الخميس، 9 أغسطس 2012

شيوخ الفتنة في السعودية يحرضون أمريكا عليها

شيوخ الفتنة في السعودية!  سلالة ابن العلقمي في القطيف والأحساء

شيوخ يقومون بعمالة مزدوجة لإيران وأمريكا

إذا صحَّت المعلومات الواردة في المقال التالي، الذي يعرض مراسلات دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكليكس، يتضح لنا بجلاء الدور الذي تؤديه الشخصيات الطائفية في التحريض على أوطانها، دعماً لمشروع تفتيت الأقطار العربية، الذي تبدو المملكة العربية السعودية أبرز المرشحين له، بعد أن تحقق للوحش الأمريكي مشروعه الاستراتيجي بإسقاط النظام الوطني في العراق، واحتلال هذا القطر الذي يمثل أحد أهم ركائز قوة الأمة العربية وأهم معالم مشروع النهضة العربية، بدعم وإسناد من جانب عدد من أقطار الخليج العربي، بكل أسف، وجار السوء الشرقية، إيران.



زعيم شيعي سعودي يحرض الأميركيين على السعودية


عبد العزيز الخميس

أحدثت وثائق دبلوماسية أميركية سرية سربها موقع "ويكيليكس" في أواخر اغسطس/آب الماضي، ضجة كبيرة في السعودية لتضمنها معلومات مهمة عن العلاقات الأميركية بالطائفة الشيعية السعودية.
ومما أثار اللغط والاستهجان طلب بعض زعماء الطائفة الشيعية من الولايات المتحدة القيام بالتدخل العسكري في السعودية كما فعلت في العراق.
الباحث السعودي عبدالعزيز الخميس يقرأ بعض التسريبات ويبين أهميتها للخطوات المبذولة نحو التقريب بين الطوائف في المملكة، وتداعيات ذلك على السلم الأهلي في السعودية.
*****

حينما يجلس ناشط من العالم الثالث مع دبلوماسي يمثل أقوى دولة في العالم قد يعتقد هذا الناشط حتى لو كان رجل دين أن ذلك الدبلوماسي قد يكون أداة لتحقيق أحلام وآمال الناشط ومن يمثلهم.
لكن أن تكون الأداة هي من يتهمها مرجعيات هذا الناشط بأنها الشيطان الأكبر ومصدر الشرور في هذا العالم وحليف الديكتاتوريات العربية إن لم يكن حامي حماها فهذا يعني أن هناك خطأ ما وهذا ما احدثته بعض الوثائق التي سببت ضجة كبيرة وقد تضر بعلاقات الطائفة الشيعية بالمجموع الوطني السعودي منها الوثيقة "رياض4206" بتاريخ الثالث من يناير/كانون الثاني عام 2006.
تقول الوثيقة إن القنصل الأميركي في الظهران التقى مجموعة من كبار الطائفة الشيعية في الاحساء الذين تسابقوا للتعبير عن سعادتهم باحتلال الولايات المتحدة للعراق. 
حسين علي العلي
تم اللقاء في منزل رجل أعمال شيعي اسمه حسين علي العلي وهو رجل أعمال، وعلى مائدة غداء حساوية فاخرة في الثامن والعشرين من ديسمبر/كانون الأول 2005 حيث اجتمع القنصل الأميركي رامين اسغارد بمجموعة من وجهاء الطائفة الشيعية في الواحة الزراعية الأحساء شرق السعودية.
خلال الغداء شكر بحماس ثلاثة من الضيوف الولايات المتحدة على احتلالها العراق وهم الشيخ هاشم السيد محمد السلمان وهو رأس الحوزة في الأحساء والوحيد المسموح له بالعمل الديني في السعودية حسب وصف القنصل له (هذا الوصف غير دقيق حيث أن هناك الكثير من المعلمين والشيوخ الشيعة يعملون بحرية في المملكة)،  
هاشم السيد محمد السلمان
والضيف الثاني هو الشيخ عادل بوخمسين وهو رجل دين من أسرة ثرية تمتد اوصالها الى الكويت، 

عادل بوخمسين
والمحامي والناشط صادق الجبران المقرب من الشيخ حسن الصفار.

صادق الجبران
وقال الثلاثة إن "فتح" العراق وتقديم الديموقراطية للعراقيين والحرية التي يعيشها العراقيون الشيعة تمثل تطورات مهمة.   
وما فاجأ القنصل الأميركي اسغارد هو تعليق ساخن وقوي من الشيخ عادل بوخمسين الذي قال: "ماذا يمنع الولايات المتحدة من صنع نفس الاشياء في السعودية؟ هل هو النفط؟".
وطفق بوخمسين بعد ذلك يشرح التعصب والتطرف الذي يسود بلاده وان المدارس السعودية مليئة بنصوص التطرف والتشدد، ليتبعه بعد ذلك صادق الجبران الذي اتهم مؤتمرات الحوار الوطني التي تعقد برعاية الملك بالنخبوية وانها لا تصل الا لعلية القوم في المملكة. وان ما يعرض في التلفزيون السعودي من مراجعات للجهاديين لا يراها احد وانها من صنع السعوديين لاقناع الأميركيين ان هناك عملاً جدياً ضد التطرف.
بعد ذلك بدأ الجبران بكائية طويلة حول حقوق الشيعة السعوديين وان حوزة الاحساء تحتاج إلى ان تسمح لها الحكومة السعودية بتغيير مقرها الصغير لأكبر منه وعلى الشارع العام وكأن القنصل الأميركي يهمه اين يقع مقر الحوزة.
التخوين
بالكشف عن هذه الوثيقة المحرجة للمنادين والمصرِّين على ولاء الشيعة السعوديين لبلادهم بدأت سلسلة من الاتهامات تنال من زعماء الطائفة الشيعة.
وكان الشيخ حسن الصفار الذي يكاد يكون زعيم الطائفة والناطق باسم مصالحها يكرر بين الفينة والأخرى التزام الطائفة بالولاء للوطن السعودي والقيادة في المملكة، لكن ما نشر في ويكيليكس قدم للجناح السلفي المتزمت على طبق من ذهب الفرصة لتأكيد ادعاءاتهم بأن ولاء الشيعة في المنطقة الشرقية السعودية ليس لبلادهم وان تصريحات الصفار لا تعدو عن كونها "تقية".
حسن الصفار
وكان الشيخ حسن الصفار قد صرَّح في عدة مرات أن مسألة الولاء للوطن تأتي في سياق الرد الضمني على الولايات المتحدة الأميركية التي تتحدث باسم الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة.
ويؤكد الصفار أن المراهنة على الأميركيين وإن تمت من قبل الشيعة أنفسهم مراهنة خاسرة، والمطلوب تأكيد مبدأ الوحدة الوطنية، وسد الثغرات أمام الأعداء بدلاً من تبادل الاتهامات، والجلوس إلى طاولة الحوار مع المسئولين لحل المشكلات الراهنة.
تصريحات الصفار هذه يناقضها ما تقوم به شخصيات شيعية محترمة حين جلوسها مع المسؤولين الأميركيين، حيث تبدأ سلسلة من الانتقادات لعدم التدخل لنصرة الشيعة في السعودية، لذا ينتظر السعوديون من الشيخ عادل بوخمسين وغيره ممن تناولتهم وثائق ويكيليكس الظهور لتبرير تصريحاتهم وتبيان صحتها.
القضاء وصراع الزعامة في القطيف
الأمر الآخر الذي أثارته وثائق ويكيليكس الأخيرة أهمية منصب القاضي في محكمة الأوقاف والمواريث الشيعية في القطيف وكيف أصبح نموذجاً مهماً على الصراع على الزعامة في القطيف.
ففي ظل محدودية العمل السياسي في المملكة، وندرة المناصب القيادية التي يتسنمها الشيعة وكذلك التغيرات داخل الجسم الشيعي وبروز قيادات شابة تحاول إبعاد الزعامات التقليدية القديمة والمستندة على إرث العائلة أو الثروة.
في ظل كل ذلك تدور معركة شرسة بين القيادات الشيعية للحصول على حق تمثيل الشيعة إما أمام العائلة المالكة السعودية أو أمام المراجع الدينية في النجف أو قم.

جعفر الشايب
تكشف إحدى وثائق الويكيليكس جانباً من هذا الصراع داخل الطائفة الشيعية؛ ففي الوثيقة رقم "رياض9142 05" بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأول 2005 ان الناشط جعفر الشايب والذي شغل منصب رئيس المجلس البلدي في القطيف قد التقى آنذاك بالقنصل الأميركي في الظهران جون كينكانون حيث ابدى له عدم أسفه على تغيير الحكومة السعودية قاضي الشيعة في القطيف عبد الله الخنيزي لأنه كان غير فعال ونشيط لخدمة مجتمع الطائفة الشيعية.
وشرح الشايب للقنصل الأميركي أن هناك قوى اجتماعية جديدة تقوى يوماً بعد آخر في القطيف.
وأكد الشايب أن الشيعة مسرورون بإشارات الملك عبد الله الإصلاحية لكنهم لا يرونها على أرض الواقع من حيث منح الشيعة المزيد من الحريات الدينية. 

محمد محفوظ
وأسهب الشايب ومعه زميله محمد محفوظ وهو كاتب صحفي في جريدة الرياض في شرح أن التعددية في العراق إن تمت في جو آمن ستعطي مثالاً طيباً لحكومات المنطقة.
وقام الاثنان بالتقليل من حجم النفوذ الإيراني على شيعة المملكة مستبعدين ان يكون لطهران نشاط في التأثير على شيعة القطيف والأحساء. 
بعد الاجتماع يوصي القنصل زملاءه في الخارجية الأميركية بأن ينتبهوا للوضع في القطيف والصراع الدائر على النفوذ داخل الطائفة الشيعية فيها.
يقول القنصل الأميركي كينكانون أن جعفر الشايب أخبره أن وزارة العدل السعودية ستقوم قريباً بتغيير القاضي في محكمة الأوقاف والمواريث الشيعية (المحكمة الجعفرية، سابقاً) عبد الله الخنيزي وستعين قاضياً آخر هو غالب الحمد من جزيرة تاروت والذي عاد مؤخراً من إيران بعد ان قضى وقتاً طويلاً يدرس في حوزة قم حيث أتم علومه هناك، ويتمنى الشايب للحمد بالتوفيق وان يعمل مع وزارة العدل على دعم سلطة المحكمة وزيادة قدراتها وخدمتها للمجتمع الشيعي السعودي.
عبدالله الخنيزي
ويسأل القنصل الأميركي جعفر الشايب لماذا تريد وزارة العدل السعودية تغيير القاضي الخنيزي، فيجيب الشايب أن السبب هو أن هناك قوى جديدة داخل الشيعة لا تريده.
 
ويواصل الشايب ـ الذي كان قبل أسابيع في رحلة علاجية الى الولايات المتحدة ـ الشرح بأن هناك قادة تقليديين من عائلات كبيرة وتجاراً أغنياء وزعماء دينيين تقليديين لم يعودوا يمثلون تعددية المجتمع الشيعي.
ويشير الشايب إلى أن الانتخابات البلدية أبرزت بوضوح أن هناك قوى جديدة من الشباب حتى في الزعامة الدينية، وأن هذه القوى الدينية الشابة تفكر بشكل اكثر تحرراً من السابقين في اشارة الى الخنيزي.
ويعتقد الشايب ان القاضي الجديد غالب الحمد سيكون منفتحاً وقادراً على معالجة مشاكل عديدة تعترض الطائفة وعلاقتها مع وزارة العدل.
ويبرز الشايب كيف أن رغبات الطائفة هي التي أسقطت الخنيزي وهو من عائلة تقليدية نافذة وكبيرة ويمثل المؤسسة التقليدية، لصالح الحمد وهو من عائلة أقل نفوذاً وحجماً ومن خارج القطيف.
ويشرح الشايب للقنصل الأميركي كيف أن شيعة القطيف يرحبون بإشارات الملك عبد الله الإصلاحية لكنهم لا يرون أي تقدم على أرض الواقع فهم غير ممثلين في الحكومة بشكل جيد كما أنهم ومنذ ثلاثين عاماً لم يعين أحدهم عمدة حتى في منطقتهم وجميع المسؤولين الحكوميين في القطيف هم من خارجها.
ويسأل القنصل جعفر الشايب رئيس المجلس البلدي المنتخب في القطيف عما يريده شيعة القطيف من الحكومة السعودية فيرد الشايب "نريد نهاية للتمييز ضد الشيعة وحريات دينية أكبر ككتب دينية شيعية وأن يدرس أبناؤنا مذهبنا الشيعي من وجهة نظر شيعية وأن يكون للشيعة معلمون دينيون شيعة".
وناقش الشايب ومحفوظ مع القنصل الأميركي علاقة بعض الشيعة بتفجير الخبر عام 1996 حيث أكدوا ان المتهمين لم يحاكموا ومن حوكم منهم لم يحاكم بعدالة أو لم يتلقَّ عقوبة حتى الأن.
وبشكل خطابي ـ على حد وصف القنصل ـ يتدخل محفوظ في الحوار ليشير الى أن الحكومة السعودية تعيد تأهيل المتعصبين ممن يعودون من الجهاد في العراق، ويدعونهم يذهبون طلقاء؛ فلماذا لا يقومون بنفس العمل مع المساجين الشيعة؟
ويتحدث الشايب عن أن الإصلاحيين الليبراليين وهو احدهم يمنحون الملك عبد الله وقتاً حتى يطرح عمليات إصلاحية بهدوء ودون ضغوط.
ويقول الشايب "المتعصبون السنة هم من يضغطون عليه في الوقت الراهن".
ويشير الشايب ان الاصلاحيين الليبراليين يقومون حالياً ببناء جسور مع مؤسسات المجتمع الدولي المختصة بحقوق الانسان.
ثم ينتقد الشايب العمل الحكومي الأميركي لترويج الديموقراطية في المنطقة وانه غير فعال ويخلق شكوكاً لدى المواطنين حول طرق وأهداف الولايات المتحدة.
ويبدي جعفر الشايب الناشط الشيعي السعودي ورفيقه محفوظ تفاؤلهم بما يحدث في العراق، وانه سينعكس ايجابياً على المنطقة.
ويقول الاثنان إن شيعة السعودية فرحون بسقوط صدام، ولعب الشيعة في العراق دوراً كبيراً في الحكومة العراقية الحالية لكنهم يخشون من عودة المجاهدين السنة من العراق الى السعودية وحدوث مشاكل مثلما حدثت بعد عودتهم من افغانستان.
إيران
وينفي الكاتب الشيعي محمد محفوظ أي نفوذ إيراني في أوساط شيعة السعودية.
فيتساءل القنصل الأميركي عن الطلبة الشيعة السعوديين الذين يسافرون إلى إيران، فيبادر محفوظ بالإيضاح "هناك حدود فاصلة بين المدارس الدينية والحكومة، وان كل مدرسة تتبع لمرجع ديني، وهو من يمول المدرسة وطلبتها".
جون كينكانون
ويحاول الشايب ومحفوظ الشرح للقنصل جون كينكانون أن الدراسة في قم لا تعني اتباع الخط الثوري الايراني أو توجيه الطلبة نحو الايديولوجيا الإيرانية. وأن ذهاب الطلبة الشيعة السعوديين الى ايران سببه صعوبة ذهابهم الى النجف في العراق خلال العقود الماضية.
ويقول الشايب ومحفوظ ان معظم الطلاب السعوديين يدرسون في مدارس تابعة للمرجعين السيستاني والنجفي وليس في المدارس التابعة للايرانيين.
ويقول القنصل الأميركي إن جعفر الشايب حاول تعزيز وجهة نظر محفوظ بقوله إن الإيرانيين لديهم تأثير عبر منح الفيز والرخص للطلاب السعوديين كي يدرسوا في إيران.
وينتقل الشايب فجأة ليؤكد وجود حزب الله ـ الحجاز في القطيف وانه لا يزال يعمل هناك لكنه يؤكد أن نشاط هذا الحزب يقتصر حالياً على النواحي الاجتماعية والثقافية فقط وانه لم يعد مهتماً بنشر الفكر السياسي الثوري كما كان.
ويدافع الشايب ـ وهو بالطبع لا يعرف ما قاله الشيخ بوخمسين ـ عن ولاء الشيعة في المنطقة لدولهم ويمثل بموقف شيعة البحرين في السبعينات عندما رفضوا الوحدة مع ايران.
عين النسر الأميركية
يحلل القنصل الأميركي جون كينكانون لقاءه بالشايب ومحفوظ بأن الأول يضع قدماً مع التيار الليبرالي والأخرى مع التيار الإسلامي، وأنه يدعم حقوق الإنسان والاصلاح السياسي، وقد وقع على الكثير من الخطابات الداعية للإصلاح في المملكة. وفي الوقت نفسه هو على علاقة قوية بالشيخ حسن الصفار وتلقى دعماً كبيراً من الإسلاميين الشيعة في انتخابات المجلس البلدي.
ويقول القنصل إنه لم يحاول إثارة موضوع الشيخ حسن الصفار مع جعفر الشايب لأن الأميركيين يشكون في أن الاثنين وراء الضغوط لتغيير القاضي الخنيزي والإتيان بقاضٍ حليف لهما سياسياً.
وينتقد القنصل جون كينكانون تعليق الشايب حول أن تغيير القاضي الخنيزي كان بسبب قوى جديدة وأن الشايب لم ينجح في تفسير ما هي القوى الجديدة، ويصف القنصل ذلك بأنه غامض وغير مقنع.
ويعلق القنصل الأميركي بأنه من الصعب على حسن الصفار وجعفر الشايب الحصول على قيادة شيعة القطيف بسهولة وعبر التحالف مع القوى الليبرالية والإسلامية، ويعلق القنصل بأنه سيتابع ما يحدث عن قرب على الرغم من أنه يرى ان الوضع لتغيير القاضي الخنيزي سيكون مليئاً بالتحديات. (تم تغيير القاضي الخنيزي وتعيين غالب الحمد قاضياً بقرار ملكي فيما بعد).
الخلاصة
لا يمكن اعتبار تصريحات بعض زعماء الطائفة الشيعية ممثلة لغالبية أبناء الطائفة وأنهم ضد بلادهم ويطالبون بتدخل عسكري أو إطاحة بنظام الحكم السعودي بل انها ليست تصريحات تعبر عن شريحة داخل الطائفة الشيعية.
والخطورة في هذه التصريحات ليست لأن الأميركيين سيمتثلون لها ويعتبرونها تشريعاً لهم للتدخل العسكري في السعودية، بل الأخطر من ذلك انها تزيد من عمق الخلاف والفرقة داخل المجتمع السعودي وتمكن المتشددين في الطرف السني من استخدام تصريح مثل ما قدمه عادل بوخمسين دليلاً لا يدحض على عمالة بعض الشيعة وانهم كما تنص الأدبيات السنية "أحفاد ابن العلقمي" وهي رواية تاريخية حين سقطت بغداد أمام المغول عن خيانة وزير شيعي يدعى ابن العلقمي للخليفة العباسي.
كما تبين الوثائق التي تسربت مدى عمق الصراع داخل الطائفة الشيعية على الزعامة فحسن الصفار من جهة والوجهاء من العائلات التقليدية الكبيرة من جهة اخرى.
ويبدو ان قدرة الصفار على التحاور مع الحكومة السعودية وانفتاحه على الخارج وحيازته لشعبية بين شباب الشيعة بسبب نضاله الطويل لمصلحة حقوق الطائفة واعتداله في خطابه يمكنانه من الحصول على ثقة الشيعة والحكومة السعودية في آن معاً.
وبعد أن أثارت وثائق ويكليكس ما تثيره حالياً من لغط حول الولاء الوطني للطائفة الشيعية يجب ان يقوم الصفار بعمل يعيد الثقة بعدم وجود أحفاد لابن العلقمي في الاحساء والقطيف.
كما ان هذه التصريحات والاستعداء من قبل شخصيات شيعية مهمة للولايات المتحدة ضد بلادهم تقدم تبريراً قوياً للحكومة السعودية في عدم تولي هؤلاء لمناصب حساسة في الحكومة وعلى الأخص في القوى الأمنية.

الكاتب:
الصحفي العربي السعودي، عبد العزيز الخميس، سبق له ان عمل في صحيفة (الشرق الأوسط)، ورأس تحرير مجلة (المجلة) السعوديتين، الصادرتين في لندن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق