الخميس، 1 أكتوبر 2020

خطبة جمعة : الوقاية خير من العلاج

 

ما الذي خير من العلاج

الوقاية خير من العلاج

والوقاية منهج رباني قراني شهد كل عقل سليم  بنفعه وصلاحه لكل حال ومكان وزمان

وكل ذي بصيرة ورشد يتمسك بمنهج الوقاية خير من العلاج ويتبعه.

واذا تدبرنا القران من اوله الى اخره وجدناه يبرز منهج الوقاية خير من العلاج ، ويؤكده ويدعو اليه ، ويبين ان الخير ياتي بقدر التمسك بهذا المسلك ، وكل شر يندفع وتنسد ابوابه بقدر الثبات علي منهج الوقاية خير من العلاج.

فالأمر بالتقوى في القرآن يمثل حقيقة منهج الوقاية خير من العلاج

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ

والناظر الى واقع الناس ومدى التزامهم وتطبيقهم لهذا المنهج يجد أن هناك تطبيقات راشده وتطبيقات تتجه الى السفه وتبتعد عن الرشد بقدر اهمال التمسك بمنهج الوقاية خير من العلاج.

ومن  التطبيقات الراشده لهذا المنهج الالتزام بالاجراءات الاحترازيه والوقائيه التي ينصح بها الاطباء من اجل صحه الجسد وسلامته من الامراض.

 ومن التطبيقات التي تبتعد عن الرشد بمسافات مختلفه التهاون بالاحكام الشرعيه التي جعل الله الالتزام بها وقاية من امراض القلب وفساده ونجاة من الشرور ومن النار.

ومن أمثلة ذلك :  المرأه التي تغطي فمها وانفها حفاظا على صحتها ولكنها تخالف حكم الله فتكشف وجهها للرجال الاجانب، فلم تأخذ بوقاية دينها ودين غيرها ولا بوقاية المجتمع بأسرها لما يترتب على سفورها من مفاسد.

  وومن الرشد: أن الناس يبتعدون عن المريض ويعتزلونه خوفا من العدوى وحفاظا على صحتهم. ولكن من السفه أن يخالطوا مرضى القلوب ويتابعونهم عبر الشاشات والبرامج وما يبث  من فساد للعقول وامراض للقلوب.

ومن التطبيقات الراشده لمنهج الوقاية خير من العلاج ان الانسان يحرص على استنشاق الهواء النقي وتناول الاكل الصحي السليم النافع لمصلحة جسده ولكنه يبتعد عن الرشد عندما يسمح لعقله  أن  يعيش في جو ملوث فكريا ويأذن  لامراض القلوب  بالدخول إلى  قلبه فتمرضه وتهلكه ، ومن ذلك أن يطلق بصره إلى  الحرام وهو يعلم ان النظرة المحرمة سهم مسموم من سهام ابليس يفتك بصحة القلب..و يسمح لاذنه استماع ما حرم الله فيصيب قلبه العطب ويسمح  للسانه بالكلام  المحرم فيكون لجهنم حطب ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ.

جميل أن نأخذ بنصيحة أهل الطب في تغطية الفم والأنف بالكمامة لحفظ الجهاز النفسي ولكن الأجمل والأليق أن يُجْتَـنَـبَ التدخين الذي فيها عشرات العناصر المدمرة للجهاز التنفسي مع ما فيه من مفاسد اقتصادية وأخلاقية واجتماعية ودينية وخسارة أخروية!

والأخذ بنصيحة العلماء والأطباء والعقلاء في اجتناب التدخين بانواعه وتركه لله لمن وقع فيه.

 فان الرشد يظهر في الالتزام الكامل والشامل بمنهج الوقاية خير من العلاج

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( احْفَظِ اللَّهَ  يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ)

الخطبة الثانية:

قال الله سبحانه وتعالىك { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ}

 واخذ الحذر واجب على المؤمنين

وأخذ الحذر يتمثل في تطبيق منهج الوقاية خير من العلاج بعمومه وشموله وعدم الانتقاء حسب الهوى ورغبات النفس.

وأخذ الحذر فيه سلامة دينك وسلامة عقلك وفكرك وسلامة صحتك وجسدك وسلامة اهلك واولادك ، فاذا انت اخذت الحذر في ان يسلم لك دينك  سلمت لك دنياك واخرتك.

فكن قوي العزم في أخذك لمنهج الوقاية خير من العلاج ، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ)

ولتعلم إن سبيل الوقاية خير من العلاج يحفظ لك دينك وعقلك ونفسك وعرضك ومالك ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَلَا تَعْجَزْ)

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق