الخميس، 28 فبراير 2013

الدرباوية / الدرباوي


عن حذيفة رضي الله عنه قال كان الناسُ يسألونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن الخيرِ ، وكنتُ أسألُهُ عن الشرِّ مخافةَ أن يُدركني ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، إنَّا كُنَّا في الجاهليةِ وشرٍّ ، فجاءنا اللهُ بهذا الخيرِ ، فهل بعد هذا الخيرِ من شرٍّ ؟ قال : ( نعم ) . قلتُ : وهل بعد ذلك الشرِّ من خيرٍ ؟ قال : نعم ، وفيه دَخَنٌ ) . قلتُ وما دَخَنُهُ ؟ قال : ( قومٌ يهدونَ بغيرِ هديي ، تعرفُ منهم وتُنكر ) . قلتُ : فهل بعد ذلك الخيرِ من شرٍّ ؟ قال : ( نعم ، دعاةٌ إلى أبوابِ جهنمَ ، من أجابهم إليها قذفوهُ فيها ) . قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، صِفْهُمْ لنا ؟ فقال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلَّمونَ بألسنتنا ) . قلتُ : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تَلْزَمُ جماعةَ المسلمينَ وإمامهم ، قلتُ : فإن لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ ؟ قال : ( فاعتزلْ تلك الفِرَقَ كلَّها ، ولو أن تَعَضَّ بأصلِ شجرةٍ ، حتى يُدرككَ الموتُ وأنت على ذلك ).



الحركة الشبابية الدرباوية هي : حركة فوضوية تخريبية ، تنطلق من نزعات إجرامية ،وطاقات شابة مهدرة ، وسلوكيات لامبالية ، تقوم على تدمير الممتلكات الشخصية ، والعامة، وتهديد أرواح الناس ، وترسيخ القدوة السئية في عقول ناشئة لايهمهم إلا لفت الأنظار ، والأنطلاق في طرق لاتكلف جهداً ذهنياً ، ولاتتطلب مسوغات قبول للأنضمام إلى وسط همجي فوضوي عابث ، يتخرج فيه أناس ممسوخين من كل القيم ، والطموحات ، والمباديء التي تنهض بقيمة الأنسان ، وتحقق وثبة قوية لمستقبل الأوطان .

"الـــــدربــــاويـــة" والتي يقصد بهذا المفهوم ركوب المخاطر بدون خوف باسم الرجولة، حيث يعتبر هذا النموذج الجديد من السلوك المنحرف الذي يفتخر المنتسبون له بأنهم استطاعوا أن يلفتوا الانتباه، من خلال ما يقومون به من سلوكيات منحرفة وغريبة عن المجتمع، كما أنهم استغلوا كل الوسائل المتاحة لنشر أفكارهم الغريبة ومحاولة جذب المزيد من الأعضاء الجدد سواء داخل المملكة أو في خارجها.
والدباوية يمارسون بعض الجرائم مثل تعاطي المخدرات وممارسة اللواط وارتكاب جرائم سرقة السيارات والمحلات التجارية والسلب باستخدام السلاح وإيذاء الآخرين باستخدام الأسلحة عند الشجار مع الآخرين مما قد يترتب على ذلك ارتكابهم لجرائم القتل.

يتم استدراج الشاب "المزيون"  الى ساحة التفحيط ثم جر رجله إلى الرذيلة.

يلجؤون إلى سلوكيات غريبة للفت النظر إليهم والحصول على الاهتمام المفقود من المجتمع بحسب تصورهم.

انجازات الدرباوي :
1 - يتظاهر بالشجاعة والجراءة  الموهومة .
2 -  يفعل كل ما يثير الاهتمام ولفت الأنظار إليه.
3 - يلف غترته بطريقة معينة ويفضل أن يكون لها هدب.
4 - تكون ملابسه رثة ولا يعتني بقص شعره.
5 - يشترط أن يكون لسيارته صفات معينة : قديمة ، من نوع داتسون وهيلكس وجيب ، تكون نازلة من الأمام ، تكون اللوحة في الطرف ومائلة، تكون ملونة ببعض الألوان ، يوجد بها بعض بقع الأوساخ، ....الخ.
6 - مشروبه : حمضيات حار.
7 - حقيقة الدرباوية:
المخدرات
الخمر
التفحيط واتلاف الأموال والعبث بها.
السرقة والسطو.
الزنا.
اللواط.
8 - الوليف وأبناء الهوى .

أسباب قبول الشباب لأفكار تنظيم الدرباوية
1 - الجهل وغياب الوعي والسطحية والسذاجة.
2 - اللهث وراء صرخات الموضة وكل جديد من غير نظر إلى حقيقته.
3- اهمال المجتمع والدولة والأسرة في القيام بالواجب في  رعاية الشباب وتحصينهم والسمو بفكرهم ونضوج عقولهم.
4 - ضعف الإيمان والتهاون في القيام بالطاعة والتساهل في ارتكاب المعاصي.
5 - غياب القدوة الحقيقة للشباب وهو الرسول والصحابة والصالحون .
6 - خيانة الإعلام المفسد بنشر القدوات الفاسدة الفاسقة والدعاية لهم حتى يقتدي بهم الشباب وتهافت الشباب على المغنيين واللاعبين والساقطين .
7 - اللاهمال في وجود المعلم القدوة المهتم بمصلحة الطالب وتربيته والقيام بالأمانة.

الخلاصة:
الأمم لاتستطيع أن تتغلب على المشاكل ألا حين تعرضها وتشخصها وتشرحها ومن ثم يبدأ العلاج ، ولاتستصغروا المشاكل ( فمعظم النار من مستصغر الشرر) .  والجبال من صغار الحصى.
والله يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) النور:21.
وقال سبحانه: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا)النساء: 29-30.
وقال تعالى : ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
 

الجمعة، 22 فبراير 2013

55 عالماً وداعية يصدرون بياناً طالبوا فيه بفصل الادعاء عن وزارة الداخلية وإقالة وزير العدل

أصدر 55 عالماً وداعية بياناً طالبوا فيه بفصل الادعاء عن وزارة الداخلية وإقالة وزير العدل، حيث قالوا: "إنه لم تزده مدة ولايته سوى كثرة التصريحات وإيقاد العداوات داخل الجهاز القضائي". وأكدوا في صدر بيانهم أن "المملكة تميزت بتقدمها في مجال تحكيم الشريعة الإسلامية على كثير من دول العالم، خاصة في مجال القضاء"، وأضافوا أن ذلك يظهر جلياً في اشتراط التأهيل الشرعي لمن يتولى القضاء.
مؤكدين أنهم يصدرون بيانهم هذا "أداءً للواجب الشرعي الذي أخذه الله جل وعلا على أهل العلم ببيان الحق وعدم كتمانه".
وهذا نص البيان كاملاً، كما تلقته (تواصل):
بيان بشأن واقع القضاء وأجهزته في المملكة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن مما تميزت به بلادنا حرسها الله تقدمها في مجال تحكيم الشريعة الإسلامية على كثير من دول العالم خاصة في مجال القضاء، إذ يظهر ذلك جلياً في اشتراط التأهيل الشرعي لمن يتولى القضاء، ضماناً لتطبيق المحاكم لأحكام الشريعة الإسلامية، كما يظهر أيضاً في نص الأنظمة على أن القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير أحكام الشريعة، وهذا كله مما يذكر لهذه البلاد فيشكر، وهو ما اجتمعت عليه كلمة أولي الأمر من العلماء والأمراء منذ قيام هذه الدولة وحتى الآن.
إلا أن الراصد لواقع القضاء وأجهزته في المملكة خلال السنوات القريبة الماضية لا يغيب عنه انتقاص سيادة الشريعة على أحكام القضاء، وانتهاك استقلال القضاء، بشكلٍ لافتٍ يفتح باباً كبيراً للطعن في شرعية الدولة.
حيث لم تقف مظاهر ذلك الانتقاص والانتهاك على ترسيخ استمرار اللجان الإدارية ذوات الاختصاص القضائي،والتي تحكم بخلاف الشريعة كما في القضايا المصرفية وقضايا البنوك الربوية والجمارك والتأمين وغيرها، بل تعداه إلى تحصين بعض الأشخاص والجهات عن رفع الدعاوى عليها أمام القضاء الشرعي، والتشغيب على الأحكام القضائية وشنّ الحملات الإعلامية عليها بما ينتهي إلى نقضها، وتسلط بعض الجهات الأمنية التنفيذية وتحكمها في الحقوق القضائية لبعض المعتقلين، والتسلط على القضاة والهجوم عليهم في الإعلام مع منعهم من حق المشاركة الإعلامية، وآخر صور ذلك عزل جميع قضاة المحكمة العليا وإحلال آخرين مكانهم، وهي سابقة خطيرة جداً تنسف ما بقي من عناوين استقلال القضاء، وتشكل مثلبة عظيمة لقضاء بلادنا بين دول العالم.
ولما تقدم، وأداءً للواجب الشرعي الذي أخذه الله جل وعلا على أهل العلم ببيان الحق وعدم كتمانه، فإننا نؤكد على ما يلي:
أولاً: العمل على رعاية تحكيم الشريعة جملة وتفصيلاً في جميع الأقضية والدعاوى، وأنه لا يجوز بحال أن تقام لجنة أو هيئة خارج إطار القضاء الشرعي مهما كانت تسميتها، ووجوب السعي الحثيث لإلغاء كل تلك اللجان والهيئات، ورد اختصاصاتها إلى القضاء الشرعي, خاصة أن القرارات قد صدرت بذلك لكن لم يتم تنفيذها حتى الآن, حيث يظهر أن هناك من يحول دون ذلك.

ثانياً: تعزيز استقلال القضاء والقضاة وعدم خضوعهم لأي سلطان سوى سلطان الشريعة الإسلامية، وكف أيدي المفسدين والمنافقين عن التطاول بغياً وعدواناً على القضاء والقضاة الشرعيين، والعمل على دعم مكانة جميع القضاة مادياً ومعنوياً.
ثالثاً:فصل هيئة التحقيق والادعاء العام عن الارتباط بوزير الداخلية، ومنحها صفة الاستقلال، إذ هي في كل دول العالم جهة قضائية مستقلة إلا في بلادنا.
رابعاً: إتاحة حق إقامة الدعاوى الخاصة والعامة أمام القضاء على جميع الأشخاص والجهات التنفيذية، ورفع أي حصانة تحول دون ذلك لأي جهة كانت.
خامساً: تعيين رئيس متفرغ من ذوي الكفاءة الشرعية والإدارية للمجلس الأعلى للقضاء، وإعفاء وزير العدل من منصبه، حيث لم تزده مدة ولايته سوى كثرة التصريحات وإيقاد العداوات داخل الجهاز القضائي، والسعي الحثيث لدعم مشاريع التغريب، مع تخبط إداري ظاهر، وضعف شديد في المنجزات والمخرجات، مما تسبب في تشويه سمعة القضاء الشرعي في البلاد.
سادساً: وجوب إلغاء المحكمة الجزائية المتخصصة (الأمنية) لعدم شرعيتها، وإعادة اختصاص النظر في قضايا الموقوفين أمنياً للقضاء العام، وذلك لانتفاء استقلالها قضائياً في ظل ما يوجد من تسلطٍ لجهاز المباحث عليها، فهو الذي يتحكم في تحديد ما يحال إليها من قضايا الموقوفين، إضافة إلى ما يمارسه من تأثيرٍ مخل بسير النظر العادل في القضية، والعجيب أن مسلسل تسلطه ينتهي بعدم تنفيذه لجميع قرارات تلك المحكمة، مما يدحض أي دعوى لاستقلالها، ويوجب تنزيه الشريعة عن هذه الصورة المشوهة للقضاء.
سابعاً:دعوة العلماء إلى الدفاع عن القضاء الشرعي، والمحافظة على مكانته من أن تنتهك من وزير أو مسؤول أو جهاز أمن، فذلك منمسؤولية البيان الذي أخذه الله جل وعلا ميثاقاً على أهل العلم في الكتاب.
ثامناً:دعوة إخواننا القضاة إلى الصبر الجميل على ما يلقون من العنت والمشقة، والعمل على تثبيت دعائم القضاء الشرعي بالحرص على ما أسند إليهم، وبيان المستند الشرعي من الآيات والأحاديث والقواعد الشرعية في كل حكم يصدر منهم، كما نوصيهم بسرعة إنهاء القضايا وعدم إطالة أمدها, وألا يسمحوا لأي مسؤول بالتدخل في القضاء أو إعاقة سير العدالة.
تاسعاً: تنبيه عامة الناس إلى خطورة مسايرة الحملات المغرضة ضد القضاء والقضاة الشرعيين, وتحميلهم جميعاً ما قد يقع من بعض أفرادهم، أو الإسهام من غير قصد في الانقلاب على الشريعة وحكمها، أو أن يكونوا سببا في دخول المحاكم القانونية الوضعية لبلادنا.
وختاماً، نسأل الله أن يجعل عاقبة الأمور إلى خير، وأن يصلح حال البلاد والعباد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الموقعون:
فضيلة الشيخ العلامة/ عبدالله بن محمد الغنيمان
فضيلة الشيخ/ د.محمد بن ناصر السحيباني
فضيلة الشيخ/ أ.د.علي بن سعيد الغامدي
فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبدالله آل شيبان
فضيلة الشيخ/ د.عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف
فضيلة الشيخ/ أ.د. سليمان بن حمد العودة
فضيلة الشيخ/ د.خالد بن عبدالرحمن العجيمي
فضيلة الشيخ/ د.محمد بن سليمان البراك
فضيلة الشيخ/ د.محمد بن عبدالعزيز الخضيري
فضيلة الشيخ/ د.ناصر بن يحيى الحنيني
فضيلة الشيخ/ د.محمد بن عبدالعزيز اللاحم
فضيلة الشيخ/ فهد بن محمد بن عساكر
فضيلة الشيخ/ مسفر بن عبدالله البواردي
فضيلة الشيخ/ محمود بن إبراهيم الزهراني
فضيلة الشيخ/ حمود بن ظافر الشهري
فضيلة الشيخ/ سعد بن ناصر الغنام
فضيلة الشيخ/ حمد بن عبدالله الجمعة
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن علي الغامدي
فضيلة الشيخ/ إبراهيم بن عبدالعزيز الرميحي
فضيلة الشيخ/ محمد بن سليمان الغنام
فضيلة الشيخ/ د. عبدالرحمن بن صالح المزيني
فضيلة الشيخ/ د. عبدالله بن محمد الناصر
فضيلة الشيخ/ علي بن محمد الدهامي
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن محمد البريدي
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن محمد السلوم
فضيلة الشيخ/ موسى بن سليمان الحويس
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن صالح الناصر
فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح أباالخيل
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن غيلان الغيلان
فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن عبدالله الشايع
فضيلة الشيخ/ سليمان بن عبدالله الشمسان
فضيلة الشيخ/ عبدالكريم بن عبدالله الصقعوب
فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبدالعزيز الشاوي
فضيلة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله الوهيبي
فضيلة الشيخ/ د. تركي بن فهد الغميز
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن علي الربع
فضيلة الشيخ/ عاصم بن سليمان العودة
فضيلة الشيخ/ عثمان بن عبدالرحمن العثيم
فضيلة الشيخ/ راشد بن عبدالعزيز الحميد
فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبدالله الراجحي
فضيلة الشيخ/ خالد بن محمد البريدي
فضيلة الشيخ/ صالح بن عبدالله الشمسان
فضيلة الشيخ/ محمد بن عبدالرحمن المحيسن
فضيلة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله المحمود
فضيلة الشيخ/ د. صالح بن عبدالله الهذلول
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن عبدالكريم البحيري
فضيلة الشيخ/ إبراهيم بن عبدالرحمن القرعاوي
فضيلة الشيخ/ خالد بن إبراهيم الجعيثن
فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبدالرحمن الزومان
فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبدالله المهوس
فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن عبدالله الشايع
فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن علي المشيقح
فضيلة الشيخ/ حمدان بن عبدالرحمن الشرقي
فضيلة الشيخ/ عبدالله بن سليمان المجيدل
فضيلة الشيخ/ عبدالرحمن بن عبدالله الحسياني

الخميس، 14 فبراير 2013

آية الحقوق العشرة في سورة النساء




 (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا))
وهذه هي الحقوق العشرة الواردة في هذه الآية :

1/عبادة الله وحده دون الإشراك به شيئا .
2/الإحسان إلى الوالدين ,فقد جعلهما الله سبب خروجك من العدم إلى الوجود .
3/الإحسان إلى القرابات من الرجال والنساء.
4/الإحسان إلى اليتامى والحنو عليهم .
5/مساعدة المساكين والإحسان بما تتم به كفايتهم وتزول به ضرورتهم.
6/الإحسان إلى الجار ذي القربى وهو الذي بينك وبينه قرابة ,وقيل هو الجار المسلم .
7/الإحسان الجار الجنب وهو الذي ليس بينك وبينه أي قرابة, وقيل الجار اليهودي والنصراني وقيل الرفيق في السفر.
8/الإحسان إلى الصاحب الجنب وهي المرأة,وقيل هو الرفيق الصالح, وقيل هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر . والصحيح أنه كل ما ذكر.
9/الإحسان إلى ابن السبيل وهو الضيف ,وقيل :هو الذي يمر عليك مجتازا في السفر وهذا أظهر.
10/الإحسان إلى الأرقاء ’لأن الرقيق ضعيف الحيله ’اسير في أيدي الناس وكذلك الإحسان إلى جميع الخلق حتى البهائم.


والشريعة الإسلامية جاءت بالإحسان حتى في قتل القاتل فهو إحسان له بالتخفيف من ذنوبه وإحسان للناس بحمايتهم من التعدي على دمائهم وكذلك القتال في الجهاد في سبيل الله إحسان للطاغية لإقافه عند حده وتقليل شره وضرره ، وإحسان لمن تحت حكم الطغيان لتحريرهم حتى يخرجوا من سجن الباطل إلى نور الحق والتعرف على دين الله وسماع كلام الله لحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ، وكذلك إحسان للمسلمين لحماية دينهم من الباطل وأهله ومنع الظلم والطغيان وإحسان للمجاهد نفسه ليقدم لنفسه ما ينفعه عند الله.

قال الله تعالى : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ   إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ   إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا).

وقال الله تعالى : ( وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
وقال الله تعالى : (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ   هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).
وقال الله تعالى : (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ).



(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل "أتدري ما حق اللّه على العباد؟ "قال الله ورسوله أعلم قال "أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم"
العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، أي أن كل فعل يفعله الإنسان يتقرب به إلى الله، أو قول يقوله يتقرب به إلى الله، أو نية ينويها في قلبه يتقرب به إلى الله فهو عبادة، ويجب أن يكون هذا العمل خالصاً لله جل وعلا، ولا يجوز أن يكون منه شيء لغيره؛ لأنه سبحانه قال: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36].
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء:48].فأخبر أن الذي يأتيه مشركاً أنه غير مغفور له، وأن مأواه جهنم، وأن الذي يلقاه بذنوب ما عدا الشرك فإن الله يغفرها له إذا شاء، أي: بدون أن يعاقب صاحبها، أما الشرك فقد استثناه من جميع الذنوب وبين أنه لا يغفره لصاحبه.
 
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) والذرية بصفة خاصة أحوج إلى توجيهها للبر بالوالدين . بالجيل المدبر المولي . إذ الأولاد - في الغالب - يتجهون بكينونتهم كلها , وبعواطفهم ومشاعرهم واهتماماتهم إلى الجيل الذي يخلفهم ; لا الجيل الذي خلفهم ..

(وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ)  عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"
قال "ما تقولون في السرقة" قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام إلى يوم القيامة قال "لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره"
إن الله تعالى لا يحب المتكبرين من عباده, المفتخرين على الناس.

 
 
. فقوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
[النساء:36] يدل على أن العبادة لا تكون عبادة شرعية إلا إذا كانت خالية من الشرك، أما إذا كان فيها شرك فهي ليست العبادة الشرعية التي أمر الله جل وعلا بها وطلب من عباده أن يعبدوه بها، وإن كانت تسمى عبادة في اللغة فهي ليست عبادة في الشرع، فلابد من اجتماع هذين الأمرين: عبادة الله، وعدم الشرك.
أي: أن يعبد الله العابد ولا يوجد الشرك، أما إذا وجد الشرك فقد انتفت العبادة وجاء بما يناقضها، هذا هو معنى قوله جل وعلا: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36]. يقول العلماء: أول أمر جاء في القرآن -على ترتيب المصحف- قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21]، مع أن هذا في الواقع هو دين الرسل من أولهم إلى آخرهم، فكل رسول أرسل إلى قومه أمر قومه بالعبادة، بل أول ما يأمرهم به أن يقول: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59]، ومعنى قوله: (ما لكم من إله غيره) هو معنى قوله هنا في هذه الآية: وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36]. وكذلك خاتمهم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين جاء بهذا، فكان أول ما بعث يقول: (أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله)، ومعنى قوله: (لا إله إلا الله) هو معنى هذه الآية: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36] ؛ لأن قوله: (لا إله) هو معنى: (ولا تشركوا به شيئاً)، وقوله: (إلا الله) هو معنى: (اعبدوا الله)، فهذا دين الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم اتفقوا على هذا، وهذا هو الذي لا يقبل الله جل وعلا غيره، كما قال جل وعلا:
 وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة:167]، وقال في آية أخرى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، وبهذا يتبين عظم الشرك وأنه أمر عظيم جداً، فإذا كان صاحب الشرك لا يدخل الجنة، ومأواه جهنم خالداً فيها فيتعين على الإنسان الذي تهمه نفسه ولها قدر عنده أن يتعرف على الشرك خوفاً من أن يقع فيه وهو لا يدري، فلا يعذر بذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بينه ووضحه ولم يتركه ملتبساً مشتبهاً حتى لا يحتج محتج ويقول: أنا ما بان لي الأمر.
وكون الإنسان يغفل عن هذا أو يعرض عنه فليس هذا عذراً؛ لأن الإنسان مكلف باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومكلف بأن يعلم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في أصل العبادة، ولهذا كل ميت يسأل في قبره يقال له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وهي ليست مجرد كلمات لو حفظها الإنسان لاستطاع أن يجيب، بل مضمونها عمل ينطوي عليه القلب وتتحلى به الجوارح من إيمان بالله يقيني لا يتطرق إليه شك، وعمل ينبعث من النية والقصد والإرادة الذي يكون منطوياً عليه القلب وعازماً عليه، وكذلك اتباع للرسول صلى الله عليه وسلم. فمعنى قوله: (من ربك؟) أي: من الذي تعبده؟ ومعنى قوله: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل "أتدري ما حق اللّه على العباد؟ "قال الله ورسوله أعلم قال "أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم". فإذاً لابد للعبد أن يعبد ربه، ولابد له أن تكون العبادة خالصة لله جل وعلا، ولابد أن تكون العبادة مأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه أمور ثلاثة لابد منها على كل إنسان، وإن أخل بها فاللوم عليه، والله جل وعلا أنزل كتابه وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم لبين هذا ويوضحه بجلاء، فكيف يجوز للمسلم أن يخفى عليه أمر عبادة ربه، أو يخفى عليه الشرك؟! وكثير من الناس من يلتبس عليه هذا الأمر؛ لأنه يجهل معنى العبادة، ويجهل ما معنى (عبد)، ويجهل معنى (التأله)، ولا يدري ما معنى (الإله)، ولهذا تجد كثيراً ممن يقول: (لا إله إلا الله) يقع في الشرك، فيأتي بما يناقض هذه الكلمة، بأن يطوف على القبر ويدعو الولي، ويمد يديه إليه ويقول: يا سيدي فلان! أعطني كذا وكذا، ويا سيدي فلان! أنا بحسبك، أو: أنا بجوارك، أو: أريد أن تنفعني بكذا، أو: أريد أن تصد عني كذا وكذا، ونحو ذلك من هذه الدعوات التي لا يجوز أن تكون إلا لله، وهذا هو الذي يجب أن يكون التوحيد فيه؛ لأن الدعاء هو: طلب النفع ودفع الضر، والدعاء في كل ما هو من الغيب كدعاء الغائب من ميت أو حي يوقع الإنسان في الشرك. ثم مما يعين على معرفة هذا أن يتأمل الإنسان شرك المشركين السابقين الذي نزل القرآن بتخليدهم في النار والذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسيجد أن الله جل وعلا وضح هذا وبينه، والرسول صلى الله عليه وسلم كذلك وضحه، وأخبر جل وعلا في القرآن في مواضع متعددة بأنهم كانوا إذا سئلوا من الذي خلق السموات والأرض؟ قالوا: الله.
أي: ما أحد شاركه في هذا.
وإذا سئلوا من الذي ينزل من السماء ماء فيخرج به من الثمرات رزقاً لكم؟ قالوا: الله وحده.
وإذا سئلوا: من الذي خلقكم؟ ومن الذي خلق الذين من قبلكم؟ قالوا: الله.
وإذا سئلوا: من الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء؟ قالوا: الله.
وإذا سئلوا: لمن السماوات والأرض؟ قالوا: لله.
وهذا أمر واضح في القرآن، فهل كان شركهم أنهم يقولون: إن مع الله خالقاً؟ الجواب: كلا، بل شركهم أنهم كانوا يتوجهون إلى أشجار وإلى أحجار وإلى عباد وإلى كواكب وإلى أنبياء فيدعونهم ويقولون: نجعلهم وسائط بيننا وبين ربنا ليشفعوا لنا، ويقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.
فليوازن الإنسان بين عبادتهم وبين ما يحصل لكثير ممن يدعي الإسلام وهو يتضرع إلى الأموات الذين في قبورهم الذين لا يستطيعون أن يكفوا الدود عن أجسادهم، ويسألهم جلب النفع ودفع الضر، فهذا ليس فيه إشكال ولا خفاء على من نظر في كتاب الله جل وعلا أنه شرك، فيجب على العبد أن يعرف هذا، وأن يتنبه قبل أن يأتيه الموت؛ لأن الله جل وعلا قال لنا في هذه الآية: (اعبدوا الله) وهل يجوز للإنسان أن يخفى عليه أمر الله ويقول: ما أدري ماذا أراد مني ربي؟! والله عز وجل قد قال: (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)، فأمر بالعبادة ونهى عن الشرك، وهل للإنسان حجة إذا وقف بين يدي الله أن يقول: يا رب! ما دريت ماذا تريد بقولك: (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)؟! وهل يمكن أن ينتفع الإنسان بهذا القول؟! إذاً ما فائدة إنزال الكتاب؟ وما فائدة إرسال الرسول؟ فلابد للإنسان أن يعرف كيف يعبد ربه، وبم يعبد ربه، ومن أين جاءت العبادة، وأصل الدين الإسلامي مبني على هذا، ألا يُعبد إلا الله وألا يشرك به شيء، وأن تكون العبادة مأخوذة من الوحي، لا من الرأي ولا من الذوق، ولا مما وجد الناس بعضهم بعضاً عليه وتوارثوه، وإلا فيكون الإنسان ممن ذكر الله جل وعلا أنهم قالوا: (( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ [الزخرف:23] يعني: على ملة وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ [الزخرف:23]، وهل هذا يفيد؟ الجواب: كلا.
فهذا هو أصل دين الإسلام الذي يتعين على العبد أن يعتني به باهتمام بالغ ولا يفرط فيه، وإلا فيكون مؤاخذاً.

الاثنين، 11 فبراير 2013

من بلاغة القرآن واعجازه

من أمثلة  بلاغة القرآن واعجازه أن كل سورة من سوره تميزت بذكر كلمة لم تذكر في القرآن إلا مرة واحدة .
وإليك الأمثلة:

الفاتحة - الآية 5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ.
البقرة - الآية 261مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.
آل عمران - الآية 96إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ.
النساء - الآية 35وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا.
المائدة - الآية 4يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ.
الأنعام - الآية 123وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ.
الأعراف - الآية 26يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا  وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ.
الأنفال - الآية 57فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ.
التوبة - الآية 3وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.
يونس - الآية 78قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ.
هود - الآية 44وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
يوسف - الآية 72قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ.

 

الخميس، 7 فبراير 2013

شياطين الإنس أخطر وأضر من شياطين الجن



شيطان الإنس هو عدو رسولنا محمد قال تعالى ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ  * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ)[الانعام:112-113]. قال السعدي: { يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } أي: يزين بعضهم لبعض الأمر الذي يدعون إليه من الباطل، ويزخرفون له العبارات حتى يجعلوه في أحسن صورة، ليغتر به السفهاء، وينقاد له الأغبياء، الذين لا يفهمون الحقائق، ولا يفقهون المعاني، بل تعجبهم الألفاظ المزخرفة، والعبارات المموهة، فيعتقدون الحق باطلا والباطل حقا.
{ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ } أي: ولتميل إلى ذلك الكلام المزخرف { أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ } لأن عدم إيمانهم باليوم الآخر وعدم عقولهم النافعة، يحملهم على ذلك، { وَلِيَرْضَوْهُ } بعد أن يصغوا إليه، فيصغون إليه أولا، فإذا مالوا إليه ورأوا تلك العبارات المستحسنة، رضوه، وزين في قلوبهم، وصار عقيدة راسخة، وصفة لازمة، ثم ينتج من ذلك، أن يقترفوا من الأعمال والأقوال ما هم مقترفون، أي: يأتون من الكذب بالقول والفعل، ما هو من لوازم تلك العقائد القبيحة، فهذه حال المغترين بشياطين الإنس والجن، المستجيبين لدعوتهم، وأما أهل الإيمان بالآخرة، وأولو العقول الوافية والألباب الرزينة، فإنهم لا يغترون بتلك العبارات، ولا تخلبهم تلك التمويهات، بل همتهم مصروفة إلى معرفة الحقائق، فينظرون إلى المعاني التي يدعو إليها الدعاة، فإن كانت حقا قبلوها، وانقادوا لها، ولو كسيت عبارات ردية، وألفاظا غير وافية، وإن كانت باطلا ردوها على من قالها، كائنا من كان، ولو ألبست من العبارات المستحسنة، ما هو أرق من الحرير. ومن حكمة الله تعالى، في جعله للأنبياء أعداء، وللباطل أنصارا قائمين بالدعوة إليه، أن يحصل لعباده الابتلاء والامتحان، ليتميز الصادق من الكاذب، والعاقل من الجاهل، والبصير من الأعمى. ومن حكمته أن في ذلك بيانا للحق، وتوضيحا له، فإن الحق يستنير ويتضح إذا قام الباطل يصارعه ويقاومه. فإنه -حينئذ- يتبين من أدلة الحق، وشواهده الدالة على صدقه وحقيقته، ومن فساد الباطل وبطلانه، ما هو من أكبر المطالب، التي يتنافس فيها المتنافسون. (تفسير:السعدي).

شيطان الإنس هو من ينشر المعاصي ويصد عن الطاعة.
شيطان الإنس هو من ينشر الأغاني والرقص والعري والتبرج والسفور والمسكرات والمخدرات، عن عبدالله بن عمر بن العاص ؛ قال : إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان . يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا. رواه مسلم.
شيطان الانس يستطيع ان يدمر البشر بالتهديد والسجن والابتزاز والتشهير بعد تمكنه منهم .
شيطان الانس استولى على مقدرات الامة وسخرها لهلاكها بشتى انواع المحرمات من خمور ومخدرات وامراض تفتك بشباب الامة

وشيطان الإنس لايوسوس كما يفعل شيطان الجن، وإنما يأتي عيانا ويدعو إلى المعاصي. ففي تفسير القرطبي: قال مالك بن دينار: إن شيطان الإنس أشد علي من شيطان الجن، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عياناً.

والمسلم لن يضره الشيطان إلا إذا أعانه على ضرر نفسه ومكنه منها فعن أبي هريرة قال : أُتيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بسَكرانَ، فأمَرَ بضَربِهِ . فمِنَّا مَن يَضرِبُهُ بيَدِهِ ومِنَّا مَن يَضرِبُهُ بنَعلِهِ ومِنَّا مَن يَضرِبُهُ بثَوبِهِ، فلما انصرف قال رجلٌ : ما لَه أخْزاهُ اللهُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( لا تَكونوا عَوْنَ الشَّيطانِ علَى أخيكُم ) . رواه البخاري.

وقد بين الله ما على المسلم أن يعامل به كلاً من شياطين الإنس والجن، ففي أضواء البيان للشيخ الشنقيطي عند تفسير قول الله تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الأعراف: 199-200}  قال: بين في هذه الآية الكريمة ما ينبغي أن يعامل به الجهلة من شياطين الإنس والجن. فبين أن شيطان الإنس يعامل باللين، وأخذ العفو، والإعراض عن جهله وإساءته. وأن شيطان الجن لا منجى منه إلا بالاستعاذة بالله منه.







وهذه بعض المقالات المفيدة.











  من خطبة:'شياطين الإنس' للشيخ/ناصر الأحمد http://www.islammemo.cc/2004/09/29/960.html  












شياطين الإنس
سعيد بن سعد آل حماد


http://www.saaid.net/rasael/279.htm

الاثنين، 4 فبراير 2013

بحث مكتوب ( صفات القائد )

      
      

                           بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وعلى آله الطاهرين وصحابته الطيبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

فهذا بحث متواضع وسريع في ذكر بعض  صفات القائد المسلم التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية.

وسأقتصر في هذه الورقات بسبب قصر الوقت على ذكر خمس صفات هامة يجب أن يتصف بها القائد المسلم وكل مسلم. وهي:


1)    العلم.
2)    الأمانة.
3)    الشورى.
4)     القوة.
5)    العدل.

وهناك الكثير من الصفات المهمة لم اذكرها بسبب ضيق الوقت منها على سبيل الإيجاز: التواضع ، الحلم، الحكمة، العفو، الإحسان ، والدفع بالتي هي أحسن ، وغيرها.
اسأل الله التوفيق والسداد.






خطة البحث:

يتكون البحث من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة.

أولا:
المقدمة ويتم فيها ذكر الموضوع وبيان أهميته وخطته وسبب اختياره.

ثانيا:
الفصل الأول: العلم

ثالثا:
الفصل الثاني: الأمانة

رابعا:
الفصل الثالث: الشورى

خامسا:
الفصل الرابع: القوة

سادسا :
الفصل الخامس: العدل

سابعا:


الخاتمة ويذكر فيها أهم النتائج والتوصيات.






أهمية الموضوع:

لا شك أنه لا يخفى على أحد أهمية هذا الموضوع الذي هو روح القيادة سواء كانت القيادة عامة أو خاصة.

فالقائد بدون هذه الصفات لا يمكن أن يحقق  نجاحا ولا إنتاجا ولا تميزا ولا تقدما.

وإذا نقصت هذه الصفات نقص بقدر نقصها النجاح والإنتاج والتميز والتقدم.
ووقع من المشاكل بقدر ما يفقد من هذه الصفات.

واتصاف القائد بهذه الصفات المهمة يكسب القائد منها مكاسب كبيرة وعظيمة الشأن تسره وتنفعه في الدنيا والآخرة . منها:

1-             الأجر العظيم الذي يناله من الله وقرب منزله من الرسول يوم القيامة.

2-             السلامة من الإثم والظلم.

3-             محبة الناس له والتعاون معه بإخلاص وصدق.

4-             أنه يكون قدوة حسنة يقتدي به غيره فيحصل على الأجر من حيث لا يحتسب.

5-             الراحة والسعادة التي يتمتع بها القائد في الدنيا والبركة في المال والأهل.

6-             الذكر الحسن والسمعة الطيبة بين الناس مما سبب دعائهم له.



واتصاف القائد بهذه الصفات الجميلة يحقق لمن تحت قيادته الفوائد الكثيرة والمستمرة والمثمرة. منها:

1-             التميز في العمل والوصول لنتائج مبهرة.
2-             الراحة النفسية للعاملين معه مما يكون له الأثر الطيب على نجاحهم وتميزهم.
3-             قلة المشاكل على قدر تحقيق هذه الصفات.
4-    القائد إذا اتصف بهذه الصفات وصل درجة المثالية وصار قدوة حسنة، وهذا أكبر سبب في تعديل سلوكيات العاملين الخاطئة وأسلم علاج وأفضل أسلوب وأمن طريقة.
5-              إحياء روح التنافس بين العاملين اقتداء بالقيادة.
  


أسباب اختيار الموضوع:

اختياري لهذا الموضوع له عدة أسباب منها:
1-    أهمية هذا الموضوع في الشرع لأنه من المسائل الشرعية التي يجب على المسلم أن يتعلمها ويعلمها.
2-    صلاح القائد سبب في صلاح الدين والدنيا.
 3-     تخلف المسلمين بسبب فساد وضعف وجهل قادتهم.
4-    نشر الصفات القيادية مساهمة في الإصلاح في الأمة.







الفصل الأول

العلم  

صفة العلم مهمة لكل مسلم وواجبة عليه وخاصة القائد يجب أن يكون علمه على قدر مستوى قيادته.
والعليم من أسماء الله الحسنى والعلم صفة من صفاته العليا، والعلم به تميز الرسل على بقية الناس وأهل العلم هم ورثة الرسل. قال صلى الله عليه وسلم (إن العلماء ورثة الأنبياء)، وهذا شرف عظيم لأهل العلم.

العلم يبني بيوتا لا عماد لها ................ والجهل يهدم بيت العز والكرم

الأدلة على ذلك:

الدليل الأول:

قال الله تعالى في قصة طالوت: ( وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم).

كان طالوت رجل سقاء يبيع الماء فقدمه الله على بني إسرائيل واختاره عليهم بسبب علمه.
وقد ظهر أثر العلم في شخصية طالوت حينما قاد جيشا عدده ثمانين ألف مقاتل وقد ضعف هذا الجيش وحالته النفسية مزرية فلم يزل طالوت يختبر جيشه مرة بعد الأخرى ويفحص حالته النفسية بعناية فائقة حتى خرج بصفوة جيشه في ثلاثة ألاف وثلاث مائة بعدما كان ثمانون ألف فخاض المعركة مع جيش العمالقة بجيش قليل العدد ضعيف العُدد ولكنه قوي العزيمة كثير الصلة بالله، فصنع بهذا العدد القليل نصرا مؤزرا وأعاد مجد بني إسرائيل.


الدليل الثاني:

قال الله تعالى مبينا فضل أهل العلم: ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط)[1].
قال القرطبي: في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم فإنه لو كان أحد أشرف من أهل العلم لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم أهل العلم.
وقال تعالى : في شرف العلم لنبيه  صلى الله عليه وسلم ( وقل رب زدني علما) فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه  صلى الله عليه وسلم  أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم[2].


الدليل الثالث:

قال الله تعالى عن ملك مصر وهو يخاطب يوسف : (قال إنك اليوم لدينا مكين أمين. قال اجعلني على خزآئن الأرض إني حفيظ عليم)[3].
يظهر لنا من هذه الآية ضرورة العلم لمن يتولى أي أمر.

الدليل الرابع:

قال الله تعالى مبينا أهمية العلم قبل العمل: ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر ).
سئل سفيان بن عيينة عن فضل العلم: فقال: ألم تسمع قول الله حين بدأ به ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) فأمر بالعمل بعد العلم[4].
فإذا كانت التوبة من الذنب والاستغفار منه لا بد أن تكون بعلم وهي واجبة. فكيف بغيرها.




الدليل الخامس:

قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: ( ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم)[5].
قوله: إن الدنيا ملعونة. أي: مبغوضة من الله، متروكة مبعدة ، لكونها مبعدة عن الله ملعون ما فيها أي مما يشغل عن الله إلا ذكر الله.
فالدنيا ملعونة: لأنها غرت النفوس بزهرتها ولذتها فأمالتها عن العبودية إلى الهوى. فاللعن وقع على ما غر من الدنيا لا على نعيمها ولذتها المباحة[6].
 وقوله : وعالما أو متعلما. أي: هي وما فيها مبعد عن الله إلا العلم النافع الدال على الله فهو المحمود.
فالدنيا بدون العلم النافع والعمل الصالح ملعونة وملعون ما فيها.


والعلم المراد توفره في القائد هو كل علم يحتاجه في عمله.
فأول العلم وأهمه ورأسه العلم الشرعي فيجب معرفة الأمور المهمة في الدين وما لا يعذر في جهله، ويشمل ذلك معرفة الواجبات حتى يفعلها ويأمر بها جنده، ومعرفة المحرمات حتى يجتنبها ويمنع منها من تحت قيادته.
وتعلم تفسير القرآن يميز القائد عن غيره ويصنع منه شخصية فاعلة ناجحة قادرة على التغلب على المصاعب، وينمي عنده فن التعامل مع الناس ، ويجعل له حصانة من كل أذى وضرر، ويوسع افقه ويعمق فكره وينور عقله.








الفصل الثاني

 الأمانة

الأمانة ضد الخيانة. والأمانة حفظ الشيء والعناية والإهتمام به.
والأمانة من الصفات التي وصف الله بها أحب الملائكة إليه وهو جبريل ووصف الله بها أحب البشر إليه وهم الرسل.
والأمانة تكون بين الله والعبد وبين العبد والناس.
فأعظم الأمانات الدين قال الله تعالى: ( يأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون)[7]. فخيانة الله بمعصيته وخيانة الرسول بمخالفة سنته وخيانة الأمانات الأخرى بضياعها وإهمالها.
 وأعظم أمانة سيسأل الله الإنسان عنها الدين، ولذا يجب الحذر والإهتمام والمحافظة على الدين ومتابعة من تحت ولايته في أمور دينهم. قال رسول
 صلى الله عليه وسلم:  (ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة)[8].
وفي رواية: ( ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة)[9].
فكيف يكون حال الذي يهملون من تحت قيادتهم ولا يأمرونهم حتى بالصلاة في المسجد أمام الله يوم القيامة.

الأدلة على على الأمانة:

الدليل الأول:

قال الله تعالى في قصة ابنتي صاحب مدين: ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)[10].
فبينت هذه الآية أهمية الأمانة مع القوة في الأجير الذي يتعامل مع الغنم.
فكيف بمن يتعامل مع البشر؟.

الدليل الثاني:

قال الله تعالى:(الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)[11].

الدليل الثالث:

قال الله تعالى عن ملك مصر وهو يخاطب يوسف : (قال إنك اليوم لدينا مكين أمين. قال اجعلني على خزآئن الأرض إني حفيظ عليم)[12].
فدلت الآية الكريمة على اشتراط صفة العلم والأمانة في تولي الأعمال المهمة والعامة.

الدليل الرابع:
عن أبي هريرة قال: بينما النبي  صلى الله عليه وسلم  في مجلس يحدث القوم ، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث. فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه. قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله. قال: ( فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة). قال: كيف إضاعتها؟ قال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)[13].
فمن لم يتصف بالأمانة لا يصح أن يكون له أدنى مسئولية، لأنه لا يمكن يحفظ أمانة الدين ولا الأموال ولا الأسرار ولا غير ذلك.

وكل مسلم عليه أن يعلم أنه قد تحمل حملا ثقيلا لم تحمله السماوات ولا الأرض. قال تعالى: ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)[14].

ويشمل ذلك قبول الأوامر والنواهي بشرطها وهو أنه إن قام بذلك أثيب وإن تركها عوقب فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه إلا من وفق الله والله المستعان.

الفصل الثالث
 الشورى

الشورى أو المشاورة أو الاستشارة أو التشاور كلها معان متقاربة.
والشورى هي تبادل الرأي في قضية أو أمر وسماع وجهات النظر فيه وعدم الانفراد بالقرار حتى لا يترتب عليه مفاسد ومضار.
وهذا في الأشياء التي ليس لها دليل خاص.

أهمية الشورى:

قد أمر الله نبيه بالاستشارة مع كونه أرجح الناس عقلا فقال تعالى ( وشاورهم في الأمر)[15]   وأثنى تعالى على فاعليها في قوله ( وأمرهم شورى بينهم)[16] .

وأعظم به من حث على استشارة أولي الألباب والاقتداء بهم وفيه تنويه عظيم على شرف العقل.

قال بعض الحكماء :
من استعان بذوي العقول فاز بدرك المأمول.

وقال بعضهم:
لا تصلح الأمور إلا برأي أولي الألباب والرحى لا تدور إلا على الأقطاب .

قال البيهقي:
قيل لرجل من بني عبس: ما أكثر صوابكم. فقال: نحن ألف رجل فينا حازم ونحن نطيعه فكأننا ألف حازم.



وقال علي رضي الله عنه:
نعم المؤازرة المشاورة وبئس الاستعداد الاستبداد.

قال الماوردي:
فيتعين على العاقل أن يسترشد إخوان الصدق الذين هم ضياء القلوب ومزايا المحاسن والعيوب على ما ينبهونه عليه من مساويه التي صرفه حسن الظن عنها ، فأنهم أمكن نظرا وأسلم فكرا ، ويجعل ما ينبهونه عليه من مساويه عوضا عن تصديق المدح فيه.

وقال بعض الكاملين:
حكمة الأمر بالاستشارة أن صاحب الواقعة لا ينفك عن هوى يحجبه عن الصواب[17].

وقال الحسن البصري:
والله ما تشاور قوم بينهم إلا هداهم لأفضل ما يحضر بهم[18].

قال الشعبي:
الرجال ثلاثة :
فرجل. ونصف رجل. ولا شيء.
فأما الرجل التام: فالذي له رأي وهو يستشير.
وأما نصف الرجل: فالذي ليس له رأي وهو يستشير .
وأما الذي لا شيء: فالذي ليس له رأي ولا يستشير[19].

ولا يمكن أن يكون للرجل مكانة ورفعة حتى يستشير ذوي الألباب ولا يبالي بملامة الناس.

وقيل: المشاورة حصن من الندامة ، وأمن وسلامة ، ونعم المؤازرة المشاورة[20].


 حكم الشورى:

 قد دلت الأدلة من الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين على وجوب الشورى.
ومن هذه الأدلة ما يلي :

الدليل الأول:
قال الله تعالى :( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين)[21]

 قد أمر الله نبيه  صلى الله عليه وسلم  أن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه الوحي من السماء فكيف لا يشاور من لا يأتيه الوحي.!!

الدليل الثاني:
قال الله تعالى: ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)[22] .
قال ابن كثير:
أي لا يبرمون أمرا حتى يتشاوروا  فيه ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها[23].

وقال القرطبي :
قد مدح الله تعالى الفضلاء بقوله (وأمرهم شورى بينهم ) والمشاورة من الأمر القديم وخاصة في الحرب فهذه بلقيس امرأة جاهلية كانت تعبد الشمس قالت[24]  ( يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون)[25].


وقال السعدي :
أي لا يستبد أحد منهم برأيه في أمر من الأمور المشتركة بينهم وهذا لا يكون إلا فرعا عن إجتماعهم وتوالفهم وتواددهم وتحاببهم فمن كمال عقولهم أنهم إذا أرادوا أمرا من الأمور التي تحتاج إلى إعمال الفكر والرأي فيها اجتمعوا لها وتشاوروا وبحثوا فيها حتى إذا تبينت لهم المصلحة انتهزوها وبادروها وذلك كالرأي في الغزو والجهاد وتولية الموظفين لإمارة أو قضاء أو غيرهما وكالبحث في المسائل الدينية عموما فإنها من الأمور المشتركة والبحث فيها لبيان الصواب مما يحبه الله وهو داخل في هذه الآية[26].

الدليل الثالث:
قال أبو هريرة رضي الله عنه ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله  صلى الله عليه وسلم[27]. 

الدليل الرابع:

قال البخاري :
وكانت الأئمة[28] بعد النبي  صلى الله عليه وسلم  يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداء بالنبي  صلى الله عليه وسلم[29]. 
قال ابن عطية والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام من لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب هذا ما لا خلاف فيه وقد مدح الله المؤمنين بقوله (وأمرهم شورى بينهم)[30].

 فيتضح من الآيات السابقة وسيرة الرسول وعمل الخلفاء الراشدين وجوب الشورى وخاصة في الأمور المهمة والعامة.
 

وقت المشورة:

وقت المشاورة قبل اتخاذ القرار والإقدام على العمل وتبين الأمور.
قال البخاري :
وأن المشاورة قبل العزم والتبين لقوله تعالى ( فإذا عزمت فتوكل على الله)[31].


شروط المستشار:

1-         أن يكون من أهل التقوى وممن يخشى الله تعالى.

2-         أن يكون متصفا بالأمانة.

3-         أن يكون متصفا برجاحة العقل.

4-         أن يكون له تجربة في الحياة وخبرة بالأمور ، وخاصة الأمر المستشار فيه. وقد قيل : شاور من جرب الأمور فإنه يعطيك من رأيه ما وقع عليه غاليا وأنت تأخذه مجانا.

5-         أن يكون المستشار ناصحا.

6-         أن يكون من تستشيره ثابت الجأش.

7-         أن يكون من تستشيره غير معجب بنفسه.

8-         أن يكون من تستشيره غير متلون في رأيه ولا كاذب في مقاله فمن كذب لسانه كذب رأيه.

9-         أن يكون من تستشيره فارغ البال وقت الاستشارة[32].


فوائد المشاورة:

(وشاورهم في الأمر ) أي الأمور التي تحتاج إلى استشارة ونظر وفكر فإن في الاستشارة من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ما لا يمكن حصره منها:
1-       أن المشاورة من العبادات المتقرب بها إلى الله.
2-        ومنها أن فيها تسميحا لخواطر مساعديه وإزالة لما يصير في القلوب عند الحوادث فإن من له الأمر على الناس - إذا جمع أهل الرأي والفضل وشاورهم في حادثة من الحوادث - اطمأنت إليه نفوسهم وأحبوه وعلموا أنه ليس يستبد عليهم وإنما ينظر إلى المصلحة الكلية العامة للجميع فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته لعلمهم بسعيه في مصالح العموم بخلاف من ليس كذلك فإنهم لا يكادون يحبونه محبة صادقة ولا يطيعونه وإن أطاعوه فطاعة غير تامة.
3-        ومنها أن في الاستشارة تنور الأفكار بسبب إعمالها فيما وضعت له فصار في ذلك زيادة للعقول.
4-        ومنها ما تنتجه الاستشارة من الرأي المصيب فإن المشاور لا يكاد يخطى ء في فعله وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب فليس بملوم فإذا كان الله يقول لرسوله  صلى الله عليه وسلم  - وهو أكمل الناس عقلا وأغزرهم علما وأفضلهم رأيا – (وشاورهم في الأمر) فكيف بغيره[33].


هل الرأي في الشورى ملزم أو غير ملزم؟

الرأي في الشورى ينقسم إلى قسمين :
1-             رأي فردي في قضية خاصة فهذا غير ملزم.
  مثاله: إذا استشارك زميلك أو أنت شرت عليه في زواج أو شراء سيارة أو نقل إلى وحدة أخرى.
2-             رأي جماعي في قضية عامة فهذا ملزم ويجب العمل به.

الفصل الرابع
 القوة

القوة المطلوبة هي القوة في كل ما ينفع وأما القوة في غير النافع فهي بطش أو تكبر أو تجبر أو سمها ما شئت ، فهذه قوة مذمومة وصفة الطغاة، وحال من نسي أو جهل أن الله هو القوي العزيز، وبالمرصاد لن طغى.
والقوة الضارة كل يستطيع أن يتصف بها أما القوة النافعة المحكومة بالحق والحكمة فهي صعبة المنال إلا على النخبة من الرجال.

الأدلة على صفة القوة

الدليل الأول:

قال الله تعالى: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون)[34].

الدليل الثاني:

قال الله تعالى في قصة موسى بعدما سقا للامرأتين من أهل مدين: ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)[35].

 الدليل الثالث:

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:  (المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان)[36].

جوانب القوة المطلوب توفرها في المسلم والقائد خاصة.

1-            قوة الدين.

لابد للمسلم أن يقوي إيمانه بالله ويقوي علاقته وصلته بربه والقائد يتعرض يوميا للمشاق والأمور المهمة ومشاكل الناس وقوة الدين أعظم معين له على أداء عمله على أكمل وجه.
قال الله تعالى: ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة)[37].
وقال الله تعالى (خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا)[38]. أي: استجيبوا.

2-            قوة العلم.

     ويشمل ذلك علم الدين وعلم التخصص وبقية العلوم النافعة.

3-            قوة الرأي والفكر.

 ويمكن للإنسان أن يطور تفكير وينشط عقله بالاستمرار في التعلم ومخالطة من يتميز بذلك والتعلم منه.

4-            قوة التحمل والصبر.

فلا بد من تحمل التعب والجوع والعطش وتغيرات الطقس ومشقة التدريب وتعويد النفس على ذلك والصبر عليه.

5-            قوة الجسم.
ويكون ذلك بالتدريب والرياضة والرماية والمحافظة على صحته مما يضر.

نتبيه هام

القوة يجب مزجها بالتواضع والحلم والحكمة والعفو وإحاطتها بسياج التقوى حتى لا تطغي وتضر ولا تنفع.

 قال الله تعالى: (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم )[40].

والاعتماد على القوة المادية والاغترار بذلك دمر من كان قبلنا وأهلكهم.

 قال الله تعالى: ( فأما عاد فاستكبروا في إلا رض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون)[41].

فالقوة إذا أعانت على طاعة الله والعدل والخير فهي نعمة وإن لم تكن كذلك فهي نقمة.

فيجب أن نشكر الله على كل قوة أعطانا ونسأله المزيد من فضله، وبالشكر تدوم النعم، وبالكفر تزول النعم، وكفر النعمة استخدامها في معصية الله.

قال الله تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)[42].








الفصل الخامس

العدل
 العدل هو صفة الله، والعدل ضده الجور والظلم.
والعدل وضع كل شيء في مكانه المناسب له من غير زيادة ولا نقص وإيصال كل حق لمستحقه وإعطاء كل قضية حجمها اللائق بها.

الأدلة على صفة العدل

الدليل الأول:

قال الله تعالى:(الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)[43].

الدليل الثاني:

قال الله تعالى:( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)[44].

فالمسلم عبد لله يجب عليه أن يطيعه فيما أمره به وقد أمره بالعدل ونهاه عن الجور والظلم.

الدليل الثالث:

قال الله تعالى: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب).

فإذا حذر الله رسوله داود من إتباع الهوى فغيره من باب أولى والخطر منه أقرب.


الدليل الرابع:

وعن أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله . – ثم ذكر منهم - إمام عادل)[45].

 وهذا الفضل يشمل كل من تولى منصبا كبيرا أو صغيرا.

الدليل الرابع:

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: ( إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلسا إمام عادل وأبغض الناس إلى الله وأبعدهم منه مجلسا إمام جائر)[46].
وهذا يشمل الرئيس والقاضي والوزير والقائد والمدير، وكل من تولى أمر من أمور المسلمين.
الدليل الخامس:
قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:  (إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)[47].
(إن المقسطين) : يعني أهل العدل.

فالعدل صفة الله ويحب هذه الصفة ومن اتصف بها وهو سبحانه مع كل مسؤل عادل يعينه ويوفقه، فعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم: ( إن الله مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان)[48].




الخاتمة ويذكر فيها أهم النتائج والتوصيات.

الحمد لله أولا وأخرا ، وبعد كتابة هذه الورقات نحاول نلخص أهم ما توصلنا إليه من نتائج.
1-             أهمية أن يتصف من له أدنى مسئولية وعلاقة بالناس بهذه الصفات.
2-             الأثر الطيب الذي ينتج عن التطبيق العملي لهذه الصفات.
3-             الفضل العظيم لمن يتعلم العلم وقد شرفه الله ورفع مكانته.
4-             أن صفة العلم لا قيمة لها إلا بالعمل والتطبيق الفعلي لما يعلم، والعلم بدون عمل لشجرة بدون ثمر، والذي يعلم ولا يعمل له نصيب من المغضوب عليهم بقدر تقصيره في ذلك.
5-             قد تبين لنا المنزلة العالية للأمانة عند الله وأن الله وصف بها أحب الملائكة إليه وهو جبريل وأحب البشر إليه وهو رسولنا محمد بن عبدالله.
6-             خطر التفريط في الأمانة وأن ذلك من صفات المنافق.
7-             الشورى عمل يثمر تصحيح الأخطاء وإصلاح الدين والدنيا ، والأخذ بالأحسن والتقدم للأفضل ولا يتم التطوير إلا به . وبالشورى يوضع كل رجل في مكانه المناسب ويفتح باب الإبداع وهو طريق الجد ومسلك الاجتهاد.
8-             لا قوة إلا مع الإيمان والتقوى ودعائمها التي تقوم عليها هي التواضع والحلم والحكمة والإحسان.



هذا ما تيسر جمعه والله أعلم وأعلى وأجل وأحكم.
فما كان فيه من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمني.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين.





[1] - سورة آل عمران : 18.
[2] - تفسير القرطبي ج4/ص41.
[3] - سورة يوسف : 54.
[4] - تفسير القرطبي ج16/ص242.
[5] - سنن الترمذي ج4/ص561.
[6] - تحفة الأحوذي ج6/ص504.
[7] - سورة الأنفال : 27.
[8] - صحيح البخاري ج6/ص2614.
[9] - المرجع السابق.
[10] - سور ة القصص : 26 .
[11] - سورة النساء : 58.
[12] - سورة يوسف : 54.
[13] - صحيح البخاري ج1/ص33.
[14] - سورة الأحزاب : 72.
[15] - سورة آل عمران: 159.
[16] - الشورى :38.
[17] - فيض القدير ج1/ص489.
[18] - تفسير القرطبي ج4/ص251.
[19] - سنن البيهقي الكبرى ج10/ص109.
[20] - فيض القدير ج6/ص268.
[21] - سورة آل عمران: 159.
[22] - سورة الشورى :38.
[23] - تفسير ابن كثير ج4/ص119.
[24]- تفسير القرطبي ج13/ص194.
[25] -  سورة النمل : 32.
[26] - تفسير السعدي ج1/ص760.
[27] - سنن البيهقي الكبرى ج7/ص45.
[28] -  يعني : الأمراء. وهذه يشمل القادة العسكريين من المسلمين.
[29] - صحيح البخاري ج6/ص2682.
[30] - تفسير القرطبي ج4/ص249
[31] - صحيح البخاري ج6/ص2682.
[32] - فيض القدير ج1/ص275.
[33] - تفسير السعدي ج1/ص154
[34] - سورة الأنفال : 60.
[35] - سور ة القصص : 26 .
[36] - صحيح مسلم: (2664).
[37] - سورة مريم : 12.
[38] - سورة البقرة: 93.
[39] - سورة الأعراف : 154.
[40] - سورة  هود : 52.
[41] - سورة  فصلت :15.
[42] - سورة إبراهيم :7.
[43] - سورة النساء : 58.
[44] - سورة النحل : 90.
[45] - صحيح البخاري ج6/ص2496.
[46] - سنن الترمذي: (1329). 
[47] - صحيح مسلم ج3/ص1458.
[48] - مصنف ابن أبي شيبة ج6/ص421.