الأحد، 14 أبريل 2013

قصة في الحسبة فيها عظة وشجاعة وحكمة



ينبغي ألا يخاف المحتسب في احتسابه إلا الله تعالى بل يستعين به ويدخل فيه متوكلا على الله تعالى لقوله تعالى ! ( أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ) !
وحكي أن أبا غياث الزاهد كان يسكن - في مكان متواضع -  بخارى ، فدخل المدينة ليزور خاله  ، وكان غلمان الأمير نصر بن أحمد والمغنون يخرجون من داره معهم المعازف والملاهي ، وكان هناك ضيافة عند الأمير ، فلما رآهم الزاهد قال يا نفس وقع الأمر إن نهيت ففيه خوف تلفك وإن سكت فأنت شريكهم ! فرفع رأسه إلى السماء واستعان بالله تعالى  وحمل عليهم حملة فولوا منهزمين مدبرين إلى دار السلطان وخلفهم الزاهد .
فأرسل السلطان إليه ، فأتى الزاهد، فقال له السلطان: أما تعلم أن من خرج على السلطان يتغدى في السجن!
فقال له الزاهد: أما علمت أن من يخرج على الرحمن يتعشى في النيران .
فقال له الأمير : من ولاك الحسبة . قال : الذي ولاك الإمارة؟  قال : ولاني الإمارة الخليفة.  قال الزاهد: ولاني الحسبة رب الخليفة. فقال الأمير: وليتك الحسبة بسمرقند. قال: عزلت نفسي عنها ! قال :العجب في أمرك تحتسب حيث لم تؤمر وتمتنع حيث تؤمر . قال :لأنك إذا وليتني عزلتني وإذا ولاني ربي لم يعزلني أحد.
 قال الأمير : سل حاجة. قال: أترد علي شبابي؟ قال الأمير: ليس ذلك إلي ، سل أخرى. قال: أكتب إلى مالك خازن جنهم أن لا يعذبني! قال: ليس ذلك إلي، سل أخرى قال: أكتب إلى رضوان أن يدخلني الجنة. قال: ليس ذلك إلي !
قال : فأنا مع الرب الذي هو مالك الحوائج كلها لا أسأله حاجة إلا أجابني إليها فخلى الأمير سبيله فذهب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق