للأغذية أو الحافظة أو مواد التغليف التي تلامسها ، فهذا كله له تأثير على صحة الإنسان ويساهم في تقوية الهشاشة النفسية ، ومعلوم أن مصدر الدم الذي في جسم الإنسان هو ما يأكله ،فإذا نقصت قيمة الأكل الغذائية نقص ما يحمله الدم من فوائد للجسم ، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ ‌مَجْرَى ‌الدَّمِ" فإذا وجد الشيطان الدم قد نقصت واختلت الفيتامينات والمعادن التي يحملها ساهم ذلك في قوة تسلط الشيطان على الإنسان ونفخ جمرا كان تحت رماد الهشاشة النفسية فاحرق الإنسان بالأمراض.

 الخطبة الثانية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

رابعا : المنظومة الوقائية من الهشاشة النفسية هي الأسباب التي  تقي الإنسان من مداخل الشيطان وتسد عليه منافذه وبهذا يقي الإنسان نفسه من الامراض النفسية ، ومن الوقاية :

1- تقوى الله ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ 

2- التوكل على الله والحذر من أساليب الشيطان ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ ‌الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ ‌الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾

                    

3- الاستسلام لله في كل شيء والحذر من مخالفة ذلك ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ ‌الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾

4- أكل الحلال والنافع والبعد عن الحرام ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ ‌الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾

5- الاستعانة بالله والثقة به ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ ‌الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ 

6- الحذر من أي عمل فيه موالاة الشيطان أو مشابهة أولياء الشيطان في أخلاقهم وأعمالهم وأعيادهم

﴿وَمَنْ يَتَّخِذِ ‌الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴾ 

﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ‌الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ 

﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ ‌إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ 

7- التربية الحسنة

قالت أم مريم ﴿وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٣٦) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا ‌نَبَاتًا ‌حَسَنًا ﴾ 

8- الوقاية من الذنوب فهي سبب للأمراض النفسية  تسلط الشيطان عليه ﴿إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ ‌الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾

فهناك أسباب وأعمال وأحوال تمكن الشيطان من الاقتران بالإنسان ﴿وَمَنْ يَكُنِ ‌الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ ﴾

ومن صار قرينه الشيطان فإنه يضله ضلالا بعيدا ﴿وَيُرِيدُ ‌الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ 

من استعان بالله واعتصم به وحافظ على صحته وحصن نفسه بالمناعة الجسمية والإيمانية فلن يضره كيد الشيطان ﴿إِنَّ كَيْدَ ‌الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ 

 

الخميس، 16 ديسمبر 2021

رسالة لمن وقع في فاحشة اللواط

 

يا ابن الإسلام

اعلم أن اللواط رذيلةٌ من أسوأ الرذائل، خصلةٌ من خصال الشر، مميتاً للحياء ، فساداً للأخلاق ، فساداً للقلب ، اعتداءٌ شديدٌ على الطبيعة التي ركبها الله عز وجل،بل جريمةٌ نكراء تعافها البهائم والحيوانات .

يا من فعل اللواط ... أنعم الله عليك بنعمة الإسلام ، والأمن والأمان ، والسلامة في الأبدان والعافية من الأسقام ، والبصر والسمع والكلام فلماذا هذا الشر والنكير؟

أما تعلم أن فعل اللواط يغضب الذي يجري الدّم في عروقك!

أما تعلم أن هذه الفاحشة يضيق بها الفضاء، وتعج لها السماء، ويحل بها البلاء ، وطريقاً إلى دار الشقاء!

أما تعلم أن فعل اللواط، شرٌ ونكير، وفسادٌ كبير،وكبيرةٌ من كبائر الذنوب!

أما تعلم أنه كشف حال، وسوء مآل، وداءٌ عضال، وقبح أفعال!

إنه عيبٌ دونه سائر العيوب ، تذوب من أجلها القلوب، فعلٌ مسبوب، ووضعٌ مقلوب، وفاعلٌ ملعون، ومفعولٌ به مغضوب، إنه خلقٌ فاسد وعرضٌ ممزق، وكرامةٌ معدومة، إنه زهريٌ وإيدز، سيلانٌ وسرطانٌ ذو ألوان، قذارةٌ دونها كل القاذورات،إنه خللٌ في توازن العقل، وضعفاً شديداً في الإرادة،وانعكاسٌ نفسي ، وخفقاناً في القلب، وطريقاً للإصابة بالعقم، وانعدام عضلاتٍ للمستقيم، بل إنه فعل الكلاب ، فعل البغال والحمير، فعل القردة والخنازير، ولا يصاب الشخص اللوطي أو فاعل العادة السرية بالأمراض الفتاكة إلا بعد فترة مديدةً من الزمن .

-كيف يطيب لك عيشاً والله غاضباً عليك لأنك أغضبته وهتكت ستره .

-كيف يهنأُ لك بالاًوأنت مخالفاً للقرآن الكريم فلقد قال سبحانه وتعالى {والذين هم لفروجهم حافظون - إلا على أزواجهم أوما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين – فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }

 

أخي في الله/

ما هو موقفك حينما يناديك الله بين الخلائق أجمعين وأنت فاعلٌ للواط، ثم يفضحك بين الخلق أجمعين .

بل ما هو موقفك من حياةٍ تعيشها بعدما تنظر إلى أقاربك وأصدقائك عندما يكونوا في أتم الصحة والعافية ويكون لديهم أبناءً وأُسر، وأنت تنتقل من مرضٍ إلى مرض ، ومن مصيبةٍ إلى أخرى ، والسبب في ذلك أنك تستجيب لهذه الشهوة المحرمة .

بل ما هو موقفك حينما يرسل الله عليك ملك الموت وأنت فاعل للواط .

أخي في الله/ اعلم أن اللوطي ملعون في الأرض، وملعونٌ في السماء، ملعون من الله تعلى على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال(لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط)رواه النسائي .

وروى عن أنس بن مالك قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم( من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله تعالى حتى يحشر معهم)

- لماذا أصبح كثيراً من الشباب منقاداً للشيطان اللعين حتى غرقوا في هذه الفاحشة النكراء ؟

- لماذا أصبح أكثر الشباب صحبتهم من أجل الغرام واللواط ؟

- لماذا أصبح أكثر الشباب سخيف العقل، عديمُ الهمة والحياء من الله عز وجل فأهتم بالحب والغرام ، والمعاكسات الهاتفية،والصور والمجلات ، والنظرات الساقطة، والكلام الفاحش، وهذه في الغالب مسببات اللواط، والزنا والعادة السيئة0

- لماذا أصبح بعض الشباب فريسةً لكل لوطي ، يعبثون به ،ويهددونه،ويذهبون به حتى يتمكنوا منه ؟

- فبالله عليك ما هو موقف الرجل اللوطي في الآخرة أمام الله عز وجل، بل ما هو موقفه في الدنيا عندما يصبح في مهنةٍ أوفي مستوىً وظيفي أو كان له زوجةً وأبناء ، ثم يقال عنه كان هذا الرجل يُفعل به كذا وكذا ...

 

كلوا واشربوا وازنوا ولوطوا وابشروا ------ فإن لكم زفاً إلى الجنة الحمرا

فقوم لوطٍ مـهدوا الدار قبــلكم ------وقالوا إلينا عجلوا لكم بشـرا

وها نحن أسلافٍ لكم في انتظاركـم------سيجمعنا الجبار في ناره الكبرى

فلا تحسبوا أن الذين نكـحـتمـوا------ يغيبون عنكم بل ترونهم جهرا

ويلعن كـل منكما لخلـيـله ------ ويشقى به المحزون في الكرة الأخرى

يعذب كلٌ منــهما بشـريـكه -----كما اشتركا في لذةٍ توجب الوزرا

(الجواب الكافي)ص197

 

فيا أخا الإسلام/

هؤلاء قوم لوط لم يستفيدوا من فعلهم اللواط إلا أن أعقبت الحسرات، وأذهبت اللذات، وانقضت الشهوات، وتمتعوا قليلاً وعذبوا طويلا، فلقد أهلكهم الله هلاكاً شديدا، وقلب ديارهم عليهم ، ونكّل بهم ، ورماهم بحجارةٍ من السماء .

أخي الكريم/ كأني بك الآن قد مللت مما قرأت وتقول أريد أن أتـوب من اللواط ، وأريد أن أتوب من الخوض والكلام فيه، وأريد أن أفتح صفحةً مشرقةً تكون مليئةٌ بطاعة الله وتحدي الشيطان وكبح شهواته .

 

نعم أخي الشاب /

أنا أؤيدك على ذلك وأقول لك اجعل في قلبك العزيمة والإرادة على الندم والإقلاع، ولا تجعل أصحاب السوء منك نصيب .

 

وقد يقول لوطي/ كيف أتوب ، كيف أقلع وأندم، وكل صديقٌ يهددني، ويعرف عني القبائح والرذائل، والكل يضايقني من كل حدبٍ وجهة .

والجواب هو / مهما هددّت من أصدقائك من كلامٍ وصور، ومهما بلغت شهرتك، ومهما بلغت فضائحك عنان السماء00 فأنت رجل ، والرجل قوي العزيمة والإرادة ، وباب التوبة مفتوحاً، والآيات والأحاديث تدل على أن الله غفورٌ رحيم0 فإذا تبت سوف تبدّل سيئاتك إلى حسنات ، ويحبك الله ويرضى عنك بعد أن غضب عليك ، وتبدّل أوصافك بالمحاسن والأوصاف الحميدة بدلاً من الأوصاف السيئة ، وسوف يعرف الناس توبتك بعدما علموا شهرتك

فبادر بالتوبة الآن قبل أن تبادر بالموت . هذا وأسأل الله أن يجعل هذه الرسالة نافعةً شافيةً كافيةً لكل من أصيب بهذا الداء الفتاك، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد

 

الْمِثْلِيُّونَ، الْخَطَرُ الْقَادِمُ وَالدَّاءُ الدَّاهِمُ

 

 

مصطلح المثلية مصطلح خادع ومضلل وكأنهم أرادوا أن يقولوا ان الشاذ القذر الذي يرتكب الفواحش مثل الإنسان السوي الطبيعي!!

إنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

أَمَّا بَعْدُ: فَكَانَ عِنْدِي تَرَدُّدٌ فِي الْكَلَامِ فِي مَوْضُوعِ خُطْبَةِ الْيَوْمِ، مِنْ بَابِ [أَمِيتُوا الْبَاطِلَ بِعَدَمِ ذِكْرِهِ], وَلَكِنَّ بَعْدَ النَّظَرِ وَالتَأّمُّلِ رَأَيْتَ أَنَّ الأّمْرَ لَا يَجُوزُ السُّكُوتُ عَنْهُ, لِأَنُّه لَمْ يَعُدْ خَافِيًا وَلَمْ يَبْقَ سِرًّا, فالْحَالَ تَغَيَّرَتْ، وَاخْتَلَطَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، فَلا يَكَادُ مِنَّا كَبِيرٌ وَلا صَغِيرٌ إِلَّا وَالْعَالَمُ فِي يَدِهِ بِهَذَا الْجِهَازِ الصَّغِيرِ الْجَوَّالِ، وَتَتَبُّعُ الْأَخْبَارِ قَدِ انْشَغَلَ بِهِ النَّاسُ، ثُمَّ التَّرْوِيجُ الْإِعْلَامِيُّ صَارَ فَنًّا، وَلَهُ طُرُقٌ عَجِيبَةٌ مُغْرِيَةٌ.

وَهَذَا الْأَمْرُ الْجَلَلُ لا يَسُوغُ السُّكُوتُ عَنْهُ وَلا يَحِلُّ تَرْكُ التَّحْذِيرِ مِنْهُ، لِأَنَّ الْغَرْبَ قَدْ أَجْلَبُوا عَلَى نَشْرِهِ وَالتَّرْوِيجِ لَهُ بِخَيْلِهِمْ وَرَجِلِهِمْ.

أُيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّهُمُ الْمِثْلِيُّونَ، إِنَّهُمُ الْجِنْسُ الثَّالِثُ، أو (الْمُتَحَوِّلُونَ جِنْسِيًّا) كَمَا يَحْلُو لَهُمْ أَنْ يُسَمُّوا أَنْفَسُهَمْ، فَيَتَزَوَّجُ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ وَتَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةُ بِالْمَرْأَةِ, فَتَشِيعُ فَاحِشَةُ اللِّوَاطِ، وَتَنَتَشِرُ قَذَارَةُ السِّحَاقِ بَينَ الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَة.

إِنَّهُمْ يَظْهَرُونَ الآنَ بِقُوَّةٍ فِي الْمُجَتمَعِ الغَرْبِيِّ, وَهُمْ قَادِمُونَ لِلدُّخُولِ فِي بِلَادِ المسْلِمِينَ, وَهَدُفُهُمْ الأَوَّلُ الشَّبَابُ المسْلِمُونَ وَالفَتَيَاتُ المسْلِمَاتُ.

فَشِعَارُهُمْ (قَوْسُ قُزَحٍ بِالْأَلْوَانِ الْمُتَنَوِّعَةِ), صَارَ يُنْشَرُ وَيُرَوَّجُ لَهُ فِي وَسَائِلِ الْإِعْلَامِ، وَفِي أَلْعَابِ الْأَطْفَالِ، وَفِي الْأَدَوَاتِ التِي تَدْخُلُ الْمَنَازِلَ، بَلْ إِنَّهُ فِي أَكْبَرِ لُعْبَةٍ شَعْبِيَّةٍ يُشَاهِدُهَا النَّاسُ عِنْدَنَا، وَهِيَ كُرَةُ الْقَدَمِ أَدْخَلُوا ذَلِكَ فِيهَا, وَحَمَلَ اللَّاعِبُونَ شِعَارَ الْمِثْلِيِّينَ.

حَتَّى إِنَّهُ فِي أَحَدِ أَقْوَى الدَّوْرِيَّاتِ الْأُورُبِيَّةِ جْعَلُوا جَوْلَتَيْنِ مِنَ الْمُبَارِيَاتِ مُخَصَّصَةً لِدَعْمِ الْمِثْلِيِّينَ مَالِيًّا وَمَعْنَوِيًّا، فَجَعَلُوا شِعَارَهُمْ أَعْلَامَهَمْ تُرَفْرِفُ حَوْلَ الْمَلاعِبِ، وَيَرْتَدِيهِ اللَّاعِبُونَ أَثْنَاءَ المبَارَيَاتِ لِكَيْ يَرَاهُ المتَابِعُونَ لِلْمُبَارَاةِ بِوُضُوحٍ، ثُمَّ الْعَوَائِدُ الْمَالِيَّةُ مِنَ التَّذَاكِرِ وَغَيْرِهَا خُصَّصَتْ لِدْعَمِ الْمِثْلِيِّينَ، وَأَكْثَرُ أَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا يُتَابِعُونَ مُبَارَيَاتِ كُرَةِ الْقَدَمِ، وَهَذَا جُزْءٌ مِنَ التَّرْوِيجِ لِهَذِهِ الْفَاحِشَةِ عَالَمِيًّا.

وَكَذَلِكَ فَقَدْ عُمِلَتْ لَهُمُ الْأَفْلَامُ التِي تَنْتَشِرُ بَيْنَ النَّاسِ أَسْرَعَ مِنِ انْتِشَارِ النَّارِ فِي الْهَشِيمِ، بَلْ إِنَّهُ فِي إِحْدَى أَكْبَرِ دُوَلِ الْعَالِمِ حِينَ انْتُخِبَ رَئِيسُهَا, خْرُجَ أَحَدُ أَعْضَاءِ حُكُومَتِهِ أَمَامَ الْجَمَاهِيرِ يَشْكُرُهُمْ لِتَرْشِيحِهِ فِي مَنْصَبٍ وَزَارِيٍّ مُهِمٍّ فِي تِلْكَ الدَّوْلَةِ ثُمَّ – وَبِكُلِّ جَرَاءَةٍ وَقُبْحِ – يُقَدِّمُ الشُّكْرَ لِـ(زَوْجِهِ بِجَانِبِهِ) الذِي كَانَ لَهُ الْفَضْلُ فِي قِيَادَةِ حَمْلَتِهِ الانْتِخَابِيِّةِ، وَكَانَ ذَلِكَ أَمَامَ وَسَائِلِ الْإِعْلَامِ الْعَالَمِيَّةِ. فَهَلْ بَعْدَ كُلِّ هَذَا نَسْكُتُ مِنَ الْكَلامِ عَنْ هَذِهِ الْجَرِيمَةِ؟

وَإن الْعَجَبَ لا يَنْتَهِي، وَلا يَكَادُ يُصَدِّقُ الْعَاقِلُ هَذَا الْأَمْرَ لَوْلا أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى النَّاسِ وَأَظْهَرُوهُ عَلَنًا، بَلْ وَيُطَالِبُونَ بِحُقُوقٍ لَهُمْ، وَيُحَارِبُونَ مَنْ يَذُمُّهُمْ أَوْ يُنْكِرَ عَلَيْهِمْ، حَتَّى إِنَّهُمْ يَصِفُونَ الْمُجْتَمَعَاتِ التِي تَنْفِرُ مِنْهُمْ بِأَنَّهَا مُتَخَلِّفَةً وَلا تَقُومُ بِحُقُوقِ الْإِنْسَانِ، وَلَمَّا مَنَعَتْ بَعْضُ دُولِ الْخَلِيجِ وَعَلَى رَأْسِهِمْ الْمَمْلَكَةِ الْعَرِبِيِّةِ السُّعُودِيَّةِ عَرَضَ أَحَدِ الْأَفْلَامِ التِي فِيهَا زَوَاجُ أحد الممَثْلِينَ بِرَجُلٍ صَاحُوا بِنَا وَتَعَالَتْ أَصْوَاتُهُمْ بِالتَّنْدِيدِ بِبِلَادِنَا, وَالعَجِيبُ أَنّهُمْ يُظْهِرُونَ أَنَّهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ, وَصَارَ [زَوْجَةً] لِآخَرَ, وَمَا ذَلِكَ إِلَّا لِيَنْشُروا الفَاحِشَةَ فِي المسْلِمِينَ، قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ.

وَإِنَّ الْعَجَبَ لا يَنْتَهِي مِنْ هَؤُلاءِ الْغَرْبِيِّينَ الذِينَ هُمْ أَحْرَصُ النَّاسِ عَلَى الصِّحَّةِ وَعَلَى سَلامَةِ الْأَبْدَانِ, ثُمَّ هُمْ يَنْشُرُونَ هَذِهِ الْقَذَارَةَ وَيَقِفُونَ مَعَهَا، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَادَهُ لِلْمَهَالِكِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ هَذِهِ الْفَاحِشَةَ تَتَقَزَّزُ النُّفُوسُ مِنْ ذِكْرِهَا فَضْلًا عَنْ فِعْلِهَا، إِنَّهَا جَرِيمَةٌ نَكْرَاءُ وَفَاحِشَةٌ شَوْهَاءُ، مُوجِبَةٌ لِلْعُقُوبَةِ وَالْهَلَاكِ، إِنَّهَا أَعْظَمُ الْفَوَاحِشَ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَأَضَرُّهَا عَلَى الدِّينِ وَالْأَخْلَاقِ، إِنَّهَا دَاءٌ عُضَالٌ وَسُمٌّ قَتَّالٌ، غَايَةٌ فِي الْخِسَّةِ والْقُبْحِ وَالْبَشَاعَةِ وَالشَّنَاعَةِ.

إِنَّ هَذِهِ الجَرِيمَةَ أَعْظَمُ سَبَبٍ لِلْأَمْرَاضِ الْمُسْتَعْصِيَةِ وَالْأَوْجَاعِ التِي لَمْ تَكُنْ فِيمَنْ سَبَقَ مِنَ الْمُجْتَمَعَاتِ، كَالإِيدْزِ وَالْهِرْبِسِ.

وَلا يُسْتَغْرَبُ انْتِشَارُ الْفَاحِشَةِ هَذِهِ فِي مُجْتَمَعَاتِ الْكُفَّارِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيْسَ بَعْدَ الْكُفْرِ ذَنْبٌ، وَلَكِنَّ الْمُصِيبَةَ الْعُظْمَى أَنْ يَنْتَقِلَ هَذَا الدَّاءُ إِلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ وَيَنْتَشِرَ فِيهَا، وَهَذَا مَا يُرِيدُهُ الْغَرْبُ، وَلِذَلِكَ يَصِيحُونَ بِكُلِّ مَنْ يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ أَوْ يَعِيبُهُمْ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ هَذِهِ الْجَرِيمَةَ قَدْ جَاءَتْ نُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ مُحَذِّرَةً مِنْهَا، وَمُبَيِّنَةً عُقُوبَةَ الْأُمَّةِ التِي ابْتَدَعَتْهَا، وَمُوضِحَةً أَنَّ تِلْكَ الْعُقُوبَةَ لَيْسَتْ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ، فَفِي الْقُرْآنِ أَكْثَرُ مِنْ 60 آيَةٍ في شَأْنَ قَوْمِ لُوطٍ، قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ}، وَفِي سُورَةِ هُود قَالَ اللهُ تَعَالَى مُبَيِّنًا عُقُوبَتَهُمْ {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}.

وَأَمَّا السُّنَّةُ فَكَثُرَتِ الْأَحَادِيثُ فِي شَأْنِ هَذِهِ الْجَرِيمَةِ، فَعَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي عَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ) ([1])، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (... وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِل عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ عَمِل عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ) ([2]).

وَأَجْمَعَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عَلَى قَتْلِ مُرْتَكِبِ هَذِهِ الْكَبِيرَةِ، لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ) ([3]).

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ هَذَا الْعَمَلَ الْقَبِيحَ لَهُ أَضْرَارٌ دِينِيَّةٌ وَخُلُقِيَّةٌ وَاجْتِمَاعِيَّةٌ وَنَفْسِيَّةٌ وَصِحِيَّةٌ، عَلَى الْأَفْرَادِ وَالْجَمَاعَاتِ.

إِنَّ اللِّوَاطَ كَبِيرَةٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، وَسَبَبٌ لِلْبُعْدِ مِنْ عَلَّامِ الْغُيُوبِ، وَهُوَ جَرَمٌ عَظِيمٌ حَذَّرَ مِنْهُ رَبُّنَا جَلا وَعَلَا، وَعَاقَبَ الْأُمَّةَ التِي فَعَلَتْهُ بِأَقْسَى الْعُقُوبَاتِ وَأَنْكَى الْمَثُلاتِ، إِنَّهُ لَوْثَةٌ خُلُقِيَّةٌ، وَانْحِرَافٌ عَنِ الْفِطْرَةِ السَّوِيَّةِ، إِنَّهُ مُورِثٌ لِقِلَّةِ الْحَيَاءِ، وَمُذْهِبٌ لِلْغِيرَةِ مِنَ الْقَلْبِ مُورِثٌ لِلدِّيَاثَةِ، حَتَّى رُبَّمَا رَضِيَ فَاعِلُهُ بِوُقُوعِ الْفَاحِشَةِ فِي مَحَارِمِهِ.

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِنَّ اللِّوَاطَ يَعُودُ عَلَى الْمُجْتَمَعِ بِالشَّرِّ وَالْوَيْلاتِ وَزَوَالُ الْخَيْرَاتِ وَذَهَابِ الْبَرَكَاتِ مِنَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ، إِنَّهُ مُؤْذِنٌ بِحُلُولُ الْعُقُوبَاتِ، وَسَبَبٌ لِضَيَاعِ الْأَمْنِ وَشُيُوعِ الْفَوْضَى وَتَفَكُّكِ الْأُسَرِ وَتَفَرُّقِ الْبُيُوتِ، إِنَّهُ يُورِثُ لِفَاعِلِهِ الْخَوْفَ الشَّدِيدَ وَالْوَحْشَةَ وَالاضْطِرَابِ، وَالْحُزْنِ الدَّائِمِ وَالْعَذَابِ الْمُسْتَمِرِّ وَالْقَلَقِ الْمُلَازِمِ وَفُقْدَانِ لَذَّةِ الْحَيَاةِ وَالْأَمْنِ وَالطُّمَأْنِينَةِ. أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيَطَانِ الرَّجِيمِ { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}, أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .

 

 

الْخُطَبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، وَأُصَلِّي وَأُسَلِّمُ عَلَى رَسِولِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ: فَقَبْلَ أَنْ نَذْكُرَ أَضْرَارَ اللِّوَاطِ الصِّحِّيَّةِ أُنَبِّهُ عَلَى مَسْأَلَتين مُهِمَّتَيْنِ جِدًّا، (الأُولَى) أَنَّ فِعْلَهَا كَبِيرَةٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ, وَأَمَّا اسْتِحْلَالُها فَإِنُّه كُفْرٌ أَكْبَرُ مِخْرِجٌ عَنْ مِلَّةِ الإِسْلَامِ, وَلِهَذَا فِإِنَّهُ وُجِدَ مِنْ هَؤُلَاءِ المثْلِيِينَ مِمَّنْ يَنَتَسِبُ إِلَى الَإسَلام وَيِسْتَحِلُّهَا وَيَنَاضِلُ عَنْ ذَلِكَ, وَأَنَّهُ حَرِّيَةٌ شَخْصِيَّةٌ, وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا كُفْرٌ أَكْبَرُ.

(المسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ) أَنَّ هَذَا الْفِعْلَ الْمُشِينَ حَرَامٌ حَتَّى بَيْنَ الزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ، خِلَافًا لِمَا يَظُنُّهُ بَعْضُ السُّفَهَاءِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا) ([4])، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى رَجُلٍ أَتَى رَجُلًا أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا) ([5]).

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ الطِّبَّ الْحَدِيثَ يَكْشِفُ لَنَا بَيْنَ الفَيْنَةِ وَالْأُخْرَى كَارِثَةً مِنْ كَوَارِثِ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ.

فَمِنْ تِلْكَ الْأَضْرَارِ الصِّحِّيَّةِ: التَّأْثِيرُ عَلَى الْأَعْضَاءِ التَّنَاسُلِيَّةِ، بِحَيْثُ تَضْعُفُ مَرَاكِزُ الْإِنْزَالِ الرَّئيِسِيَّةُ في الْجِسْمِ ثُمَّ يَنْتَهِي الْأَمْرُ إِلَى الْإِصَابَةِ بِالْعُقْمِ, مِمَّا يَحْكُمُ عَلَى اللَّائِطِينَ بِالانْقِرَاضِ وَالزَّوَالِ.

وَمِنَ الْأَمْرَاضِ: ارْتِخَاءُ عَضَلاتِ الْمُسْتَقِيمِ وَتَمَزُّقُهُ: وَلِذَلِكَ تَجِدُ بَعْضَ الْوَالِغِينَ فِي هَذَا الْعَمَلِ دَائِمِي التَّلَوُّثِ بِهَذِهِ الْمَوَادِّ الْمُتَعَفِّنَةِ، بِحَيْثُ تَخْرُجُ مِنْهُمْ بِدُونِ شُعُورٍ. وَمِنَ الْأَمْرَاضِ الزُّهْرِي: الذِي يُسَبِّبُ الشَّلَلَ وَتَصَلُّبِ الشَّرَايِينِ وَالْعَمَى وَالتَّشَوُّهَاتِ الْجِسْمِيَّةِ. وَمِنْهَا مَرَضُ السَّيَلانِ: الذِي يُحْدِثُ الْتِهَابَاتٍ شَدِيدَةٍ فِي الْأَعْضَاءِ التَّنَاسُلِيَّةِ يَصْحَبُهُ قَيْحٌ وَصِديدٌ كَرِيهُ الرَّائِحَةِ، وَتُؤَدِّي إِلَى ضِيقِ مَجْرَى الْبَوْلِ وَالْتِهَابِ الْقَنَاةِ الشَّرَجِيَّةِ.

وَمِنْ تِلْكَ الْأَمْرَاضِ: ذَلِكَ الْمَرَضُ الْخَطِيرُ (الإِيدْز) الذِي سَبَّبَ لِلْعَالَمِ مَوْجَةً مِنَ الذُّعْرِ وَالرُّعْبِ وَصَارَ يُهَدُّدِ أَهْلَ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ بِالْفَنَاءِ وَأَصَابَهُمُ بِالْهَلَعِ وَالْجَزَعِ وَالْفَزَعِ وَحَلَّ بِهِمُ الْبَلاءُ, وَهَذَا الْمَرَضُ نِسْبَةُ الْوَفِيَّاتُ بِهِ عَالِيَةٌ جِدًّا وَالْغُمُوضُ الْمُرِيعُ يَكْتَنِفُهُ وَالْعِلَاجُ لَهُ قَلِيلٌ أَوْ مُنْعَدِمٌ بِالْكُلِّيَّةِ، وَانْتِشَارُهُ أَسْرَعُ مِنِ انْتِشَارِ النَّارِ في الْهَشِيمِ، وَكَلِمَةُ إيدْز اخْتِصَارٌ لِعِبَارةٍ إنْجِلِيزِيَّةٍ مَعْنَاهَا بِالْعَرَبِيَّةِ (فُقْدَانُ أَوْ نَقْصِ الْمَنَاعَةِ الْمُكْتَسَبَةِ)، وَقَدْ ذَكَرَ عُلُمَاءُ الطِّبِّ أَنَّ نِسْبَةَ 95٪ مِنْ مَرْضَى الإِيدْزِ هِمْ مِمَّنْ يُمَارِسُونَ اللِّوَاطَ، وَالنِّسْبَةُ الْبَاقِيَةُ هُمْ مِنْ مَرضَى الْمُخَدِّرَاتِ، وَأَنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الْمُصَابِينَ بِهِ يَمُوتُونَ خِلَالَ ثَلاثِ سَنَوَاتٍ مِنْ بِدَايَةِ الْمَرَضِ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: عَلَيْنَا جَمِيعًا فِي مُجْتَمِعِنَا المسْلِمِ الطَّاهِرِ أَنْ نَحْذَرَ وَنُحَذِّرَ مِنَ هَذَا الخُلُقِ السَّاقِطِ وَهَذَا البَلَاءِ الدَّاهِمْ, الذَي صَارَ كَثِيرٌ مِنَ الغَرْبِيينَ يُرَوِّجُ لَهُ وَيُدَافِعُ عَنْ أَهْلِه.

إِنَّ عَلَيْنَا فِي المسَاجِدِ وَالمدَارِسِ وَالكُلِّيَاتِ وَالبُيُوتِ [كُلٌّ فِي مَجَالِه], أَنْ نَتَنَادَى بِالتَّحْذِيرِ مِنْهُ وَبَيَانِ خَطَرِهِ وَخَطَرِ أَهْلِهِ, نَسْأَلُ اللهَ السَّلامَةَ وَالعَافِيَةَ, ونَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخِزْي وَالْعَارِ، وَنَلْجَأُ إِلَى اللهِ مِنَ الْهَلَاكِ الدِّينِيِّ وَالدُّنْيَوِيِّ، الَّلهُمَّ اجْعَلْنَا مِمنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ. الَّلهُمَّ اِحْمِ بِلَادَنَا وَسَائِرَ بِلَادِ الإِسْلَامِ مِنَ الفِتَنِ، وَالمِحَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن، الَّلهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 .

جريمة اللواط ، الشواذ ، المثلية ، الفواحش

 

يا ابن الإسلام

اعلم أن اللواط رذيلةٌ من أسوأ الرذائل، خصلةٌ من خصال الشر، مميتاً للحياء ، فساداً للأخلاق ، فساداً للقلب ، اعتداءٌ شديدٌ على الطبيعة التي ركبها الله عز وجل،بل جريمةٌ نكراء تعافها البهائم والحيوانات .

يا من فعل اللواط ... أنعم الله عليك بنعمة الإسلام ، والأمن والأمان ، والسلامة في الأبدان والعافية من الأسقام ، والبصر والسمع والكلام فلماذا هذا الشر والنكير؟

أما تعلم أن فعل اللواط يغضب الذي يجري الدّم في عروقك!

أما تعلم أن هذه الفاحشة يضيق بها الفضاء، وتعج لها السماء، ويحل بها البلاء ، وطريقاً إلى دار الشقاء!

أما تعلم أن فعل اللواط، شرٌ ونكير، وفسادٌ كبير،وكبيرةٌ من كبائر الذنوب!

أما تعلم أنه كشف حال، وسوء مآل، وداءٌ عضال، وقبح أفعال!

إنه عيبٌ دونه سائر العيوب ، تذوب من أجلها القلوب، فعلٌ مسبوب، ووضعٌ مقلوب، وفاعلٌ ملعون، ومفعولٌ به مغضوب، إنه خلقٌ فاسد وعرضٌ ممزق، وكرامةٌ معدومة، إنه زهريٌ وإيدز، سيلانٌ وسرطانٌ ذو ألوان، قذارةٌ دونها كل القاذورات،إنه خللٌ في توازن العقل، وضعفاً شديداً في الإرادة،وانعكاسٌ نفسي ، وخفقاناً في القلب، وطريقاً للإصابة بالعقم، وانعدام عضلاتٍ للمستقيم، بل إنه فعل الكلاب ، فعل البغال والحمير، فعل القردة والخنازير، ولا يصاب الشخص اللوطي أو فاعل العادة السرية بالأمراض الفتاكة إلا بعد فترة مديدةً من الزمن .

-كيف يطيب لك عيشاً والله غاضباً عليك لأنك أغضبته وهتكت ستره .

-كيف يهنأُ لك بالاًوأنت مخالفاً للقرآن الكريم فلقد قال سبحانه وتعالى {والذين هم لفروجهم حافظون - إلا على أزواجهم أوما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين – فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }

 

أخي في الله/

ما هو موقفك حينما يناديك الله بين الخلائق أجمعين وأنت فاعلٌ للواط، ثم يفضحك بين الخلق أجمعين .

بل ما هو موقفك من حياةٍ تعيشها بعدما تنظر إلى أقاربك وأصدقائك عندما يكونوا في أتم الصحة والعافية ويكون لديهم أبناءً وأُسر، وأنت تنتقل من مرضٍ إلى مرض ، ومن مصيبةٍ إلى أخرى ، والسبب في ذلك أنك تستجيب لهذه الشهوة المحرمة .

بل ما هو موقفك حينما يرسل الله عليك ملك الموت وأنت فاعل للواط .

أخي في الله/ اعلم أن اللوطي ملعون في الأرض، وملعونٌ في السماء، ملعون من الله تعلى على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال(لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط، لعن الله من عمل عمل قوم لوط)رواه النسائي .

وروى عن أنس بن مالك قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم( من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله تعالى حتى يحشر معهم)

- لماذا أصبح كثيراً من الشباب منقاداً للشيطان اللعين حتى غرقوا في هذه الفاحشة النكراء ؟

- لماذا أصبح أكثر الشباب صحبتهم من أجل الغرام واللواط ؟

- لماذا أصبح أكثر الشباب سخيف العقل، عديمُ الهمة والحياء من الله عز وجل فأهتم بالحب والغرام ، والمعاكسات الهاتفية،والصور والمجلات ، والنظرات الساقطة، والكلام الفاحش، وهذه في الغالب مسببات اللواط، والزنا والعادة السيئة0

- لماذا أصبح بعض الشباب فريسةً لكل لوطي ، يعبثون به ،ويهددونه،ويذهبون به حتى يتمكنوا منه ؟

- فبالله عليك ما هو موقف الرجل اللوطي في الآخرة أمام الله عز وجل، بل ما هو موقفه في الدنيا عندما يصبح في مهنةٍ أوفي مستوىً وظيفي أو كان له زوجةً وأبناء ، ثم يقال عنه كان هذا الرجل يُفعل به كذا وكذا ...

 

كلوا واشربوا وازنوا ولوطوا وابشروا ------ فإن لكم زفاً إلى الجنة الحمرا

فقوم لوطٍ مـهدوا الدار قبــلكم ------وقالوا إلينا عجلوا لكم بشـرا

وها نحن أسلافٍ لكم في انتظاركـم------سيجمعنا الجبار في ناره الكبرى

فلا تحسبوا أن الذين نكـحـتمـوا------ يغيبون عنكم بل ترونهم جهرا

ويلعن كـل منكما لخلـيـله ------ ويشقى به المحزون في الكرة الأخرى

يعذب كلٌ منــهما بشـريـكه -----كما اشتركا في لذةٍ توجب الوزرا

(الجواب الكافي)ص197

 

فيا أخا الإسلام/

هؤلاء قوم لوط لم يستفيدوا من فعلهم اللواط إلا أن أعقبت الحسرات، وأذهبت اللذات، وانقضت الشهوات، وتمتعوا قليلاً وعذبوا طويلا، فلقد أهلكهم الله هلاكاً شديدا، وقلب ديارهم عليهم ، ونكّل بهم ، ورماهم بحجارةٍ من السماء .

أخي الكريم/ كأني بك الآن قد مللت مما قرأت وتقول أريد أن أتـوب من اللواط ، وأريد أن أتوب من الخوض والكلام فيه، وأريد أن أفتح صفحةً مشرقةً تكون مليئةٌ بطاعة الله وتحدي الشيطان وكبح شهواته .

 

نعم أخي الشاب /

أنا أؤيدك على ذلك وأقول لك اجعل في قلبك العزيمة والإرادة على الندم والإقلاع، ولا تجعل أصحاب السوء منك نصيب .

 

وقد يقول لوطي/ كيف أتوب ، كيف أقلع وأندم، وكل صديقٌ يهددني، ويعرف عني القبائح والرذائل، والكل يضايقني من كل حدبٍ وجهة .

والجواب هو / مهما هددّت من أصدقائك من كلامٍ وصور، ومهما بلغت شهرتك، ومهما بلغت فضائحك عنان السماء00 فأنت رجل ، والرجل قوي العزيمة والإرادة ، وباب التوبة مفتوحاً، والآيات والأحاديث تدل على أن الله غفورٌ رحيم0 فإذا تبت سوف تبدّل سيئاتك إلى حسنات ، ويحبك الله ويرضى عنك بعد أن غضب عليك ، وتبدّل أوصافك بالمحاسن والأوصاف الحميدة بدلاً من الأوصاف السيئة ، وسوف يعرف الناس توبتك بعدما علموا شهرتك

فبادر بالتوبة الآن قبل أن تبادر بالموت . هذا وأسأل الله أن يجعل هذه الرسالة نافعةً شافيةً كافيةً لكل من أصيب بهذا الداء الفتاك، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد