ينبغي ألا يخاف المحتسب في احتسابه إلا الله تعالى
بل يستعين به ويدخل فيه متوكلا على الله تعالى لقوله تعالى ! ( أتخشونهم فالله أحق
أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ) !
وحكي أن أبا غياث الزاهد كان يسكن - في مكان متواضع
- بخارى ، فدخل المدينة ليزور خاله ، وكان غلمان الأمير نصر بن أحمد
والمغنون يخرجون من داره معهم المعازف والملاهي ، وكان هناك ضيافة عند الأمير ،
فلما رآهم الزاهد قال يا نفس وقع الأمر إن نهيت ففيه خوف تلفك وإن سكت فأنت شريكهم
! فرفع رأسه إلى السماء واستعان بالله تعالى وحمل عليهم حملة فولوا
منهزمين مدبرين إلى دار السلطان وخلفهم الزاهد .
فأرسل السلطان إليه ، فأتى الزاهد، فقال له
السلطان: أما تعلم أن من خرج على السلطان يتغدى في السجن!
فقال له الزاهد: أما علمت أن من يخرج على الرحمن يتعشى في النيران .
فقال له الزاهد: أما علمت أن من يخرج على الرحمن يتعشى في النيران .
فقال له الأمير : من ولاك الحسبة . قال : الذي ولاك
الإمارة؟ قال : ولاني الإمارة الخليفة. قال الزاهد: ولاني الحسبة رب الخليفة. فقال الأمير: وليتك الحسبة بسمرقند. قال: عزلت نفسي عنها ! قال :العجب في أمرك تحتسب حيث لم تؤمر
وتمتنع حيث تؤمر . قال :لأنك إذا وليتني عزلتني وإذا ولاني ربي لم يعزلني أحد.
قال
الأمير : سل حاجة. قال: أترد علي شبابي؟ قال الأمير: ليس ذلك إلي ، سل أخرى. قال: أكتب إلى
مالك خازن جنهم أن لا يعذبني! قال: ليس ذلك إلي، سل أخرى قال: أكتب إلى رضوان أن
يدخلني الجنة. قال: ليس ذلك إلي !
قال : فأنا مع الرب الذي هو مالك الحوائج كلها لا
أسأله حاجة إلا أجابني إليها فخلى الأمير سبيله فذهب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق