الخميس، 12 أكتوبر 2023

معنى الصمد وموجز ما ذكره المفسرون في معنى هذا الاسم الكريم

 

﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾   

 (الصمد): اسم كريم من أسماء الله الحسنى ، وقد ورد ذكره في كتاب الله مرة واحدة في قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : اللَّهُ الصَّمَدُ )

ومعنی الصمد: السيّد الذي تصمد وتتوجه له الخلائق لكمال خيره وعطائه، وكثرة إحسانه وجوده، فتضطر له الأبدان لقضاء حوائجها كلها، وتفتقر له النفوس لفضله الذي لا غنى لهم عنه طرفة عين

الصمد هو السيد الذي يُصمَدُ اليه والذي ليس فوقه أحد؛ والعرب تسمي اشرافها بهذا الاسم (الصمد) لكثرة الصفات المحمودة في هذا الاسم

ومن معاني (الصمد) :  المصمود بالحوائج، والمقصود إليه بها) . فانظر لهذا العالم الفسيح، ولهؤلاء الخلق الذين لا يحصيهم إلا من خلقهم سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وكيف أنهم كلهم يحتاجون إلى ربهم في حوائجهم كلها، فيتوجهون إليه ويصمدون نحوه، وحوائج الخلق - كما هو معلوم - لا تنتهي، بل لا ينتهي أحدهم من حاجة إلا ويضطر لما بعدها فيقضيها لهم الله، فتتابع إحسانه سبحانه وتعالى عليهم لا ينقطع.

       

وصمود الخلق له في صغائر حوائجهم قبل كبارها، ومهما عظمت مكانة المرء فهو مضطر لمولاه، فقير لفضله، محتاج لإحسانه ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ ‌أَنْتُمُ ‌الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ 

لقد احتوى هذا الاسم على اوصاف عظيمه ومدائح جميلة لربنا جل في علاه لا تنبغي الا لمن تناهى سؤدده وعَظُمَ فضله وجوده وهو الله وحده تعالى

فهو الذي قد كمل بجميع أنواع الشرف والسؤدد؛ كمل في ذاته وصفاته وأفعاله؛ وكماله وكمال صفاته لا منتهى له، وعظمته فوق كُلِّ عظمة، وإحسـانه فوق كل إحسان ﴿وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو ‌الْفَضْلِ ‌الْعَظِيمِ﴾ 

ومن معاني: (الصمد) هو الذي لا جوف لــه فقد تنزّه وتقدّس وتعالى عن صفات المخلوقين كأكل الطعام ونحوه، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عن ذلك علــواً كبيراً)

ولذا رد الله على النصارى بما ذكر من وصف حاجة عيسى وأمه للطعام والشراب مما يدل على بطلان ألوهيتهما ، فالرب الحق لا يأكل ولا يشرب :لأن الأكل حاجة، والرب منزّه عن الحاجة، ومن أكل احتاج لإخراج ما في جوفه - والإله الحق يُنزّه عن ذلك أعظم تنزيه ، فلو عقلوا لأيقنوا ببطلان الوهيتهما.

ووحدوا الله الغني الصمد، قال الله سبحانه وتعالى :

﴿مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا ‌يَأْكُلَانِ ‌الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ والله هو الصمد الذي لم يحتج للطعام ولا للشراب

ومن معاني الصمد العالي الذي تناهى علوه وله العلو المطلق من جميع الوجوه ومن له صفات التعالي وصفة العزة والقهر والعلو ﴿مَا قَدَرُوا اللَّهَ ‌حَقَّ ‌قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ 

﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ‌هَلْ ‌تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ﴾

و من معاني الصمود النفيسة ما أشار إليها ابن القيم رحمه الله بقوله: (صمود القلوب إليه بالرغبة والرهبة، وذلك لكثرة خصال الخير فيه، وكثرة الأوصاف الحميدة)

وهو معنى لطيف فيه الإشارة لحاجة القلوب للتوجه لربها، والعيش مع صفاته الحميدة التي تملأ القلب طمأنينة وثقةً وأنسا وراحة.

وصمدية الله فيها إثبات الكمال المطلق لرب العالمين ﴿لَيْسَ ‌كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ 

فهو الصمد الذي لم يحتج إلى أحد ، فهو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو المبتدئ بالفضل وبكل شيء وإليه المنتهى ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ‌وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ .

والله هو الصمد الذي لم يحتج للزوجة ولا للولد

وهو الصمد الأحد الذي لا يحتاج لشريك أو وزير أو معين أو نصير. قال تعالى ﴿‌بَدِيعُ ‌السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ 

وهو الصمد الكامل في حياته، فلا تأخذه سنة ولا نوم.

وهذه المعرفة لهذا الاسم الجليل تُثمر : التعلّق بالله وحده، فلا تتوجه القلوب إلا إليه وحده في طلب الحاجات، فرب بهذه الأوصاف العظيمة ينبغي أن يتـوجه إليه دون سواه.

وهذه فائدة جليلة من فوائد معرفة [‌الصمد] ،وهي عبادة الافتقار إليه وهو الذي يفتقر إليه كل شيء، وهو مستغني ويستغنى عن كل شيء. بل الأشياء مفتقرة من جهة ربوبيته، ومن جهة إلهيته، فما لا يكون به لا يكون، وما لا يكون له لا يصلح ولا ينفع ولا يدوم، وهذا تحقيق قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}  

وللدعاء بهذا الاسم العظيم مزية وفضيلة فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ ‌الْأَحَدُ ‌الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ، الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ"

 ﴿قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ ‌وَلَا ‌يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ الخطبة الثانية

هُوَ الإِلهُ ‌السَّيِّدُ ‌الصَّمَدُ الَّذِي … صَمَدَتْ إِلَيهِ الخَلْقُ بالإذْعَانِ

الكَامِلُ الأوْصَافِ مِنْ كُلِّ الوُجُو … هِ كَمَالُهُ مَا فِيهِ مِنْ نُقْصَانِ

ومعرفة الله الصمد سبب لمحبة العبد لربه ومن أحب الله بصدق فاز بحب الله له عَنْ ‌عَائِشَةَ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِ فَيَخْتِمُ بِـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ. فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: ‌لِأَنَّهَا ‌صِفَةُ ‌الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ

ان اسم الصمد يتضمن جميع صفات الكمال ونعوت العظمة والجلال التي بلغت منتهى الكمال وذروة الجمال وعظمة الجلال فاتجهوا الى ربكم المصمود اليه في الحوائج والنوازل والمقصود اليه في الرغائب والمستغاث به عند المصائب

قال ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،: {الصَّمَدُ} السَّيِّدُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدُدِهِ، وَالشَّرِيفُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي شَرَفِهِ، وَالْعَظِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عَظَمَتِهِ، وَالْحَلِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمِهِ، وَالْغَنِيُّ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي غِنَاهُ، وَالْجَبَّارُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي جَبَرُوتِهِ، وَالْعَالِمُ الَّذِي قَدْ ‌كَمُلَ ‌فِي ‌عِلْمِهِ، وَالْحَكِيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَتِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي أَنْوَاعِ الشَّرَفِ وَالسُّؤْدُدِ وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذِهِ صِفَةٌ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لَهُ لَيْسَ لَهُ كُفُوٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، فَسُبْحَانَ اللَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴿فَذَلِكُمُ ‌اللَّهُ ‌رَبُّكُمُ ‌الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ 

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ ‌حَقَّ ‌قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ 

 ﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ ‌مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ 

الأحد، 17 سبتمبر 2023

التفسير المادي لما يحدثه الله في الكون خلل في العقيدة والإيمان

 

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ تَقْوَى اللهِ الْمَلِكِ الرَّحْمَنِ هِيَ الْعِصْمَةُ مِنَ الْبَلَايَا، وَالْمَنَعَةُ مِنَ الرَّزَايَا؛ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}  

مشاهد مؤلمة يقدرها الله حولنا في هذا العالم فما موقف المؤمن منها

عِبَادَ اللهِ: وَلَنَا مَعَ هَذَا الْمَشْاهدِ وِقْفَاتٌ وَتَأَمُّلَاتٌ:الْوِقْفَةُ الْأُولَى: فِي مَوْقِفِ الْمَعْصُومِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي التَّعَامُلِ مَعَ هَذَا الفواجع، فَلَمْ يَتَعَامَلِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَعَ هَذِهِ النذر تَعَامُلًا جَامِدًا، وَتَحْلِيلًا مَادِّيًّا؛ بَلْ رَبَطَ ذَلِكَ بِالْخَالِقِ وَتَدْبِيرِهِ فِي هَذَا الْكَوْنِ.وَهَكَذَا أَهْلُ الْإِيمَانِ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ لَهُمْ نَظْرَةٌ تَخْتَلِفُ عَنْ غَيْرِهِمْ تِجَاهَ الْمُتَغَيِّرَاتِ الْكَوْنِيَّةِ وَالْكَوَارِثِ الْأَرْضِيَّةِ، مِنْ زَلَازِلَ وَأَعَاصِيرَ وَفَيَضَانَاتٍ، لِمَاذَا؟

لِأَنَّ لَهُمْ عَقِيدَةٌ تُخْبِرُهُمْ بِأَنَّ مَا يَجْرِي فِي هَذَا الْكَوْنِ كُلِّهِ بِقَدَرِ اللهِ، فَلَا يَخْرُجُ شَيْءٌ عَنْ إِرَادَتِهِ، وَلَا يَجْرِي شَيْءٌ مِنْ دُونِ مَشِيئَتِهِ.نَعَمْ: لِلْكَوَارِثِ أَسْبَابُهَا الْحِسِّيَّةُ، وَتَفْسِيرَاتُهَا الْعِلْمِيَّةُ، وَلَكِنَّ هَذَا لَا يَعْنِي التَّعَلُّقَ بِهَذِهِ الْأَسْبَابِ، وَنِسْيَانَ خَالِقِهَا وَمُسَبِّبِهَا وَمُوجِدِهَا.فَإِنَّ اللهَ -تَعَالَى- إِذَا أَرَادَ شَيْئًا، أَوْجَدَ سَبَبَهُ، ثُمَّ رَتَّبَ عَلَيْهِ نَتِيجَتَهُ؛ كَمَا قَالَ –سُبْحَانَهُ-: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}   بَلْ إِنَّ الرُّكُونَ إِلَى التَّفْسِيرَاتِ الْمَادِّيَّةِ وَالتَّعَلُّقَ بِهَا مَعَ مَا فِيهِ مِنْ خَلَلٍ عَقَدِيٍّ – هُوَ مِنْ تَزْيِينِ الشَّيْطَانِ وَعَمَلِهِ؛ كَمَا قَالَ –سُبْحَانَهُ-: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

الْوِقْفَةُ الثَّانِيَةُ: أَنَّ مَا يَحْدُثُ فِي هَذَا الْكَوْنِ مِنْ مُتَغَيِّرَاتٍ وَكَوَارِثَ هِيَ رَسَائِلُ خِطَابٍ لِأَهْلِ الْأَرْضِ، تُخَاطِبُهُمْ بِعَظَمَةِ الْخَالِقِ وَعَجْزِ الْمَخْلُوقِ وَضَعْفِهِ، تُخَاطِبُهُمْ بِأَنَّ الْأَمْرَ للهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ، وَأَنَّ الْمَخْلُوقَ مَهْمَا طَغَى وَبَغَى، وَمَهْمَا تَكَبَّرَ وَتَجَبَّرَ، فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ، وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ؛ فَمَهْمَا أَوتِيَتِ الْبَشَرِيَّةُ مِنْ تَقَدُّمٍ وَقُوَّةٍ وَعِلْمٍ، يَقِفُوا عَاجِزِينَ حَائِرِينَ أَمَامَ هَذِهِ الْآيَاتِ وَالْمَثُلَاتِ، لَا يَمْلِكُونَ رَدَّهَا، وَلَا يَسْتَطِيعُونَ صَدَّهَا، وَصَدَقَ اللهُ: {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ}

الْوِقْفَةُ الثَّالِثَةُ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَمَّى كُسُوفَ الشَّمْسِ آيَةً مِنْ آيَاتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللهُ بِهَا عِبَادَهُ، فَالْوَاجِبُ عَلَى أَهْلِ الْإِيمَانِ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الْمُتَغَيِّرَاتِ الْكَوْنِيَّةِ، وَالْكَوَارِثِ الْمُؤْلِمَةِ لِلْبَشَرِيَّةِ أَنَّهَا آيَاتُ إِنْذَارٍ مِنَ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ، فَتَرْتَجُّ لَهَا الْقُلُوبُ وَتَدْمَعُ عِنْدَهَا الْعُيُونُ، وَتَقْشَعِرُّ لِرُؤْيَتِهَا الْجُلُودُ {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} ، فَالتَّذَكُّرُ وَالِاعْتِبَارُ مِنْ آلَامِ الْأَقْدَارِ حِكْمَةٌ أَرَادَهَا اللهُ -تَعَالَى- قَالَ –سُبْحَانَهُ-: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}  وَإِذَا حَصَلَتِ الْعِبْرَةُ وَالذِّكْرَى، جَاءَ بَعْدَهَا النَّدَمُ وَالرُّجُوعُ وَالتَّضَرُّعُ للهِ –تَعَالَى-: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}  

وَكَمْ فِي هَذِهِ الْأَقْدَارِ الْمُؤْلِمَةِ مِنَ الْخَيْرِيَّةِ الْمُخَبَّأَةِ تَحْتَ سِتَارِ الْغَيْبِ! فَكَمْ مِنْ هَائِمٍ غَافِلٍ أَفَاقَ يَوْمَ حَلَّتِ الْكَوَارِثُ بِأَرْضِهِ! وَكَمْ مِنْ مُضَيِّعٍ لِحُقُوقِ اللهِ عَرَفَ حَقَّ اللهِ يَوْمَ أَنْ مَسَّهُ ضُرُّ الْفَوَاجِعِ! وَكَمْ مِنْ مُمْسِكٍ بَسَطَ يُمْنَاهُ حِينَ اعْتَصَرَ قَلْبُهُ أَسًى مِنْ مَنَاظِرِ الْبَائِسِينَ الْمَنْكُوبِينَ!   نَاهِيكُمْ عَنْ مَنَاظِرِ الْإِخْبَاتِ وَالتَّضَرُّعِ وَالدُّعَاءِ وَالِالْتِجَاءِ إِلَى اللهِ، فَيَحْصُلُ فِي هَذِهِ الْكَوَارِثِ مِنَ الْخَيْرِيَّةِ وَالرُّجُوعِ وَالْإِقْبَالِ مَا لَا يَحْصُلُ فِي غَيْرِهَا، وَهَذَا هُوَ الرُّجُوعُ الْمَعْنِيُّ فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}  ، {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}

الْوِقْفَةُ الرَّابِعَةُ: أَنَّ الْعُقُوبَاتِ وَالْكَوَارِثَ وَالْآيَاتِ مُرْتَبِطَةٌ بِمَعَاصِي بَنِي آدَمَ، وَلِذَا حَذَّرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ أَنْ رَأَى آيَةَ رَبِّهِ مِنْ عِصْيَانِ اللهِ، وَانْتِهَاكِ مَحَارِمِهِ

وهَذَا الْفَهْمُ النَّبَوِيُّ عَنِ اللهِ -تَعَالَى- كَرَّرَهُ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ بَلَغَتْ حَدَّ التَّوَاتُرِ، إِنَّ الْمَعَاصِيَ سَبَبٌ لِلْعُقُوبَاتِ وَالْمَصَائِبِ. يُسْأَلُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ: قَالَ: "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ".

فإنَّ الْكَوَارِثَ مَقْرُونَةٌ بِالْمَعَاصِي.وَمِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعْلَمَ -عِبَادَ اللهِ-: أَنَّ هَذِهِ الْعُقُوبَاتِ الْإِلَهِيَّةَ بِسَبَبِ الذُّنُوبِ قَدْ تَكُونُ حِسِّيَّةً خَفِيَّةً غَيْرَ ظَاهِر ٍفِيهَا الْعُقُوبَةُ، كَالتَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافِ؛ كَمَا قَالَ –سُبْحَانَهُ-: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا}  ، وَالْحُرُوبِ: {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الْأَنْعَامِ: 65]، وَقَدْ تَكُونُ أَزَمَاتٍ اقْتِصَادِيَّةً، وَالَّتِي عَبَّرَ عَنْهَا الْقُرْآنُ بِـ"السِّنِينَ". وَقَدْ تَكُونُ الْعُقُوبَةُ بِأَشْيَاءَ مَعْنَوِيَّةٍ، كَالذُّلِّ وَالضَّعْفِ وَالْهَوَانِ. قَالَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-: "إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ -سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ"؛

الْوِقْفَةُ الْخَامِسَةُ: أَنَّ هَذِهِ الْمُتَغَيِّرَاتِ وَالْكَوَارِثَ لَا تَقَعُ إِلَّا بِحِكْمَةٍ مِنَ اللهِ وَعَدْلٍ مِنْهُ؛ {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}   ، قَدْ دَلَّنَا كِتَابُ اللهِ أَنَّ لِلْعَذَابِ أَسْبَابًا، وَأَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مُنْفَكٍّ عَنِ الْإِيمَانِ، فَيَنْبَغِي التَّفْرِقَةُ فِيمَنْ حَلَّتْ بِهِ تِلْكَ الْمَوَاجِعُ.فَإِنْ نَزَلَتْ بِأَرْضِ الْمُعْرِضِينَ عَنْ دِينِ اللهِ، الْمُكَذِّبِينَ رِسَالَةَ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَهِيَ عَذَابٌ وَعُقُوبَةٌ؛ قَالَ –سُبْحَانَهُ-: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} [الْمَائِدَةِ: 49]، وَبِسَبَبِ الْكُفْرِ وَالْعِنَادِ وَالْإِعْرَاضِ حَلَّ الْبَطْشُ الْإِلَهِيُّ عَلَى الْأُمَمِ السَّابِقَةِ؛ {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ }   .   وَإِنْ حَلَّتِ الْكَوَارِثُ بِدِيَارٍ إِسْلَامِيَّةٍ، فَإِنَّ الْوَاجِبَ النَّظَرُ إِلَى هَذِهِ الْمَوَاجِعِ بِمِنْظَارَيْنِ:

أَوَّلًا: بِمِنْظَارِ الِابْتِلَاءِ، وَأَنَّهَا تَمْحِيصٌ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَتَكْفِيرٌ لِسَيِّئَاتِهِمْ، وَرِفْعَةٌ لِدَرَجَاتِهِمْ، وَامْتِحَانٌ لِإِيمَانِهِمْ، وَتَسْلِيمِهِمْ لِمَكَارِهِ الْأَقْدَارِ.

قَدْ صَحَّتِ الْأَخْبَارُ عَنِ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارِ أَنَّهُ قَالَ: "لَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ، حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى الْأَرْضِ وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ". "وَمَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ هَمٍّ وَلَا غَمٍّ وَلَا حُزْنٍ، حَتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا؛ إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ". "إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ خَيْرًا، عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدِهِ شَرًّا، أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ، حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".فَلَيْسَ كُلُّ كَارِثَةٍ إِذًا هِيَ عُقُوبَةٌ، بَلْ قَدْ تَكُونُ رَحْمَةً لِأَهْلِهَا، وَقَدْ وَقَعَتْ بَلَايَا وَكَوَارِثُ فِي عُصُورِ السَّلَفِ؛ فَحَصَلَ عَامُ الْمَجَاعَةِ، وَحَدَثَ طَاعُونُ عَمْوَاسَ فِي عَهْدِ عُمَرَ، وَفِي أَهْلِهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ مَا لَيْسَ فِي غَيْرِهِمْ.ثَانِيًا: أَنْ يُنْظَرَ إِلَى هَذِهِ الْمَوَاجِعِ بِمِنْظَارِ الْإِنْذَارِ، وَأَنَّهَا قَدْ تَكُونُ عُقُوبَةً لِتَقْصِيرَاتٍ حَدَثَتْ، وَمُنْكَرَاتٍ حَلَّتْ، فَيَخَافُ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْبَلَايَا بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ؛ قَالَ –تَعَالَى-: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}

والْوَاجِبُ أَنْ يُحَاسِبَ أَفْرَادُ الْمُجْتَمَعِ أَنْفُسَهُمْ، وَيُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدُوا؛ خَشْيَةَ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ عُقُوبَةً وَقَعَتْ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ.

الْوِقْفَةُ السَّادِسَةُ: الواجب أن تحدث لنا هذه الفواجع توبة وصلاحا وتقوى فَيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: هَا هِيَ الْمِحَنُ مِنْ حَوْلِكُمْ تَسْتَعْتِبُكُمْ، {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}  . اسْتَدْفِعُوا الْبَلَاءَ بِكَثْرَةِ الأعمال الصالحة والحذر من الذنوب وَاتَّقُوا كَوَارِثَ الدَّهْرِ بِالصَّلَاحِ وَالْإِصْلَاحِ؛ {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ}  .كُونُوا مِنْ أُولِي الْبَقِيَّةِ الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ، أَكْثِرُوا مِنْ صَدَقَةِ السِّرِّ؛ فَهِيَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، تَبَرَّعُوا لِلْمُسْتَضْعَفِينَ الْمُحْتَاجِينَ  .اِرْجِعُوا إِلَى رَبِّكُمْ حَقًّا وَصِدْقًا، كَمَا رَجَعَ خِيَارُ أُمَّتِكُمُ، الَّذِينَ جَمَعُوا الْعَمَلَ الصَّالِحَ مَعَ الْخَوْفِ مِنَ اللهِ فِي أَزَمَاتِهِمْ. وَنَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ جَمَعَ الْخَطَايَا مَعَ الْأَمْنِ مِنْ مَكْرِ اللهِ.

نَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ عَمِيَتْ بَصَائِرُهُمْ، فَغَرَّتْهُمُ الدُّنْيَا عَنِ الدِّينِ. نَعُوذُ بِاللهِ أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ} [التَّوْبَةِ: 126].بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:  

 الْحَمْدُ للهِ وكَفَى، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسِولِهِ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاقْتَفَى. أمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ حَقَّ التَّقْوَى.

أَيُّهَا المُسْلِمُوْنَ : لَقَدْ كَثُرَتِ الْمعَاصِي وَالْفِتَنُ فِي هَذَا الزَّمَانِ، وَانْغَمَسَ أَكْثَرُ النَّاسِ فِي الشَّهَوَاتِ وَالْعِصْيَانِ، فَأَتْرَفُوا أَبْدَانَهُمْ، وَأَتْلَفُوا أَدْيَانَهُمْ، وَأَنْسَتْهُمْ دُنْيَاهُمْ أَهْوَالَ آخِرَتِهِمْ.

أَقْبَلُوا عَلَى الْأُمُورِ الْمَادِيَّةِ الْمَحْسُوسَةِ، وَأَعْرَضُوا عَنِ الْأُمُورِ الْغَيْبِيَّةِ الْمَوْعُودَةِ، الَّتِي هِيَ الْمَصِيرُ الْحَتْمِيُّ وَالْغَايَةُ الْأَكِيدَةُ.

اتَّخَذُوا الْآيَاتِ وَالنُّذُرَ أُمُورًا طَبِيعِيَّةً، وَالْحَوَادِثَ وَقَائِعَ اعْتِيَادِيَّةً، يُنْظَرُ إِلَيْهَا دُونَ وَجَلٍ أَوْ اعْتِبَارٍ، حَتَّى أَظْلَمَتِ الْقُلُوبُ، وَرَانَتْ عَلَيْهَا الذُّنُوبُ.

فَللّهِ دَرُّ أَقْوَامٍ حذروا فتنة الدُّنْيَا فَأَصَابُوا، وَسَمِعُوا مُنَادِيَ اللهِ فَأَجَابُوا، وَحَضَرُوا مَشَاهِدَ التُّقَى فَمَا غَابُوا، وَاعْتَذَرُوا مِنْ تَقْصِيرِهِمْ ثُمَّ تَابُوا وَأَنَابُوا، وَقَصَدُوا بَابَ مَوْلَاهُمْ فَمَا رُدُّوا وَلَا خَابُوا.

﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.

عِبَادَ اللهِ : قَالَ اللهُ جَلَّ في عُلَاهُ : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ ارْضَ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَالصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَمَنْ تَبِعَ

نَسْأَلُ اللهَ -تَعَالَى- أَنْ يُرِيَنَا الْحَقَّ حَقًّا وَيَرْزُقَنَا اتِّبَاعَهُ، وَيُرِيَنَا الْبَاطِلَ بَاطِلًا وَيَرْزُقَنَا اجْتِنَابَهُ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يَتَّعِظُ بِالْمَثُلَاتِ،

وَيُعَظِّمُ اللهَ حَقَّ التَّعْظِيمِ، وَأَنْ يَهْدِيَنَا سَوَاءَ السَّبِيلِ، وَأَنْ يَحْفَظَنَا مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ وَفَوَاجِعِ الزَّمَانِ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ

الأحد، 1 يناير 2023

جرائم الصرب في البوسنة وكوسوفو وتاريخ أوربا الأسود

- دولة ( أوكرانيا ) إشتركت فى ضرب العراق ..
و الآن ( روسيا ) تضرب أوكرانيا ...
- و صدق الله إذ يقول :
- { و تلك الأيام نداولها بين الناس } ...
- هذا ما قراءته في 
مجلة بوسنية مترجمه :
- ( نقلتها لكم ) ...
-  إزدواجية الغرب ...
- حرﺏ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﺮﺏ 
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ...
ﻭ ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻴﻬﺎ 300 ﺃﻟﻒ ﻣﺴﻠﻢ ..
ﻭ ﺍﻏﺘﺼﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ 60 ﺃﻟﻒ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭ ﻃﻔﻠﺔ ..
ﻭ ﻫﺠّﺮ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻭ ﻧﺼﻒ ..
- ﻫﻞ نذﻛﺮها ..!؟.
- ﺃﻡ ﻧﺴﻴﻨﺎﻫﺎ ..؟.
ﺃﻡ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺻﻼ ..!!؟.
- ﻣﺬﻳﻊ (ﺳﻲ ﺇﻥ ﺇﻥ ) ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻯ 
ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻴﺔ ..
ﻭ ﻳﺴﺄﻝ ( ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎﻧﺎ ﺃﻣﺎﻧﺒﻮﺭ ) ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻠﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ :
- ﻫﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﻌﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ..؟.
- ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎﻧﺎ ﺃﻣﺎﻧﺒﻮﺭ - ﻣﻦ ( ﺳﻲ ﺇﻥ ﺇﻥ ) ﺗﻌﻠﻖ 
ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻯ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ و الهرسك :
- ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﺑﺎً ﻗﺮﻭﺳﻄﻴﺔ ..
ﻗﺘﻞٌ ﻭ ﺣﺼﺎﺭٌ ﻭ ﺗﺠﻮﻳﻊٌ للمسلمين ..
و ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ..
ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﺣﺮﺏ ﺃﻫﻠﻴﺔ و ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﺮﺍﻓﺔ ..!!.
- ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻬﻮﻟﻮﻛﻮﺳﺖ ﻧﺤﻮ ( 4 ﺳﻨﻮﺍﺕ ) 
ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 800 ﻣﺴﺠﺪ ..
ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ..
ﻭ ﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺳﺮﺍﻳﻴﻔﻮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ..
- ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻮﺿﻌﺖ ﺑﻮﺍﺑﻴﻦ 
ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ..
- ﻣﺜﻞ : ﻏﻮﺭﺍﺟﺪﺓ .. ﻭ ﺳﺮﺑﺮﻧﻴﺘﺴﺎ .. ﻭ ﺯﻳﺒﺎ ..
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺭ ..
ﻓﻠﻢ ﺗﻐﻦ ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺷﻴﺌﺎً ..
- ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ 
ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ إﻋﺘﻘﺎﻝ ..
ﻭ ﻋﺬﺑﻮﻫﻢ ﻭ ﺟﻮﻋﻮﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ 
ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻋﻈﻤية..!!.
ﻭ ﻟﻤﺎ ﺳﺌﻞ ﻗﺎﺋﺪ ﺻﺮﺑﻲ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ..؟.
- ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﺨﻨﺰﻳﺮ ..!!.
- ﻧﺸﺮﺕ ﺍﻟﻐﺎﺭﺩﻳﺎﻥ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﺭ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﻴﺔ ..
ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ..
تظهر ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ..
( 17 ﻣﻌﺴﻜﺮﺍً ) ﺿﺨﻤﺎً ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﺮﺑﻴﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ..
- ﺍﻏﺘﺼﺐ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ..
ﻃﻔﻠﺔ ﻋﻤﺮﻫﺎ 4 ﺳﻨﻮﺍﺕ ..
- ﻭﻧﺸﺮﺕ ﺍﻟﻐﺎﺭﺩﻳﺎﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ :
- ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻧﺒﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺴﻠﻤﺔ ..
- ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ( ﻣﻼﺩﻳﺘﺶ ) دعا ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ 
ﻓﻲ ( ﺯﻳﺒﺎ ) ﺇﻟﻰ إﺟﺘﻤﺎﻉ ..
ﻭ ﺃﻫﺪﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﻴﺠﺎﺭﺓ ..
ﻭ ﺿﺤﻚ ﻣﻌﻪ ﻗﻠﻴﻼً ..
ﺛﻢ إﻧﻘﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺫﺑﺤﻪ ..
ﻭ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺍﻷﻓﺎﻋﻴﻞ بمدينة ﺑﺰﻳﺒﺎ ﻭ ﺃﻫﻠﻬﺎ ..
- ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺼﺎﺭ ﺳﺮﺑﺮﻧﺘﺴﺎ ..
- ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻮﻥ ( الصليبيون ) 
ﻳﺴﻬﺮﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻭ ﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ..
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺴﺎﻭﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻬﺎ 
ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻟﻘﻤﺔ ﻃﻌﺎﻡ ...
- ﺣﺎﺻﺮ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﺳﺮﺑﺮﻧﺘﺴﺎ ﺳﻨﺘﻴﻦ ..
ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻟﺤﻈﺔ ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﺟﺰﺀﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً 
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ..
ﺛﻢ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺗﺴﻠﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﺬﺋﺎﺏ :
- ﺍﻟﻜﺘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻲ (ﺳﺮﺑﺮﻧﺘﺴﺎ) 
فتآﻣﺮﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺮب ..
ﺿﻐﻄﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ 
ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻷﻣﺎﻥ ..!!.
ﺭﺿﺦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﻬﺎﻙ ﻭ ﻋﺬﺍﺏ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻃﻤﺄﻥ ﺍﻟﺼﺮﺏ ..
ﺍﻧﻘﻀﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﺑﺮﻧﺘﺴﺎ ..
ﻓﻌﺰﻟﻮﺍ ﺫﻛﻮﺭﻫﺎ ﻋﻦ ﺇﻧﺎﺛﻬﺎ ..
ﺟﻤﻌﻮﺍ ( 12000 ) ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ( ﺻﺒﻴﺎﻧﺎً ﻭ ﺭﺟﺎﻻً ) 
ﻓﺬﺑﺤﻮﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭ ﻣﺜﻠﻮﺍ ﺑﻬﻢ ..
- ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ :
- ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺑﻲ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ 
ﻓﻴﺤﻔﺮ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ..
ﻭ ﻫﻮ ﺣﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻷﺭﺛﻮﺫﻛﺴﻲ
( ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻟﻤﺠﻠﺔ ﻧﻴﻮﺯﻭﻳﻚ ﺃﻭ ﺗﺎﻳﻢ ) ..
- ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺑﻲ 
ﺃﻥ ﻳﺠﻬﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻣﺎ ﻳﻠﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ..!!.
- ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺎﻋﺘُﺪِﻱَ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻬﻦ 
و قتل بعضهن ﺣﺮﻗﺎً ..
ﻭ ﺷﺮﺩ ﺃﺧﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ ..
- ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺬﺑﺢ ﺃﻳﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺳﺮﺑﺮﻧﺘﺴﺎ ..
- ﻛﺎﻥ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺗﻤﻮﺯ / ﻳﻮﻟﻴﻮ 1995 ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﺮﺏ ﺍﻹﺑﺎﺩﺓ ﻹﺧﻮﺗﻨﺎ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺫﻧﺒﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﺜﻠﻨﺎ ..
- ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻡ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺼﺮﺑﻲ ..
ﺗﺮﺟﻮﻩ ﺃﻻ ﻳﺬﺑﺢ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻫﺎ فيقطع يدها 
ثم ﻳﺠﺰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ..!!.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺬﺑﺤﺔ ﺗﺠﺮﻱ ..
ﻭ ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻯ ﻭ ﻧﺴﻤﻊ ﻭ ﻧﺄﻛﻞ ﻭ ﻧﻠﻬﻮ ﻭ ﻧﻠﻌﺐ ..
- ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﺑﺢ ﺳﺮﺑﺮﻧﺘﺴﺎ ..
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﺰﺍﺭ ( ﺭﺍﺩﻭﻓﺎﻥ ﻛﺎﺭﺍﺟﺘﺶ ) ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﺗﺤﺎً 
ﻭ ﺃﻋﻠﻦ :
- ﺳﺮﺑﺮﻧﺘﺴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺻﺮﺑﻴﺔ ﻭ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻵﻥ 
ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺏ ..
- ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻳﻐﺘﺼﺒﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ..
ﻭ ﻳﺤﺒﺴﻮﻧﻬﺎ ( 09 ﺃﺷﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻀﻊ ﺣﻤﻠﻬﺎ ) ..
- ﻟﻤﺎﺫﺍ ..؟.
- ﻗﺎﻝ ﺻﺮﺑﻲ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ :
- ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻠﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ 
ﺃﻃﻔﺎﻻً ﺻﺮﺑﻴﻴﻦ ( Serb babies ) ..
- ﻭ ﻧﺤﻦ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ .. ﻭ ﺳﺮﺍﻳﻴﻔﻮ ..
ﻭ ﺑﺎﻧﻴﺎﻟﻮﻛﺎ .. ﻭ ﺳﺮﺑﺮﻧﺘﺴﺎ ...
- ﻧﻘﻮﻟﻬﺎ ﻭ ﻧﻌﻴﺪﻫﺎ :
- ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ ﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ..
- ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ ﻏﺮﻧﺎﻃﺔ ..
- ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ..
- ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﺮﻭﺭ ( 20 ﻋﺎﻣﺎً ) ﻋﻠﻰ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ 
ﻭ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ و الهرسك  ..
- ﻧﻘﻮﻝ : ﻟﻦ ﻧﻨﺴﻰ .. ﻟﻦ ﻧﻌﻔﻮ .. 
ﻭ ﻟﻦ ﻧﺼﺪﻕ ﺃﺑﺪﺍً ﺃﺑﺪﺍً 
ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻭ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ..
- ﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ :
- ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ 
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ و الهرسك ..
ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ يتمتعون 
بثقافة ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭ ﻣﺘﺤﻀﺮﺓ ...
- ﻭ ﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺴﺠﻞ ﺑﻤﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭ ..
ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ  ( ﺑﻄﺮﺱ ﻏﺎﻟﻲ ) 
الذي كان ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺃﻣﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ..
- ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺤﺎﺯ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﺍﻟﺼﺮﺏ ..
- ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺑﻌﺪ ( 20 ﻋﺎﻣﺎً ) ﻟﻢ ﻧﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺪﺭﺱ ..
- ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ :
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻳﺘﺨﻴﺮﻭﻥ ﻟﻠﻘﺘﻞ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ 
ﻭ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ..
و كانوا ﻳﻘﻴﺪﻭﻧﻬﻢ ﺛﻢ ﻳﺬﺑﺤﻮﻧﻬﻢ 
ﻭ ﻳﺮﻣﻮﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬر ..!!.
- ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺑﻠﺪﺓ ﺑدؤﻭﺍ ﺑﻬﺪﻡ ﻣﺴﺠﺪﻫﺎ ..
ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ :
- ﺇﺫﺍ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺼﺮﺏ ﻣﺴﺠﺪَ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻨﺎ 
ﺇﻻ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻣﻨها ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻳﻤﺜﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ..!!.
- ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﺻﻔﺖ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻮﺳﻨﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ :
- ﺣﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺗُﺸن ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ 
ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ..!.
- حسبنا الله و نعم الوكيل ...
- رسالة إلى المفتونين بالحضارة الغربية 
و حقوق اﻻنسان المزيف الذي يتشدقون به ..