الاثنين، 13 فبراير 2012

الحكمة من إمهال الله للمجرمين وتأخير عذاب الطغاة

الحكمة الربانية في إمهال الطغاة وتأخير عقاب المجرمين

أسئلة قد كثرت وانتشرت بسبب قبح وحشية الطغيان النصيري في سوريا ، وشناعة بطش الطغاة المجرمين بالمستضعفين الذين تقطعت بهم السبل حتى أصبح ما أصابهم من طغيان وبغي تتقطع من شناعته الأفئدة وتتفطر منه القلوب هلعا.
فتتابعت هذه الأسئلة من مُحِق يريد بها معرفة الحق ومُبطل يريد بها الباطل وإبطال الحق !
أين رحمة ارحم الراحمين من هؤلاء المستضعفين ؟ أين قوة الجبار القوي العزيز وعذابه من هؤلاء الطغاة ؟ كيف يقر الرب هذه الشناعة والبشاعة ؟ كيف ينهى  الله عن الظلم ويبغضه والظلم موجود ويكتوي بناره المظلوم ؟ إلى غير ذلك من أسئلة تتردد وتدور بين الناس ، وربما استخدمها بعض الزنادقة للتشكيك في الإيمان برب العالمين.


فاستعين بالله على الإجابة على هذه الأسئلة , وأقول:
لو شاء الله لألقى الرعب الشديد في قلوب الطغاة البغاة من أول يوم ولفروا كما فر " شين المجرمين " !.. أو سلط عليهم من أعوانهم من يقتلهم ولأنتهى الأمر ، أو مكن المسلمين من رقابهم كما مكن الله من رقبة الطاغية القذافي ، أو أصابهم بعذاب شديد عاجل خاطف  من فوقهم أو من تحت أرجلهم !.. ولكن لله تعالى العليم الخبير الحكيم البصير يدبر الأمور بقوته القاهرة وبحكمته الباهرة وبقدرته على كل شيء وقد تحير عقولنا وقدراتنا البشرية المحدودة ورغباتنا المستعجلة المتشوفة للنصر السريع في ادراك الحِكَم الكبيرة الكثيرة المترتبة على تأخير الفتح  وتأجيل النصر للمؤمنين وإمهال الطغاة المجرمين وتأخير عذابهم المهين.

 فقد يكون سبب إمهال الله المجرمين عدم أخذ المسلمون بأسباب النصر وشروط الفتح الشرعية والمادية . وأيضا يتأخر هلاك المجرمين  لحكمة إلهية وفوائد جليلة ، يريد الله تعالى تحقيقها لصالح المستضعفين في معركتهم ضد الطغيان.
وفي  معركة المظلومين مع الطغاة لا شك أن لها حِكم وفوائد ربانية كثيرة علمها من علمها وجهلها من جهلها !..

وجهلنا لهذه الحكم الربانية العظيمة لقصور عقولنا البشرية المحدودة والمتواضعة مهما أوتيت من قوة ذهنية وذكاء ودهاء وفقه وفهم وعلم ووعي فلا يقدح – هذا القصور منا - في حكمة تقدير الله  لمثل الله المصائب وما نراه من الظلم والعدوان والبغي.
وسأحاول هنا استنباط وبيان بعض هذه الحكم الربانية والفوائد المقصودة من  تأخير "النصر" في بلاد الشام وغيرها ، وإمهال الطغاة وتأخير عقاب المجرمين.. ولعل من أهمها ما يلي .والله أعلم :

(1) يريد الله تعالى أن يتخذ من المسلمين صفوة وأصفياء من الشهداء من باب التكريم لهؤلاء الأولياء لأن دماء الشهداء هي التي تروي شجرة أمجاد المسلمين .. فأنظر مثلا ً للمجد الذي تركه لنا الآباء والأجداد من خلال معركة الجهاد عبر التاريخ ضد الطغيان والعدوان! { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ  وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران : 140].

(2) والله تعالى يُؤخر يوم النصر من أجل فضح الطغاة البغاة بالكامل وبشكل شامل حتى لا يبقى أي عذر أمام أي منافق ينافح عنهم ويتبعهم ويواليهم ويناصرهم بعد انفضاح أمرهم للمسلمين والناس أجمعين!.. فمن المعلوم أن بعض الناس كانوا حتى اللحظة الأخيرة مخدوعين بالطغيان وشعاراته وخطاباته النارية ، فمن سيظل يدافع عنه بعد كل هذا الطغيان والبغي الكبير والكامل .


(3) وبتأخير النصر وتأجيل عقاب المجرمين يعذب الله الطاغية وجنوده وعصابته المجرمة وإذاقتهم وبال أمرهم من خلال إذاقتهم طعم الخوف وانعدام الأمن وطعم الذل والنبذ والمهانة قبل سقوطهم أو موتهم جزاء لما اقترفته أيديهم من جرائم وانتهاكات في حق المستضعفين وجزاء لخياناتهم لأماناتهم ولشعبهم المحروم والمظلوم فلا يغادروا السلطة أو الحياة إلا بعد إذلالهم وإهانتهم وتعذيبهم!. { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ } [القصص : 5 – 6] .
 فهذه سنة ربانية يحققها الله في كل فرعون. وقد رأيناها اليوم في الواقع كما في تونس ومصر وليبيا واليمن وما ينتظره طغاة الشام أشر وأخزى !
ويكفي أن يرى الطغيان أخلص حلفائه محليا ً ودوليا ً وعربيا ً وهم يتبرءون منه وينقلبون عليه وفي هذا أيضا ً نوعا من الشعور بالمرارة وخيبة الأمل وهو من العذاب الرباني لأمثالهم والله لا يحب الظالمين ولا يحب المستكبرين!.

4- من حكمة الله في إمهال الطغاة : إظهار شرف الصادقين المصلحين ورفضهم البغي والظلم ، وشجاعتهم في إنكاره والوقوف في وجهه  كما في قصة المؤمن الصالح في سورة "يس" ومؤمن آل فرعون في سورة "غافر" وكما في قوله تعالى بعد ما أصاب المؤمنين في "أحد" { وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ } [آل عمران : 166].

5- من حكمة الله في إمهال الطغاة : بيان عاقبة الطغيان وسوء أثره وشدة ضرره وشره.
{فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} [القصص : 40]. {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف : 103].{فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [النمل :69].
6- من حكمة الرب في إمهال الطغاة : كشف حقيقة المنافقين المساندين للطغاة البغاة.
قال الله تعالى في وصف المنافقين المتلونين : { وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ} [البقرة : 14]. وقال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * لِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ } [آل عمران : 166- 167].
فقد أخبرنا أن من حكمته في تقدير مصيبة يوم "أحد" بيان حقيقة المنافقين.

7- ومن الحِكَم : تأخير الظلمة ليوم تشخص فيه الأبصار، يوم الخزي لكل مجرم .
قال الله تعالى : {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء} إلى {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ* وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ} [إبراهيم : 42 – 52].
ويمهل لهم ويمدهم في طغيانهم ليزدادوا أثما وخزيا :{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [آل عمران: 178]. {فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} [الطارق :17].

8- بيان حسن العدل وحسن حكم الإسلام ، لأن الإسلام إذا حُكِّمَ انتشر السلام والأمن والرحمة ، لأن الإسلام يشترط في الحاكم شروط تؤهله للعدل والرشد والإحسان، ولا توجد هذه المعايير والشروط إلا في دين الإسلام.
ولم ينتشر البغي والطغيان والظلم والإرهاب في الحكام إلا حين نبذوا الإسلام وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا. { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل : 90].
وكثير من الناس لا ينفره من قبح الظلم والبغي إلا ما يرى من عواقبه ، والله قدر الظلم والشر ليشاهده الناس فيعرفوه قدر العدل والقسط والخير وجماله وفضله ، لأنه لولا الشر ما عُرف الخير،كما قيل: (وبضدها تتبين الأشياء) وقول الشاعر(فالضد يظهر حسنَه الضدُّ) فلو كان الناس كلهم على خير ما عرفنا الشر، ولو كانوا كلهم على شر ما عرفنا الخير، كما أنه لا يعرف الجمال إلا بوجود القبيح.
9 – ومن الحكم بيان حقيقة الحكام الذين ولاهم الغرب أو كان يساندهم ويساعدهم لأنهم ينفذون مخططاته التخريبية ، ويحققون مصالحه بضرر شعوبهم ، ويعينونه على مص دماء المسلمين حتى جعلهم كالهيكل العظمي بدون لحم ولا دم ولا روح.  {أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء : 139].
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ ۖ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} [محمد : 26].

الخطبة الثانية
10- إظهار عواقب التوجه للغرب ومجلسه الخائب ، وما يسمى بمجلس الأمن ما هو إلا أمن لليهود والنصارى! وأما للمسلمين فهو عار وذلة وخزي ! لأن المسلمين يطلبون النصرة ممن يسعى لذلتهم وهزيمتهم ! بل هلاكهم وزوالهم ! ويريدون القوة ممن يريد ضعفهم ! ويرجون النفع ممن يرغب في ضررهم.
وليس لقضايا المسلمين حل وعلاج إلا إذا تولى المسلمون جميع أمرهم وإدارة كل شئونهم متوكلين على الله ومعتمدين عليه.
تأملوا في قصة طالوت وجالوت كما قصها الله علينا لننتفع بها ونطبقها في واقعنا ، قال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا .. الآيات } [البقرة : 246- 252].
فتولوا هم أمرهم وارتدوا حقهم المسلوب بجهادهم وصبرهم وبذلهم ما بوسع وقدرتهم واعتمادهم على الله فنصرهم الله نصرا مؤزرا وفتح لهم فتحا عظيما.
11- من حكمة الله في إمهال الطغاة : إظهار حقد الرافضة الأسود في دعم الطغاة القتلة، وتاريخهم المخزي ، وعملهم الخبيث ، كما حصل منهم في مساعدة أم البغي والطغيان ورأسه - أمريكا - وما فعله الرافضة مع العراقيين السنة ومع الفلسطينيين في لبنان والعراق ! والآن انظر إلى جرائم الرافضة مع السوريين.
فالباطنية بطوائفها وفروعها "ابن" ينتسب للإسلام وهو من أشد وأضر وأخطر أعداء الله ورسله ، وهذا الابن غير الشرعي قد جهل حقيقته الكثير ! بل طبل له ولمعه البعض ، فمن حكمة الله الجليلة وفضله الكبير على الأمة أن أظهر ابن العهر العقدي وما يريده للأمة الإسلامية من عهر وخزي ، وإن كان ثمن معرفة الأمة هذه الحقيقة مئات القتلى! فهذ الخبث الملوث لعقيدة الأمة  تحتاج للتطهر منه لنهر الدم الطاهر الذي يغسل النجاسات الباطنية ، كما طهر الصحابة بدمائهم رجس الوثنية.
12- يتأخر النصر لأن المسلمين عندهم من المعاصي ما يؤخر النصر ويختبرنا الله بهذه المصائب ليرى ما نفعل .
قال الله تعالى : { ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ۗ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } إلى قوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد : 4 – 7].
فهو ابتلاء لنا بهؤلاء الطغاة وابتلاء لنا بذنوبنا ، لننصر الله بطاعتنا له وبجهادنا لعدوه ولن ننتصر على العدو إلا إذا انتصرنا على نفوسنا وعلى شهواتنا وعلى ذنوبنا فتبنا منها.
13 – ومن الحكم الربانية إمهال المجرمين واستدراجهم والمكر بهم من حيث لا يشعرون .
قال الله تعالى ك { وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } [الأعراف : 182 – 183].
عن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ ) { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود : 102].
14 –  ومن الحكم العظيمة أن يسلط الظالم على الظالمين ليذيق الله الظالم ظلمه ويولي عليه أظلم منه جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد { وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام : 129].
15 – ومن الحكم دفع الناس بعضهم ببعض ولو نتج عن ذلك التهجير والحصار والقتل فإنها محن في طيات الكثير من المنح  { الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج : 40].
*** فهذه الفوائد التي استنبطتها وذكرتها هي من الحكم الربانية التي أرى أنها  بعض مقتضيات الحكمة الإلهية في تأخير النصر عن المستضعفين وتقدير الله لهذه المصائب.
ولو لم  يكن فيها من الحكمة إلا ما يميز الصادق من الكاذب وينقي الصفوف ويصقل النفوس ويكشف الكثير من الحقائق التي كانت خفية لكفى.. و{ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم : 4].. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف : 21].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق