الخميس، 27 أكتوبر 2022

كشكول من كل بستان زهرة ومن كل نهر قطرة

حدث ان اعترض احد دكاترة قسم اللغة العربية على عمادة شؤون الطلاب في جامعة ام القرى على ان كلمة "شؤون" الصحيح ان تكتب "شئون
 
من الأخطاء ذكر كلمة "فترة" للدلالة على مدة زمنية. والفترة هي الانقطاع. قال تعالى"على فترة من الرسل" أي في وقت انقطاع الرسل.
...
 ان شاء الله .. وليست انشاء ..   الطريق مُراقَبة وليست الطريق مُراقَب.
...
يشري بمعنى يبيع، وعكسها يشتري. تمامًا كالفرق بين يبيع ويبتاع. قال تعالى: "وشروه بثمن بخس" أي باعوه. قل: اشتريت وليس شريت.
....
الكلمات التي تحذف الألف من وسطها ( الإله , الرحمن , ذلك , هذا , هذان , هؤلاء 
, هكذا , لكن.
..
أل التعريف لا تدخل على كلمة ( غير ) ، من الخطأ أن تقول مثلاً( الغير مناسب )
 ، الصحيح تقول: غير المناسب.
...
موضوعات لا مواضيع  ... عفواً هي أربعة وليست ثلاثة ..  
١ إحترام = احترام ٢ إنتظر = انتظر ٣-٤ إستئذن = استأذن  
...
قل يكاد يفعل ولا تقل يكاد أن يفعل.. قل عسى أن يفعل ولا تقل عسى يفعل .. قل اقتناع بالفكرة ولا تقل قناعة بالفكرة .
...
قل لا يخفى عليكم ولا تقل لا يخفاكم.. قل هذه البئر ولا تقل هذا البئر.. قل هذه الحال ولا تقل هذا الحال.. قل دوار ولا تقل دوخة.  
قل أشكر لك ولا تقل أشكرك ... قل أنصح لك ولا تقل أنصحك .. قل يا أبت ولا تقل يا أبتي .. قل حديث شائق ولا تقل حديث شيق
.
 


واحذروا -أيها المؤمنون- اختبارًا ومحنة يُعَمُّ بها المسيء وغيره لا يُخَص بها أهل المعاصي ولا مَن باشر الذنب، بل تصيب الصالحين معهم إذا قدروا على إنكار الظلم ولم ينكروه، واعلموا أن الله شديد العقاب لمن خالف أمره ونهيه.

لو خرج المنافقون معكم -أيها المؤمنون- للجهاد لنشروا الاضطراب في الصفوف والشر والفساد، ولأسرعوا السير بينكم بالنميمة والبغضاء، يبغون فتنتكم بتثبيطكم عن الجهاد في سبيل الله، وفيكم -أيها المؤمنون- عيون لهم يسمعون أخباركم، وينقلونها إليهم. والله عليم بهؤلاء المنافقين الظالمين، وسيجازيهم على ذلك.

يحذر تعالى عباده المؤمنين فتنة أي اختبارا ومحنة يعم بها المسيء وغيره لا يخص بها أهل المعاصي ولا من باشر الذنب بل يعمها لم تدفع وترفع كما قال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا شداد بن سعيد حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف قال: قلنا للزبير يا أبا عبدالله ما جاء بكم! ضيعتم الخليفة الذي قتل ثم جئتم تطلبون دمه؟ فقال الزبير رضي الله عنه: إنا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" لم نكن نحسب أنَّا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت وقد رواه البزار من حديث مطرف عن الزبير وقال: لا نعرف مطرفا روي عن الزبير غير هذا الحديث وقد روى النسائي من حديث جرير بن حازم عن الحسن عن الزبير نحو هذا وقد روى ابن جرير حدثني الحارث حدثنا عبدالعزيز حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن.

قال: قال الزبير لقد خوفنا يعني قوله تعالى "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة "ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ظننا أنا خصصنا بها خاصة وكذا رواه حميد عن الحسن عن الزبير رضي الله عنه وقال داود بن أبي هند عن الحسن في هذه الآية قال نزلت في علي وعمار وطلحة والزبير رضي الله عنهم وقال سفيان الثوري عن الصلت بن دينار عن عقبة بن صهبان سمعت الزبير يقول: لقد قرأت هذه الآية زمانا وما أرانا من أهلها فإذا نحن المعنيون بها "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب".

وقد روي من غير وجه عن الزبير بن العوام وقال السدي: نزلت في أهل بدر خاصة فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاصة.

وقال في رواية له عن ابن عباس في تفسير هذه الآية: أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين ظهرانيهم فيعمهم الله بالعذاب وهذا تفسير حسن جدا ولهذا قال مجاهد في قوله تعالى "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" هي أيضا لكم وكذا قال الضحاك ويزيد بن أبي حبيب وغير واحد وقال ابن مسعود ما منكم من أحد إلا وهو مشتمل على فتنة إن الله تعالى يقول "إنما أموالكم وأولادكم فتنة" فأيكم أستعاذ فليستعذ بالله من مضلات الفتن رواه ابن جرير والقول بأن هذا التحذير يعم الصحابة وغيرهم وإن كان الخطاب معهم هو الصحيح ويدل عليه الأحاديث الواردة في التحذير من الفتن ولذلك كتاب مستقل يوضح فيه إن شاء الله تعالى كما فعله الأئمة وأفردوه بالتصنيف ومن أخص ما يذكر ههنا ما رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا أحمد بن الحجاج أخبرنا عبدالله يعني ابن المبارك أنبأنا سيف بن أبي سليمان سمعت عدي بن عدي الكندي يقول: حدثني مولى لنا أنه سمع جدي يعني عدي بن عميرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله عز وجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب الله الخاصة والعامة" فيه رجل متهم ولم يخرجوه في الكتب الستة ولا واحد منهم والله أعلم.

"حديث أخر" قال الإمام أحمد حدثنا سليمان الهاشمي حدثنا إسماعيل يعني ابن جعفر أخبرني عمرو بن أبي عمر عن عبدالله بن عبدالرحمن الأشهل عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم".

ورواه عن أبي سعيد عن إسماعيل بن جعفر وقال "أو ليبعثن الله عليكم قوما ثم تدعونه فلا يستجيب لكم".

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبدالله بن نمير قال حدثنا زر بن حبيب الجهني حدثني أبو الرقاد قال: خرجت مع مولاي فدفعت إلى حذيفة وهو يقول: إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير منافقا وإني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ولتحاضن على الخير أو ليسحتكم الله جميعا بعذاب أو ليؤمرن عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم.

"حديث آخر" قال الإمام أحمد أيضا: حدثنا يحيى بن سعيد عن زكريا حدثنا عامر رضي الله عنه قال: سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه يخطب يقول - وأومأ بأصبعيه إلى أذنه يقول: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها والمداهن فيها كمثل قوم ركبوا سفينة فأصاب بعضهم أسفلها وأوعرها وشرها وأصاب بعضهم أعلاها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فآذوهم فقالوا لو خرقنا في نصيبنا خرقا فاستقينا منه ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وأمرهم هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعا.

انفرد بإخراجه البخاري دون مسلم فرواه في الشركة والشهادات والترمذي في الفتن من غير وجه عن سليمان بن مهران الأعمش عن عامر بن شراحيل الشعبي به.

"حديث آخر" قال الإمام أحمد حدثنا حسين حدثنا خلف بن خليفة عن ليث عن علقمة بن مرثد عن المعرور بن سويد عن أم سلمة زوح النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده" فقلت يا رسول الله أما فيهم أناس صالحون؟ قال "بلى" قالت فكيف يصنع أولئك؟ قال "يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان".

"حديث آخر" قال الإمام أحمد حدثنا حجاج بن محمد حدثنا شريك عن أبي إسحق عن المنذر بن جرير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من قوم يعملون بالمعاصي وفيهم رجل أعز منهم وأمنع لا يغيره إلا عمهم الله بعقاب أو أصابهم العقاب".

ورواه أبو داود عن مسدد عن أبي الأحوص عن أبي إسحق به.

وقال الإمام أحمد أيضا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت أبا إسحق يحدث عن عبيد الله بن جرير عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعملون ثم لم يغيروه إلا عمهم الله بعقاب".

ثم رواه أيضا عن وكيع عن إسرائيل وعن عبدالرزاق عن معمر وعن أسود عن شريك ويونس كلهم عن أبي إسحق السبيعي به وأخرجه ابن ماجه عن علي بن محمد عن وكيع به وقال الإمام أحمد حدثنا سفيان حدثنا جامع بن أبي راشد عن منذر عن الحسن بن محمد عن امرأته عن عائشة تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم "إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه" فقلت وفيهم أهل طاعة الله؟ قال "نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله".


1- الرياضة غير مذمومة ولا ممنوعة
فرياضة العقل والبدن والجسد.
أن نحمي أنفسنا وأولادنا من التعلق والمتابعة لهذه الكرة والفرق لأن تسبب مفاسد عظيمة لنا جميعا في أخلاقنا وديننا وأمننا
الآية : ( إنما يريد الشطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء)
من مفاسدها
الحب والبغض من أجلها وهذا خلل في الإيمان.
العداوة والبغضاء والبغي والظلم .
ضياع الصلوات.
بيئة خصبة لانتشار ونشر الفواحش من دخان ومخدرات ومسكرات.
سبب كبير لانحراف الشباب بتقليد اللاعبين وخاصة الكفار
ضياع الأموال مع أموال مشاريع أهم وأولى بهذه الأموال.
بيئة خصبة للاستخبارات المعادية لإثارة الفتن  واغراق الناس في الأمور السافلة وتمرير مخططات قذرة ، وتهييج الناس أثناء التجمع واحداث الفساد والفوضى والعبث بالأمن.
2 – المذموم هو تجمع الناس في المدرجات وأمام الشاشات وضياع الأوقات والصلوات


قد نهى الله آدم  عن الأكل من الشجرة فأكل آدم منها طمعا في البقاء ولم يرد المعصية فأخرج من الجنة
فهذا مخالفة نهي واحد !
فكيف بنا نحن الذين نقع في مخالفة منهيات كثيرة؟!!
قد أمر الله إبليس بسجدة واحدة لآدم فأبى فلعن وطرد من الرحمة .
فهذه مخالفة أمر واحد ، فكيف بمن يخالف  أوامر الله ؟!
قال الإمام أحمد قد أمر إبليس بسجدة فترك أمر الله فكفر فكيف بمن ترك سجدات؟!!!
العاصي لا يمكن أبداً أن يعصي الله بغير نعمه ،
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ

وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا

السيئة الجارية هي ترك أثرك السيء بعدك


ابن عباس ان للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق .وقال الفضيل بن عياض بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله  .وقال الإمام أحمد سمعت بلال بن سعيد يقول لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى
عظم من عصيت .
وقال يحيى بن معاذ الرازي عجبت من رجل يقول فى دعائه اللهم لا تشمت بي الأعداء ثم هو يشمت بنفسه كل عدو فقيل له كيف ذلك ؟ قال يعصى الله ويشمت به في القيامة كل عدو

عقوبات
للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله  .حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والعصية تطفئ ذلك النور قال الشافعي
لرجل أني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية .
حرمان الرزق وفي المسند إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه . فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق بالمثل ترك المعاصي .وحشة فى القلب وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله وهذا أمر لا يحس به إلا من قلبه حياة وما لجرح بميت إيلام .تعسير أموره عليه فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه .ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل فالطاعة نور والمعصية ظلام  .حرمان الطاعة فلو لم يكن للذنب عقوبة فكفاه انه صد عن طاعة الله فالعاصي يقطع عليه طاعات كثيرة كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها .سبب لهوان العبد علي ربه إن المعصية سبب لهوان العبد على ربه قال الحسن البصري هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم واذا هان العبد على ربه لم يكرمه أحد .المعاصي تفسد العقل فإن للعقل نور والمعصية تطفئ نور العقل أذا طفئ نوره ضعف
ونقص قال بعض السلف ما عصى الله أحد حتى يغيب عقله وهذا ظاهر فإنه لو حضره عقله لمنعه عن المعصية  .
أن الذنوب إذا تكاثرت طُبعِ على قلب صاحبها كما قال بعض السلف فى قول الله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون الران هو الذنب بعد الذنب .تقصر العمر وتمحق البركة فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور ينقصة فإذا أعرض العبد عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقة التي يجد اضاعتها يوم يقول يا يليتني قدمت لحياتي
......
..................
...................
وتأملوا ما قاله الرسول  ج: «من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه، ثم يأخذ بهلزمتية يعني: شدقيه- ثم يقول أنا مالك أنا كنزك»([1]).
وفي رواية للنسائي: «والزكاة برهان» أي دليل على صحة إيمان العبد.


أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وخذوا من صحتكم لمرضكم، ومن فراغكم لشغلكم، ومن حياتكم لموتكم؛ فإن الأيام تمضي بكم إلى قبوركم، وليس لكم فيها إلا قدمتم، وإنكم -يا عباد الله- في شهر عظيم، وموسم كريم لا يحسن بكم التفريط فيه، ولا إهدار أيامه ولياليه في غير طاعة الله تعالى، وعن قريب يرتحل عنكم وقد استودعتم فيه أعمالكم (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزَّلزلة:7-8].


والزكاة ركن من أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة في القرآن، وأُمر بها المرسلون عليهم السلام كما في القرآن (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) [الأنبياء:73]

ويطلق عليها زكاة لأنها تزكي صاحبها وتزكي ماله، كما يطلق عليها صدقة لأنها تدل على صدق مؤديها مع الله تعالى، ومطابقة فعله لقوله واعتقاده.

وفي الزكاة من المنافع الدينية والدنيوية والأخروية على الأفراد والجماعات والأمم ما لا يحصى، ولو بذل الناس كلهم زكاة أموالهم لقضي على مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، ولكن ضعف الإيمان، وإجلاب الشيطان يمنعان ذلك (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة:268].

بأداء الزكاة يتم إسلام العبد؛ لأنها ركن من أركانه، ولا يتم الشيء إلا بركنه، ولو لم يكن فيها من الفضيلة إلا ذلك لكفى في المبادرة إلى أدائها، والانتظام في سلك المزكين المتصدقين.

وفي أداء الزكاة تحقيقُ طاعة الله تعالى لأنه الآمر بها، وفيها رجاء ثوابه سبحانه لأنه وعد على أدائها، وفيها الخوف من عقابه عز وجل لأنه توعد على تركها، وذلك دليل على محبة مؤديها لربه سبحانه؛ فإن النفوس تحب المال حبا جما، وتثقل عن بذله، فمن أداها فقد قدم محبة الله تعالى على محبة المال، فاجتمع في أداء الزكاة المحبة والطاعة والرجاء والخوف.

وهي آية على صدق إيمان صاحبها؛ لأن الإنسان لا يبذل الغالي إلا في سبيل ما هو أغلى منه، والمال غال عند عموم البشر، ولكن الدِين أغلى منه عند المؤمنين، فيبذلون المال لاستكمال دينهم؛ ولذا جاء في الحديث أن الصدقة برهان، أي: برهان على صدق إيمان باذلها قال العلماء: "معناه الصدقة حجة على إيمان فاعلها فإن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها فمن تصدق استُدِل بصدقته على صدق إيمانه".

ولذا كانت سببا للفلاح (قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ) [المؤمنون:1] وذكر من صفاتهم (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ) [المؤمنون:4].

والزكاة باب من أبواب البر عظيم (وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آَمَنَ بِالله وَاليَوْمِ الآَخِرِ وَالمَلَائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ) [البقرة:177].

والمؤدي للزكاة جدير برحمة الله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف:156].وفي آية التوبة ذكر الله عز وجل جملة من صفات المؤمنين منها أداء الزكاة ثم قال سبحانه فيهم(أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ) [التوبة:71]. وفي آية النور (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [النور:56].

وأداء الزكاة من صفات الأبرار المذكورين في قول الله تعالى (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالقَانِتِينَ وَالمُنْفِقِينَ وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) [آل عمران:17] وأداء الزكاة من أعظم وجوه الإنفاق.

ومع كون الزكاة ركنٌ واجبٌ على العبد أداؤه فإن الله تعالى يجزي العبد عليها، ويضاعف ما أنفق منها، وفي ذلك من الربح الباقي ما لا يخفى (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) [البقرة:261] وفي الآية الأخرى (وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ الله وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ الله فَأُولَئِكَ هُمُ المُضْعِفُونَ) [الرُّوم:39].

ومن عظيم فوائدها الدينية أنها تُعَوِّد المزكي على الإنفاق؛ فأنه إذا أنفق الواجب عليه منها زال شح نفسه، وتحرر قلبه من عبودية المال، فأتبع الإنفاق الواجب بالإنفاق المندوب وبالإحسان، فكان من المتصدقين لكثرة بذله، وكان من المحسنين لجزيل إنفاقه وقد قال الله تعالى (وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ) [المائدة:93] وفي الآية الأخرى (إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ) [التوبة:120] وفي آية ثالثة (إِنَّ اللهَ يَجْزِي المُتَصَدِّقِينَ) [يوسف:88]. ومن كان الله تعالى مجازيه على زكاته وصدقاته وإحسانه فلن يخاف ظلما ولا هضما، ولن يخش بخسا ولا نقصا.

ومن عظيم فوائد الزكاة أنها سبب للوقاية من عذاب النار؛ لأن أهل النار لا يؤدون الزكاة؛ كما قال الله تعالى (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) [فصِّلت:6-7].

وأخبر سبحانه أنهم يعذبون بأموالهم في نار جهنم (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة:34-35].

قال ابن عمر رضي الله عنهما: "كل مال أديت زكاته وإن كان تحت سبع أرضين فليس بكنز، وكل مال لا تؤدي زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا على وجه الأرض"وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإبل والبقر والغنم يوم القيامة تطأ مُلَّاكها الذين لم يخرجوا زكاتها، ويُعذبون بها أشد العذاب.

والصدقة تطفئ غضب الرب جل جلاله كما جاء في الحديث، وفي الحديث الآخر أنها تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وكل ذلك من أسباب نجاة العبد من عذاب الله تعالى.

والصدقة تُظلل على مؤديها في موقف الحساب حتى يقضى بين الخلائق. فحري بالمؤمن أن يخرجها من طيب ماله، طيبة بها نفسه، سخية بها يده، مخلصا فيها لربه عز وجل؛ التزاما بدينه، وتطهيرا لقلبه وماله، وتزكية لنفسه، وتدليلا على إيمانه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة:277]




 "أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ، يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ". أخرجه البزار كما فى كشف الأستار (2/28 ، رقم 1128) قال الهيثمى (4/17) : رجاله ثقات ، وصححه الألباني (صحيح الجامع
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ وَلَمْ يُضَحِّ فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا". أخرجه ابن ماجه (2/1044 ، رقم 3123) ، والحاكم (4/258 ، رقم 7565) وقال : صحيح الإسناد. وصححه الألباني (صحيح الجامع ، رقم 6490). قال العلامة السندي في "شرح سنن ابن ماجه": قَوْله (سَعَة) أَيْ فِي الْمَآل وَالْحَال قِيلَ: هِيَ أَنْ يَكُون صَاحِب نِصَاب الزَّكَاة (فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا) لَيْسَ الْمُرَاد أَنَّ صِحَّة الصَّلَاة تَتَوَقَّف عَلَى الْأُضْحِيَّة بَلْ هُوَ عُقُوبَة لَهُ بِالطَّرْدِ عَنْ مَجَالِس الْأَخْيَار وَهَذَا يُفِيد الْوُجُوب وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم. انتهى كلامه رحمه الله تعالى. وقد ذهب إلى وجوب الأضحية على القادر ربيعة والأوزاعي والليث والمشهور عن أبي حنيفة أنها واجبة على المقيم الذي يملك نصابا (أي نصاب الزكاة).


عِشتَ وَظِلُّ الشَبابِ مَمدُودُ ... وَالغُصنُ يَهتَزُّ وَالصَبا رُودُ
فَأَقبَلَ الشَيبُ في عَساكِرِهِ ... أُسودُ غابٍ فَغابَت السودُ
كُنتَ في ظُلمَةٍ فَأشرَقَ فَجرُ المَشيـ ... ـبِ فَاللَيلُ عَنهُ مَطرودُ
قَد مَيَّسَ الغُصُنُ في نَضارَتِهِ ... لَكِنَّهُ بَعدَ أَن ذَوَت عَودُ
وَجاءَكَ المَوتُ فَانتَظِرهُ وَذا العُمـ ... رُ يَسيرُ وَالسَيرُ مَعدودُ
لا بُدَّ مِن مُزعِجٍ عَلى غَرَرٍ ... هَيهاتَ بابُ البَقاءِ مَسدودُ
تَرَحَّل عَن كُلِّ مَا تَخلُفُهُ ... وَيَأكُلُ الجِسمُ في البِلى الدُودُ
نَعَم وَيَمحو الثَرى مَحاسِنَهُ ... لا تُعرَفُ البيضُ فيهِ وَالسودُ
وَالسَمعُ قَد صُمَّ عَن مَواعِظِهِ ... وَالجَهلُ فاشٍ وَالقَلبُ جُلمودُ


وقال الآخر:
فلو أنا إذا متنا تركنا ……لكان الموت غاية كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ……ونسأل بعده عن كل شي
وقال الآخر:
ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً …والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا …في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
ركوبُك النعشُ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ إلى ... مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ نَعْلٍ ومَنِ فَرَسِ
تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيَقَتَهَا ... إنَّ السَّفَينَةَ لاَ تَجْرِيَ علَى يَبَسِ
وقوله:
الموت كأس وكل الناس شاربه...يا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما...يرضي الإله وإن خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيرهما...فاختر لنفسك أي الدار تختار

تفكر بالموت
قال مالك بن دينار رحمه الله : أتيت المقابر يوما لأنظر في الموت وأعتبر وأتفكر فيها وأنزجر فأنشدت أقول:أتيت المقابر ناديتها فأين المعظم والمفتخر
وأين المدل بسلطانه وأين العزيز إذا ما قدر ؟؟؟
وأين الملبي إذا ما دعا وأين المزكي إذا حضر؟؟؟
فقال وإذا بصوت يجيبني :تفانوا جميعاً فلا مخبر وماتوا جميعاً وهذا الخبر تروح وتغدو بنات الثرى وتمحوا محاسن تلك الصدور لقد قلد القوم أعمالهم فأما نعيم وإما سقر
وصاروا إلى ملك قادر عزيز مطاع إذا ما أمر
فيا سائلي عن أناس مضوا أمالك فيمن مضى معتبر
وقال آخر:إلهي لست للفردوس أهلا ولا أقوى على نار الجحيم
فهب لي توبة واغفر ذنوبي فإنك غافر الذنب العظيم
وقال آخر:تفكر في مشيبك والمآب ودفنك بعد عز في التراب إذا وافيت قبراً أنت فيه تقيم به إلى يوم الحساب
وفي أوصال جسمك حين تبقى مقطعة ممزقة الإهاب
فلولا القبر صار عليك ستراً لنتنت الأباطح والروابي
خلقت من التراب فصرت حياً وعلمت الفصيح من الخطاب
وعدت إلى التراب فصرت فيه كأنك ما خرجت من التراب
فطلق الدنيا ثلاثاً وبادر قبل موتك بالمتاب
نصحتك فاستمع قولي ونصحي فمثلك لا يدل على صواب
خلقنا للممات ولو تركنا لضاق بنا الفسيح من الرحاب ينادي في صبيحة كل يوم لدوا للدود وابنوا للخراب
فهذا الموت موعد كل حي إن حل بيتاً فرق الأحباب
وقال أحدهم:تأهب للذي لا بد منه فأن الموت ميقات العباد
أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد وأنت بغير زاد
وقال آخر:يا من بدنياه اشتغل قد غره طول الأمل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
وقال أحدهم:ألا أيها الناسي رحيله أراك عن الموت المفرق لاهياً ولا ترعوي بالظاعنين إلى البلى وقد تركوا الدنيا جميعاً كما هيا
ولم يخرجوا إلا بقطن وخرقة وما عمروا من منزل ظل خاليا
وهم في بطون الأرض صرعى جفا هم صديق وخل ظل خاليا
وأنت غداً أو بعده في جوارهم وحيداً فريداً في المقلبر ثاويا
جفاك الذي قد كنت ترجوا وداده ولم ترَ إنساناًَ بعهدك وافياً فكن مستعداً للِحمام فإنه قريب ودع منك المنى والأمانيا
(
الحمام بكسر الحاء يعني الموت)
وقال آخر:أنت الذي ولدتك أمك باكياً والناس حولك يضحكون سروراً فاعمل ليوم تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكاً مسروراً
وقال أحدهم:أموالنا لذوي الميراث نجمعها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه وإن بناها بشر خاب من فيها
لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ = فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ
هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ = مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد = ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ = إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ
ويـنتضي كـلّ سيف للفناء ولوْ = كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ = وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟
وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ = وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأيـن مـا حازه قارون من ذهب = وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟
أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له = حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك = كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الـزّمانُ عـلى (دارا) وقاتِلِه = وأمَّ كـسـرى فـما آواه إيـوانُ
كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ = يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ
فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة = ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ
ولـلـحوادث سُـلـوان يـسهلها = ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوانُ
دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له = هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ = حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ
فـاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) = وأيـنَ (شـاطبةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّانُ)
وأيـن (قُـرطبة)ٌ دارُ الـعلوم فكم = مـن عـالمٍ قـد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ = ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ
قـواعدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما = عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ
تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ = كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
عـلى ديـار مـن الإسلام خالية = قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما = فـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ = حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ = إن كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ = أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها = ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً = كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ
وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ = كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ
وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ = لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطانُ
أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ = فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم = قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان ؟
مـاذا الـتقاُطع في الإسلام بينكمُ = وأنـتمْ يـا عـبادَ الله إخـوانُ ؟
ألا نـفـوسٌ أبَّـاتٌ لـها هـممٌ = أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ = أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ
بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم = والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ = عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ
ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ = لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ
يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما = كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت = كـأنـما يـاقـوتٌ ومـرجـانُ
يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً = والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ
لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ = إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ


هل أحاديث الآحاد حجة ؟ حجية أحاديث الآحاد . حكم من انكر احاديث الآحاد . هل يحتج بأحاديث الآحاد في العقيدة

 هذا الكلام منقول من فتاوى اللجنة الدائمة برئاسة ابن باز

الحديث ينقسم إلى متواتر وآحاد، فالمتواتر: ما رواه جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب عن مثلهم وأن يكون مستندهم في انتهاء السند الحس من سماع أو نحوه، والآحاد: ما فقد شرطا من هذه الشروط. والمتواتر: يحتج به في العقائد والفروع كالقرآن، والآحاد: يحتج به في الفروع بإجماع ويحتج به في العقائد على الصحيح من قولي العلماء، ومن رأى أن لا يحتج به في العقائد فقد خالف فعله رأيه فاحتج به في العقائد والأصول، بل احتج بالضعيف منه في ذلك.

وفي موضع اخر 

أحاديث الآحاد الصحيحة قد تفيد اليقين إذا احتفت بالقرائن وإلا أفادت غلبة الظن، وعلى كلتا الحالتين يجب الاحتجاج بها في إثبات العقيدة وسائر الأحكام الشرعية، ولذلك أدلة كثيرة ذكرها أبو محمد علي بن حزم في مباحث السنة من كتاب [الإحكام في أصول الأحكام] ، وذكرها أبو عبد الله ابن قيم الجوزية في كتابه [الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة] ، منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل آحاد الناس بكتبه إلى ملوك الدول ووجهائها ككسرى وقيصر يدعوهم فيها إلى الإسلام عقيدته وشرائعه، ولو كانت الحجة لا تقوم عليهم بذلك لكونها آحادا ما اكتفى بإرسال كتابه مع واحد؛ لكونه عبثا ولأرسل به عددا يبلغ حد التواتر لتقوم الحجة على أولئك في زعم من لا يحتج بخبر الآحاد في العقيدة، ومنها: إرساله عليه الصلاة والسلام معاذا إلى اليمن واليا وداعيا إلى الإسلام عقيدة وشريعة، وبيان وجه الاستدلال به تقدم في إرساله الكتب مع آحاد الناس، إلى أمثال ذلك من أفعاله صلى الله عليه وسلم، وإذا أردت استقصاء الأدلة ودراستها فارجع إليها في الكتابين السابقين.

وأما نسبة القول بما ادعوه إلى إمامين من الأئمة الأربعة فلا صحة لذلك وكلام الأئمة الأربعة في الاحتجاج بأخبار الآحاد وعملهم بذلك أمر مشهود معلوم


وفي موضع اخر 


إذا ثبت حديث الآحاد عن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حجة فيما دل عليه اعتقادا وعملا لإجماع أهل السنة، ومن أنكر الاحتجاج بأحاديث الآحاد بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر، وارجع في الموضوع إلى كتاب الصواعق لابن القيم أو مختصره للموصلي.



وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

               اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو …                نائب الرئيس …              الرئيس

عبد الله بن غديان … عبد الرزاق عفيفي … عبد العزيز بن عبد الله بن باز

لماذا يسعى الغرب وأمريكا أن تكون الصوفية هي البديل عن الإسلام الحق إسلام الكتاب والسنة؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا تريد أمريكا وروسيا وحكومات الغرب أن تجعل التصوف هو الدين البديل لعموم المسلمين بدلا من الإسلام

تعيش الإدارات الأمريكية ومراكز القرار في أمريكا والغرب هم بث الفكر الصوفي ونشره وتثبيت أركانه ودعم العاملين له في العالم الإسلامي كله, وتصريحهم بأنه يجب أن يكون هو الدين البديل لدين الإسلام, زاعمين أن هذا هو السبيل للقضاء على الإرهاب.
وأقول: لا شك أن التصوف هو الدين الذي يمكن بواسطته صرف الناس عن الإسلام الحق إسلام الكتاب والسنة, وإيهام من يعتقدون التصوف أنهم في الإسلام والحق أن المتصوفة الذين يؤمنون بالتصوف عقيدة وعملاً ليسوا في الإسلام, وذلك أن المتصوفة منذ بداية التصوف استطاعوا أن يدخلوا كل عقائد الكفر والشرك والزندقة ويجعلوها عقائد لأهل الإسلام, فقد ألبسوا عقائد الكفر جميعها لباس الإسلام, وأدخلوه في وسط المسلمين, ولعل بيت الشعر الذي قاله ابن عربي يختصر هذا الأمر فقد قال:
عقد البرية في الإله عقائد                  وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
فمن فروع العقيدة الصوفية أن كل الخلق على اختلاف عقائدهم وأعمالهم قائمون في إرادة الله التي ارتضاها لعباده, وقد عبروا عن ذلك بقولهم: (أقام العباد فيما أراد), وقالوا: (لا تعترض فتنطرد), و(دع الخلق للخالق).
وجعلوا كل أعمال الناس مهما اختلفت شرائع مشروعة وطرقاً مؤدية إلى الله, وقالوا: (الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق), وقالوا (لكل شيخ طريقة), وقال أساطينهم: (نحن لا نأخذ ديننا من حدثنا فلان عن فلان وإنما نأخذ ديننا من الله بلا واسطة), (حدثني قلبي عن ربي), وجعلوا الولاية لله وهباً لا كسباً, وزعموا أن الولاية تكون للفجار والكفار والفساق, فما دام أن الله اختارهم لولايته فإنهم لا حساب عليهم في عمل ولا تقييد لهم بأي تشريع, بل إنه تسقط عنهم كل التكاليف, ومن أجل ذلك كان ممن يعظمهم الأتباع ومن يسمونهم بالحيران (الجحوش الصغيرة) والمريدون وهم أتباع الشيوخ.
أقول: كانوا يعظمون من هو تارك لكل الشرائع من صلاة وصيام وزكاة وحج, ومن يفعل الفواحش أما ناظريهم من زنا وشرب خمر, ولا يعترضوا على شيء من ذلك, وقد فتحوا أبواب الكذب على الله وعلى رسوله فزعم الزاعمون منهم لأنفسهم أنهم يعرجون إلى السماوات, ويرون ما يكتب في اللوح المحفوظ ساعة بساعة, وبيدهم مفاتح الغيب ويلتقون بالرسول صلى الله عليه وسلم في اليقظة والمنام, وأن النبي أعطاهم وأتباعهم كل ما يريدون من مفاتيح الجنان ومغفرة الذنوب, وجعلوا النار لمن يعاديهم فقط أو يعترض على شيء من عقائدهم وأعمالهم, ثم إن أساطين المتصوفة منذ الحلاج وإلى يومنا هذا قد ادخلوا كل عقائد الكفر إلى الإسلام, فمن ذلك أن إبليس من أهل الفوز والنجاة, يقول الحلاج في كتاب الطواسين: (قدوتي أحمد وإبليس), وادخلوا عقيدة ما يسمى بالحلول وهو أن الله يحل في خلقة-  تعالى الله عن ذلك -  ذاتاً وصفاتاً, وعقيدة الاتحاد وهو أن المخلوقات تتحد بالله ذاتاً وصفاتاً كما كان يقول أبو يزيد البسطامي: (أرفعني إلى أحديتك وأدخلني في صمدانيتك, حتى أكون أنا أنت وأنت أنا, فإذا رآني الخلق علموا إني أنا أنت وأنت أنا).
ثم أدخلوا ما هو أشر من ذلك كله فيما سموه (الحقيقة المحمدية), وهو أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أول ما خلق الله ومنه - من نور النبي - خلق الله العالم كله العرش والكرسي والسماوات والأرض والملائكة والجن والإنس, وأن النبي محمد بعد ذلك هو المستوي على عرش الله, وأنه قال لجبريل: من يأتيك بالوحي يا جبريل؟ فقال: تمتد إليّ يد من خلف الحجاب وتعطيني الآيات فأنزل بها إليك, وأن النبي كشف عن يده وقال له: مثل هذه اليد؟ فقال جبريل متعجباً: منك وإليك يا محمد (انظر كتاب إبراء الذمة في نصح الأمة للبرهامي), وأما الله عندهم فلا وجود له إلا في الأذهان ولا وجود له في الأعيان, ثم أدخلوا إلى الإسلام ما هو أعظم من ذلك كله في الكفر, وهو ما سموه بوحدة الوجود, وهو أن كل هذا الوجود من سماوات وأرض وجن وإنس إنما هو شيء واحد يترجم نفسه بنفسه لنفسه, وأنه لا شيء وراء ذلك, بل عندهم إن هذا الوجود هو وجود واحد لا وجودان وجود لله ووجود للخلق فالمخلوقات كلها عندهم هي عين الخالق, وهذه العقيدة لا فرق فيها بين إيمان وكفر, وحق وباطل, ومهتد وضال, وملك وإبليس, وطهر ونجاسة, وأخت وأجنبية, بل كلهم ذات واحدة, وهذه العقيدة التي هي أنجس ما انتحله الناس هي التي كتبها وصاغها أكبر مجرميهم والذي يسمونه بالشيخ الأكبر ابن عربي, ولم ينشرها باسمه هو, بل قال هذا المجرم أنه أخذ هذه العقيدة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكتوبة, واستلمها منه يداً بيد, وأن النبي قال له: خذ هذا الكتاب واخرج به إلى الناس وأنه قال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا كما أمرنا (أنظر فصوص الحكم) وهو منشور اليوم بين المسلمين بملايين الملايين من النسخ, ويستطيع أي أحد أن يقرأه بلمسة على حاسوبه.
هذا التصوف بما جر على المسلمين من ويلات وبما أخرج من المسلمين إلى هذا الكفر أجيالاً وأجيالاً استخدمه شياطين الإنس من أجل أكل أموال الناس بالباطل وتعبيد الناس لهم, فإن مشايخ التصوف مشايخ الضلال ربوا أتباعهم على التبعية العمياء لهم بهذا الفكر الخبيث وحازوا من أموالهم ما حازوا وحملوهم على تعظيمهم فوق ما يعظم كل عظيم, حتى إن بعض الأتباع كان يأكل من رجيع شيخه تعظيماً وتبركاً به, وقد كان من شياطين هذا التصوف وشيوخه من استخدمهم أعداء الإسلام للتمكين لهم في بلاد المسلمين, وانظر ماذا فعل المراغنة للانجليز, وماذا فعل التيجانية للفرنسيين, وماذا فعل شيوخ الضلال من أهل التصوف لكل طاغوت من طواغيت الأرض.
وقد جعل المتصوفة لهم من الشرائع ما عرفوا به, من ذلك حلقات الرقص والوثب والسماع, والتي يسمونها بالذكر والوجد, واجتماعاتهم الصاخبة عند قبور من سموهم بالأولياء, وإقامة ما سموه بالموالد, وقد كانت على مدى التاريخ تجمعات للفسقة والفجار, وإقامة حلقات الرقص والتي يختلط فيها الرجال والنساء, ثم إقامة كل أنواع الشرك من الطواف بالقبور, والذبح لها, والنذر لها, والاستغاثة بها, واعتقاد أن الميت يسمعهم ويراهم وقد غفر كل ذنوبهم ( انظر ما قاله عبد الوهاب الشعراني في زيارته لقبر أحمد البدوي - طبقات الصوفية) وقد أدخل الصوفية في دين الإسلام, تأليه البشر وعبادتهم أحياء وأموات, وإعطاء من سموهم الأولياء كل صفات الخالق من إحياء وإماته, ورزق وخفض ورفع, ومعرفة بالغيب وتصرف في الأكوان, ومن أكبر ضلالهم في هذا الباب جعل ولاية الله في الفسقة والكفار والفجار والزنادقة, وكذلك المجانين ومن يسمونهم بالمجاذيب, جعلوا كل هؤلاء أولياء لله تبارك وتعالى ومطلعون على الغيب فجعلوا أولياء الشيطان أولياء للرحمن.
ولا شك أن هذا الدين الصوفي الذي أدخل كل أديان الكفر وفلسفات الإلحاد إلى الإسلام, وألبس كل ذلك لباس الإسلام, ليروج في المسلمين هو أعظم عملية تزوير وتزييف في تاريخ الإسلام, والأشر من ذلك أنه جعل أساطين هذا الفكر ومروجيه من أمثال الحلاج والشبلي والجيلي والبسطامي وابن عربي وابن سبعين واحمد البدوي والمرسي أبو العباس وابن عطاء الله السكندري والشعراني واحمد التيجاني والختمي من أعلام الأولياء وقادة الأمة.
إن هذا الدين الصوفي الذي جمع كل الكفر فجعله ديناً للمسلمين, عقيدة وشريعة, وجعل عامة أهل الزندقة والإلحاد أمثلة للتقى والصلاح والإمامة في الدين.
أقول مثل هذا الدين الصوفي هو الدين المثالي لأن ينشره ويروجه دول الكفر في أوساط المسلمين, وخاصة أن هؤلاء المتصوفة ودعاتهم في كل العصور لم يحارب بعضهم بعضاً, ولم يعاد أحدهم أعداء الإسلام, وإنما كان عدائهم وحربهم لأهل الإسلام الصحيح وتوحيد الله تعالى, وهذا شأن دعاتهم اليوم لا يعادون أحداً في الأمة إلا أهل الإسلام الحق, والدين الحق, ممن يلمزونهم بالوهابية والسلفيين.
وجاءت موجة الغرب لحرب الإسلام باسم الإرهاب فركبوها وحصروا الإرهاب في أهل السنة والسلفيين ومن سموهم بالوهابيين وأصبحوا اليوم يجاهرون بالتعاون الوثيق بين الدوائر الأمريكية وزعماء التصوف وأنهم قد أصبحوا يداً واحدة وصفاً واحداً في حرب الإسلام.

عبد الرحمن عبد الخالق
السبـــت 27 ذو القعدة 1438 هـ
الموافق 19 أغسطـس 2017 م