الخميس، 26 سبتمبر 2019

الملائكة حملة العرش يدعون الله أن يعطي من تاب واستقام على طاعة الله خمسة فضائل جليلة


الحمد الله الذي يقبل التوبةَ ويعفو عن السيئات, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُّ الأرض والسموات, وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه, خير من عبد الله وتاب واستقام, صلوات الله عليه وعلى أهلِ بَيْتِه وأصحابِه, وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله, واعلموا أنّ ذنوبنا كثيرة, وزلاتُنا لا يُحصيها إلا الله الرقيب علينا وعليها, ولا سبيل إلى الخلاص منها إلا بالتوبة الصادقة.
عباد الله : دعوات طيبة نافعة صادقة مخلصة دعوات مستجابة
فمن الداعي ومن المدعو له وهي تلك الدعوات
الداعي هم عباد لله صالحون مقربون هم حملة العرش والمدعو له هو التائب لله الذي يتوب ويستقيم على طاعة الله وهذه الدعوات تأملوها في قول الله  تَعَالَى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ - رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ - وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [سُورَةُ غَافِرٍ: 7 - 9] .
يخبر تعالى عن شرف حملة العرش ومن حوله، وقربهم من ربهم، وكثرة عبادتهم ونصحهم لعباد الله، لعلمهم أن الله يحب ذلك منهم فقال: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ﴾ وهو عرش الرحمن، الذي هو سقف المخلوقات وأكبرها وأعظمها وأوسعها وأحسنها وأشرفها  ، وأقربها من الله تعالى.
وهؤلاء الملائكة، قد وكلهم الله تعالى بحمل عرشه العظيم، فلا شك أنهم من أكبر الملائكة وأعظمهم وأقواهم، وحَمَلَةُ الْعَرْشِ َهُمْ سَادَةُ الْمَلَائِكَةِ المقربين في المنزلة والفضيلة. واختيار الله لهم لحمل عرشه، وتقديمهم في الذكر، وقربهم منه، يدل على أنهم أفضل أجناس الملائكة عليهم السلام. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إلى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ»
﴿يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ﴾ وهذا مدح لهم بكثرة عبادتهم للّه تعالى،
﴿وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ وهذا من جملة فوائد الإيمان وفضائله الكثيرة جدًا، أن الملائكة الذين لا ذنوب عليهم يستغفرون لأهل الإيمان، فالمؤمن يعتني بإيمانه ويحافظ على قوة إيمانه حتى يكن له نصيب من هذا الفضل العظيم وهو دعاء الملائكة.
وهؤلاء الملائكة المقربون يتوسلون الى الله الذي وسع علمه كل شيء ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا﴾ فعلمك قد أحاط بكل شيء، لا يخفى عليك خافية، ولا يعزب عن علمك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر.
فماذا يطلب هؤلاء الملائكة المقربون
الطلب الأول : ﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾  وكانوا على دِينَكَ واستقاموا على طاعتك وترك معصيتك.
الطلب الثاني  ﴿وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ قهم العذاب نفسه، وقهم أسباب العذاب
الطلب الثالث والرابع : {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} أَيْ: اجْمَعْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ من يحبون، لِتَقَرَّ بِذَلِكَ أَعْيُنُهُمْ بِالِاجْتِمَاعِ فِي مَنَازِلَ مُتَجَاوِرَةٍ في جنات عدن.
الطلب الخامس : {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} أَيْ: فِعْلَهَا ووَبالها مِمَّنْ وَقَعَتْ مِنْهُ، واسترهم من فضيحتها وخزيها يوم القيامة {وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ}   يَوْمَ الْقِيَامَةِ، {فَقَدْ رَحِمْتَهُ}  ولَطَفْتَ بِهِ وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْعُقُوبَةِ، {وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} يفوز به من اتى بسبب هذه المطالب الخمسة وهو التوبة الصادقة النصوح والاستقامة على طاعة الله . .
 فَهَذَا دُعَاءُ الْمَلَائِكَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ التَّائِبِينَ الْمُتَّبِعِينَ لِكِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ الَّذِينَ لَا سَبِيلَ لَهُمْ غَيْرُالكتاب والسنة، فَلَا يَطْمَعُ غَيْرُ هَؤُلَاءِ بِإِجَابَةِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ، إِذْ لَمْ يَتَّصِفْ بِصِفَاتِ الْمَدْعُوِّ لَهُ بِهَا،
وهي التوبة والاستقامة على طاعة الله
وقد أشار الله تعالى إلى أنَّ الرابطة التي ربطت بين حملة العرش ومن حوله وبين المؤمنين من بني آدم في الأرض حتى دعوا الله لهم هذا الدعاء الصالح العظيم إنَّما هي رابطة الإيمان بالله التي من علامات صحة وصدق هذه الرابطة التوبة الصالحة الصادقة والاستقامة على طاعة الله وترك معاصيه،
  
والتَّوْبَةُ النَّصُوحُ الَّتِي يَقْبَلُهَا اللَّهُ –تعالى-, يَرْفَعُ بِهَا صَاحِبَهَا إلَى أَعْظَمَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ, وإن الموفق من كان  بَعْدَ التَّوْبَةِ, خَيْرًا مِنْهُ قَبْلَ الْخَطِيئَةِ.
فليحرص العاقل على التوبة الصادقة النصوح والاستقامة على ما يحبه والتمسك بطاعته والثبات على دينه حتى يفوز بهذه المكاسب العظيمة التي هي مغفرة الذنوب والنجاة من النار والاجتماع مع من يحب في جنات النعيم والستر من السيئات والوقاية من عارها ونارها

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق فسوَّى، وقَدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على رسوله المجتبى، وعلى آلِه وأصحابِه أعلام الهدى، أما بعد:

أمة الإسلام: إنّ الحديث عن التوبة لا يَخُصُّ أحدًا دون أحد, بل كلّنا مُطالَبٌ بالتوبة عن دقيقِ الذنوب وجليلِها, قديمِها وحديثِها, فكم ذنبٍ ارْتكبناه علمه الله ولم نعلمه, كم قصّرنا في واجباتٍ أُمرنا بها, وكم سكتنا عن مُنكراتٍ خجلاً أو مُحاباة, كم قصّرنا في تربيتنا لأولادنا؟ كم ضيعنا من أوقاتنا ؟  أليست هذه ذنوبًا تحتاج إلى توبة نصوح؟! وقد قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].

فيجب علينا جميعًا أنْ نُجدّد التوبة كلّ حين, وأنْ تكون توبةً صادقةً خالصةً, وهذا نبيّنا وإمامنا -صلى الله عليه وسلم-, كان يستغفر الله ويتوبُ إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة..
إن كثير من الناس اليوم جمعوا الكسل والتهاون والاغترار ببعض الأعمال الصالحة والاستهانة بالمعاصي  فاصابهم العجب والغرور والكبر وغفلوا عن ما ينفعهم وعن التوبة التي هي من صفات أهل الجنة
فاحذر وفقك الله اشد الحذر أن تأت الله بقلب يحمل شيئا من هذه الموبقات وتغتر بشيء من طاعتك وتستهين بمعصيتك يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
فيجب المحافظة على التوبة وتكرارها كل حين لأنها عبادة جليلة تدل على صحة العبودية لله ..فتوبوا لله بقلوب يملأها
الذل لجبروت الله فهو المتكبر القوي الجبار
وقلوب خاضعة لقهره فهو الواحد القهار
ومتوضعة لعظمته فهو العظيم الكبير المتعال
وراغبة في رحمته وعفوه ومغفرته وطامعة في فضله فهو الغفور الرحيم ذو الفضل العظيم
وبقلوب تملأها الرهبة من سلطانه والخشية من عذابه الشديد  
وبقلوب شغفها حب الله ومعرفة كماله وجلاله وانعامه
{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ  ..  إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}
{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ}


الخميس، 5 سبتمبر 2019

خطبة جمعة: فضل الحسين وحب أهل السنة له من غير غلو


أيها الإخوة: حديثنا اليوم حديث عن حبيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحد ريحانتيه من الدنيا؛ إنه الحسينُ بنُ عليٍ الشهيدُ الإمامُ الشريفُ ، سبطُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ومحبُوبُه.

فأبوه أمير المؤمنين؛ أبي الحسن علي بن أبي طالب ليث الكتائب، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الشقيق الذي يُحبُ اللهَ ورسولَه ويُحبُّه اللهُ ورسولُه، والذي حبُه إيمان، وبغضُه نفاق؛ فَعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- أَنَّهُ قَالَ: "لَقَدْ عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يَبْغَضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ".
والحسين هو ابنُ البتولِ المطهرةِ، فاطمة بنت الرسول
فهو ابنُ فاطمةَ سيدةِ نساءِ الْمُؤْمِنِينَ، التي قال عنها أبوها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَا فَاطِمَةُ أَمَا تَرْضِيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ" .
والسَّيِّدُة: هي الشريفة والفاضلة ..
لقد تفرع الحسين من شجرة زكية الندى، باسقة العلى، عربية الأصل، حسيبة الفصل، قرشية الأهل، هاشمية الأغصان، جمع المحاسن من أطرافها، والفضائل من أنحائها، فهو من شجرة طيبة أصولها  ، مباركة نافعة فرضي الله عنه وأرضاه:
وخِلٍّ جاء يسألُ عن قبيلي *** وضوءُ الشمسِ للرائيِ جليُّ
فقلتُ له ولمْ أفخر وإنِّي *** يحقُّ لمثليَ الفخرُ العليُّ
محمدٌ خير خلق الله جدِّي *** وأمِّي فاطمٌ وأبي عليُّ

والحسين: من خير آل بيت نبينا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، الذين قال الله فيهم { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } ، والذين اخبر بفضلهم  صلى الله عليه وسلم بقوله : " أُذَكِّرُكُمْ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي كررها ثلاثاً"
 ولما ولد الحسين هم أبوه أن يسميه حربا، فسماه رسول الله الحسين؛ فَعَنْ عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: "لَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: "أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟" قَالَ: قُلْتُ حَرْبًا، قَالَ: "بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ".

 لقد اختار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للحسين -رضي الله عنه- اسماً حسناً في اللفظ والمعنى، موافقاً للنظر الشرعي، واللسان العربي، يحمل معنىً كريماً، ووصفاً صادقاً، ذلك أن تمييع الأسماء يورث تمييع الشمائل والطباع، والاسم يُؤثْرُ على المسمى.

أيها الإخوة: وتناوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، فكان أول صوت صافح أذنيه نداء الخير والإيمان، كلمات التوحيد الندية، التي تنجي الإنسان من مهالك الردى؛ فلذت بها أذناه، واطمئن بها قلبه، كيف لا؟ وهو صوت المعصوم -صلى الله عليه وسلم-.
وحنكه جده رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبرك عليه كما كان يفعل لأولاد الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فعَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُمْ"
إخوة الإيمان
وأهل السنة يعتقدون إن الحسين  سيدا من سادات أهل السنة اتباع الرسول الصادق الأمين  وإن الحسين ابن نبي هذه الأمة ، فأهل السنة يحبون الحسين  ويتولونه، ويعتقدون أن حبه -رضي الله عنه- وعن أبيه وأمه من أوثق عرى الإيمان، وأعظم ما يتقرب به المسلم إلى الرحمن مصداقاً لقول جده -صلى الله عليه وسلم-  لرجل جاءه  فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ ؟" فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" .
أيها المسلمون : إن أبواب الفتنة فتحت على المسلمين بعد قتل الخليفة الراشد عمر الفاروق رضي الله عنه ثم اضطرمت نار الفتنة بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنهم وقتل في هذه الفتن الخليفة الراشد علي رضي الله عنه وهؤلاء الخلفاء المهديين قتلوا بسبب المكر الذي دسه اليهود بين المسلمين وساهم في نفث سمومه المجوس واستمر شره وامتد خطره إلى يومنا هذا .
وبسببه قتل الحسين رضي الله عنه غدرا وبغيا .
 وَصَارَ الشَّيْطَانُ بِسَبَبِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُحدث لِلنَّاسِ بِدْعَتَيْنِ: بِدْعَةَ الْحُزْنِ وَالنَّوْحِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، مِنَ اللَّطْمِ وَالصُّرَاخِ وَالْبُكَاءِ وَإِنْشَادِ الْمَرَاثِي، وَمَا يُفضى إِلَيْهِ ذَلِكَ مِنْ سَبِّ السَّلَفِ وَلَعْنَتِهِمْ، وَإِدْخَالِ مَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ مَعَ ذَوِي الذُّنُوبِ، حَتَّى يُسَبَّ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ، وَتُقْرَأَ أَخْبَارُ مَصْرَعِهِ الَّتِي كَثِيرٌ مِنْهَا كَذِبٌ.
والبدعة الأخرى : بِدْعَةُ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ بقتل الحسين..
وَأَهْلُ السُّنَّةِ يَرُدُّونَ غُلُوَّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ الحسين قُتل مَظْلُومًا شَهِيدًا، وَإِنَّ الَّذِينَ قَتَلُوهُ كَانُوا ظَالِمِينَ مُعْتَدِينَ
ومَقْتَلُ الْحُسَيْنِ مُصِيبَةٌ أُصِيبَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ فلا تتخذ هذه المصيبة ذريعة للمتاجرة بالدين ولا للمزايدات السياسية ولا لاشعال نار الفتنة وقد كان قبل قتل الحسين قَتْلُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَعْظَمُ ذَنْبًا وَمُصِيبَةً، وَكَذَلِكَ قَتْلُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أعظم ذنبا ومصيبة ولم يتخذ الصحابة ذلك مأتما أو موسما للبدع والخرافات..
أيها الناس : قد يقول افاك أثيم إن أهل السنة لا يحبون آل بيت النبي ! وهذا من البهتان المبين فإن أهل السنة كتبهم مملؤء بالحديث عن فضل آل بيت النبي وحبهم والثناء عليهم والترضي عنهم واهل السنة  يرون أن صلاتهم التي هي ركن الإسلام العظيم وعموده الشديد لا تصح إلا إذا صلوا في صلاتهم على النبي وآله الطيبين
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ "

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عبده المصطفى، وعلى آله وصحبه ومَن اجتبى.
اعلموا -عباد الله- أنَّ يَومَ عَاشُورَاءَ يَومٌ عَظِيمٌ جَلِيلٌ، وَصِيَامُهُ عَمَلٌ صَالحٌ وَسُنَّةٌ نَبَوِيَّةٌ كَرِيمَةٌ، سُئِلَ ابنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا- عَن صِيَامِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: "مَا عَلِمتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَامَ يَومًا يَطلُبُ فَضلَهُ عَلَى الأَيَّامِ إِلاَّ هَذَا اليَومَ".
وَقَد بَيَّنَ -عليه الصلاةُ والسلامُ- فضل صِيَامِ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ: "صِيَامُ عَاشُورَاءَ أَحتَسِبُ عَلَى اللهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبلَهُ".
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ»
إِنَّ يَومَ عَاشُورَاءَ الَّذِي هُوَ مُنَاسَبَةٌ لِلذِّكرِ وَالشُّكرِ وَالعِبَادَةِ قَدِ ارتَبَطَ عِندَ من ضل وغوى من  هَذِهِ الأُمَّةِ بِضَلالاتٍ وَخُرَافَاتٍ وَخُزعبلاتٍ، وَأَحدَثُوا فِيهِ بِدَعًا وَأَوهَامًا وَمُنكَرَاتٍ، وَاعتَادُوا فِيهِ عَلَى مُمَارَسَاتٍ مَا أَنزَلَ اللهُ بها مِن سُلطَانٍ.
فمَاذَا يُنتَظَرُ مِن قَومٍ فعلوا كل ذلك وكَفَّرُوا الصَّحَابَةَ الِّذِينَ هُم خَيرُ الأُمَّةِ بَعدَ نَبِيِّهَا؟! ويُؤذُونَ رَسُولَ اللهِ في أَحَبِّ نِسَائِهِ إِلَيهِ، ثم يَدَّعُونَ حُبَّ آلِ البَيتِ، وحب الحسين وآل البيت من هذه البدع وأهلها  براء.
أما يخشى من له ذرة عقل أن يكون له نصيبا من قَولِ اللهِ تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُم عَذَابًا مُهِينًا).
«ألا وإِنَّ أَفْضَلَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»

الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

خطبة جمعة : التعليم وفضل العلم وتعلمه وتعليمه


الحمد لله الذي قَرَنَ شَهَادَةَ مَلَائِكَتِهِ وَأُولِي الْعِلْمِ بِشَهَادَتِهِ فَقَالَ: { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ } أحمده واشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله  
الذي نبأه الله بقوله : [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ  ..  خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ  .. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ  .. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ  .. عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ] صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }   أما بعد  
فإن التعليمَ هوَ رسالةُ الأنبياء، ومزكاةُ الأتقياء: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
-التعليمَ أمانةٌ عظمى على عاتقِ المعلمين والأباء والأمهات، فينبغيْ لهمْ استشعارُ هذه الأمانة وأداؤُها على الوجهِ الذي يرضي الله: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ)
-والاسرةُ هيَ مؤسسةُ التعليمِ الأولى في حياةِ فلذاتِ الأكباد، وإنَّ رسالةَ المؤسساتِ التعليميةِ الأخرى لنْ تتمَّ ما لمْ تقم الأسرةُ بدورِها في التعليم، ومنْ مهامِ مؤسسةِ الأسرةِ في التعليمِ هو تحبيبُ العلمَ للناشئة.
-ورسالة المسلمين  هي تعلم العلم وتعليمه والتعاون على نشره كتب أمير الشام إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ الفاروقِ -رضيَ اللهُ عنه-: “إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَدْ كَثرُوا، وَمَلَؤُوا المَدَائِن، وَاحْتَاجُوا إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُمُ القُرْآن، فَأَعِنِّي بِرِجَالٍ يُعَلِّمُوْنَهُمْ، فدعا عمر الذين جمعُوا القرآنَ منَ الصحابة، فقالَ لهم: إِنَّ إِخْوَانَكُم قَدِ اسْتَعَانُوْنِي .. مَنْ يُعَلِّمُهُمُ القُرْآنَ، وَيُفَقِّهُهُمْ فِي الدِّيْنِ، فَأَعِيْنُوْنِي يَرْحَمْكُمُ اللهُ بِثَلاَثَةٍ مِنْكُمْ إِنْ أَحْبَبْتُمْ“.. فَخَرَجَ: مُعَاذٌ، وَعُبَادَةُ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ -رضيَ اللهُ عنهمْ أجمعين-.
-وكان الرّسول –صلى الله عليه وسلم- أوّلَ من سعَى لمحو الأمّيّة حين جعَل فداءَ أسرى بدرٍ أن يعلِّم كلٌّ منهم عشرةً من المسلمين القراءةَ والكتابة.
-
عباد الله  : وللعلم وأهله الذين يتعلمونه ويعلمونه فضل عظيم في الإسلام  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ»
أيها المعلم أيها المربي من أب وأم : إن تعليم الأولاد العلم النافع صدقة جارية يستمر أجرها بعد الموت قَالَ رسول الله : " إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ ".
أيها المسلمون : العلم لن ينفع إلا إذا كانت النفوس صالحة لاستقبال العلم ولن تكون النفوس صالحة إلا بالمحافظة على فطرة الأولاد ذكورا واناثا .. وحفظ الفطرة مسئولية مشتركة بين الأبوين والمدرسة والمجتمع
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ "
والمحافظة على الفطرة تكون بتنمية الخير والصلاح ومنع الشر والفساد.
والعلم كالمطر والنفوس كالأرض فإذا نزل المطر على أرض صالحة نفع وكذلك العلم ينفع النفوس التي حفظت فطرتها وبقيت سليمة .. وإذا نزل المطر على أرض سبخة فلن ينفع ولن يبقى منه ماء يشرب  ولن ينبت منه نبات يؤكل وكذل النفوس التي تتعرض لتغيير الفطرة لن ينفعها العلم.
ومن اخطر ما يفسد الفطرة التلقي مما ينشر في وسائل التقنية الحديثة من برامج ملغومة بالشر ومواد مسومة بالباطل .
والمسئولية تقع على الأب والأم في حفظ فطرة الأولاد من التطبع بطبع ردئ أو التخلق بخلق سيء أو التشبه بمن نهينا عن مشابتهم والتشبه بهم قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ والمتشبِّهات من النِّسَاء بِالرِّجَالِ» .
يا من تحب أولادك وتريد لهم الخير والفلاح والنجاة والسلامة احفظ فطرتهم وأخلاقهم وإيمانهم بالعلم والإيمان والتقوى والعمل الصالح فإن ذلك هو الذي ينجيك وينجيهم من النار
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)   أيها المؤمنون، قوا أهليكم وأولادكم النار بفتح أبواب الخير لهم وتوجيههم إليها وتشجيعهم عليها، بينوا لهم الحق ومنافعه ومروهم به وبينوا لهم الباطل ومضاره وحذروهم منه. فإنكم رعاة عليهم وكل راع مسؤول عن رعيته، فمن قام بحسن رعايته فيهم أفلح ونجا، ومن فرط في رعايته فيهم خسر وهلك. قال رسول الله ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ  عَنْ رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ  ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا)
اقول هذا واستغفر الله


الخطبة الثانية
الحمد لله القائل { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } أحمده حمدا كثيرا  وأشكره شكرا مزيدا  واصلي واسلم على عبده ورسوله الذي أمره الله بالدعاء بزيادة العلم { وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا }    أما بعد
إن التعليم الناجح هو التعليم والتعلم بالقدوة الحسنة ويكون ذلك من خلال ثلاث ركائز :
الأولى : أن يكون المربي من معلم وأب وأم قدوة حسنة في نفسه وأفعاله وأقواله وأحواله وفي كل شأنه.
ثانيا : تعليم الأولاد وتربيتهم على معرفة القدوات الحسنة من الرسل والصحابة وأمهات المؤمنين.
ثالثا : حمايتهم وحفظهم من القدوات السيئة وخاصة ما يصل إليهم عبر وسائل التقنية الحديثة .
إخوة الإيمان :
قد منّ الله  على عباده بالأولاد وجعل ذلك فتنة لعباده ليختبر بذلك من يقوم بحقهم ويسعى في إصلاحهم ويصونهم عن الفساد .. ومن يضيعهم ويتركهم هملا فيكونون خسارة عليه في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ..  وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ]
فيا عباد احفظوا هذه الأمانة وأدوها بحقها واحتسبوا الأجر عند الله
فإن معلم الناس الخير له أجر كبير وفضل عظيم وشرف رفيع وإن الله يحبه ويمدحه وإن المخلوقات تستغفر له وتدعو له قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ»


الرد على خزعبلات عمر جبران الغامدي

انتشرت مقاطع فيديو لشخص يسمى عمر جبران الغامدي يتهم الإسلام والمسلمين بالارهاب والتكفير ويجعل أخطاء بعض المسلمين من الإسلام ويردد اتهامات أعداء الإسلام بدون علم ولا عدل!!

وكلام عمر جبران ليس بجديد بل هو كلام وشبهات المستشرقين ونفس كلام وافكار فرخهم عدنان ابراهيم الذي ينقل من كتبهم ولكن عمر جبران نسخة جديدة بعدما احترقت النسخ السابقة !
وعمر  يكثر من لمز وذم الايدلوجيات ويقصد بذلك العقيدة الاسلامية ولكنه لا يصرح بذلك كما هي عادة المنافقين.
ويحَمّل الإسلام جرائم الإرهاب وقد كذب وافترى في ذلك ولم يتكلم عن من أنشأ الإرهاب ودعمه!
ولم يذكر الإرهاب والتكفير الرافضي الذي ضر المسلمين قرونا متتابعة!
ولم يذكر الإرهاب النصراني والذي اهلك الملايين من البشر!
وهذا يحتمل احتمالين :
اما إنه جاهل جهل مركب او خائن.

ومن المضحك المبكي إنه يخدع الشباب والكثير من متابعيه بالحديث عن التفكير وطنطنته حول الفكر والتفكير وهو بهذا يدعوهم لطريقه ساذجة غبية في التفكير وهو ان يقدم الانسان فكره وتفكيره على الوحي المعصوم الذي هو علم من الله وعلم الله صفة الله وعلم الله الذي هو القرآن الكريم والسنة النبوية لا يمكن لأي إنسان عنده ذرة عقل أن يتركه ويذهب يلهث وراء ظنون واوهام الفلاسفة التي يتقيأ به عمر جبران !
وللأسف الشديد أن الكثير من أبناء المسلمين في هذا الزمان ترك حقائق الحق المبين في كتاب الله وسنة رسوله وكلام أهل العلم المختصين وذهب وراء سراب الفلسفة والزندقة والالحاد ويظن نفسه على صواب!

التفكير إذا كان في مجاله مثل التفكير في مصالح الإنسان وأموره والتفكير في مخلوقات الله والتفكير للوصول للفهم الصحيح وحل المشاكل والتميز بين الأشياء الملتبسة والمقارنة فهذا التفكير مهم ومفيد.
ولكن التفكير الذي يجعل الإنسان يتخذ نفسه إلها ويجعل الله ودينه تبعا لتفكيره فهذا جهل وضلال مبين؛ وهذا هو ما يدعو إليه عمر جبران.
ويقال لعمر جبران واتباعه إذا جاءنا شخص غلب عمر جبر بالفكر والتفكير فمن نتبع؟

الجواب بناء على كلام عمر اننا نتبع الشخص الذي غلب!!!
ثم إذا جاء ثالث وغلب بتفكيره فمن نتبع؟
الجواب:
نتبع الثالث!

وهكذا إلى ما لا نهاية كل يوم نلهث في عالم الضياع وراء فكر فلان وعلان!

الحل لجميع مشاكلك والجواب على جميع اسئلتك والتخلص من كل خواطر الأفكار ووساوس الهموم هو الإقبال على القرآن الكريم والسنة النبوية قراءة وفهما وعملا فهذا هو الطريق العاصم من القواصم.