الجمعة، 15 يونيو 2012

حفظ الوقت والحذر من نعمة الفراغ


عظم الله شأن الوقت في كتابه فاقسم بأجزاء من الله بالليل سبع مرات وبالصبح مرتين (2)   والضحى (2) والفجر (1) وغيرها من أجزاء الوقت. وهذا يدل على تعظيم العناية بالوقت وحسن استغلاله.

وفراغ الإنسان يدل على فراغ قلبه وعقله ،  والفراغ يخرج جيلا فارغا من الخير.

والفراغ ناشئ وليس من فطرت الإنسان وعادته. بسبب الحضارة المعاصرة.

والفراغ يعطي الإنسان مفاهيم مدمرة لحياته وأنه لا فائدة ولا قيمة له . لعدم وجود العلم والوعي وعدم وجود المربي القائد الذي يقود الناس للعمل والإنتاج .

والفراغ وسيلة من وسائل إبليس، يوسوس بها للإنسان، فيثير فيه كوامن الغريزة ويُلهبها فتحرقه؛ إذ إن وفرة الوقت دون عمل أيًّا كان يوقع صاحبه في أسر الوساوس الشيطانية والهواجس النفسية الخطيرة.



قد علمت بماذا أمركم الله في وقت الفراغ فلا فراغ في حياة المسلم (فاذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب ) .



وأن المنهج الذي اختاره الله لكم لم يكن فيه فراغ (قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ الْعَـالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:162-163]. فكيف تجعل لله شريكا في حياتك أما لعبا أو لهوا أو معصية؟!

فليست حياتك للهو واللعب والفراغ والضياع بل وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ الْعَـالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ لا شريك له من هذه الأشياء.

وأن الله جعل الوقت وسيلة وفرصة لمن شاء أن يتقدم إلى الله بالطاعة والعمل الصالح أو يتأخر (كَلَّا وَالْقَمَرِ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ  إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ  نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ  لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ).

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ.

فالكثير من الناس خاسر في نعمة الفراغ وهي عليهم نقمة .

أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ وَصِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَفَرَاغِكَ قَبْلَ شُغْلِكَ وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ.



عن الرسول الأسوة –صلى الله عليه وسلم-: "ولا رُئِيَ قط فارغًا في بيته". ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إني أكره أن أرى الرجل فارغًا لا في عمل دنيا ولا آخرة". وروي أيضًا: "إني لأبغض الرجل أن أراه فارغًا، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة". ورأى شريح القاضي جيرانًا له يجولون فقال: ما لكم؟! فقالوا: فرغنا اليوم، فقال شريح: "وبهذا أُمِر الفارغ؟!".

يقول علي -رضي الله عنه-: "من أمضى يومًا في غير حق قضاه، أو فرض أدّاه، أو مجد بناه، أو حمد حصله، أو خير سمعه، أو علم اقتبسه، فقد عقَّ يومه".

دولة من الدول الصناعية الكبرى عينت من ضمن وزرائها وزيرًا للأوقات الضائعة ونحن ننشئ قنوات ضائعة صائعة تعرض علينا كل ناقص وراقص !!

يقول الحسن البصري رحمه الله:
[[أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم]]

وقال الحسن البصري: (يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك)


والوقت أعظم ما عنيت بحفظه ** وأراه أسهل ما عليك يضيع

 إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة!

من علامة المقت إضاعة الوقت!!

الوقت كالسيف إن لم تقطع بالخير والعمل الصالح وإلا قطعك بالشر.

نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر.

كل مشكلة من أهم أسبابها سوء إدارة الوقت وتنظيمه بالنافع والمفيد.

أعظم استثمار هو استثمار الوقت وأكثر الناس خاسر في هذا الاستثمار بسبب الجهل وغياب الوعي والغفلة المهلكة.

إن الموت يطلبكم وحياتكم تطوى وأعماركم تنقضي والقيامة موعدكم والله حسيبكم ولا يخفى عليه خافية.

فهل نقدر قيمة الوقت وعظم نعمة الفراغ ونحذر من طريق الضياع ؟!!

(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق