الجمعة، 9 ديسمبر 2011

هل ما يصيبنا من مصائب عامة أو خاصة بسبب الذنوب؟

نتعرض لكثير من المصائب العامة والخاصة - القحط - الغلاء - الفساد في كثير من المجالات - الجرائم - تسلم المناصب لغير أهلها - قسوة القلوب - .....الخ.

وقد لفت نظري بعض الإخوة بقوله : كثرت المصائب في جدة بسبب ذنوب أهلها !!

ولا ينكر عاقل إن الفساد الموجود في الرياض إن لم يكن مساويا لفساد جدة فليس بأقل.

أيها الإخوة والأخوات :

لاشك إنه ما وقع من مصيبة إلا بذنب ، قال الله تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)الشورى - الآيــة 30.

وقال الله لأوليائه الصالحين من الصحابة في مصيبة " أحد " : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) آل عمران - الآيــة 165
وكان هذا الجيش بقيادة الرسول !!
وقد قال الله : (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ) ! فماذا نقول - نحن - لأنفسنا الكاسبة لكثير من الذنوب والمفرطة في حق الله ؟!!

بل إن الله خاطب رسوله بقوله : ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا) النساء - الآيــة 79.
وهو خطاب لأمته من باب أولى !!



مسألة :

بعض الناس يقصر مثل هذه المصائب ويحصرها في إنها " قضاء الله وقدره " .
وهذا لا ينفي إنها عقوبة على ذنوبنا ومن تقدير الله كما في قوله : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) الحديد - الآيــة 22.
وقوله : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) التغابن - الآيــة 11 .
وكونها من " قضاء الله وقدره " ليس عذرا لنا في الوقوع في المعاصي ، لأن الواجب علينا أن ننتهي عما نهانا الله عنه ، ونفعل ما أمرنا الله به ، وقد أخبرنا الله بسنته في من عصاه محذرا ومنذرا من مشابهته في عمله - المعصية - فيصيبنا الله بعدله فيه.

مسألة :
هل تصيب الناس عقوبة لكل معاصيهم ؟
الله سبحانه حليم يحلم عمن عصاه ويهمله لعله يتوب ويتذكر ويبدل بعد إساءته إحسانا وإستسلاما وطاعة، كما في قوله سبحانه : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) النحل - الآيــة 61 .

وقال سبحانه : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ) فاطر - الآيــة 45


مسألة :
بعض الناس يسأل عن الصالح الذي تصيبه المصيبة العامة وهو ليس له - فيما يظهر - ذنوب ؟

فالناس أمام العقاب وما يقع من عقوبات المعاصي ، يمكن يقسموا إلى ثلاثة أصناف :

1- صالح مصلح ، فما أصابه رفعة لدرجاته ، - وهو ليس معصوما من الذنوب ، ولكنها مغمورة بحسناته الكثيرة وتوبته - .

2- عاصي ، فما أصابه يكفر من ذنوبه ، وقد يكون سببا في توبته ورجوعه من المعصية إلى الطاعة.

3- بعيد عن المصيبة وعن ضررها ، فهي عبرة له وموعظة وتذكرة.

وأيضا هناك فرق بين الحالة الفردية الخاصة وبين الحالة العامة .

 
اللهم تب علينا جميعا ولا تؤاخذنا بذنوبنا واغفر لنا وارحمنا.

إضافة:
عقوبات الذنوب ثلاثة أقسام :

1- عقوبات في الدنيا .

وقد تقع أو يقع بعضها ، وبعض الناس لا تعجل له عقوبته في الدنيا ، وهذا - والله أعلم - أريد به شر في الأخرى.

2- عقوبات في القبر.

ومنها دائم ، ومنها منقطع بأسباب منها :
ولد صالح يدعو له ، صدقة جارية .

3- عقوبات الأخرة .

وأشد عقوبات الأخرة دخول النار ، ولكن المسلم لا يخلد في جهنم .

نعوذ بالله من النار ومن سيئات أعمالنا وشرور أنفسنا.


الخميس، 8 ديسمبر 2011

ما هو سر الهجوم على ” الوهابية “

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير وطاعة.

ما هو سر الهجوم على دعوة الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب ؟ ومن الذي يهاجمها ؟ ولماذا؟
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوة سنية تعتمد على الدليل من الكتاب والسنة !
فخاف الأعداء من هذه الدعوة وحرصوا على لمزها بكل ما يبعد الناس الناس عنها !

وقد جند الأعداء لخوض هذه الحرب الفكرية الإعلامية الخبيثة الكاذبة كل ضال مضل في داخل بلاد المسلمين!
وفي مقدمتهم : العلمانية بطوائفها ، الرافضة بطوائفها - كالاثنى عشرية ،الاسماعيلية، النصيرية ، الدروز - ، الصوفية ، القديانية ( التي تسمى زورا بالأحمدية) ، الأحباش وغيرها. وكل هذه الملل الفاسدة تعمل لإرادة الاستخبارات اليهودية والنصرانية ولا تخرج في الغالب عن أوامرها السرية.
فهؤلاء جميعا هم من يقوم بتلك الحرب التي تمارس على هذه الدعوة وصفها بالوهابية لإظهارها أمام المسلمين في كل مكان إنها دعوة لا علاقة لها بالسنة ولا بالمسلمين والإسلام وإنما هي إرث لشخص يدعى محمد بن عبد الوهاب! متشدد! متطرف! رجعي ! تكفيري!
لأن دعوة محمد بن عبد الوهاب يقبل عليها الناس ويقبلوها من دون تردد إلا من فسد قصده أو فسد فهمه ففسدت فطرته وعقله.
وهنا وقفة حوار مع العقلاء فقط :



س1/ لماذا الهجوم على الشيخ محمد ودعوته وتلاميذه ؟ ولا يكون الهجوم على الإسلام من هؤلاء الكفار وأتباعهم ؟ كما هجم اسلافهم على دين الله مباشرة وعلى رسوله !! فوصفوه بالساحر والمجنون والكاهن وإتباعه لأساطير الأولين!!
ج1/ لأنهم لو هجموا على الإسلام مباشرة لما سمع لهم أحد من المسلمين ولردت بضاعتهم عليهم ولم تقبل!
فهم يهاجمون الإسلام - عقيدة وشريعة ومنهجا - من خلال تصويب السهام على دعاة الإسلام ! لأن الدعاة المخلصين الصادقين - كالشيخ محمد - هم الوسيلة التي يصل من خلالها المسلم إلى معرفة الحق.
س2/ لماذا يقبل الكثير من الناس هذه الأباطيل من أعداء الله ورسوله ضد الشيخ محمد ودعوته وتلاميذه من دون أدلة مقنعة قاطعة من كتب الشيخ وتلاميذه؟ حتى يكون القارئ والسامع على بينة ويقين أن هذه الدعوة باطلة مخالفة للإسلام !!
ج2/ لأنهم لا يملكون أدلة ضد الدعوة من كتب دعاتها! فلا رصيد لهم ينفقون منه لتشويه هذه الدعوة إلا خزينة إبليس الملآ بالكذب والزور والبهتان.
س3/ ما هي الأسباب التي جعلت هؤلاء الأعداء وأتباعهم يجتمعون على حرب هذه الدعوة؟
ج3/ أسباب كثيرة منها ، إن هذه الدعوة :
1- تقوم على الدليل من الكتاب والسنة.
2- هي أقرب دعوة إسلامية في الاقتداء بالصحابة.
3- التركيز على العقيدة - التوحيد وما يضاده ، الولاء والبراء ، الحكم بما أنزل الله - .
4- الاعتماد على إرث شيخ الإسلام ابن تيمية ، وهذا الذي أزعجهم جميعا ! لأن ابن تيمية كشف حقيقة ضلال الجميع وبطلان دينهم - كالنصارى ،والرافضة، والصوفية ، والعلمانية( في رده على الفلاسفة والملاحدة).
فهذا الإمام قد جاهد الكفار والمنافقين جهادا كبيرا ومباركا ونافعا لم تزل بركته على المسلمين إلى اليوم ، والدليل كتبه - رحمه الله - .
فابن تيمية ابطل حججهم وهدم بنيانهم على رؤوسهم بالحق والعدل وقوة الوحي.