السبت، 13 أكتوبر 2012

أحكام الأضحية . 37 مسألة في أحكام الأضاحي

جمع واعداد سلطان عبد الله العمري.

مسألة 1 : تعريف الأضحية: اسم لما يذبح وهو حيوان مخصوص بنية القربة في وقت مخصوص وهو أيام التشريق وشروط مخصوصة.
مسألة 2 : حكم الأضحية , الصحيح أن الأضحية سنة مؤكدة وهو اختيار الجمهور ولا يستحب تركها، وهي مشروعة في كل الملل , قال تعالى: (( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ))[الحج:34] . الشرح الممتع ( 7/ 453 ) .
من أدلة الاستحباب :
حديث أم سلمة مرفوعاً: ( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي ) رواه مسلم .
- وجه الاستشهاد من هذا الحديث : أنه علق الأضحية على الإرادة والواجب لا يعلق على الإرادة كما في المغني ( 11/ 94 ) .
تنبيه: كل ما ورد في فضل الأضحية فلا يصح من ذلك شيء؛ ومنها:
1- حديث: ( ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم ) . ( الضعيفة: 526 ) .
2- حديث: ( لك بكل قطرة من دمها مغفرة لكل ذنب ) فيه: عمرو بن خالد " متروك ".
مسألة 3 : ذبح الأضحية أفضل من التصدق بثمنها، لأنها سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل المسلمين بعده. وقد قرر ذلك: النووي: المجموع. (8/425). وابن قدامة: المغني (11/95). وابن القيم: تحفة المودود (ص:55).
مسألة 4 : أفضل الأضحية: الإبل ثم البقر ثم الغنم. قاله الشافعي: الأم (2/49) .
مسألة 5 : التضحية بالأسمن أحسن من غيرها بالإجماع، قاله النووي. ( المجموع: 8/396).
مسألة 6 : الصحيح أن الذكر أفضل من الأنثى.
مسألة 7: أفضلها الإبل ثم البقر ثم الغنم والدليل :
حديث : أي الرقاب أفضل ؟ قال: أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها. رواه البخاري (2518) ومسلم ( 84 ) .
مسألة 8: ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا يجزئ في الأضحية إلا بهيمة الأنعام , كما قرره في المغني ( 11/ 99 ) سبل السلام ( 4/ 176 ) .
لقوله تعالى: ((أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ ))[المائدة:1] ((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ))[الحج:34] ولفعله صلى الله عليه وسلم .
مسألة 9 : السنن المعتبرة للأضحية:
- الثنية من الإبل والبقر والمعز.
- الجذع من الضأن وهو ماله ستة أشهر .
- الثني من المعز له سنة .
- الثني من البقر: له سنتان.
- من الإبل: خمس سنوات .
مسألة 10 : لا يجوز بيع لحم الأضحية ونقل بعضهم الإجماع على ذلك. ( سبل السلام: 4/177 ). واختلفوا في بيع جلدها وشعرها فقال الجمهور: لا يجوز .
مسألة 11 : إن نذر أضحية في ذمته ثم ذبحها فله أن يأكل منها. المغني ( 11/ 118 ) .
مسألة 12 : يحذر في الأضاحي من:
- العرجاء البين ظلعها.
- العوراء البين عورها.
- المريض البين مرضها.
- الكسيراء التي لا تنفي .
- العمياء.
- كره أحمد الأضحية بالحامل.
- مكسورة القرن، قيل بعدم الإجزاء ولا دليل عندهم، والأصل الإجزاء قاله ابن عثيمين .
- مقطوعة الأذن .
- البتراء التي لا ذنَبَ لها إن كان خلقتها هكذا فتجزئ بخلاف التي قطعت إليتها. الممتع (7/471).
- مشقوقة الأذن، تجزئ بلا خلاف. ( المغني: 11/ 102).
مسألة 13 : يجزئ الواحد من الإبل عن سبعة وكذلك البقرة لحديث جابر رضي الله عنه : نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة. رواه مسلم ( 1318) .
وما ورد أنها عن عشرة فمعلول كما قرره الطحاوي والبيهقي.
مسألة 14: تجزئ الشاه عن الواحد وعن أهل بيته لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح كبشين فقرب أحدهما وقال: بسم الله اللهم هذا عن محمد وأهل بيته.
ولحديث أبي أيوب: كان الرجل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاه عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون. رواه الترمذي (1505).
قال في شرح المقنع: حديث صحيح. الشرح الكبير مع الإنصاف (9/340).
مسألة 15 : من كان عنده أكثر من زوجة فتكفيه أضحية واحدة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضح إلا بكبشين وقال عند أحدهما: اللهم هذا عن محمد وأهل بيته. مع أن عنده عدة نساء.
مسألة 16 : من أراد الأضحية فلا يجوز له أن يأخذ من شعره ولا من أظافره شيئاً إذا دخلت العشر لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره. رواه مسلم.
وظاهر النهي التحريم كما قرره المرداوي في الإنصاف (4/109).
* الحكمة من النهي؛ قال النووي في المجموع (8/392): قال أصحابنا: الحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار، وقيل: التشبه بالمُحِرم.
قال أصحابنا: وهذا غلط؛ لأنه لا يعتزل النساء ولا يترك الطيب واللباس وغير ذلك مما يتركه المحرم.
مسألة 17 : لو أخذ من شعره ناسياً أو أظفاره متعمداً عالماً فيأثم وأضحيته صحيحة خلافاً لما اشتهر عند العامة أنه لا أضحية له. (الممتع: 7/532).
مسألة 18 : الحكم في النهي خاص بمن يضحي لا بمن يضحَّى عنه كالأسرة. الممتع (7/529).
مسألة 19 : لو انكسر ظفره فيجوز له إزالة ما يتأذى منه. الممتع (7/532).
مسألة 20 : من دخلت عليه العشر وهو لم يرد الأضحية فهو غير مخاطب بالنهي فإن نوى الأضحية في أثناء العشر وجب أن يمسك؛ لأنه أراد الأضحية.
مسألة 21 : الأضحية عن الأموات:
1- الأضحية مشروعة عن الأحياء إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنهم ضحوا عن الأموات استقلالاً .
2- أن تكون تبعاً للأحياء فلا بأس كما قال صلى الله عليه وسلم: اللهم هذا عن محمد وآل محمد. وفيهم من مات.
3- أن يضحي عن الميت بموجب وصية منه، فتنفذ كما أوصى. الممتع (7/455).
مسألة 22 : أضحية الحاج: ذهب الجمهور إلى الجواز. المجموع (8/383).
مسألة 23 : أضحية المسافر سنة كما قرر ذلك النووي في المجموع (8/383) وهو مذهب مالك كما في المفهم (5/348) .
مسألة 24 : هل يضحى عن اليتيم من ماله ؟
قيل بعدم الأضحية عنه ؛ لأنه مأمور بالاحتياط لماله والأضحية تبرع. وهو مذهب الشافعي.
وقيل: يضحى عنه إن كان موسراً واختاره أبو حنيفة ومالك، ولأحمد روايتين لعلها تحمل على أن اليتيم إن كان طفلاً لا يعقل التضحية ولا يفرح بها فلا، وإن كان يعقلها وينجبر قلبه بها وينكسر بتركها فنعم. المغني (11/108) شرح الزركشي (4/292) .
واختار ابن تيمية الجواز (26/305) واستحسنها ابن حزم ( 7/388).
مسألة 25 : لا يُضحي عن الغير بدون إذنه؛ لأنها عبادة. مغنى المحتاج (6/137).
ويستثنى من ذلك:
1- الرجل عن أهل بيته .
2- تضيحة الولي من ماله عن محاجيره .
مسألة 26 : الذبح نوعان: ذبح ونحر، ويجوز نحر ما يذبح، وذبح ما ينحر. شرح الروض ( 5/370 ) .
مسألة 27 : يستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته لقوله تعالى: (( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )) [ الحج: 28 ] .
قال ابن الجوزي: " فكلوا منها " يعني الأنعام التي تنحر، وهذا أمر إباحة، وكان أهل الجاهلية لا يستحلون أكل ذبائحهم فأعلمهم الله أن ذلك جائز. زاد المسير ( 5/426).
وثبت من فعله صلى الله عليه وسلم أنه أكل من أضحيته وشرب من مرقها. رواه مسلم ( 1218 ) وجاء من قوله صلى الله عليه وسلم: ( كلوا وادخروا وتصدقوا ) رواه مسلم .
واختلف العلماء في مقدار الأكل منها؛ فقيل: يأكل الثلث، ويهدي الثلث، ويتصدق بالثلث. وهو مذهب ابن عمر وابن مسعود، واختاره أحمد والشافعي .
مسألة 28 : هل يعطى الكافر من الأضحية ؟!
لا يعطى الكافر من الأضحية. قاله في مفيد الأنام (2/243).
مسألة 29 : يبدأ وقت ذبح الأضاحي من بعد صلاة العيد, وأجمعوا على أنه لا يصح ذبحها قبل طلوع فجر يوم النحر.
والدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن أول ما نبدأ في يومنا هذا: نصلي ثم نرجع فننحر ) رواه البخاري (965).
وعند البخاري (5562) ( من كان ذبح أضحيته قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى ) .
مسألة 30 : آخر وقت لذبح الأضاحي غروب شمس اليوم الثالث عشر وهو مذهب الشافعي وابن تيمية وابن القيم؛ ودليلهم حديث: ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل ) رواه مسلم , وحديث: ( وكل أيام التشريق ذبح ) رواه أحمد والبيهقي (9/295) صحيح مرسل ولكن قال ابن القيم: له طرق ومتابعات. زاد المعاد (2/318) .
مسألة 31 : إذا خرج وقت الأضحية ؛ أي: بعد ثالث أيام التشريق فقد فات الوقت ولو ذبح فهي صدقة لا أضحية. الإفصاح (1/311).
مسألة 32 : يجوز الذبح في الليل والنهار.
مسألة 33 : يستحب للذابح أن يراعي آداب الذبح؛ ومنها:
1- تحديد السكين؛ لحديث: ( وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) رواه مسلم (1955).
2- إمرار السكين بقوة ليكون أسرع في الذبح .
3- استقبال القبلة مستحب، لفعله صلى الله عليه وسلم.
وجاء عن ابن عمر أنه كان يكره أن يأكل ذبيحته إذا ذبحت لغير القبلة. رواه عبد الرزاق (8585).
4- يستحب أن يقول عند الذبح: " اللهم هذا عني وعن آل بيتي " كما عند مسلم (1967) واختاره الجمهور .
5- التسمية عند الذبح واجبة على الذاكر ومن نسي فلا حرج وهو مذهب جماهير أهل العلم ومن أدلتهم ( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ) [ المائدة: 5 ] فأباح ذبائحهم ولم يشترط التسمية، وهم في الغالب لا يسمون.
وفي ذلك بيان أن ذبيحة المسلم حلال. قاله ابن عبد البر. الاستذكار (15/217).
وأما قوله تعالى: ((وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ )) [ الأنعام: 121 ] فالمقصود به " الميتة " أو متروك التسمية عمداً كما قرره في المغني (11/33).
مسألة 34 : الأولى أن يتولى الذبح بنفسه لأنها عبادة، ويجوز أن يستنيب غيره من المسلمين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذبح بيده واستناب علي في ذبح بقية الأضاحي.
مسألة 35 : لا يجوز أن يستنيب كافر في الذبح، لأنها عبادة، والعبادة لا تصح من الكافر. قاله في الممتع (7/494).
مسألة 36: لا بأس بأن تذبح المرأة وكذا الصبي إن قدر على ذلك وأحسنه. مغني المحتاج (6/124).
مسألة 37 : استحب بعضهم حضور أهل البيت عند التضحية، ولا دليل في هذا الباب إلا حديث: أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لفاطمة أن تحضر أضحيتها ولكنه لا يصح. رواه عبد الرزاق (8168) بلفظ: " أشهدي نسكك فإنه يغفر لك عند أول قطرة من دمها " .
وفيه عبد الله بن محرر " متروك " .

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

حوار ساخن ... بين شيعي و نصراني ويهودي

" منقول"
حوار ساخن ... بين شيعي و نصراني ويهودي

(( حوار ساخن ... بين شيعي و نصراني )) ... لأول مرة في التاريخ !!! كتبه / أبو غريب محمد غريب الشويعر
هذا حوار مفتعل  ... يدور بين رجل شيعي ورجل نصراني وآخر يهودي, ومن المعلوم عند الشيعة ومن يعرف عقيدتهم أنه يستحيل عرض عقيدتهم على غير المسلمين أو مجرد استساغتها على ما فيها, ولذلك فقد اكتفى الشيعة بالعمل على تشييع الجهال من أبناء هذه الأمة وإغراء ضعاف النفوس من المتمشيخين من أدعيائهم, ممن أغراهم الخمس والمتعة والشهرة وفتنوا بها وتعلقت بها قلوبهم حتى آثروها على الحق الواضح وعلى إتباعه, إلا النزر اليسير ممن أراد الله لهم خيري الدنيا والآخرة, والآن إلى الموضوع :

قال الشيعي للنصراني : أنتم تزعمون أن المسيح صلب ليخلص الناس من خطيئة آدم لما أكل من الشجرة, والله يقول ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) .

النصراني: وأنتم فعلتم أشد من ذلك, فها أنتم تضربون أنفسكم وأطفالكم حتى يسيل الدم في صورة مقززة منفرة, تلومون أنفسكم وتعاقبونها لأن أجدادكم خذلوا الحسين ولم ينصروه, فما الفرق بيننا ؟.

الشيعي: أنتم غلوتم في المسيح وقلتم هو ابن الله وثالث ثلاثة .

النصراني: وأنتم قد غلوتم في الحسين وفى ألائمة حتى زعمتم أنهم كانوا قبل خلق العالم أنواراً, وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون, وأنهم يعلمون متى يموتون, ولا يموتون إلا باختيارهم !!.


الشيعي: أدعوك إلي عدم عبادة المسيح وألا تسموا أولادكم عبد المسيح فان المسيح عبد من عباد الله.

النصراني: وأنتم ألستم تدّعون أن علي قال : أنا وجه الله أنا جنب الله أنا الأول أنا الآخر, وتسمون أولادكم عبد الحسن وعبد الحسين مع أنهم أيضاً عباد لله؟

الشيعي: أنتم ترجون من المسيح مالا ترجون من الله فتدعونه وتستغيثون به من دون الله, وتزورون قبور القديسين والرهبان وتعظمونها.

النصراني: وأنتم تدعون غير الله فتقولون يا علي !!... يا حسين !! وتطوفون حول قبور أئمتكم وتستغيثون بهم من دون الله وتلقون الأموال الطائلة عند قبورهم, بل إنكم تزعمون أن من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم, وتقولون أن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ...!!.

الشيعي: أنتم أطريتم المسيح وغلوتم فيه حتى عبدتموه.

النصراني: وأنتم أطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم حتى فضلتموهم على الأنبياء وقلتم بأن لهم مقاماً عظيماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل, وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو وأنهم يعلمون كل شئ في السموات وفى الأرض وأن علومهم كعلوم القرآن, فيكون المسيح عندنا كالأئمة عندكم.

الشيعي: أنتم قلتم إن مجرد حب المسيح والإيمان به كاف للنجاة والخلاص.

النصراني: وأنتم قلتم إن مجرد محبة أهل البيت كفارة وخلاص لا تضر المُحب لهم معها سيئة مادام محبا لآهل البيت, وتقولون : إن حب أهل البيت يحط الذنوب عن العباد كما تحط الشجرة ورقها, وأن حب علي حسنة لا تضر معها سيئة !!

الشيعي: كتابكم أيها النصارى محرف ومتضمن للزيادة والنقصان.

النصراني: وأنتم معشر الشيعة زعمتم أيضا أن قرآنكم محرف زاد فيه الصحابة ونقصوا منه, ولا توجد نسخة كاملة صحيحة إلا التي يحتفظ بها إمامكم المهدي ذو الخمس سنوات في السرداب, والناس منذ أكثر من 1400سنة ضائعون بدون كتاب !!

الشيعي: وبعد هذا العرض هل ستدخل في الإسلام ؟

النصراني: أنا لا أعتقد أن هذا هو الإسلام الذي دخل فيه الصغير والكبير والعالم والمتعلم من أبناء ملتنا !! ... لأني لا أرى عندكم جديد, فعندكم من التناقضات أكثر مما عندنا, فهل هناك فِرَقٌ أخرى سواكم ؟

الشيعي: نعم هناك فرقة ضالة مضلة خرجت من الإسلام وهم النواصب ( يعني أهل السنة ).

النصراني : وماذا يدعون ويعتقدون ؟

الشيعي: يدّعون أن القرآن كلام الله وأنه محفوظ بحفظه إلى قيام الساعة وأن الصحابة لم يرتدوا بعد موت الرسول وأن العصمة لا تكون إلا للأنبياء وأن محمد مات وقد أتم الدين – فلا يحتاج إلى زيادة – وأن عائشة مبرأة مما قيل فيها وأن زوجات الرسول مؤمنات طاهرات عفيفات, ولا يدعون ولا يستغيثون بأحد غير الله لا أنبياء ولا أولياء ولا أئمة ويقولون أن علم الله مطلق ويحرمون الطواف بالقبور أياً كان أصحابها و...

النصراني : نعم ... نعم ... هذا هو الدين الحق الذي كنت أبحث عنه وهو الذي أجبر الناس أن يدخلوا فيه أفواجاً لسماحته ولموافقته لفطرتهم !!

وبعد أن فقد الشيعي الأمل في تشيع النصراني, التفت إلى الشخص اليهودي, ودار بينهما الحوار التالي :

الشيعي: أنتم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون .

اليهودي : وأنتم تقولون لا دين لمن لا تقية له وأن تسعة أعشار دينكم كذب!

الشيعي: أنتم قلتم إن الله فقير ونحن أغنياء, ووصفتم الله بالجهل وبالتعب.

اليهودي : وأنتم تنسبون البداء إلى الله, وهو أن يظهر ويبدو لله أمر لم يكن عالماً به .

الشيعي: أنتم تبغضون جبريل وتقولون هو عدونا من الملائكة .

اليهودي : وأنتم كذلك تقول إن جبريل خائن وأنه أخطأ فنزل على محمد بالوحي وكان عليه أن يتنزل على علي ولهذا تقولون : ( خان الأمين وصدها عن حيدرى) وتقولون أيضاً ( تاه الأمين ) و (خان الأمين ).

الشيعي: تتهمون مريم وتقولون عليها بهتاناً عظيماً.

اليهودي : وأنتم تقدحون في عرض نبيكم وتنسبون الفاحشة لعائشة وتقولون إنها جمعت أربعين ديناراً من خيانة .


الشيعي: أنتم تقولون إن السرقة من غير اليهودي لا تعد سرقة, وأن الزنا بغير اليهود لا عقاب عليه, وإن باقي الشعوب كالأنعام مسخرة لكم .

اليهودي : وأنتم تقولون إن الناصب ( أي السني ) حلال الدم وكل شيء يملكه حلال, وتقولون إن الناس كلهم أولاد زنا أو أولاد بغايا ما خلا شيعتكم.

الشيعي: وأخيراً ... هل ستدخل في ديننا ؟

اليهودي : ههههاه ..... دينكم هذا من صنعنا معشر يهود, فعبدالله بن سبأ منا وقد تظاهر بالإسلام, وهو أول من قال بإمامة علي وأنه وصيّ النبي وأظهر الطعن في أبي بكر وعمر, فكيف أدين بشيء وأنا أعلم فساده وبطلانه !! .

* * * * *

قال أبو غريب :

سألت اليهودي : من خيار الناس عندكم ؟

قال : أصحاب موسى عليه الصلاة والسلام.

وسألت النصراني : من خيار الناس عندكم ؟

قال : حواري عيسى عليه الصلاة والسلام .

ثم سألت الشيعي : من شرار الناس عندكم ؟

قال : أصحاب رسول الله !.

قلت : تقصد الذين آمنوا به وصدقوه وأوذوا في سبيل ذلك وأخرجوا من ديارهم وهاجروا في سبيل الله وقاتلوا وقتلوا وحاربوا معه وسالموا وجاعوا وعطشوا وفدوه بأنفسهم وأموالهم وأهليهم وآووه ونصروه ؟

قال : نعم هم أولئك !

قلت : أخزاك الله وأخزى من يعتقد هذه الاعتقاد الفاسد بأفضل البشر بعد الأنبياء, ووالله لقد ضحك عليكم بن السوداء (عبد الله بن سبأ) بهذه العقيدة الباطلة حتى لا تعتمدوا على ما رواه الصحابة العدول عن رسول الله ليخترع لكم هذا الدين المحرّف المبدل, ويشككم في الوحيين (الكتاب والسنة الصحيحة) حتى يشرّع لكم دين يخالف دين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, وتسيروا خلفه كالنعاج ليسوقكم سوقاً إلى سقر وبئس المصير .


الخميس، 11 أكتوبر 2012

من أهم فوائد الحج البراءة من الكفر والجاهلية

الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ومن مقاصده العظيمة تربية المسلمين على التوحيد
و البراءة من الكفر وأهله واخبارهم أن الله بريء منهم كما أخبرنا الله في كتابه وأمر رسوله ببلاغه ومن كان مسلما فليكن على أمر الله ومراده وليتبع ما بلغه به رسول الله وليدعو إلى ذلك . فهذا أهم مقاصد الحج وأكبر منافعه.
ومن الأدلة على أن الحج من مقاصده تصحيح العقيدة وترسيخها والبراءة مما يضادها:
1 - قال الله تعالى : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ  وَرَسُولُهُ  فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[التوبة:3].
فهو أذان من الله وإعلام وإعلان في أعظم يوم وأمام الملايين الذي قدموا من أقطار الدنيا (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) وقد بلغ رسول الله جميع الناس ببراءة الله من الكفار ومما يعملون وبلغ الصحابة ذلك ويجب على المسلمين تبليغ ذلك.
2 - وقال تعالى : (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)[الحج:26].
فنهى الله عن الشرك وأمر بالتطهر منه حتى يحل التوحيد في مكان لائق به { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } أي: من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس وأضافه الرحمن إلى نفسه، لشرفه، وفضله، ولتعظم محبته في القلوب، وتنصب إليه الأفئدة من كل جانب، وليكون أعظم لتطهيره وتعظيمه، لكونه بيت الرب للطائفين به والعاكفين عنده، المقيمين لعبادة من العبادات من ذكر، وقراءة، وتعلم علم وتعليمه، وغير ذلك من أنواع القرب.
وقد أمر الله بتطهير بيته في أرضه ومما شك في وجوبه هو تطهير قلبك في جوفك فطهارته أنفع لك وأوجب عليك من طهارة بيت الله وأهم وأولى.
وطهارة القلب لا تتحقق إلا بالبراءة ممن فسدت قلوبهم  والبراءة من سموم القلوب من الجاهلية وشأنها وأعمال الجاهلين .


 
3 - قال الله تعالى مبينا حكمة من حكم الحج ومقاصده :( فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ( [البقرة: 197].


قال الإمام البخاري في صحيحه : باب الْمَعَاصِى مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ  وَلاَ يُكَفَّرُ صَاحِبُهَا بِارْتِكَابِهَا إِلاَّ بِالشِّرْكِ لِقَوْلِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ » . وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) .
عن أَبي مَالِكٍ الأَشْعَرِىَّ   أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَرْبَعٌ فِى أُمَّتِى مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِى الأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِى الأَنْسَابِ وَالاِسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ ». وَقَالَ « النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ ».
4 - ومن أدلة البراءة من الكفر وشأن الجاهلية ما يؤخذ من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ في السنن: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ في ركعتي الطواف بسورتي الإخلاص: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) [الكافرون: 1] ». وهي سورة البراءة من الكافرين والتسليم لرب العالمين، وليكون العابد الحاج مرتبطاً بمثل هاتيك المعاني العظيمة، وليعقد أنامله عليها ويستمسك بمقتضياتها.

5 - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( أَلاَ كُلُّ شَىْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَىَّ مَوْضُوعٌ) رواه مسلم.
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ) رواه البخاري.

الملحد: هو المائل عن الطاعة إلى المعصية. وهذا وعيد شديد وتهديد أكيد لمن يعصي الله في الحرم.

مبتغ: مريد وراغب .

وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ: أي : يريد الجاهلية في المسلمين من المقالات والبدع والمعاصي.

فكيف بمن ينشرها ويسوقها عبر القنوات والصحف والانترنت ؟

لا شك أنه أشد بغضا ولعنة ممن يريد نشرها!!

6 - من الأدلة على أن الحج جاء لهدم الجاهلية : مخالفة المشركين في الوقوف بعرفة.
7-  مخالفة المشركين في المبيت في مزدلفة والخروج منها قبل طلوع الشمس.
8 - التلبية.
9- حمد الله على هزيمة الأحزاب كما في الدعاء على الصفا.

وإن من مقاصد الحج النافعة : تذكر نشأة الإسلام دين التوحيد والفطرة
في أقدم معابده ، وإحياء شعائر إبراهيم التي طمستها وشوهتها الجاهلية بوثنيتها
(ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)[النحل123].
وجملة القول أن مناسك الحج من شريعة إبراهيم وقد أبطل الإسلام كل ما
ابتدعته الجاهلية فيها من وثنيتها وقبيح عملها.

 

الخميس، 4 أكتوبر 2012

من واجب الحكام وحق الشعوب على الحكام

ويقول ابن تيمية في كتابه السياسة الشرعية:فالمقصود الواجب بالولايات ، إصلاح دين الخلق الذي متى فاتهم خسروا خسرانا مبينا ولم ينفعهم ما نعموا به في الدنيا , وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به من أمر دنياهم أ. هـ

ويقول ابن الأزرق في كتابه بدائع السلك : إن حقيقة هذا الوجوب الشرعي - يعني وجوب نصب الإمام - راجعة إلى النيابة عن الشارع في حفظ الدين وسياسة الدنيا به وسمي باعتبار هذه النيابة خلافة وإمامة , وذلك لأن الدين هو المقصود في إيجاد الخلق لا الدنيا فقط أ.

قال الماوردي من واجبات الحاكم:
استكفاء الأمناء وتقليد النصحاء فيما يفوض إليهم من الأعمال ، ويكله إليهم من الأموال ، لتكون الأعمال مضبوطة والأموال بالأمناء محفوظة

حفظ الدين على أصوله المستقرة ، وما أجمع عليه سلف الأمة ، فإن نجم مبتدع ، أو زاغ ذو شبهة عنه أوضح له الحجة وبين له الصواب وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود ، ليكون الدين محروسا من خلل ، والأمة ممنوعة من زلل .


أن يباشر بنفسه مشارفة الأمور وتصفح الأحوال لينهض بسياسة الأمة وحراسة الملة ، ولا يعول على التفويض ، تشاغلا بلذة أو عبادة ، فقد يخون الأمين ويغش الناصح

الفرق بين الرجاء والتمني

قال ابن القيم رحمه الله:
فصل والفرق بين الرجاء والتمني أن الرجاء يكون مع بذل الجهد واستفراغ
الطاقة في الإتيان بأسباب الظفر والفوز والتمني حديث النفس بحصول ذلك مع تعطيل الأسباب الموصلة إليه قال تعالى:( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله) .
فطوى سبحانه بساط الرجاء إلا عن هؤلاء.
 وقال المغترون: إن الذين ضيعوا أوامره وارتكبوا نواهيه واتبعوا ما أسخطه وتجنبوا ما يرضيه أولئك يرجون رحمته وليس هذا ببدع من غرور النفس والشيطان لهم!!
 فالرجاء لعبد قد امتلأ قلبه من الإيمان بالله واليوم الآخر فمثل بين عينيه ما وعده الله تعالى من كرامته وجنته امتد القلب مائلا إلى ذلك شوقا إليه وحرصا عليه فهو شبيه بالماد عنقه إلى مطلوب قد صار نصب عينيه.
وعلامة الرجاء الصحيح أن الراجي يخاف فوت الجنة وذهاب حظه منها بترك ما يخاف أن يحول بينه وبين دخولها فمثله مثل رجل خطب امرأة كريمة في منصب وشرف إلى أهلها فلما آن وقت العقد واجتماع الأشراف والأكابر وإتيان الرجل إلى الحضور علم عشية ذلك اليوم ليتأهب الحضور فتراه المرأة وأكابر الناس فاخذ في التأهب والتزيين والتجميل فأخذ من فضول شعره وتنظيف وتطيب ولبس أجمل ثيابه وأتى إلى تلك الدار متقيا في طريقه كل وسخ ودنس واثر يصيبه اشد تقوى حتى الغبار والدخان وما هو دون ذلك فلما وصل إلى الباب رحب به ربها ومكن له في صدر الدار على الفرش والوسائد ورمقته العيون وقصد بالكرامة من كل ناحية .. فلو أنه ذهب بعد أخذ هذه الزينة فجلس في المزابل وتمرغ عليها وتمعك بها وتلطخ في بدنه وثيابه بما عليها من عذرة وقذر ودخل ذلك في شعره وبشره وثيابه فجاء على ذلك الحال إلى تلك الدار وقصد دخولها للوعد الذي سبق له لقام إليه البواب بالضرب والطرد والصياح عليه والإبعاد له من بابها وطريقها فرجع متحيزا خاسئا .
فالأول حال الراجي وهذا حال المتمني.
 وإن شئت مثلت حال الرجلين بملك هو من أغير الناس وأعظمهم أمانة وأحسنهم معاملة لا يضيع لديه حق أحد وهو يعامل الناس من وراء ستر لا يراه أحد وبضائعه وأمواله وتجارته وعبيده وإماؤه ظاهر بارز في داره للعاملين فدخل عليه رجلان فكان أحدها يعامله بالصدق والأمانة والنصيحة لم يجرب عليه غشا ولا خيانة ولا مكرا فباعه بضائعه كلها واعتمد مع مماليكه وجواريه ما يجب أن يعتمد معهم فكان إذا دخل إليه ببضاعة تخير له أحسن البضائع وأحبها إليه وإن صنعها بيده بذل جهده في تحسينها وتنميقها وجعل ما خفي منها أحسن مما ظهر ويستلم المؤنة ممن أمره أن يستلمها منه وامتثل ما أمره به السفير بينه وبينه في مقدار ما يعمله صفته وهيئته وشكله ورقته وسائر شئونه وكان الآخر إذا دخل دخل بأخس بضاعة يجدها لم يخلصها من الغش ولا نصح فيها ولا اعتمد في أمرها ما قاله المترجم عن الملك والسفير بينه وبين الصناع والنجار بل كان يعملها على ما يهواه ومع ذلك فكان يخون الملك داره إذ هو غائب عن عينه فلا يلوح له طمع إلا خانة ولا حرمة للملك إلا مد بصره إليها وحرص على إفسادها ولا شيء يسخط الملك إلا ارتكبه إذا قدر عليه فمضيا على ذلك مدة ثم قيل إن الملك يبرز لمعامليه حتى يحاسبهم ويعطيهم حقوقهم فوقف الرجلان بين يديه فعامل كل واحد منهما بما يستحقه.

 فتأمل هذين المثلين فإن الواقع مطابق لهما فالراجي على الحقيقة لما صارت الجنة نصب عينه ورجاءه وأمله امتد إليها قلبه وسعى لها سعيها فإن الرجاء هو امتداد القلب وميله وحقق رجاءه كمال التأهب وخوف الفوت والأخذ بالحذر وأصله من التنحي ! ورجا البئر ناحيته وإرجاء السماء نواحيها وامتداد القلب إلى المحبوب منقطعا عما يقطعه عنه هو تنح عن النفس الأمارة وأسبابها وما تدعو إليه وهذا الامتداد والميل والخوف من شأن النفس المطمئنة فإن القلب إذا انفتحت بصيرته فرأى الآخرة وما أعد الله فيها لأهل طاعته وأهل معصيته خاف وخف مرتحلا إلى الله والدار الآخرة وكان قبل ذلك مطمئنا إلى النفس والنفس إلى الشهوات والدنيا فلما انكشف عنه غطاء النفس خف وارتحل عن جوارها طالبا جوار العزيز الرحيم في جنات النعيم ومن هنا صار كل خائف راجيا وكل راج خائفا فأطلق اسم أحدهما على الآخر فإن الراجي قلبه قريب الصفة من قلب الخائف هذا الراجي قد نجا  قلبه عن مجاورة النفس والشيطان مرتحلا إلى الله قد رفع له من الجنة علم فشمر إليه وله مادا إليه قلبه كله وهذا الخائف فار منه 
جوارهما ملتجئ إلى الله من حبسه في سجنهما في الدنيا فيحبس معها بعد الموت ويوم القيامة فإن المرء مع قرينه في الدنيا والآخرة فلما سمع الوعيد ارتحل من مجاورة جار السوء في الدارين فأعطى اسم الخائف ولما سمع الوعد امتد واستطار شوقا وفرحا بالظفر به فأعطى اسم الراجي وحالاه متلازمان لا ينفك عنهما فكل راج خائف من فوات ما يرجوه كما أن كل خائف راج أمنه مما يخاف فلذلك تداول الاسمان عليه قال تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا قالوا في تفسيرها لا تخافون لله عظمة وقد تقدم أن سبحانه طوى الرجاء إلا عن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا وقد فسر النبي الإيمان بأنه ذو شعب وأعمال ظاهرة وباطنة وفسر الهجرة بأنها هجر ما نهى الله عنه والجهاد بأنه جهاد النفس في ذات الله فقال المهاجرين من هجر ما نهى الله عنه والمجاهد من جاهد نفسه في ذات الله والمقصود بأن الله سبحانه جعل أهل الرجاء من آمن وهاجر وجاهد وأخرج من سواهم من هذه الأمم
وأما الأماني فإنها رءوس أموال المفاليس أخرجوها في قالب الرجاء وتلك أمانيهم وهي تصدر من قلب تزاحمت عليه وساوس النفس فاظلم من دخانها فهو يستعمل قلبه في شهواتها وكلما فعل ذلك منته حسن العاقبة والنجاة وإحالته على العفو والمغفرة والفضل وأن الكريم لا يستوفي حقه ولا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة ويسمي ذلك رجاء وإنما هو وسواس وأماني باطلة تقذف بها النفس إلى القلب الجاهل فيستريح إليها قال تعالى ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا فإذا ترك العبد ولاية الحق ونصرته ترك الله ولايته ونصرته ولم يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا وإذا ترك ولايته ونصرته تولته نفسه والشيطان فصارا وليين له ووكل نفسه فصار انتصاره لها بدلا من نصرة الله ورسوله فاستبدل بولاية الله ولاية نفسه وشيطانه وبنصرته نصرة نفسه هواه فلم يدع للرجاء موضعا فإذا قالت لك النفس أنا في مقام الرجاء فطالبها بالبرهان وقل هذه أمنية فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين فالكيس يعمل أعمال البر على الطمع والرجاء والأحمق العاجز يعطل أعمال البر ويتكل على الأماني التي يسميها رجاء والله الموفق . الروح 245-247.