السبت، 28 ديسمبر 2013

يجب على كل من يريد الحق والتقدم في الخير قبول الحق ولو كان القائل به الشيطان

الحق يجب قبوله حتى من أشد الأعداء



أيها الدعاة إلى الإسلام

 أيها المجاهدون في سبيل الله لاعلاء كلمة الله 


عندما أرى بعض ردود الفعل من البعض وليس الكل .. 
أقول :

أين التجرد لله !

أين التواضع للحق وقبوله مما قال به ولو كان عدوا حاقدا يريد الشر بنا !!



عن قتيلة امرأة من جهينة أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : انكم تنددون وإنكم تشركون ، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون : والكعبة.فأمرهم النبي صلى الله عليه و سلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة . ويقولون : ما شاء الله ثم شئت.
الحديث في سنن النسائي.

ولم يقل الرسول لليهودي الذي قصده التنقص والعيب إن عندكم معشر اليهود أشد من ذلك وأنكم تفعلون أشنع أنواع الكفر وأقبحها كقولكم : " عزير ابن الله " 
وسب لله !!
وقتلكم الأنبياء !
وتحريفكم لكتاب الله !

بل قبل الرسول الحق من اليهودي وأمر بالإصلاح !

فأين الدعاة والمجاهدون الذي يفترض أنهم أولى الناس برسول الله وأقربهم لهديه واحرصهم على سنته من هذا !
لماذا نعرض عن قبول الحق إلى التشنيع على المخالف!!
فأين نحن من منهج الرسول؟


وعن عبيدة عن عبد الله : أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع والخلائق على إصبع .. ثم يقول: أنا الملك . فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بدت نواجذه ثم قرأ "وما قدروا الله حق قدره "
فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم تعجبا وتصديقا له .
وهذا فيه قبول الحق من المخالف حتى لو كان من ألد أعداء الله.
فأين نحن من منهج الرسول؟



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم - فذكر الحديث - فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( صدقك وهو كذوب ذاك شيطان ).

انظر إلى حكمة النبي وعدله عندما قبل الحق ووصف قائله بما يستحقه بعلم وعدل !

فقال " صدقك " وهذا قبول وأخذ بالحق الذي قاله الشيطان في آية الكرسي.
وأخبر عن القائل بعلم وعدل فقال: " وهو كذوب .. ذاك شيطان "

فأين نحن من منهج الرسول؟


لماذا لم يقل البعض لمن نصحه من المسلمين أو اعترض عليه أن يقول كما قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه : رحم الله من أهدى إلى عيوبى. رواه الدارمي.



همسة حب من ناصح أمين:

قال الله : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله)
وقال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) .

فمن لم يقبل الحق ويتسع صدره للنقد ويصلح الأخطاء لم ينصر الله .. ولم ينتصر على حظوظ نفسه !
وبالتالي لم يحقق شرط النصر ، ومن لم يحقق شرط النصر فهو بعيد عن النصر.

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

سمة الإعلام النصراني واليهودي والتابعين له من الإعلام المتهود

من ميراث جوزيف جوبلز وزير الإعلام النازي في زمن هتلر

من أقواله :

1 - أعطني إعلام بلا ضمير

أعطيك شعبا بلا وعي



2 -  استمر بالكذب حتى يصدقك الناس.



وزير القتل والإبادة للمسلمين في حكومة بوش الصغير انشأ مكتبا في البنتاجون مع بداية احتلال العراق وسماه " مكتب التضليل الإعلامي "
فلما اعترض عليه بعض الأمريكان رد قائلا " سنكذب ونكذب ونكذب حتى ننتصر "
ولكن شن أهل المكر والدهاء في تلك الأمة الملعونة وربيبتها الألعن منها "اليهود" حربا على هذا الخنيزير الغبي ، وقالوا فضحتنا !
فأغلق "مكتب التضليل الإعلامي" بابه الخارجي وبقيت الأبواب الخلفية مشرعة !!
وإزيلت اللوحة ولكن بقي المنهج الراسخ لم يزل هو الوحيد الذي يقود ويصنع الخبر ويصيغ الفكر العالمي ،كما أزيل بعض الطواغيت من أجل بقاء نظام الطاغوت ليحكم ويقتل ويجوع ويروع من أجل الركوع للسيد صاحب التضليل والتجهيل والتفوق على أصحاب الفيل ولكن الله أرسل عليهم طيرا أبابيل من أولها وسائل الإعلام الجديد البديل.

أفلا تنهض همتك أيها المسلم الشهم في إمطار إعلامنا العربي المتأمرك المتربي في دهاليز مكتب التضليل الإعلامي والذي ليس له وظيفة إلا خدمة السيد صاحب التضليل وتنفيذ مخططاته بكل جد وإخلاص بتغريداتك من آيات وأحاديث وكلمات هي والله أشد عليهم وأفتك بهم من حجارة السجبيل!!

فإلى متى الانتظار !!
وكل دقيقة تتأخر فيها أو يقل رميك عليهم ينجزون ما لا يخطر على بالك ، فاقذفهم بما عندك من الحق حتى يبطل زيف باطلهم ويزهقه إن الباطل كان زهوقا وأرمي قواعد بنيانهم المؤسس على جرف هار حى يسقط عليهم السقف من فوقهم وينهار به في نار جهنم.
 

السبت، 23 نوفمبر 2013

ما هو العشق ؟ وما درجة حرارة ناره في قلوب العاشقين؟ وما خطورة العشق؟

العشق مسلكٌ خَطِر، وموْطِئٌ زَلِقٌ، وبَحْرٌ لُجِّيٌّ.
وعالم العشاق مليء بالآلام والآمال، محفوف بالمخاطر والأهوال.
وأهل العشق يعانون من ويلاته، ويلاقون العناء من مراراته; ذلك أن العشق داءٌ دويٌّ، تذوب معه الأرواح، ولا يقع معه الارتياح; فمن ركب بحره، وتلاعبت به أمواجه كان إلى الهلاك أدنى منه إلى السلامة.
هذا وإن البلاء بهذا الداء قدْ عمَّ وطم; ذلك أن محركاته كثيرة، والدواعي إليه متنوعة متشعبة; فلا غرو أن يكثر ضحاياه، والمبتلون به; فحق علينا_إذاً_أن نرحم أهل هذا البلاء، ومن الرحمة بهم إراءتُهم هذا البلاءَ على حقيقته، والبحث في سبل علاجه والوقاية منه.

وليس من الرحمة بهم أن نذكي نيران عشقهم بذكر أخبار العشاق، وتصويرهم على أنهم أبطال; فنحرك بذلك الكامن، ونبعث كل ساكن; بدعوى تسلية العشاق، وتزجية فراغهم، والتوسعة عليهم.
فليس هذا من الرحمة; فأي رحمة ترجى وهي على حساب زيادة البلاء?
فمن بلاء المريض رِفْقُ الطبيب به، وترك علاجه; خوفاً من تكديره وإزعاجه.

وقال ابن منظور:العشق فرط الحب، وقيل: هو عُجْبُ المحبِّ بالمحبوب يكون في عفاف الحبِّ، ودعارته.
وقال ابن عبد البر: سئل بعض الحكماء عن العشق، فقال: شغل قلب فارغ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: قيل: العشق هو فساد الإدراك، والتخيل، والمعرفة; فإن العاشق يُخَيَّل له المعشوق على خلاف ما هو به حتى يصيبَه ما يصيبُه من داء العشق.

وهناك أسماء عديدة ترادف العشق، وتدل عليه، ويعبر بها عنه، وإن كان هناك فروق دقيقة يختص بها كل اسم على حدة.
وقد ذكر ابن القيم في كتابه روضة المحبين خمسين اسماً للعشق.
ولما وصل إلى اسم العشق، قال: وأما العشق فهو أمرُّ هذه الأسماء، وأخبثها، وقلَّما ولعت به العرب، وكأنهم ستروا اسمه وكَنَّوا عنه بهذه الأسماء، فلم يكادوا يفصحون به، ولا تكاد تجده في شعرهم القديم، وإنما أولع به المتأخرون، ولم يقع هذا اللفظ في القرآن، ولا في السنة إلا في حديث سويد بن سعيد.

العشق يقع بين طرفين: عاشقٍ ومعشوق، وقد يكون كلُّ واحدٍ منهما عاشقاً لصاحبه، وقد يكون العشق من أحد الطرفين دون الآخر.

وأنواع العشق التي تقع لا تكاد تخرج عن أربعة أنواع وهي:
1_عشق الرجال للنساء: وهذا هو الأعم، والأغلب، وإذا ذكر العشق انصرف إلى هذا النوع.
2_عشق النساء للرجال: وهذا النوع يقع، ولكنه دون الأول; إذ النساء وصفهن الحياء، والتخفُّر، والتمنُّع.
3_عشق الرجال للرجال: وهذا يقع كثيراً، ولكنه شذوذ، وانحراف، وارتكاس، كحال من يَتَعَشَّق المردان، ويتعلق بهم.
4_عشق النساء للنساء: وهذا لم يكن يعرف في السابق إلا على وجه الندرة النادرة، ولكنه شاع، وانتشر في هذا العصر الذي فتحت فيه الأبواب على مصاريعها; فأصحبتَ تسمع أن هذه الفتاة تعلقت بزميلتها وعشقتها، وتلك أخرى قد هامت بمعلمتها وشغفت بها، وثالثة متيمة بتلميذتها مستهامة بها، وهكذا دواليك.
من كتاب العشق لمحمد الحمد. بتصرف واختصار.
يتبع..
خطورة العشق:

العشق مسلك خطر، وموطئ زلق، غوائله لا تؤمن، وضحاياه لا تحصى، وأضراره لا يحاط بها.
وأهل العشق من أشقى الناس، وأذلِّهم، وأشغلهم، وأبعدهم عن ربهم.

قال ابن تيمية: فإن الذي يورثه العشق من نقص العقل والعلم، وفساد الدين والخلق، والاشتغال عن مصالح الدين والدنيا أضعاف ما يتضمنه من جنس المحمود.
وأصدقُ شاهدٍ على ذلك ما يعرف من أحوال الأمم، وسماع أخبار الناس في ذلك; فهو يغني عن معاينة ذلك وتجربته، ومن جرب ذلك أو عاينه اعتبر بما فيه كفاية; فلم يوجد قط عشق إلا وضرره أعظم من منفعته.

وقال: وهؤلاء عشاق الصور من أعظم الناس عذاباً، وأقلهم ثواباً، فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقاً بها مستعبداً لها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى; فدوام تعلق القلب بها أشد ضرراً عليه ممن يفعل ذنباً ثم يتوب، ويزول أثره من قلبه.

وهؤلاء يُشَبَّهون بالسكارى والمجانين كما قيل:
سكْران: سُكْرُ هوىً وسُكر مدامةٍ
ومتى إفاقةُ مَنْ به سكران.

وقيل:
قالو: جننت بمن تهوى فقلت لهم:
العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه
وإنما يصرع المجنون في حين.

 شهادات في التحذير من العشق

قد تظاهرت أقوال أهل العلم، والشعراء، والأدباء، ومَنْ وقعوا في العشق في بيان خطورته، وعظيم ضرره.
قالوا: وإذا اقتحم العبد بحر العشق، ولعبت به أمواجه_فهو إلى الهلاك أدنى منه إلى السلامة.

وقال بعض الحكماء: الجنون فنون، والعشق من فنونه.
وقالوا: وكم من عاشق أتلف في معشوقه ماله، وعرضه، ونفسه، وضَيَّع أهله، ومصالحَ دينِه ودنياه.

وقالوا: والعشق هو الداء الدوي الذي تذوب معه الأرواح، ولا يقع مع الارتياح، بل هو بحر من ركبه غرق; فإنه لا ساحل له، ولا نجاة منه.

* قال أحدهم:
العشق مشغلةٌ عن كل صالحةٍ
وسكرةُ العشق تنفي لذة الوسنِ.

* وقال أبو تمام:
أما الهوى فهو العذاب فإن جرت
فيه النوى فأليم كل عذاب.

* وقال ابن أبي حصينة مبيناً ضرر العشق، غابطاً مَنْ لم يقع في أشراكه:
والعشق يجتذب النفوس إلى الردى
بالطبع واحسدي لمن لم يعشق.

* وقال عبد المحسن الصوري:
ما الحب إلا مسلك خطر
عسر النجاة وموطئٌ زَلَقُ.

قالوا: والعشق يترك الملك مملوكاً، والسلطان عبداً.

إن الله نجاني من الحب لم أعُدْ
إليه ولم أقبل مقالة عاذلي
وممن لي بمنجاةٍ من الحب بعد
رمتني دواعي الحبِّ بين الحبائل.

قالوا: ورأينا الداخل فيه يتمنى منه الخلاص، ولات حين مناص.


وقال منصور النمري:
وإن امرءاً أودى الغرام بُلُبِّه
لعريان من ثوب الفلاح سليبُ.


علاج العشق

العشق داء فتاك قتال ليس له علاج ولا دواء إلا حب الله وحب رسوله وحب الطاعة !

لأن محبة الله وحب طاعته راحة وانشراح وطمأنينة وسعادة ودواء لكل  داء.

محبة المخلوق نار وعذاب ومحبة الخالق نور ونعيم وفوز.

فاحرص على محبة الله وحققها في قلبك وابشر بكل خير.

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

من فوائد المطر .. المطر وسيلة للتعليم والعبرة والعظة

أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلاَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلاَ فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ" قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ قَالَ إِسْحَاقُ وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَيَّلَتْ الْمَاءَ قَاعٌ يَعْلُوهُ الْمَاءُ وَالصَّفْصَفُ الْمُسْتَوِي مِنْ الأَرْضِ".

قال تعالى: ((وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ))
المطر سبب لوجود الرزق بإحياء الأرض بعد موتها..
وهو مطهر للسماء مما شابها من الملوثات والأتربة..
كما أنه مصدر للمياه العذبة التي تستخدم للشرب وري الزرع.

(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
في هذه الآية: 
- اثبات قسوة القلب وإنها تصيب المؤمن.
- طول الأمد والغفلة سبب قسوة القلب .
- يقع الإنسان في الفسق بسبب قسوة القلب.
- لا حياة للأرض إلا بالماء وكذلك لا حياة للقلب إلا بما أنزل الله من الوحي فيجب العلم والعمل به حتى نصلح فساد قلوبنا وتلين من بعد قسوتها.
وقوله : ( اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ) فيه إشارة إلى أنه ، تعالى ، يلين القلوب بعد قسوتها ، ويهدي الحيارى بعد ضلتها ، ويفرج الكروب بعد شدتها ، فكما يحيي الأرض الميتة المجدبة الهامدة بالغيث الهتان [ الوابل ] كذلك يهدي القلوب القاسية ببراهين القرآن والدلائل ، ويولج إليها النور بعد ما كانت مقفلة لا يصل إليها الواصل ، فسبحان الهادي لمن يشاء بعد الإضلال ، والمضل لمن أراد بعد الكمال ، الذي هو لما يشاء فعال ، وهو الحكم العدل في جميع الفعال ، اللطيف الخبير الكبير المتعال .


(لَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ  * فَانظُرْ إِلَىٰ آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) الروم: 49-50.


(يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ)
{ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ } كما يخرج النبات من الأرض الميتة والسنبلة من الحبة والشجرة من النواة والفرخ من البيضة والمؤمن من الكافر، ونحو ذلك.
{ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ } بعكس المذكور { وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } فينزل عليها المطر وهي ميتة هامدة فإذا أنزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج { وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } من قبوركم.
فهذا دليل قاطع وبرهان ساطع أن الذي أحيا الأرض بعد موتها فإنه يحيي الأموات، فلا فرق في نظر العقل بين الأمرين ولا موجب لاستبعاد أحدهما مع مشاهدة الآخر.


( وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ *  رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ )

ذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ

نزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ 


من هم الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؟ وكم عددهم ؟



عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم  : - ( ثلاثة لا يكلمهم الله عزوجل يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه ابن السبيل ورجل بايع رجلا سلعة بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفى له وإن لم يعطه منها لم يف له ]. الترمذي.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا ينظر الله عز و جل إليهم يوم القيامة العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى ).النسائي.

قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم رجل حلف على سلعة لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم ورجل منع فضل ماء فيقول الله اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك ) البخاري.



عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاَثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ مَنَعَ ابْنَ السَّبِيلِ فَضْلَ مَاءٍ عِنْدَهُ وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ - يَعْنِى كَاذِبًا - وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا فَإِنْ أَعْطَاهُ وَفَى لَهُ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ لَمْ يَفِ لَهُ ».


عَنْ أَبِى ذَرٍّ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « ثَلاَثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ». قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ خَابُوا وَخَسِرُوا أَعَادَهَا ثَلاَثًا. قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ خَابُوا وَخَسِرُوا فَقَالَ « الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ عَطَاءَهُ وَالْمُنْفِقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ ». أَوِ « الْفَاجِرِ ».
قَالَ أَبُو عِيسَى : وَفِى الْبَابِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَأَبِى أُمَامَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِى ذَرٍّ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وفي الحديث الثابت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي : ' ثلاثةٌ لا يُكَلِّمُهُم اللهُ يومَ القيامةِ ولا يُزَكِّيهِم ولا ينظر إليهم : رجلٌ حلف على مال امرء مسلم بعد صلاة العصر ليقتطعه ' . وفي رواية أخرى : ' رجل حلف على يمين بعد صلاة العصر أنه أُعْطِي بسلعته أكثر مما أعطي وهو كاذب '
وفي " صحيح ابن حبان "   عن فَضالة بنِ عُبيدٍ ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال :
(( ثلاثة لا يُسأل عنهم : رجلٌ يُنازعُ الله إزاره ، ورجلٌ يُنازع الله رداءه ، فإنَّ رداءه الكبرياء ، وإزاره العزُّ ، ورجلٌ في شكٍّ من أمر الله تعالى والقُنوطِ من رحمة الله )) .

وفي" الصحيحين "   عن أبي هريرة ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهُم الله يومَ القيامةِ ولا يُزكِّيهم ولهم عذابٌ أليمٌ ، فذكر منهم : ورجلٌ بايع إماماً لا يُبايعه إلاَّ لدنيا ، فإنْ أعطاه ما يريد ، وفَّى له ، وإلا لم يفِ له )) .
ويدخل في العُهود التي يجب الوفاءُ بها ، ويحرم الغَدْرُ فيها : جميعُ عقود المسلمين فيما بينهم ، إذا تَرَاضَوا عليها من المبايعات والمناكحات وغيرها من العقود اللازمة التي يجب الوفاءُ بها   ، وكذلك ما يجبُ الوفاء به لله - عز وجل - ممَّا يعاهدُ العبدُ ربَّه عليه من نذرِ التَّبرُّرِ ونحوه .







عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاَثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ وَثَلاَثَةٌ لاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى ».

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاَثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الشَّيْخُ الزَّانِى وَالْعَائِلُ الْمَزْهُوُّ وَالإِمَامُ الْكَذَّابُ ». قال الشيخ الألباني : حسن صحيح.

قال ابن عمر : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان بما أعطى )
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح

السؤال:
1 - هل العدد في قوله ( ثلاثة ) مراد أو لا مفهوم له ، وإنما أراد البيان ولم يقصد العدد؟
2- كم عدد الذين خسروا في الأحاديث السابقة ؟ ومن هم ؟

 1- المراد : البيان وليس العدد، فالعدد لا مفهوم له.

2- عددهم كالتالي:
المنان بماله أو عفوه عن غيره.
المسبل إزاره.
الذي يبيع بضاعته أو سلعته بالحلف الكاذب.
الذي يمنع فضل الماء.
الذي يأكل مال غيره بالحلف الكاذب.
الذي يعقد مع غيره عقدا ثم يخلفه.
المترجلة من النساء.
الديوث .
العاق لوالديه.
العائل المزهو.
السلطان الكاذب.

إنسان أساء ويسيئ لمن يحب !!! فهل يعقل هذا؟

عزائي الكرام : هل يمكن أن يسيئ الإنسان لمن يحب؟

كان أحد الصالحين يحذر أصحابه من الإساءة لمن يحبون!!!.

وكل حين يقول لهم أو لأحدهم : إياك أن تسيئ لمن تحب.

ومرة ثالثة يقول : احذرك الإساءة لمن تحب… احذرك الإساءة لمن تحب…. حذارِ .. ثم حذارِ .. ثم حذارِ الإساءة لمن تحب!!!.

فلم أكثر عليهم التحذير. قالوا : كيف نسيئ لمن نحب؟!!

قال : هل تحبون أنفسكم ؟

قالوا : نعم . فكل إنسان يحب نفسه !!. وهل يكدح ويتعب ويتحمل المشاق والمخاطر إلا من أجل نفسه!!.

قال : الذي يسيئ لمن يحب هو: من يوقع نفسه في معصية الله فيهلك نفسه ويسبب لها العذاب وسخط الله، والشقاء والهم والغم. ويحرمها حلاوة الإيمان ولذة العبادة ونعيم الطاعة وسعادة الهداية.

أستمعوا لقول الله : ( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ).

وقال تعالى : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ).

قالوا : صدقت الآن نعترف .

ثم قالوا : إذاَ كيف نحسن لمن نحب؟

قال : بالتوبة والعمل الصالح.

قال الله تعالى ( وإنى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ).

انتهى….

وفقكم الله للإحسان لأنفسكم.

التجديد .. مفهومه وضوابطه ومجالاته


التجديد .. مفهومه وضوابطه ومجالاته

الشيخ/ مراد بن أحمد القدسي
الثلاثاء 21 سبتمبر 2010
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
مقدمة:
إن أخطر الأخطار التي تهدد هذا الدين ما كان منها داخلياً نابعاً من صفوف متبعيه؛ فالذي يتبع حركة هذا الدين في التاريخ يجد مصداق ذلك.
فكل أنواع الإخفاق والانهزام التي مني بها اصحابة كانت أسبابها الرئيسية ترجع إلى تراخ في التمسك بالعقيدة, أو عدم وضوح في التصورات والأهداف يعتري الناس.
أو غفلة عن مبدئية هذا الدين في خضم تصارع القوى والأفكار حوله.
وكل العلامات المضيئة في مسيرته التاريخية ترجع إلى انتباه المسلمين إلى ما يملكون من رصيد مادي ومعنوي حيث يعتزون بدينهم، ويشعرون بفداحة الأخطار التي تهددهم من خلال استهداف الأعداء دينهم فيجتمعون على هدف موحد، ويسيرون إليه بخطىً واثقة يستهدون كتاب ربهم وسنة نبيهم، ويستهلون معاني القوة والاعتزاز وكراهية الظلم بشتى أشكاله من ذلك الرصيد العظيم(1).
وحال الأمة بحاجة إلى بروز قيادات إسلامية متميزة تجدد للأمة أمر دينها، وتجلي الحقائق الملتبسة، وتحيي الفرائض المعطلة، وتزيل ما علق بهذا الدين من الآراء الضالة والمفهومات المنحرفة.
ولهذا نتناول موضوع التجديد عبر المباحث التالية:
الأول: مفهوم التجديد في الإسلام.
الثاني: حديث المجدد ورواياته والمعاني المستخرجة منه.
الثالث: ضوابط التجديد في الإسلام.
الرابع: مجالات التجديد في الإسلام.
الخامس: مفهوم التجديد عند العصرانيين.
الأول: مفهوم التجديد في الإسلام:
قال العلقمي: معنى التجديد: إحياء ما اندرس من العمل من الكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما.
وقال المناوي: (يجدد لها دينها، أي يبين السنة من البدعة ويكثر العلم، وينصر أهله، ويكسر أهل البدعة ويذلهم... قالوا: ولا يكون إلا عالماً بالعلوم الدينية الظاهرة والباطنة).
فتجديد الدين يعني إعادة نضارته ورونقه وبهائه وإحياء ما اندرس من سننه ومعالمه ونشره بين الناس.(2)
والتجديد المقصود ليس تغييراً في حقائق الدين الثابتة القطعية لتلائم أوضاع الناس وأهوائهم، ولكنه تغيير للمفهومات المترسبة، ورسم للصورة الصحيحة الواضحة، ثم هو بعد ذلك تعديل لأوضاع الناس وسلوكهم حسبما يقتضيه هذا الدين.(3)
فنخلص إلى أن مفهوم التجديد يقوم على:
- العلم النافع والاستزادة من علم الشريعة الظاهرة والباطنة ومعرفة النصوص والمقاصد والمآلات.
- إحياء ما غاب عن الناس من مفاهيم فأول مراحل التجديد بعد العلم هو إزالة الغربة عن الدين بمفاهيمه وأحكامه ورسم الصورة الصحيحة الواضحة.
- إحياء ما اندرس من العمل من الكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما وما ترك الناس من سنن ومعالم الدين.
- الرد على أهل الباطل وأهل البدع وكسر شوكتهم والبراءة منهم وترك أعزازهم.
- تعديل أوضاع الناس وسلوكهم حسبما يقتضيه هذا الدين.
الثاني: حديث المجدد ورواياته والمعاني المستخرجة منه:
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»(4).
والحديث صححه الأئمة كابن حجر في توالي التأسيس صـ49 والزين العراقي كما في رسالة التنبئة للسيوطي، وحكى السيوطي الاتفاق على ذلك فقال: اتفق الحفاظ على أنه حديث صحيح.
وسند أبي داود: قال حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن شراحيل بن يزيد المعافري، عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله وذكر الحديث.
وسليمان بن داود ثقة، وابن وهب: هو عبد الله ثقة حافظ.
وسعيد بن أيوب: هو سعيد بن مقلاص الخزاعي، مولاهم، أبو يحي المصري، ثقة ثبت.
[انظر التهذيب 4/7 التقريب 1/292].
وشراحيل بن يزيد المعافري: صدوق التهذيب 4/320 والتقريب 1/348.
وأبو علقمة: هو المصري الهاشمي: ثقة. التهذيب 12/173 والتقريب 2/452.
فهذا اسناد حسن: لحال شراحيل المعافري.(5)
قال أبو داود بعد ذكر الحديث: "رواه عبد الرحمن بن شريح الاسكندراني لم يجزبه شراحيل"(6).
وعبد الرحمن بن شريح هذا ثقة، اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه.
قال المناوي: والحديث معضل هو الذي سقط منه راويان فأكثر في مكان واحد ومعنى قوله: عضل الحديث: أنه أسقط منه أبا علقمة وأبا هريرة وهذا معنى قول أبي داود: "لم يجز به شراحيل".
ولكن رواية سعيد بن أبي أيوب المتصلة هي الراجحة، لرجحان سعيد بن أبي أيوب على عبد الرحمن بن شريح في الثقة والعدالة، وإن كانا جميعاً ثقتين، مع أن الرفع زيادة ثقة، فهي مقبولة، ولم يعارضهما ماهو أقوى منها أو مثلها.
وقل الراوي (فيما أعلم عن النبي) هو نوع من التثبت والتحري في الحديث عن النبي فالذي يعلمه هو رفع الحديث وهذا كاف في ثبوت رفعه.
وعلى فرض وقفه على أبي هريرة، فهو مما لا يقال بالرأي، إذ هو إخبار عن أمر غيبي لا يعلمه إلا الله تعالى.(7)
وبالجملة فقد اعتمده العلماء: الزهري، وسفيان بن عيينه، وأحمد، والحاكم، والبيهقي، وابن عساكر، والنووي، وابن السبكي، وابن حجر، والحافظ الذهبي، والحافظ زين الدين العراقي، والحافظ ولي الدين العراقي، وابن الجزري، وابن كثير، وابن الأثير، والسيوطي، والبخاري، والمناوي، ومئات غير هؤلاء كلهم اعتمدوا الحديث واشتغلوا في تحديد من ينطبق عليهم الحديث.(8)
وقال الشيخ الألباني: والسند صحيح ورجاله ثقات، رجال مسلم.(9)
روايات أخرى للحديث:
عن سفيان بن عيينه قال: "بلغني أنه يخرج في كل مائة سنة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقوي الله به الدين، وإن يحي بن آدم عندي منهم."
وروى عنه بلفظ: «إن الله يمن على أهل دينه في رأس كل مائة سنة برجل من أهل بيتي، يبين لهم أمر دينهم» وهذه روايات معلقة لم توجد موصولة في موضع آخر ولم يوقف على إسنادها في شيء من الكتب ولا الأجزاء الحديثية كما قال السيوطي ولذا لا يعول على المعاني التي انفردت بها هذه الروايات: مثل كون المجدد فرداً، وكونه من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكونه على رأس المائة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كما هو ظاهر لفظ ابن عيينه رحمه الله تعالى.(10)
المعاني المستخرجة من الحديث:
سنقف في هذا الموطن مع بعض المعاني التي تظهر من الحديث:
1- قوله صلى الله عليه وسلم «يبعث لهذه الأمة»: إن هذا المبعوث لم يعد همه نفسه فحسب بل تجاوز ذلك ليعيش لهذه الأمة ليقود خطوات الأمة المسلمة في معركة الحياة.
2- أما البعث المذكور أنه يكون على رأس المائة فإن البعث هو الإثارة والإرسال فيكون المعنى: أن الله تعالى يقيض لهذه الأمة على رأس المائة مجدداً أي: أن هذا المجدد يتصدى في رأس المائة لنفع الأنام، وينتصب لنشر الأحكام، فليست ولادته ولا وفاته على رأس المائة، بل تجديده وقال المناوي: "وموته على رأس القرن أخذ لا بعث" قال ابن الأثير: "وإنما المراد بالذكر من انقضت المائة وهو حي عالم مشهور مشار إليه".
وقال السيوطي في منظومته "تحفة المهتدين بأخبار المجددين".
والشرط في ذلك أن تمضي المائة *** وهو على حياته بين الفئة
يشـــار بالعـلــم إلى مقامـــــــــــه *** وينصر السنة في كلامـه
3- أما المقصود بالرأس في الحديث:
فقال بعضهم: يعني في أولها وقال آخرون: بل في آخرها.
وأصل مادة رأس في اللغة: يدل على التجمع والارتفاع وتستعمل هذه المادة في الوجهين في أول الشيء وآخره، تقول: أعد على كلامك من رأس بمعنى: أوله، ومنه رأس الأمر الإسلام: يعني أوله وأسه، وبمعنى آخره: حديث «قد كانت أحداكن ترمي البعرة عند رأس الحول أي آخره»(11) ومثله حديث: «أرأيتم ليلتكم هذه؟ على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد»(12).
والظاهر -والله أعلم- أن عدم تحديد المقصود بالرأس، وعدم تحديد المبتدأ.. كل ذلك أمر مقصود فيه أن المجدد يظهر كلما دعت الحاجة إليه لبعد الناس عن عهد النبوة، أو لبعدهم عن عصر المجدد السابق.
4- «من يجدد لها دينها» وهل المقصود بذلك فرد أو رجل؟ أم أن المقصود ما هو أوسع من ذلك؟ فأمل لفظ (من) فمما لا يخفى أنه يطلق على المفرد وعلى الجماعة وقد وقع خلاف في ذلك: فاختار الجمهور كما نسبه السيوطي إليهم: أنه فرد.
فقال: كونه فرد هو المشهور قد نطق الحديث والجمهور.
واختار آخرون العموم منهم الحافظ ابن حجر، وابن الأثير والذهبي والمناوي والعظيم أبادي، وعندنا حديث الطائفة المنصورة والفرقة الناجية ولا نظن حديث المجدد بمعزل عن مفهوم هذين الحديثين، قال ابن حجر: "لأن في الحديث إشارة إلى أن المجدد المذكور يكون تجديده عاماً في جميع أهل ذلك العصر، وهذا ممكن في حق عمر بن عبد العزيز جداً، ثم في حق الشافعي أما من جاء بعد ذلك فلا يعدم من يشاركه في ذلك" قال السهارنفوري: "مع أن كلمة (من) ليست نصاً في الشخص الواحد... ولا يبعد أن يكون لكل مملكة وبلدة من معظم الممالك مجدد على رأس مائة"(13).
الثالث: ضوابط التجديد في الإسلام
لا شك أن التجديد إحياء ما اندرس من العلم النافع، وإحياء العمل به في الأمة ولا بد أن تضبط بضوابط حتى لا يصبح التجديد دعوي يدعيها من يريد الافساد او الانحراف بالأمة، ويمكن أن تقسم تلك الضوابط إلى قسمين:
1- ضوابط في المجدد (سواء كان فرداً أو جماعة):
1- التجديد مهمة (الفرقة الناجية) وهم أهل السنة والجماعة ومن هنا فليس للفرق التي تشايعت على الباطل وتآلفت على الهوى، من التجديد نصيب، كيف وهي تهدم الدين وتشوه حقيقته وتلبسه ثوباً غير ثوبه.
2- العلم الشرعي الصحيح بل اشتراط بعضهم الاجتهاد كشرط أساسي للمجدد:
قال السيوطي:
بأنه في رأس كل مائة *** يبعث ربنا لهذي الأمة
مناً عليها عالــــم يجدد *** دين الهدى لأنه مجتهد
وقال ضمن الشروط:
يشار بالعلم إلى مقامـــــه *** وينصر السنة في كلامـــــه
وأن يكون جامعاً لكل من *** وأن يعمم علمه أهل الزمن
ولعل اشتراط الاجتهاد شرط زائد ليس عليه دليل أما اشتراط العلم فهو مطلوب لأنه لن يجدد من لا يكون لديه علم وسعة اطلاع.
3- المجدد لا بد أن يكون صاحب إرادة في التغيير فاعلة وثابة فهو ينطلق بالأمة من واقعها المرفوض المنحرف صعداً في طريق الصلاح والنجاح, ولا يرضى بالواقع السيئ ولا يباركه.(14)
2- ضوابط في التجديد:
1- إن تجديد الدين هو السعي لإحيائه وبعثه وإعادته إلى ما كان عليه في عهد السلف.
2- من ضرورات التجديد حفظ نصوص الدين الأصلية صحيحة نقية حسب الضوابط والمعايير التي وضعت لذلك خلافاً لتيار العصرانية.
3- من مستلزمات التجديد سلوك المناهج السليمة لفهم نصوص الدين وتلقي معانيه من الشروح التي قدمتها المدرسة الفكرية السنية.
4- وغاية التجديد: جعل أحكام الدين نافذة تهيمن على أوجه الحياة والمسارعة إلى رأب الصدع في العمل بها وإعادة ما ينقض من عراها، بينما يرى العصرانيون أن العودة للماضي جمود وتخلف.
5- ومن توابع التجديد: وضع الحلول الإسلامية لكل طارئ، وتشريع الأحكام لكل حادث، ممن هم أهل الاجتهاد والنظر.
6- من خصائص التجديد: تمييز ما هو من الدين وما يلتبس به وتنقية الدين من الانحرافات والبدع سواء كانت هذه الانحرافات ناتجة من عوامل داخلية، أو كانت بتأثيرات خارجية.(15)
الرابع: مجالات التجديد في الإسلام:
1- مجال العقيدة:
لا يعني ذلك إضافة شيء آخر إلى العقيدة وإنما تخليص العقيدة من الإضافات البشرية لتصبح نقية صافية، والتجديد في العقيدة يكون في:
1- تنقية العقيدة الإسلامية من أثار علم الكلام ومن جميع ما علق بها من آراء دخيلة.
2- العمل على إحياء ألآثار القلبية النابعة من صدق الإيمان ومن أعمال القلب: كالحب والبغض والخوف والرجاء والإنابة والخشوع.
3- رفض الانحرافات الجوهرية التي تعيش اليوم بين المسلمين مماله تعلق في جوانب الاعتقاد مع بيان خطرها والتحذير منها.
2- في مجال النظر والاستدلال: وذلك بأمور:
1- إحياء الحركة العلمية التي تهدف إلى دراسة القضايا الشرعية كلها دراسة مبنية على الدليل الشرعي الصحيح بعيداً عن عصبية المذاهب.
2- صياغة المنهج السليم للتفقه من خلال استقراء طريقة السلف الصالح.
3- في مجال السلوك الفردي والاجتماعي:
والانحرافات السلوكية في حياة المسلمين يرجع إلى سببين:
1- إما الجهل بحكم الله ورسوله في هذه المسألة.
2- وإما ضعف الإيمان وضعف الإرادة بحيث تغلب على الإنسان شهوته أو تغلب ظروفه فيقع في المحضور.
والتجديد في المجال السلوكي:
1- نشر العلم الشرعي وربط الناس بالنصوص الشرعية تعظيماً وامتثالاً ولا يكتفي بالوعظ فقط.
2- ربط الأحكام الشرعية والحلال والحرام بأصولها الإيمانية التي تدعوا إلى العمل بها وامتثالها.
3- في مجال فضح المناهج والاتجاهات المخالفة للإسلام: وذلك بأمرين:
1- بيان حال المناهج والاتجاهات والمبادئ المخالفة للإسلام وبيان خطرها على الأمة وكيفية دحرها.
2- إزالة الالتباس الذي أحدثه العصرانيون وأنهم دعاة للتجديد وهم دعاة للهدم والتبعية لأعداء الإسلام.(16)
الخامس: مفهوم التجديد عن العصرانيين
العصرانيون ملأوا الدنيا ضجيجاً برغبتهم في التجديد وبضرورة فتح باب الاجتهاد على مصراعيه، وأنهم هم أصحاب الفكر الديني المستنير.
والذي ظهر من أن التجديد لديهم يعني تطوير الدين على طريقة عصرنة الدين عند اليهود والنصارى ولذلك نستعرض في هذا المبحث ماذا يعني التجديد عند العصرانيين وذلك بالآتي:
1- هدم العلوم المعيارية (علوم الآلة): يهدمون علوم التفسير وأصوله، وعلم أصول الفقه، وعلم مصطلح الحديث، ويطالبون بتغييرها حتى تلاءم العصر.
2- رفض الأحاديث الصحيحة جزئياً أو كلياً بحجة ملائمة ظروف العصر الحاضر.
3- رفض السنة فيما يخص شؤون الحكم والسياسة وأمور الحياة والمجتمع عموماً، ودعوى أنها ليست من الدين.
4- الدعوة إلى الانعتاق من أسر الشريعة إلى بحبوحة القوانين الوضعية إلى تحقق الحرية والتقدم حتى قيل: إن العالم اليوم قد بلغ سن الرشد وليس بحاجة إلى وصاية السماء.
5- فتح باب الاجتهاد بحيث يدخل فيه كل الناس وأن يكون الفقه فقهاً شعبياً.
6- إدخال أصلين في أصول الإسلام:
- إجماع الأمة المسلمة (ما يسمى بالاجماع الشعبي لكل الناس ولو كانوا جهالاً).
- أوامر الحكام دين لا نقاش حولها ولا وجه لرد ما كان معصية منها.
7- التجديد عندهم تحقيق مصلحة وروح العصر.
قال حسن حنفي: "وما يهمنا هو ورح العصر، وما نهتم به من مشاكل العصر فلذلك فنحن نهتم بالأمثال العامية وبسير الأبطال كما نفعل تماماً مع النصوص الدينية وبالأغاني الشعبية".
8- التجديد عندهم الاجتهاد على ما يراه الشعب قال المستشرق جيب: "تعود الكلمة الفصل إلى ضمير الشعب بمجموعه، إن صوت الشعب معترف به في الإسلام الحنيف على أنه يأتي بعد صوت الله وصوت النبي والمصدر الثالث لليقين الديني"(17).
بواعث التجديد عند العصرانيين:
- النفاق وكره الحق.
- فكرة المعتزلة والمدرسة الإصلاحية لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
- الجهل بالسنة وبمنهج السلف.
- الغرور وحب الشهرة والانهزام النفسي.
- الإعجاب المفرط بالغرب والتقليد الأعمى له.
وسائل التجديد عند العصرانيين:
- رفع الشعارات الزائفة وإثارة الشبه.
- بلبلة الأفكار والطعن والتشكيك في الأصول والقواعد الشرعية.
- الاستخفاف والسخرية بعلماء السلف.
- الإعجاب بكل جديد والبغض لكل تليد.(18)
________________________
الهوامش:
(1) التجديد في الإسلام من كتب المنتدى الإسلامي ط 2 1411هـ 1/4.
(2) العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب محمد حامد الناصر 355، 356.
(3) رواه أبو داود كتاب الملاحم باب ما يذكر في قرن المائة رقم 4291 ـ 4/313.
(4) انظر هامش صفة الغرباء لسلمان العودة 184، 185.
(5) سنن أبي داود 4/313.
(6) هامش سنن أبي داود بتحقيق عزت السيد 4/313.
(7) انظر هامش صفة الغرباء صـ 185.
(8) التجديد في الإسلام 17.
(9) السلسلة الصحيحة للألباني 2/150 رقم 599.
(10) أنظر التجديد في الإسلام 18- 19.
(11) رواه مسلم كتاب الطلاق باب وجوب الاحداد في عدة الوفاء رقم 1488 من حديث أم سلمة 5/369 مع شرح النووي.
(12) رواه البخاري كتاب العلم باب السمر في العلم برقم 116 من حديث ابن عمر 1/281 - 282 مع الفتح.
(13) انظر التجديد في الإسلام 19-38.
(14) أنظر المرجع السابق 52 - 56.
(15) العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب 361.
(16) أنظر التجديد في الإسلام 54- 50 والعصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب 358 - 361
(17) أنظر العصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب 353، 354، 355.
(18) المرجع السابق 355.

الأحد، 3 نوفمبر 2013

كيف تحاور ملحدا أو مخالفا ؟

مما أعجبني فنقلته  لكم.

قرأت هذا الموضوع أثناءتصفحي للشبكة وأحببت أن أنقله لكم لأهميته للجميع

ليعلم الجميع أنه مسئول عن تعلم دينه أولا



الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد ..

أول خطوة لك أخى الكريم فى دراسة مقارنة الأديان: أن تمتنع عن قراءة أى كتاب أو مقال فى مقارنة الأديان،وأن تلجم نفسك عن قراءة المكتوب فى منتديات مقارنة الأديان !


والخطوة الثانية: أن تأخذ نصيبك من الميراث الذى تركه لك محمد عليه الصلاة والسلام. فتتعلم قراءة القرآن كما كان يقرأه محمد عليه الصلاة والسلام، وتحفظ ما استطعت منه. ثم تأخذ بطرف صالح من العقيدة والفقه والحديث والتفسير واللغة والسيرة والرقائق وباقى العلوم الضرورية.


والثالثة أن تتوسع أكثر فى دراسة العقيدة، فتتعمق أكثر فى مسائل العقيدة وتفاصيلها، وتتعرف بشكل أوسع على الفرق والأديان والمذاهب.


والرابعة: أن تدرس أمهات الكتب فى مجال دعوة المخالفين (ملحدين, نصارى...) ، مثل الاسلام بين الشرق و الغرب لعلي عزت بيكوفيتش (لنقد الالحاد) , الجواب الصحيح لابن تيمية (نقد النصرانية) وإظهار الحق لرحمة الله هندى, و يمكن الاطلاع على مكتبة المنتدى ففيها درر كثيرة
http://www.kalemasawaa.com/web/books 

والخامسة: الاطلاع على أمهات كتب القوم (ان كانوا نصارى أو شيعة...).



فإن شقّ عليك ذلك الطريق، وطال وصعب فى ناظريك، فلا عليك بأى خطوة مما سبق ! ..

ولكن اعمد إلى مواقع الإنترنت ومنتدياتها،واهدر من وقتك ما استطعت، واقرأ نتفـًا من هنا وهناك، حتى إذا عرفت بعض المطاعن فى الالحاد أو الكتاب المقدس، فاذهب إلى منتديات الملحدين و النصارى، وطارحهم الجدل والجدال، وبادلهم السب والسباب، ثم قل فى نفسك: قوم لا عقول لهم ! .. فارجع إلى منتدى التوحيد أو الجامع أو غيره من المنتديات، واحرص لنفسك فى كل يوم على مشاركة تضعها فيه، لا تزيد عن اقتباس فقرة من مقالة علمية أو من الكتاب المقدس، وتهكم عليها واسخر منها، وانتظر تهنئة إخوتك لك على رائع تهكمك وعظيم سخريتك، فبادلهم التهانى، وتعجب من حال الملحدين و النصارى الذى لا يعقلون! .. وأنت فى كل ذلك حريص على هدر أوقاتك، وربما إضاعة صلواتك ! .. وتمر عليك السنون والسنون،ولم تعرف من الإسلام أكثر مما عرفت حتى اليوم ! .. وهذا إن تغمدك الله برحمته، ولم تنكت بعض الشبه فى قلبك نكتـًا سوداء، ولم يصر قلبك من عدم الإنكار كالكوز مجخيًا والعياذ بالله !

وأنت فى ذلك الطريق السهل تتعلم الإسلام أيضـًا ! .. لكنك تتعلمه عن طريق الشبهات ! .. فينحصر علمك بدينك فى ردود الشبهات. فلو وقفت فى الصلاة بين يدى ربك، وقرأت: ( واستغفر لذنبك )، لم يقع فى قلبك إلا أن هنا شبهة حول خطايا النبى، والرد عليها كذا ! .. وإذا قرأت: ( سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله )، لم تستحضر فى قلبك إلا شبهة كذا والرد عليها كذا ! .. وإذا قرأت ( يا أخت هارون )، لم تجد فى بالك إلا إجابة السؤال: كيف تكون مريم أخت هارون ؟! .. وهكذا يصير علمك بدينك مجرد ردود على شبهات .. أو قل بلا مواربة : يصير دينك عندك شبهات مردود عليها !

أخى الحبيب ..

حبك لدعوة المخالفين لا بأس فيه. ولكنك مسلم قبل أن تكون محاورًا مجادلاً. وإسلامك يطالبك بتعلم دينك أولاً، بصرف النظر عن تخصصك فى مجادلة أهل الكتاب فيما بعد أم لا.

وكيف تشرح للمخالفين محاسن شرعة الإسلام وأنت لم تدرس متنـًا فقهيـًا للمبتدئين ؟ ..

وكيف تقرب الملحدين إلى القرآن العظيم وأنت لا تحسن تلاوته ولم تقرأ تفسيرًا مختصرًا لآياته ولم تتقن لغته ؟ ..

وكيف تحبب اللاأدريين فى محمد عليه الصلاة والسلام وأنت لا تعرف نسبه ولا سيرته ولا أخلاقه ولا شمائله ؟

وأعود فأقول: حتى ولو لم تتصدى لجدال الكفار فأنت كمسلم مطالب بمعرفة عقيدتك وكتابك ونبيك وشريعتك، بحسب ما آتاك الله من وقت وجهد وذكاء، ولا يكلف الله نفسـًا إلا وسعها.

وطائفة من المسلمين كانوا لاهين عن الدين، فلما جادلهم النصارى وأرادوا اغتيالهم عن دينهم، رجعوا إلى الإسلام، فبحثوا عن إجابات لشبه النصارى.

ولا اعتراض على ما حدث لتلك الطائفة، فقد كان خارجـًا عن مقدورهم. ولا اعتراض على بحثهم عن الإجابات، فلا مفر من ذلك بعد حلول الشبه.

لكن الاعتراض كل الاعتراض أن تواصل هذه الطائفة تعلم دينها على أيدى النصارى ! .. الخطر كل الخطر أن تدرس الإسلام عن طريق الشبهات وردها ! (الأمر ذاته ينطبق مع الملحدين)

والواجب على هذه الطائفة أن تحمد ربها أن أفاقها من غفلتها، وأن تنتهى عن التعرض للشبه، وأن تمتنع عن الولوغ فى المواقع والمنتديات التى تنشر هذه القاذورات دون رد، بل عليهم عدم الانشغال بالمنتديات الإسلامية التى ترد وتدعو وتجادل. وإنما الواجب عليهم بالدرجة الأولى تعلم دينهم، كلٌ بحسبه، ولا يكلف الله نفسـًا إلا وسعها.


أخى الحبيب ..

لا أريدك بعد سنتين من الآن أن تكون عالمـًا بحال كارل ماكس ويسوع الأناجيل وجاهلاً بحال نبيك.

لا أريدك أن تكون حافظـًا للجمل الكثيرة من الكتاب المقدس وناسيـًا لأكثر آيات الذكر الحكيم.

لا أريدك أن تكون واعيـًا بقبائح الشيوعية و الشريعة النصرانية وغافلاً عن مزايا الشريعة الإسلامية.

فليراجع كلٌ منا نفسه .. وليختر لنفسه الطريق التى يحب أن يراه الله فيها .

والله المستعان

الخميس، 24 أكتوبر 2013

مكانة المرأة في القرآن والسنة ومكانتها عند ملل الباطل وأمم الكفر


مكانة المرأة في الإسلام.


مكانة المرأة

في القرآن والسنة

بين الحقائق الثابتة،والشبهات الهابطة

 

 

 

 

 

 

تأليف

 

الأستاذ الدكتور 

 

جمال مصطفى  عبد الحميد عبد الوهاب  

أستاذ التفسـير وعـلوم القرآن 

 




البحث كاملا :

(هنا )

http://uqu.edu.sa/page/ar/198146