الخميس، 17 سبتمبر 2020

من نعم الله علينا

 

الحمدلله الذي خلق السماوات والأرض الحمدلله الذي سخر لنا ما في السماوات والأرض الحمدلله الذي اسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة واشهد أن لا اله الا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله.... اتقوا الله ولا تكونوا كالذين بدلوا نعمة الله كفرا    أما بعد

من نعم الله على بلادنا وجود الكعبة المشرفة ودعوة نبي الله إبراهيم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)  ولكن نعمة البلد الآمن لم يشعر بها كثير ممن يتمتعون بها فقال مذكرا ومحذرا

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) وهناك من يرى أن اتباع غير هدي الرسول اسلم وابعد عن الشرور وإن اتباع هدي الرسول فيه خطر (وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)

وهناك نعمة أعظم وأجل وأنفع من نعمة البلد الآمن وهي نعمة ارسال الرسول محمد بدين الحق

(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ) وكان من دعائهما (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ)

فاستجاب الله لهذه الدعوة وبعث رسوله محمدا (شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) فأخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

ثم طال بالناس العهد وصار بينهم وبين زمن النبوة قرون طويلة فقل العلم وكثر الجهل وراجت الخرافه ووقع الناس في الشرك فمن الله عليهم أن قام فيهم رجل منهم يدعوهم لكتاب الله وسنة رسوله وهو الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب فناصره الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى ولم تزل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية قائمة في هذه البلاد حتى قام الملك عبدالعزيز رحمه بتوحيد هذه البلاد وكانت هذه الدعوة لها الدور الفعال في جمع الكلمة وتوحيد والصف .. وإن كان هناك من يلمز هذه الدعوة الإصلاحية القائمة على الكتاب والسنة ويتهمها  بتهم باطلة ويمكن أن نجمل الرد على جميع تلك التهم ونقول هاتوا الدليل من الكتاب والسنة على ما تتهمون به هذه الدعوة .. بينوا لنا الأشياء التي خالفت فيها الكتاب والسنة ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

وهناك من يتهم هذه الدعوة بالانغلاق والتشدد وغير ذلك التهم ..  وتلك تهم عارية من الدليل بل أن هناك ادلة تدمغ هذه التهم وتبين كذبها ومن هذه الأدلة :

إن علماء هذه البلاد الذي تخرجوا من مدرسة الدعوة الإصلاحية درسوا كتب العلم التي كتبت قبل وجود هذه الدعوة بقرون ومنها كتب الأئمة الأربعة وغيرهم من علماء القرون الأولى في تاريخ الإسلام. فهم امتداد لعلماء الإسلام

ومن الأدلة أن مساجد ومعاهد وجامعات هذه البلاد لم تنغلق على تدريس كتب علماء الدعوة الإصلاحية بل دُرِسَ فيها كتبٌ كثيرة لعلماءِ الإسلام منهم على سبيل المثال ابن كثير الدمشقي الشافعي ومنهم النووي الشامي الشافعي ومنهم ابن حجر العسقلاني ثم المصري الشافعي ومنهم أبي العز الحنفي من علماء الحنفية ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية الشامي وتلميذه ابن القيم ومنهم الشوكاني والصنعاني وهما من علماء اليمن المحققين المجددين وغيرهم الكثر العلماء.

ومن الأدلة التي تبطل تهمت الانغلاق والتقليد أن نخبة من علماء العالم الإسلامي من العراق والشام ومصر واليمن وغيرها قاموا بالتدريس والتعليم في الحرمين الشريفين وفي مساجد ومدارس المملكةالعربية السعودية .

عباد الله : إن ما أنعم الله به علينا من نعم وخاصة نعمة الدين يوجب علينا الخضوع لله والانقياد له بالطاعة وشكر نِعَمَه بالتقوى والاستقامة على طاعته والحذر من معصيته وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ

الخطبة الثانية

إن من مقاصد الإسلام الجليلة وقواعده الكبيرة الألفة بين المسلمين ووحدة صفهم واجتماع كلمتهم وهذا لن يكون إلا بالفهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسولة والإستقامة على هدي النبي قال الله ( هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ  (أي بشرع الله) جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا (فيه ولا عنه) وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ (بالإيمان والقرآن والرسول) إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ (أي بدينه)إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

فَاشْكُرُوا اللهَ تَعَالَى عَلَى نِعْمَةِ التَّوْحِيْدِ والسنة، وَالتِي مِنْ بَرَكَاتِهَا مَا نُشَاهِدُهُ مِنْ نِعْمَةِ الأَمْنِ وَوَحْدَةِ الصَّفِ فِيْ هَذِهِ البِلَادِ الـمُبَارَكَةِ، وَالْزَمُوا جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، وَخُذُوا عَنْ الْعُلَمَاءِ الْأَجِلَّاءِ الرَّاسِخِينَ، وَأَعْرِضُوا عَنْ غَيْرِهِمْ مَنْ دُعَاةِ الْبَاطِلِ وَالْمَنَاهِجِ الضالة ولا تستبدلوا نعمة القرآن وطاعة الرحمن بمعصية الشيطان   قال الله

{وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق