الاثنين، 19 سبتمبر 2016

تعريف الإيمان عند أهل السنة: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح

الإيمان تلفظ باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح

واستدل أهل السنة على أن الإيمان تلفظ باللسان بقوله عز وجل: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} [الحجرات: ١٤] وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ".

والدلالة على أنه اعتقاد بالقلب قوله {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} [الحجرات: ١٤] وقوله: {حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم} [الحجرات: ٧] ، وقوله: {كتب في قلوبهم الإيمان} [المجادلة: ٢٢] وقال تعالى: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم} [المائدة: ٤١] ، وحديث أبي برزة، وبريدة، والبراء عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه».

والدلالة على أنه عمل: قال الله عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} [البينة: ٥] وقال: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} [الكهف: ١١٠] ، وقال: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة، أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} [الأنعام: ١٥٨]
[ص: ٩١٣] ، وحديث الأعرابي لما عد عليه النبي الأعمال: «فإذا فعلت ذلك فقد آمنت» ، فدل على أن مجموع هذه الأفعال إذا أتى بها فهو مؤمن.

الأحد، 28 أغسطس 2016

علاقة حميمية بين الصهاينة وفتح الله غولن

كشف الدكتور صالح النعامى الباحث والكاتب الفلسطيني عن تفاصيل العلاقة الحميمية بين الكيان الصهيونى، وفتح الله جولن زعيم حركة "حزمت" والمتهم بتدبير الانقلاب في تركيا وفقا لتحقيق موسع نشرته صحيفة "ميكور ريشون" العبرية اليمينية .
و أضاف الكاتب الفلسطينى فى مقالة له بموقع "العصر" بأن التحقيق الذي أجرته الصحافية "فازيت" قد أظهر أن حركة "حزمت" أقامت علاقات وثيقة بمؤسسات أكاديمية في تل أبيب وبوزارة الخارجية الإسرائيلية، إلى جانب أن قيادات في الحركة يزورن إسرائيل، ومنهم من توجه للدراسة في تل أبيب.
وقد تبين أن أحد أهم النخب المحسوبة على جماعة جولن، الذي تلقى تعليمه في إسرائيل، هو كريم بالتيش، محرر مجلة "Turkish Review"، التي تعتبر المجلة البحثية الأهم في مجال الدراسات الاجتماعية في تركيا، والذي أجرت معه "ميكور ريشون" مقابلة في التحقيق. وحسب الصحافية "فازيت"، فإن جولن أكد أن المشترك بينه وإسرائيل هو "التركيز على التعليم كوسيلة للتطور الشخصي الاجتماعي".
وأضافت أن جولن لا يخفي إعجابه باليهود، حيث كتب على موقعه الشخصي على الإنترنت: "اليهود يشكلون جزءاً من واحد بالمائة من السكان في العالم، ومع ذلك فقد حصلوا على 32% من جوائز نوبل".
وقد تبين أن جماعة جولن تقدمت لإسرائيل بطلب لفتح ثلاث مدارس لها في الضفة الغربية، حيث إن إسرائيل لم توافق إلا بعد أن قامت بدراسة نمط المناهج التي تعتمدها شبكة المدارس الخاصة بالجماعة في الولايات المتحدة، حيث كانت نتيجة الفحص إيجابية وتم الرد بالموافقة على الطلب.
ولا تقتصر علاقات جولن بإسرائيل على ذلك، إذ تبين أنه يرتبط بعلاقات مع كبار المرجعيات الدينية اليهودية، حيث التقى بالحاخام الرئيس الشرقي السابق باكشي دورون.
ولا خلاف بين النخب الإسرائيلية على أن "العوائد الإيجابية" في العلاقة مع جماعة جولن تعود لخط هذه الجماعة المعادي لحزب "العدالة والتنمية" وموقفها السلبي جداً تجاه أردوغان.
وأختتم الكاتب الفلسطينة مقاله بقول "لا يفوت وكيل الخارجية والسفير الأسبق في أنقرة ألون ليفين التنويه إلى حقيقة أن الحملة التي شنتها جماعة جولن على أردوغان مثلت أهم تهديد جدي على حكم أردوغان، مستذكراً أن سقوط حكم حزب العدالة والتنمية يخدم مصالح إسرائيل".
***

الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

الإرهابي الصغير.. مقال :عبد الله الناصر

عبدالله الناصر

كان الصبي "نبيل" يسير مع والده على حافة البحيرة في حديقة بلد غربي، وكانت بعض العجائز يرمين الخبز للبط المتجمع على رصيف البحيرة.. وكان مع الصبي شطيرة إفطاره الصباحي، وعلى حين غفلة انقضت عليه بطة، وخطفت الخبزة من يده.. وبلا إراده منه، وكردة فعل طبيعية لطم البطة على رأسها فأصاب عينها، فصاحت، وناحت، وأخذت ترفع رأسها حينا، وتخفض رقبتها حينا آخر، وهي تصدر فحيحاً وأصواتاً حزينة، تكاثر الناس حول البطة، وتحلقوا وهم يغمغمون ويتوجعون لحالة البطة، والتي أخذت تشتكي وتذرف الدمع من عينها المصابة، واتصل أحد حراس الحديقة فوراً بالشرطة والذين أسرعوا للموقع، وشاهدوا البطة الجريحة، وسمعوا لغط الناس وغضبهم من فعل هذا الغلام الشرير.. وقد انسلت من بين الجموع عجوز شمطاء شعثاء لها رقبة حلزونية، وأخذت بيد الشرطي وهي ترتعش وترتعد وتقول: لا تفلتوا هذا الغلام الشرير، لقد رأيته يلطم المسكينة، بقسوة وحقد، إنه نطفة نجسة.. إنه وغد ونسل شيطاني.. ثم ألقوا القبض على نبيل، وسجلوا محضراً بالجريمة البشعة، واقتادوا الغلام إلى المخفر، ووضعوه رهن الاعتقال لإحالته للمحكمة، والتحقيق معه..! كان والد الصبي "نبيل" واقفاً مشدوهاً، ومذهولاً، وعاجزاً عن النطق فقد شل المشهد عقله.. وخيل إليه أنه في حلم أو يشاهد فيلماً كوميدياً! ثم إنه حاول فيما بعد أن يشرح الأمر للشرطة، وأن ابنه لم يكن يقصد الشر أو إيذاء البطة الكريمة، وإنما هي التي قفزت وخطفت "الشطيرة" من يده، وأنه وبلا إرادة منه، وبسبب الخوف والمفاجأة، ومن أجل الدفاع عن نفسه حرك يده بشكل تلقائي فأصابت عين البطة لسوء الحظ، وأن.. ولكن الشرطي أسكته ولم يستمع إلى كلامه وقال: بإمكانك أن تحكي هذا الهراء في المحكمة.. وباتت اسرة نبيل تلك الليلة شر مبيت.. وكثر الكلام حول الاجراءات التي ستطال ابنهم، فقوانين حقوق الحيوان صارمة، وعقوباتها جسيمة، فهناك معاقبة بالسجن ودفع غرامة مالية ضخمة، وحرمان من دخوال البلاد مرة أخرى..!

وذهب والد الصبي صباحاً إلى محام عربي كي يترافع عن ابنه في المحكمة، فاشترط عليه المحامي مبلغاً كبيراً كما طلب منه عدم إنكار الجريمة، أو الادعاء بأن البطة هي المعتدية فالبطة ليست ذئباً ولا هراً متوحشاً..! وأن على الوالد أن يأتي بتقرير طبي يحتال في إيجاده يفيد بأن الغلام مصاب بحساسية عصيبة تجعله يتصرف ويتحرك لأي شيء يقترب منه بشكل تلقائي وعشوائي وهذا سبب ما حدث له مع البطة.. وكانت الصحف المحلية قد خرجت بعناوين رئيسية مختلفة حول الحادثة البشعة من بينها "إرهابي يفجر عين طائر أليف" و"البربري يعتدي على الطائر البريء" وعنوان آخر "نظفوا بلادنا من الوحوش" وقد ظهرت صورة البطة المصابة وخلفها يقف الصبي الشرير، بشكل يدعو إلى السخط، والكراهية، والغضب..!

ولم تقصّر بعض الصحف العربية عن شجب الحادثة، واعتبارها عملاً مشيناً مشوهاً للعرب وسلوكهم وقد كتب أحدهم مقالاً مطولاً بعنوان "ارهابنا يصل عيون الطيور" كما قامت إحدى القنوات "العربية" المعروفة بإجراء مقابلة مع الكاتب، والسياسي، والمفكر الدكتور "قرقش" وقد ظهر على الشاشة متحمساً قد اخذته سَوْرةُ الغضب والانفعال، وصارت الكلمات تتزاحم في فمه فيشبك العبارة بالعبارة ثم راح يتمتم، ويثأثئ، ويخنخن وهو يقول: هذا توحش، هذه همجية، إلى متى سنظل نشوه سمعتنا أمام الغرب، ماذا نقول أمام جمعيات "الرفق بالحيوان" نعم ماذا نقول..؟ هل نقول اسمحوا لنا، لأن أولادنا أشقياء وغير مؤدبين، ولا يعرفون ابسط حقوق الحيوانات الأليفة.. ثم صمت قليلاً وعاد مرة أخرى وهو يتنفس بمرارة ويقول: حسناً ماذا أقول لكم إذا كنتم غير قادرين على أن تحسوا بما يحس به الآخرون تجاه جماليات وكرامة الكائنات الأخرى..؟ هكذا نحن نرتكب الخطايا، والرزايا ونتهم الغرب بكراهيتنا.. كفوا وامنعوا أطفالكم وسفهاءكم عن مثل هذه الممارسات المخجلة السمجة..

في هذه الأثناء من الحديث المنفعل حول حقوق الحيوان، ظهر على الشاشة نبأ عاجل بالخط الأحمر يقول: إبادة أكثر من مئة طفل بسبب القصف الروسي على أحد أحياء حلب..!

الأربعاء، 17 أغسطس 2016

أعداء الدعوة إلى الله في كل زمان ومكان


وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوة إلى الله ، يسمع ويعرض ، ويتفنن في الصد عن سبيل الله ، والأذى للدعاة ، ويمكر المكر السيء ، ويتولى وهو فخور بما أوقع من الشر والسوء ، وبما أفسد في الأرض ، وبما صد عن سبيل الله ، وبما مكر لدينه ، وعقيدته ، وكاد !
وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوات يعتز بعشيرته ، وبقوته ، وبسلطانه ، ويحسبها شيئاً ، وينسى الله وأخذه حتى يأخذه أهون من بعوضة ، وأحقر من ذبابة .. إنما هو الأجل الموعود لا يستقدم لحظة ، ولا يستأخر .

ظلال القرآن 6/3773 .

سيد قطب

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

ماذا يُراد بالسعودية ؟ وما الواجب على أهلها ؟ محمد البشر



1 رمضان 1437 هـ, 6 يونيو 2016

ماذا يُراد بالسعودية؟ وما الواجب على أهلها؟
الأستاذ الدكتور محمد البشر
عندما احتلت أمريكا العراق وأطاحت بنظامه السياسي عام 2003م، وسلمت هذه الدولة العربية الأبية إلى المجوس الإيرانيين قال بعدها وزير الدفاع الأمريكي آنذاك رونالد رامسفيلد: ” الآن انتهت الحرب العسكرية وبدأت حرب الأفكار”. وفعلاً بدأت بعدها حرب الأفكار والحرب بالوكالة لتحقيق المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

تأملت هذه العبارة العميقة المعنى، وبخاصة أن الساسة الأمريكيين يتفوهون –أحياناً- بكلمات وتصريحات تنطلق من رؤى استراتيجية معدة سلفاً يكون لها ما بعدها من السياسات والاستراتيجيات بعيدة المدى. كتبت حينها أن استراتيجية “الفوضى الخلاقة” التي ستتبناها أمريكا في منطقتنا العربية ستتخذ مسارين:

الأول: مسار عسكري، وقد تحقق بسقوط القوة العسكرية في العراق.

الثاني: مسار فكري طويل النفس، مستديم العمل، شامل الاتجاهات، لخلخلة الدول التي لا تستطيع الإطاحة بها عسكرياً، ليس لأنها ند عسكري قوي للولايات المتحدة، بل لمكانتها وثقلها في المنطقة والعالم العربي والإسلامي، ومنها السعودية.

لنختزل التاريخ القريب الآن، ونتجاوز أحداث ما يسمى بـ ” الربيع العربي”، ودور أمريكا في مساراته، ثم التحالف الأمريكي الإيراني، ونركز على السعودية وما يراد بها.

الولايات المتحدة تعلم يقينا خطر إيران، وأنها دولة راعية للإرهاب، كما صرح بذلك تقرير الخارجية الأمريكية مؤخراً، لكن لماذا تحالفت معها ضد السعودية؟ ولماذا مكنتها من العراق وسوريا ولبنان وسكتت عن تدخلاتها في اليمن؟

الإجابة عن هذا السؤال طويلة جداً، مختصرها أن إيران هي أفضل البدائل السيئة (من وجهة نظر صانع القرار الأمريكي) لتحقيق الأطماع الاستراتيجية الأمريكية-الصهيونية في المنطقة، وتحقيق “الفوضى الخلاقة”، والإطاحة بالكيانات السياسية العربية القوية في المنطقة لن يكون إلا بمثل هذا الحليف الذي لا يحكمه دين ولا ضمير ولا أخلاقيات السياسة، وهو حليف مستعد لتقديم كل التنازلات التي تطلبها أمريكا. من أجل ذلك رأينا كيف توسعت إيران في المنطقة بوكلائها وعصاباتها وأموالها في الدول العربية، من العراق إلى اليمن، مروراً بسوريا ولبنان وغيرها، بصمت أمريكي تارة ودعم لوجستي تارة أخرى، بما يمثل – في نهاية المطاف- خنقاً للسعودية، وإضعافاً لقوتها المادية وامتدادها السني في المنطقة. كل هذا يتم بأغطية متعددة وتحت سمع أمريكا وبصرها، بل ودعمها. والهدف النهائي بعد إنهاك السعودية ومحاصرتها من دول الجوار هو الاستعداد لتقسيمها، وإعادة رسم الخارطة الجديدة لـ “لشرق الأوسط الجديد” الذي خططت له بيوت الخبرة ومراكز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن وتل أبيب.

يتزامن ذلك كله مع الحرب الفكرية التي تحدث عنها “رامسفيلد”، بهدف تفتيت المجتمع السعودي، وجره إلى نزاع داخلي، وخلق الاختلاف الفكري بين فئاته ومكوناته بطريقة تساعد على تفتيت أجزائه، وتماسك وحدته الفكرية التي قام عليها.

ولأن الإعلام أقوى وسائل خلخلة المجتمعات وأمضاها، فقد عمد المتربصون بالمجتمع السعودي إلى استخدامه في الداخل والخارج. أما الهجمة الإعلامية من الخارج فهي متوقعة وغير مستغربة، لأنها نوع من أنواع الصراع، معروف مصدره ومعلومة أدواته وأساليبه. ما يعنينا هنا هو: أن من بيننا من كان عوناً للعدو في تفتيت المجتمع وإضعاف مكوناته.، فكان معولاً للهدم بالوكالة عن الأجنبي، وأداة من أدوات “حرب الأفكار” التي تحدث عنها “رامسفيلد” تعمل من الداخل السعودي. ولئن دخل العراقي الخائن ” أحمد الجلبي” على ظهر دبابة أمريكية لتحتل العراق، فقد امتطى أمثاله من الإعلاميين السعوديين الخونة “حصان طروادة الإعلامي”، ليكونوا معول هدم لكل ما هو ثابت ديني أو اجتماعي في المملكة، حتى أن أحدهم صرح بأمنيته في أن “تحتلنا أمريكا”!! بين هذه الأمنية المتناهية في الصراحة والذل والخيانة وما دونها مما يتناغم معها تنافس هؤلاء الإعلاميون في الجرأة على ثوابت الوطن الدينية والفكرية والاجتماعية، ولا يزالون يتنفسون هواء التمرد وإضعاف بنية المجتمع وتذويب هويته عبر وسائل إعلامنا الحكومية والخاصة؟! وقد رأيناهم – ولا يزالون- يمارسون القفز على ثوابت الوطن، والسخرية بمقدساته وعلمائه ومؤسساته، في توافق عجيب مع ما يراد بالسعودية من سوء ومؤامرة خارجية، إن لم يكونوا أصلاً مستأجرين للقيام بهذا الدور القذر في هذه المرحلة الحرجة.

هذا ما يراد بالسعودية، فما الواجب على أهلها؟

أربع نقاط عاجلة في هذا الجانب:

1- أول ما يمكن أن تبتدأ به الواجبات هو أن تحفظ القيادة الأسس التي قامت عليها، وأن لا تقدم تنازلات بدعوى مسايرة العاصفة حتى تزول وتهدأ ويذهب ريحها. فالقوم هذه المرة عازمون على المواجهة غير المباشرة حتى تتخلى الدولة عن هويتها، فيسهل ابتلاعها كغيرها. ولن تتماسك الجبهة الداخلية وتقوى على الصمود إلا بما قامت عليه وتأسست، وهو ثابت الدين الذي جمع عليه الملك المؤسس الناس في هذه البلاد، ووحدهم عليه، بعد أن عاشوا زمناً من الفرقة والتشرذم والاختلاف.

2- أن تقوم الدولة والمجتمع بمواجهة كل من يريد تمزيق الصف، وتفريق الكلمة، وبخاصة الإعلاميين والكتاب الذي مردوا على الفجور، وباعوا ذممهم خدمة للأجنبي.

3- أن يحفظ الإعلام والمجتمع للعلماء مكانتهم وهيبتهم، فهم – بعد الله- قادة الرأي والمؤثرين فيه، وبخاصة وقت الأزمات والحروب والفتن. وكلنا نذكر (يوم حنين) ووقفة العلماء المشهودة التي كانت – بعد فضل الله- سبباً في الأمن والطمأنينة للناس. ما يتعرض له العلماء اليوم من بعض وسائل الإعلام والكتاب لا يخدم أمناً ولا يحقق طمأنينة، بل هو ما يرجوه العدو المتربص. وفي الوقت نفسه، فإن على العلماء أن يقوموا بواجبهم في هذه المرحلة، ويضاعفوا جهودهم في توجيه الناس وتبصيرهم بما يراد بهم من العدو، وما يهدد دينهم ووطنهم. ذلك يعني أن يكون العالم صانعاً للأحداث وليس متابعاً لها أو متفرجاً عليها كما هو شأن العامة.

4- أن تسود في المجتمع روح التفاؤل بما يجري من أقدار وأحداث، ويكف المرجفون عن التهويل الذي يبعث على الإحباط وينمي شعور الهزيمة في النفوس. هذا لا يعني أن لا نبين مكامن الخطر، أو نحذر من شر قد اقترب، بل يكون ذلك ومعه الحديث عن الاعتزاز بالذات، والقدرة على الصمود ومواجهة التحديات، وليس التخويف أو التخذيل أو الانهزام.

في هذه المرحلة على السعوديين- كلهم- أن يدركوا أن الدين والأمن ثابتان لا يمكن المساومة عليهما أو التنازل عن أحدهما، وأن ما دونهما مخلوف، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

اليهود والنصارى يتخذون البدع سلاحا يحاربون به الإسلام


البدع سلاح الاحتلال الفتاك

انظروا في التاريخ وتاملوا الواقع ستجدون فرنسا وبريطانيا وأمريكا واليهود المغتصبين يحتضنون البدع وينمونها وينشرونها ويفرضونها على المسلمين ولكن أكثر المسلمين لا يعلمون!!

سلوا عن الصوفية في كل قطر من يدفع فواتيرها!
ومن أنشأ لهم المجلس الإسلامي الأعلى الأمريكي؟ ومن منح مشايخ الصوفية تأشيرات مفتوحة يحاضر في أي جامعة غربية أو مؤسسة حكومية بدون شروط ولا قيود!
ومن يفرض على كل إمام في فرنسا أن يأخذ دورة في المعهد الصوفي في المغرب الذي أسسه بعض الحكام العرب!
والجواب سهل ومعروف!

سلوا عن القديانية والبهائية من أنشأها؟
سيخبركم التاريخ : إنه الاحتلال البريطاني!

سلوا الشام الجريح من أسس فيه البذرة الخبيثة " جماعة الأحباش"؟
ومن أين جاء زعيمهم عبدالله الهرري الحبشي ومن جاء به؟
وما وظيفته في بلاد الشام؟
سيقول لكم بكل أسى إنه : الموساد اللعين!

سلوا سوريا الأبية من اغتصبها وسلمها مكرهة مرغمة للطغمة الباغية الطاغية" النصيرية "؟
ستقول لكم : فرنسا بلاد الشذوذ!

سلوا التاريخ من زرع الخميني مؤسس الروافض الخمينية ومجدد ملة ابن السوداء عبدالله بن سبأ اليهودي!
وأين تربى؟  ومن رعاه وموله وخطط له لاحتلال إيران والمنطقة العربية؟
سيخبركم إنه : الغرب العدو الذي أتى لكم بالثورة التي تسمى زورا بــ" الإسلامية "!!
وخدع بهذه الثورة الخبيثة حين نشأتها الكثير من أصحاب النوايا الحسنة ممن يعتبرون مثل هذه الحقائق من ضروب الوساوس الشيطانية ولكن الحمد لله بدأ الكثير منهم يعود إلى رشده وفهم حقائق كتاب الله!

سلوا بلاد الرافدين وبغداد دار السلام من احتلها واباحها للروافض شرار الخلق؟
ستقول لكم العراق ألا تخجلون وتستحون أيها العرب عندما تسألون هذا السؤال!

سلوا بلاد الإسلام من صدر إليها البدع المادية وعلب المحدثات الخبيثة لتستورد وتورد لبلاد المسلمين لتنجسها! ومن تابع ارسال طوفان العلمانية بطوائفها : الحداثة، البعث، العصرنة، الشيوعية،القومية، الناصرية، الليبرالية.... الخ..
ونشرها من خلال الجامعات التي أنشأها الاحتلال كالجامعة الأمريكية المفتوحة أو اليسوعية أو الجامعات الخاضعة لفكر الاحتلال الغربي وهي كثر في بلاد المسلمين!
ونشر هذه المحدثات من خلال البعثات!
ونشرها من خلال الكتب!
والأخطر من ذلك كله نشرها من خلال دسائس ومكر المستشرقين!
ثم جاء بعد ذلك الدمار الشامل والاحتلال الفكري العام من قنوات فضائية هدامة داعرة عاهرة منحلة ملحدة فتح لها الفضاء واشرأبت بهوسها القلوب وتسممت بها العقول وانتكست بها الفطر وعدل وبدل بها الدين وفتحت لها فروع في أكثر بيوت المسلمين فلا يوجد أشر ولا أضر من هذه البدعة التي حاربت وأفسدت الضرورات التي تقوم عليها مصالح المسلمين الدينية والدنيوية.

أفلا نعي أيها المسلمون!
أفلا نعقل ونعود إلى رشدنا وديننا ونحرص على ما ينفعنا!
أفلا نساهم في دفع الشر والفتن عن أنفسنا وعن المسلمين!
أفلا نتذكر يوما مقداره خمسين ألف سنة وماذا أعددنا له؟ وكيف ننجوا من عذابه!
اللهم اهدنا الصراط المستقيم وجنبنا صراط أصحاب الجحيم ووفقنا لكل عمل يرضيك يا رب العالمين.

صفات النفاق الأكبر المخرج من ملة الإسلام


النفاق المخرج من ملة الإسلام والمخلد صاحبه في النار له علامات منها :
1. تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم .
2. تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
3. بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
4. بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
5. المسرة بانخفاض دين الرسول  صلى الله عليه وسلم.
6. كراهية انتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
7. عدم اعتقاد تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر.
8. عدم اعتقاد وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر.
9. أذى الرسول صلى الله عليه وسلم أو عيبه أو لمزه.
10. مظاهرة الكافرين ومناصرتهم على المؤمنين.
11. الاستهزاء والسخرية بالمؤمنين لأجل إيمانهم وطاعتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
12. التولي والاعراض عن حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم.

الخميس، 19 مايو 2016

لتتبعن سنن من كان قبلكم (2)

قال الله تعالى: ﴿اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾.

في هاتين الآيتين قسَّمَ اللهُ النَّاسَ إلى ثلاثة أقسام:

١. الذي أنعم الله عليهم بالعلم النافع والعمل الصالح. وعلى رأسهم الرسل -عليهم السلام- والصحابة -رضوان الله عليهم- والتابعين لهم بإحسان -رحم الله مَنْ مات منهم وبارك فيمن بقي-.
٢. المغضوب عليهم، وَهُمْ مَنْ عَلِمَ الحقَّ وعرف الصحيح من الفاسد ثم عمل بعكس ما علم وعمل عملاً فاسداً. وعلى رأسهم اليهود ومن شابههم، ومن لم يعمل بما علم.
٣. الضالون وهم من لم يعلم علماً نافعاً ولم يعمل عملاً صالحاً. وعلى رأسهم النصارى ومن اتصف بهم، ومن عمل بغير علم. 
     فلا نجاة للمسلم إلا بالعلم النافع والعمل الصالح ولا هداية له إلا بذلك. 

     وعلى قدر مجاهدتنا لأنفسنا لتعلم العلم النافع والقيام بالعمل الصالح ننال من الهداية على قدر تلك المجاهدة، ونسلم من مشابهة من كان قبلنا من المغضوب عليهم والضالين على قدر تلك المجاهدة، ﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾. [العنكبوت: 69].

    وقد تضمن هذا الدعاء أربعة أمور مهمة:

١. بيان الهداية والإرشاد إليها وايضاح سبلها.
٢. التضرع لله بأن يوفقنا للهداية ويعيننا عليها.
٣. الحذر من موانع الهداية وأسباب البعد عنها.
٤. الثبات على الهداية والاستمرار عليها حتى الممات.
     وهاتان الآيتان صرحتا بأن اتباع سنن من كان قبلنا له خطورة شديدة تتضح لنا حين نتأمل ونتدبر هذا الدعاء العظيم (اهدنا الصراط المستقيم ….)

فهذا الدعاء الذي هو أجمع وأنفع الدعاء وأهمه وأوجبه، وقد فرض الله علينا الصلاة، وسورة الفاتحة من أعظم أركان الصلاة، وهذه السورة هي أعظم سورة في القرآن الكريم، ومن آياتها هذا الدعاء العظيم الذي أمرنا الله أن ندعوه في كل وقت من اليوم والليلة أن يهدينا صراطه المستقيم ويجنبنا ويبعدنا عن طرق المغضوب عليهم والضالين، فدل ذلك دلالة واضحة صريحة على وجوب الحرص على الهداية والحذر من المغضوب عليهم والضالين والبعد عن مشابهتهم والبراءة من أعمالهم وصفاتهم.

     وإذا تأملنا في تكرار هذا الدعاء في كل ركعة من صلاتنا -فرضها ونفلها- وجدنا أنه يدل على حقيقتين، هما:
الأولى: الطائفة التي هداهم الله وساروا على منهج ﴿الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا﴾ واقتدوا بهم ظاهراً وباطناً فهم الفائزون المفلحون.

الثانية: أن طوائف من هذه الأمة ممن يتبع سبل المغضوب عليهم والضالين، وأن هذه الاتِّباع واقعٌ مشاهدٌ من جميع شرائح الأمة من غير استثناء.

     فالمسلم بحاجةٍ شديدةٍ لهداية الله له أشد من حاجته للهواء والغذاء فإطلاق طلب الهداية يقتضي العموم؛ لأن المسلم بحاجة للهداية في دينه وفي جميع شؤون حياته وكل أموره وأحواله، وبهذه يتبين ضلال وانحراف من ينادون بإبعاد شئون الحياة عن الدين من أصحاب المذاهب المادية العلمانية والسماعون لهم، فمن خالف الصراط المستقيم في أي حال من أحواله فقد اتبع صراط أصحاب الجحيم من الكفار والمنافقين دعاة الغواية وأعداء الهداية.

    وإذا تأملنا هذه الآية ﴿صراط الذين انعمت عليهم﴾ وجدناها ترسخ منهج القدوة الذي يعصم من سلكه واعتنى به من الانزلاق إلى مهاوي سبل المغضوب عليهم والضالين، وهذا المسلك السليم والمنهج القويم يسمو ويشمخ بأهله إلى قمم الهداية ويعصم من السقوط والانحطاط إلى مستنقعات الغواية؛ سواء غواية الأفكار والأفهام أو غواية التعبد والنسك غواية الأخلاق والسلوك أو غواية التعصب للجهل والجاهلية والتقليد الأعمى بشتى أنواعه. 
    وفي هذ الدعاء -في سورة الفاتحة- التحذير من خطورة أهل الشبهات والشهوات وأهمية الحذر من شرهم ومكرهم وباطلهم، ووجوب دعاء الله بالسلامة من مشابهتهم.

   ومما يجدر التنبيه عليه والتحذير منه: هو الباطل المتجدد والفساد المتنوع الذي يقذفه -سونامي الإعلام الفاسد من قنوات فضائية وشبكة الإنترنت وبرامج التواصل وغيرها- وما تنفثه تلك الوسائل من سموم الأفكار وسرطان الأخلاق وشدة فتنة المسلمين بهذا الانحلال والانحطاط الذي اقتحم بيوتهم ولم يرض إلا بالتغلغل في عقولهم والتجذر في نفوسهم حتى اشرأبت به قلوبهم فشب عليه الصغير وهرم فيه الكبير.. إلا من رحم الله.

    وقد تضمنت سورة الفاتحة منهج الوقاية من انحراف وضلال من كان قبلنا "وممن حولنا" ويتضح ذلك من خلال مايلي:
١. أهمية التوحيد ومعرفة عظمة ربوبية الله﴿الحمد لله رب العالمين﴾.
٢. أثر الإيمان بالله واليوم الآخر ﴿مالك يوم الدين﴾.
٣. دور العبادة الفعال في حماية العابد وأهمية استعانته بالمعبود ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾.
٤. أهمية الدعاء.
٥. أهمية الهداية والسعي لتحصيلها وزيادتها ﴿والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم﴾.
٦. أهمية بيان طريق الهداية ﴿الصراط المستقيم﴾.
٧. أهمية معرفة أهل الهداية ﴿صراط الذين انعمت عليهم﴾ حتى يقتدى بهم ويقطع الطريق على الادعياء والملبسين والمضللين.
٨. أهمية معرفة أهل الباطل وبيان صفاتهم ومعرفة أحوالهم حتى نسلم من اتباعهم أو مشابهتهم أو الانخداع بهم ونسلم من شرهم ومكرهم وخداعهم.