الأربعاء، 16 مايو 2012

الاختبارات فوائد ووصايا



1 -  المفسدون يستغلون حاجة الشباب وقت الإختبارات لإقاعهم  في الفواحش أو تدميرهم بالمخدرات أو ابتزازهم  أو استدراجهم عن طريق الأسئلة التي تتسرب إلى بعض الطلاب أو تخصيص بعض الطلبة من قبل بعض المدرسين بالأسئلة أو  ببعضها.
ثم ما يترتب على ذلك وما ينتج عنه من مساومات من بعض الخبثاء .
2 -  نحن لا نرضى إلا بالدرجات العالية ولا نحب المدرس الذي لا يزودنا في الدرجات فلماذا نحب الإمام الذي ينقر لنا الصلاة ولا يدع لنا الفرصة في التزود من الإجر!!
فإذا كنا نحب ونفرح بالدرجة الكاملة ونحب المعلم الذي يتساهل معنا ولا يدقق علينا ولا يتحقق من مدى صحة الإجابة فمن الحكمة والعقل والعدل أن نحب ونفرح بالإمام الذي يطمئن ويخشع إذا صلى بنا ويمكننا من الزيادة في التسبيح والدعاء وذكر الله في صلاتنا فنخرج منها بقدر كبير من الأجر والتمام والكمال والحسن فليس فضل من سبح سبعا كمن سبح خمسا ومن سبحا عشرا كمن سبح سبعا.
فهل نرفع شعار كفى سرقة لصلاتنا
3 -  الخروج المبكر من الاختبارات  وما يحصل بعده وما يسببه من مصائب وكوارث .
4 – الحذر من القنوات الفاسدة التي تشغل أبناءنا في فترة الإختبارات بالتوافه والأمور الملهية المشغلة بدون أي فائدة وتتسبب في تخلفهم دراسيا.
5 -  احترام الكتب وحفظها أو اتلافها بطريقة مناسبة.
6- لو كانت العناية بمذاكرة الأولاد والحرص على تفوقهم يكون على تفوقهم في الطاعة  وقوة إيمانهم لصلح المجتمع.
7 – صلى المصلي لأمر كان يطلبه ... فلما انقضى لا صلى ولا صام.
بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا وقت الحاجة [فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ]

8 – الحذر من المخدرات وخاصة وقت الاخبارات لأن الاختبارات فترة مناسبة لاصطياد الشباب فحجة السهر على المذاكرة أو زيادة الذكاء أو قوة التفكير وما شابه هذه العبارات التسويقية الترويجية التي يستخدم المروج الخبيث في اسقاط الشباب في هذا المستنقع المدمر وجرهم للغرق فيه.
9 – إن الطالب كلما تفوق وارتقى في سلم الدراسة والاتقان ورتفع معدل تميزه كلما اتسعت خارطة التوظيف والقبول أمامه وكان له خيارات متعدده وفرصة متنوعة يختار منها ما يعجبه .
ومن الحكمة والعقل والتربية الحسنة أن نرسخ في ابناءنا وطلابنا أن المسلم كلما اجتهد في أعمال الخير والبر وضرب له في كل فضيلة بأسهم كلما كانت الفرصة أمامه أوفر وأقرب للدخول من أبواب الجنة الثمانية وكلما كان إلى رحمة الله وفضله ورضوانه أقرب وأولى وأسعد.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا ؟  قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَا . قَالَ : فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَا : قَالَ : فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَا . قَالَ : فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ ". رواه مسلم.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  أَنَّ  رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ " . رواه مسلم.
فانظر إلى تفوق أبي بكر على غيره ومساهمته في الأعمال الصالحة مما أهله للمرتبة العالية في الدين وفضله على الأمة.
10 – الغش في الاختبارات محرم ويترتب عليه المفاسد الكثيرة والأضرار الكبيرة على مستوى الفرد والأمة فهو يربي الطالب على الدناءة والخيانة والعجز والكسل ويقضي على روح التنافس الشريف والجد والاجتهاد والاتقان والتفاني في الوصول إلى معالي النتائج النافعة والمثمرة .
ناهيك عن حياة الجحيم التي يعيشها من أخذ شهادته بالغش فهو يكتوي بنار الغش في كل حين ويتقلب بين نار الحزن على فعله وغشه ونار الغم مما هو فيه ونار الهم لمستقبله .
وتأملوا ماذا قال الرسول لمن غش في شيء يسير من طعام !!  فكيف بمن غش في الوسيلة التي ينال بها شهادة يأكل بسببها راتبا شهريا طول حياته ؟!!
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا ، فَقَالَ : " مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ  " قَالَ : أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي " وفي رواية " مَنْ غَشَّنا فَلَيْسَ مِنِّا "  رواه مسلم.
11 – عندما نرى حال الطلاب في بداية العام الدراسي وكيف تعاملهم مع أوقاتهم ومدى اهتمامهم بدروسهم وعنايتهم بتحصيلهم العلمي ثم تغير حالهم إذا علموا بأن الاختبارات على الأبواب وما يحصل من تغير في الأسرة وفي الدراسة  والتعامل  مع الكتاب وما يحصل من تغيير في العلاقة مع الله وكثرة الإقبال على المساجد ممن هجرها ثم نرى الطلاب في قاعات الامتحان وبعد توزيع الأسئلة وتوزع اللجان على جنبات القاعة وما نشاهده في هذا المشهد من الهدوء والسكينة وانشغال الطلاب بأنفسهم فلا تسمع صوتا ولا ترى حركة ،  وترى من اجتهد في المذاكرة واتقن دروسه وجوههم بالتباشير تبرق وببسمة الفرح تبتهج ،  ورأيت وجوه من كسل وسوف وضيع شاحبة بالكآبة
12 – الاختبارات في الدنيا ممكن تعوض أما إختبار الأخرة فلا يمكن تعويضه .
13 – أهمية التحصيل العلمي المستمر وزرع الألفة بين الطلاب والكتاب وغرس أهمية التفوق وحبه في نفوسهم ورسم الأهداف المستقبلية والتخطيط للوصول لها وفق المباديء الإسلامية وما ميز الله به أمة الإسلام من كتاب وسنة ودين صحيح وأهمية إبراز خصائص هذا الدين العظيم التي منها أول ما نبيء به رسولنا (اقرأ باسم ربك الذي خلق).
14 – من الدروس الكبيرة في الاختبار

15 – إن الفهم والحفظ والذكاء نور يعطيك الله إياه فلا تطفيئه بظلمة المعصية
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي
فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ
ونورُ الله لا يهدى لعاصي


الحساب في ذلك الامتحان على كل صغيرة وكبيرة: (وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) [الأنبياء:47]، (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) [لقمان:16].

الامتحان هنا في أجواء مناسبة حيث زمن الامتحان قليل، والمكان بارد ظليل، أما الامتحان هناك فهو في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، يوم تدنو فيه الشمس من الخلائق قدر ميل حتى يلجم العرق بعض الناس إلجاما، ويغطيه تغطية، ويغرقه غرقا.

امتحان اليوم -أيها الناس- يتعاطف فيه مع الطلاب كلُّ من حولهم من آباء وأمهات ومدرسين ومدرسات، أما امتحان الغد فهو (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) [عبس:34-37].

حتى الأنبياء يقول احدهم نفسي نفسي! ويقولون: اللهم سلِّمْ سلِّمْ! فماذا أعدننا -أيها المسلمون- لهذا الامتحان العسير؟! ليخْتَرْ كُلٌّ مِنَّا لنفسه احدي المنزلتين، (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف:49].

(وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة:195].
(وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) [النساء:29].
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود:103-108].





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق