الخميس، 4 أبريل 2013

التغليظ في النهي عن أموال الناس وأعراضهم ودمائهم..... هل تعلم كيف تسدد حقوق الناس يوم القيامة

حقيقة الإفلاس والإفلاس الحقيقي
 عنْ أبي هُريرةَ رضيَ اللّه عنهُ أنَّ رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم قالَ : " أتدرُونَ ما المفلسُ ؟ قالوا: المفلسُ فينا منْ لا درهمَ لهُ ولا متـاعَ. فقـالَ: إنَّ المفلسَ مِنْ أمتي يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قدْ شَتم هذا وقَذفَ هذا وأكلَ مالَ هذا، وسفَك دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فَيُعْطى هذا مِنْ حسناتِهِ وهذا مِنْ حسناتِهِ، فَإنْ فَنِيتْ حسناتُهُ قبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليْهِ أُخِذَ مِنْ خطاياهُمْ فَطُرحَتْ عليْهِ ثُمّ طُرِحَ في النّارِ". أخرجَهُ مسلم في كتابِ البِرِّ والصلَةِ.
وهذا الحديث الشريف يدل على أن رد حقوق الناس يوم القيامة من حسنات الظالم والمتعدي عليهم فإن انتهت حسناته لكثرة الذين يطالبونه بحقوقهم أخذ من سيئاتهم فحملت عليه بقدر مالهم عليه من حقوق.
وهذا الحديث يبين لنا حقيقة الرابح الخاسر!!
من الذي يقبل أن يؤتى به ثم يوزع ماله على الغرماء حتى يصير حاله بعد الغنى والسعة إلى حال الفقر والضيق والمذلة؟!! بل الأمر أشد من ذلك وأضر وأخطر، يتقاسم الغرماء ذهبه ونفائس ماله ثم يوزعون عليه فضلاتهم !!

إن الغفلة عن مثل هذا المشهد العظيم من مشاهد يوم القيامة ساعد في انتشار الظلم والبغي والعدوان والفساد في الأرض، فكثرت السرقة والغش والنهب وخطف الأطفال والاغتصاب والتحرش والضرب والقتل والابتزاز والإيذاء المعنوي بالكتابة والكلام والتحريش بين الناس والتحريض عليهم تساهل الناس في الغيبة ونقل النميمة والرمي بالقذف
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَب الناسَ يومَ النحرِ فقال : يا أيُّها الناسُ أيُّ يومٍ هذا؟ . قالوا : يومٌ حَرامٌ، قال : فأيُّ بلدٍ هذا؟ . قالوا : بلدٌ حَرامٌ، قال : فأيُّ شهرٍ هذا؟ . قالوا : شهرٌ حَرامٌ، قال : فإنَّ دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ، كحُرمةِ يومِكم هذا، في بلدِكم هذا، في شهرِكم هذا . فأعادَها مِرارًا، ثم رفَع رأسَه فقال : اللهمَّ هل بلَّغتُ؟، اللهمَّ هل بلَّغتُ؟ . قال ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما : فوالذي نفسي بيدِه، إنها لوَصِيَّتُه إلى أُمَّتِه : فلْيُبَلِّغِ الشاهدُ الغائبَ، لا تَرجِعوا بعدي كفارًا، يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ ..

عن أنسٍ ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : ( لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه ) .  هذا من يحب فكيف بمن يقوم ويفعل ويعمل!!
وفي " صحيح البخاري " عن أبي شريحٍ الكعبيِّ ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال :( والله لا يؤمنُ  ، والله لا يُؤمنُ ، والله لا يُؤمِنُ ) قالوا : مَنْ ذاك يا رسولَ اللهِ ؟! قال : ( مَنْ لا يأمَنُ جارُهُ بوائِقَهُ ) .
وخرّج الحاكم   من حديث ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما ، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : ( ليسَ بمؤمنٍ مَنْ  يَشبَعُ وجارُه جائعٌ ) .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِم الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ». رواه الجماعة.

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ». رواه الترمذى والنسائي وأحمد.

الذين تغلبهم شهواتهم فيقعون في إذاء الناس أو التعدي عليهم أو أي مخالفة في حقهم عليهم بالتفكير الجاد في هذا المشهد: يقول الرسول : (يؤتى يوم القيامة بأنعم أهل الدنيا من الكفار فيقال اغمسوه في النار غمسة فيغمس فيها ثم يقال له أي فلان هل أصابك نعيم قط فيقول لا ما أصابني نعيم قط ويؤتى بأشد المؤمنين ضرا وبلاء فيقال اغمسوه غمسة في الجنة فيغمس فيها غمسة فيقال له أي فلان هل أصابك ضر قط أو بلاء فيقول ما أصابني قط ضر ولا بلاء ).
فهل يمكن أن يقدم العاقل على سرقة أو غش أو ...الخ .. ويحقق شهوة زائلة ونزوة شيطانية ومتاع فان ينساه في ثانية واحدة هي مدة غمسة واحدة في النار!!!

عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كأمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين إلا نصب له يوم القيامة فيقال : يا فلان هذا فلان فخذ من حسناته ما شئت ثم التفت إلى أصحابه فقال : فما ظنكم ما أرى يدع من حسناته شيئا )
قال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح



لماذا تتزايد الجرائم والعدوان والظلم والبغي على الناس مع معرفة هذه الحقائق ؟
هناك أسباب مهمة منها :
1 - قرناء السوء (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ).

2 - القدوة السيئة ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ) (أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) .

3 - الغفلة (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ).

4 - الاستمرار والاصرار على المعاصي حتى يصبح ممسوخا لا يعرف حقا ولا ينكر باطلا  (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).

5- ضعف الإيمان وقلة الأعمال الصالحات (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق