الخميس، 6 يناير 2022

وصف الجنة في القرآن الكريم ، صفات أهل الجنة ، نعيم أهل الجنة

 

قد وصف الله لنا الجنة لنؤمن ونعمل ونرغب ونغتنم هذا الفضل العظيم من الله سبحانه وتعالى!

وفي الجنة من النعيم واللذات والشهوات، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت .. ولا خطر على قلب بشر.

قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ }  

وقد أخبرنا بأنواع من نعيم أهل الجنة فيجب تصديق هذه الأخبار والإيمان الجازم بها وعلامة الإيمان الصادق هو المسابقة والمسارعة للتزود من الأعمال الصالحة التي هي سبب الفوز بالجنة ، قال الله تعالى:{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} وقال سبحانه عن فرشهم { مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا}

وقال تعالى : ﴿فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) ‌وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ﴾  وقال سبحانه : {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ}

وقال سبحانه عن شرابهم { وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا}،  وقال الله تعالى: { (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ} ، وقال سبحانه {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا }

وقال سبحانه عن جمال خدمهم فما ظنك بجمال المخدوم {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا } وقال تعالى : ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ﴾ 

وقال سبحانه عن سعة ملكهم {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا }

وقال سبحانه عن لباسهم وحليهم {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} ، وقال تعالى : ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ‌وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ﴾ 

وقال سبحانه عن بعض مآكلهم : { وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ }  ، وقال سبحانه عن زوجاتهم : {  وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

وقد ضمن الله لأهل الجنة الخلود والأمن من الآفات والسلامة من المخاطر وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}

وقد أعد الله لأهل الجنة من النعيم ما لا يخطر على بال أحد،

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، أعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لا عَيْنٌ رَأتْ، وَلا أذُنٌ سَمِعَتْ، وَلا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر».

مِصْدَاقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }  

أما صفة وجوه أهل الجنة فهي:

بيضاء .. ناعمة .. ناضرة .. مسفرة .. ضاحكة .. مستبشرة.

قال الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }.

وقال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ }.

وقال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}  .

وقال الله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ }  .

وقال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ}  

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لا تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلا تَحَاسُدَ»

درجات الجنة

وهي من الكثرة والتفاوت بحيث لا يعلم عظمها وتباهيها إلا الله عزَّ وجلَّ، ودرجات الجنة بعضها فوق بعض.

قال الله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا}

وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى }.

ذكر وكلام وتحية أهل الجنة:

قال الله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }

وقال الله تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }.

وقال الله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا }.

* سلام الرب على أهل الجنة:

قال الله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا}.

وقال الله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ }

في الجنة فوق ما يخطر بالبال، أو يدور في الخلد من النعيم.

قال الله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)}  .

وقال الله تعالى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»

الخطبة الثانية 

  صفة أشجار الجنة وثمارها

أشجار الجنة .. وفواكه الجنة .. كثيرة متنوعة .. مختلفة الأشكال والألوان والطعوم والأحجام.

قال الله تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا }

وقال الله تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ* وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ}

وقال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا }  

وقال الله تعالى: {يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ}

وقال الله تعالى: { وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ}

وقال سبحانه ﴿وَلَهُمْ فِيهَا ‌مِنْ ‌كُلِّ ‌الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ وقال الله تعالى: { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }

هذا بعضا من نعيم الجنة فأين المشترون لسلعة الله !!

 قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ، بَلَغَ المَنْزلَ ألا إِنَّ ‌سِلْعَةَ ‌اللَّهِ غَاليةٌ، أَلا إِنَّ ‌سِلْعةَ ‌اللَّهِ الجَنَّةُ"

 

 

 

 

يَا سِلعَةَ الرحمن لَسْتِ رَخِيْصَةً … بَلْ أَنْتِ ‌غَاليةٌ ‌عَلَى ‌الكَسْلانِ

يَا سِلْعَةَ الرَّحمن لَيْسَ يَنَالُهَا … بِالأَلْفِ إلا واحدٌ لا اثْنَانِ

يَا سِلعَةَ الرَّحمن مَاذَا كَفُوْهَا … إِلا أَوُلُوا التَّقْوى مَعَ الإِيْمَانِ

يَا سِلعةَ الرَّحمن سُوقُكِ كاسِدٌ … بين الأَرَاذَلِ سَفْلَةِ الحَيوانِ

يَا سِلْعَةَ الرحمن أَيْنَ المُشْتَرِي … فَلَقَدْ عُرِضتِ بَأيْسرِ الأَثْمانِ

يَا سِلْعَةَ الرَّحمن هَلْ مِنْ خَاطِبٍ …فَالمَهْرُ قَبْلَ الموتِ ذُو إِمْكَانِ

يَا سِلْعَةَ الرحمن كَيْفَ تَصبُّر الـ … خُطَّابُ عَنْكِ وَهُمْ ذُوُو إِيمَانِ

يَا سِلْعَةَ الرَّحمنِ لَولا أَنَّهَا … حُجِبَتْ بِكُل مَكَارِهِ الإِنْسَانِ

مَا كَانَ عَنْهَا قَطُّ مِنْ مُتَخِلفٍ … وَتَعَطَّلتْ دَارُ الجَزاءِ الثَّانِي

لَكِنَّهَا حُجِبَتْ بِكُلِّ كَرِيْهَةٍ … لِيَصُدُّ عَنْهَا المُبْطِلُ المُتَوانِي

وَتَنَالُهَا الهِمَمُ التِّي تَسْمُو إِلى … رَبّ العُلَى بِمَشِيْئَةِ الرَّحمنِ