الخميس، 14 فبراير 2013

آية الحقوق العشرة في سورة النساء




 (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا))
وهذه هي الحقوق العشرة الواردة في هذه الآية :

1/عبادة الله وحده دون الإشراك به شيئا .
2/الإحسان إلى الوالدين ,فقد جعلهما الله سبب خروجك من العدم إلى الوجود .
3/الإحسان إلى القرابات من الرجال والنساء.
4/الإحسان إلى اليتامى والحنو عليهم .
5/مساعدة المساكين والإحسان بما تتم به كفايتهم وتزول به ضرورتهم.
6/الإحسان إلى الجار ذي القربى وهو الذي بينك وبينه قرابة ,وقيل هو الجار المسلم .
7/الإحسان الجار الجنب وهو الذي ليس بينك وبينه أي قرابة, وقيل الجار اليهودي والنصراني وقيل الرفيق في السفر.
8/الإحسان إلى الصاحب الجنب وهي المرأة,وقيل هو الرفيق الصالح, وقيل هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر . والصحيح أنه كل ما ذكر.
9/الإحسان إلى ابن السبيل وهو الضيف ,وقيل :هو الذي يمر عليك مجتازا في السفر وهذا أظهر.
10/الإحسان إلى الأرقاء ’لأن الرقيق ضعيف الحيله ’اسير في أيدي الناس وكذلك الإحسان إلى جميع الخلق حتى البهائم.


والشريعة الإسلامية جاءت بالإحسان حتى في قتل القاتل فهو إحسان له بالتخفيف من ذنوبه وإحسان للناس بحمايتهم من التعدي على دمائهم وكذلك القتال في الجهاد في سبيل الله إحسان للطاغية لإقافه عند حده وتقليل شره وضرره ، وإحسان لمن تحت حكم الطغيان لتحريرهم حتى يخرجوا من سجن الباطل إلى نور الحق والتعرف على دين الله وسماع كلام الله لحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ، وكذلك إحسان للمسلمين لحماية دينهم من الباطل وأهله ومنع الظلم والطغيان وإحسان للمجاهد نفسه ليقدم لنفسه ما ينفعه عند الله.

قال الله تعالى : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ   إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ   إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا).

وقال الله تعالى : ( وَّأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
وقال الله تعالى : (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ   هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).
وقال الله تعالى : (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ).



(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل "أتدري ما حق اللّه على العباد؟ "قال الله ورسوله أعلم قال "أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم"
العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، أي أن كل فعل يفعله الإنسان يتقرب به إلى الله، أو قول يقوله يتقرب به إلى الله، أو نية ينويها في قلبه يتقرب به إلى الله فهو عبادة، ويجب أن يكون هذا العمل خالصاً لله جل وعلا، ولا يجوز أن يكون منه شيء لغيره؛ لأنه سبحانه قال: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36].
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء:48].فأخبر أن الذي يأتيه مشركاً أنه غير مغفور له، وأن مأواه جهنم، وأن الذي يلقاه بذنوب ما عدا الشرك فإن الله يغفرها له إذا شاء، أي: بدون أن يعاقب صاحبها، أما الشرك فقد استثناه من جميع الذنوب وبين أنه لا يغفره لصاحبه.
 
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) والذرية بصفة خاصة أحوج إلى توجيهها للبر بالوالدين . بالجيل المدبر المولي . إذ الأولاد - في الغالب - يتجهون بكينونتهم كلها , وبعواطفهم ومشاعرهم واهتماماتهم إلى الجيل الذي يخلفهم ; لا الجيل الذي خلفهم ..

(وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ)  عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"
قال "ما تقولون في السرقة" قالوا حرمها الله ورسوله فهي حرام إلى يوم القيامة قال "لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره"
إن الله تعالى لا يحب المتكبرين من عباده, المفتخرين على الناس.

 
 
. فقوله: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
[النساء:36] يدل على أن العبادة لا تكون عبادة شرعية إلا إذا كانت خالية من الشرك، أما إذا كان فيها شرك فهي ليست العبادة الشرعية التي أمر الله جل وعلا بها وطلب من عباده أن يعبدوه بها، وإن كانت تسمى عبادة في اللغة فهي ليست عبادة في الشرع، فلابد من اجتماع هذين الأمرين: عبادة الله، وعدم الشرك.
أي: أن يعبد الله العابد ولا يوجد الشرك، أما إذا وجد الشرك فقد انتفت العبادة وجاء بما يناقضها، هذا هو معنى قوله جل وعلا: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36]. يقول العلماء: أول أمر جاء في القرآن -على ترتيب المصحف- قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21]، مع أن هذا في الواقع هو دين الرسل من أولهم إلى آخرهم، فكل رسول أرسل إلى قومه أمر قومه بالعبادة، بل أول ما يأمرهم به أن يقول: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [الأعراف:59]، ومعنى قوله: (ما لكم من إله غيره) هو معنى قوله هنا في هذه الآية: وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36]. وكذلك خاتمهم صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين جاء بهذا، فكان أول ما بعث يقول: (أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله)، ومعنى قوله: (لا إله إلا الله) هو معنى هذه الآية: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36] ؛ لأن قوله: (لا إله) هو معنى: (ولا تشركوا به شيئاً)، وقوله: (إلا الله) هو معنى: (اعبدوا الله)، فهذا دين الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم اتفقوا على هذا، وهذا هو الذي لا يقبل الله جل وعلا غيره، كما قال جل وعلا:
 وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة:167]، وقال في آية أخرى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، وبهذا يتبين عظم الشرك وأنه أمر عظيم جداً، فإذا كان صاحب الشرك لا يدخل الجنة، ومأواه جهنم خالداً فيها فيتعين على الإنسان الذي تهمه نفسه ولها قدر عنده أن يتعرف على الشرك خوفاً من أن يقع فيه وهو لا يدري، فلا يعذر بذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بينه ووضحه ولم يتركه ملتبساً مشتبهاً حتى لا يحتج محتج ويقول: أنا ما بان لي الأمر.
وكون الإنسان يغفل عن هذا أو يعرض عنه فليس هذا عذراً؛ لأن الإنسان مكلف باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومكلف بأن يعلم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في أصل العبادة، ولهذا كل ميت يسأل في قبره يقال له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وهي ليست مجرد كلمات لو حفظها الإنسان لاستطاع أن يجيب، بل مضمونها عمل ينطوي عليه القلب وتتحلى به الجوارح من إيمان بالله يقيني لا يتطرق إليه شك، وعمل ينبعث من النية والقصد والإرادة الذي يكون منطوياً عليه القلب وعازماً عليه، وكذلك اتباع للرسول صلى الله عليه وسلم. فمعنى قوله: (من ربك؟) أي: من الذي تعبده؟ ومعنى قوله: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل "أتدري ما حق اللّه على العباد؟ "قال الله ورسوله أعلم قال "أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن لا يعذبهم". فإذاً لابد للعبد أن يعبد ربه، ولابد له أن تكون العبادة خالصة لله جل وعلا، ولابد أن تكون العبادة مأخوذة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه أمور ثلاثة لابد منها على كل إنسان، وإن أخل بها فاللوم عليه، والله جل وعلا أنزل كتابه وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم لبين هذا ويوضحه بجلاء، فكيف يجوز للمسلم أن يخفى عليه أمر عبادة ربه، أو يخفى عليه الشرك؟! وكثير من الناس من يلتبس عليه هذا الأمر؛ لأنه يجهل معنى العبادة، ويجهل ما معنى (عبد)، ويجهل معنى (التأله)، ولا يدري ما معنى (الإله)، ولهذا تجد كثيراً ممن يقول: (لا إله إلا الله) يقع في الشرك، فيأتي بما يناقض هذه الكلمة، بأن يطوف على القبر ويدعو الولي، ويمد يديه إليه ويقول: يا سيدي فلان! أعطني كذا وكذا، ويا سيدي فلان! أنا بحسبك، أو: أنا بجوارك، أو: أريد أن تنفعني بكذا، أو: أريد أن تصد عني كذا وكذا، ونحو ذلك من هذه الدعوات التي لا يجوز أن تكون إلا لله، وهذا هو الذي يجب أن يكون التوحيد فيه؛ لأن الدعاء هو: طلب النفع ودفع الضر، والدعاء في كل ما هو من الغيب كدعاء الغائب من ميت أو حي يوقع الإنسان في الشرك. ثم مما يعين على معرفة هذا أن يتأمل الإنسان شرك المشركين السابقين الذي نزل القرآن بتخليدهم في النار والذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسيجد أن الله جل وعلا وضح هذا وبينه، والرسول صلى الله عليه وسلم كذلك وضحه، وأخبر جل وعلا في القرآن في مواضع متعددة بأنهم كانوا إذا سئلوا من الذي خلق السموات والأرض؟ قالوا: الله.
أي: ما أحد شاركه في هذا.
وإذا سئلوا من الذي ينزل من السماء ماء فيخرج به من الثمرات رزقاً لكم؟ قالوا: الله وحده.
وإذا سئلوا: من الذي خلقكم؟ ومن الذي خلق الذين من قبلكم؟ قالوا: الله.
وإذا سئلوا: من الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء؟ قالوا: الله.
وإذا سئلوا: لمن السماوات والأرض؟ قالوا: لله.
وهذا أمر واضح في القرآن، فهل كان شركهم أنهم يقولون: إن مع الله خالقاً؟ الجواب: كلا، بل شركهم أنهم كانوا يتوجهون إلى أشجار وإلى أحجار وإلى عباد وإلى كواكب وإلى أنبياء فيدعونهم ويقولون: نجعلهم وسائط بيننا وبين ربنا ليشفعوا لنا، ويقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.
فليوازن الإنسان بين عبادتهم وبين ما يحصل لكثير ممن يدعي الإسلام وهو يتضرع إلى الأموات الذين في قبورهم الذين لا يستطيعون أن يكفوا الدود عن أجسادهم، ويسألهم جلب النفع ودفع الضر، فهذا ليس فيه إشكال ولا خفاء على من نظر في كتاب الله جل وعلا أنه شرك، فيجب على العبد أن يعرف هذا، وأن يتنبه قبل أن يأتيه الموت؛ لأن الله جل وعلا قال لنا في هذه الآية: (اعبدوا الله) وهل يجوز للإنسان أن يخفى عليه أمر الله ويقول: ما أدري ماذا أراد مني ربي؟! والله عز وجل قد قال: (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)، فأمر بالعبادة ونهى عن الشرك، وهل للإنسان حجة إذا وقف بين يدي الله أن يقول: يا رب! ما دريت ماذا تريد بقولك: (اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)؟! وهل يمكن أن ينتفع الإنسان بهذا القول؟! إذاً ما فائدة إنزال الكتاب؟ وما فائدة إرسال الرسول؟ فلابد للإنسان أن يعرف كيف يعبد ربه، وبم يعبد ربه، ومن أين جاءت العبادة، وأصل الدين الإسلامي مبني على هذا، ألا يُعبد إلا الله وألا يشرك به شيء، وأن تكون العبادة مأخوذة من الوحي، لا من الرأي ولا من الذوق، ولا مما وجد الناس بعضهم بعضاً عليه وتوارثوه، وإلا فيكون الإنسان ممن ذكر الله جل وعلا أنهم قالوا: (( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ [الزخرف:23] يعني: على ملة وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ [الزخرف:23]، وهل هذا يفيد؟ الجواب: كلا.
فهذا هو أصل دين الإسلام الذي يتعين على العبد أن يعتني به باهتمام بالغ ولا يفرط فيه، وإلا فيكون مؤاخذاً.

هناك 7 تعليقات:

  1. شكرا على الافادة

    ردحذف
  2. جزاك الله خير��

    ردحذف
  3. هذة اصول دين الاسلام

    ردحذف
  4. جزاك الله خير الجزاء لتوضيح تلك العباده وما يتقرب به العبد الي الله بإخلاص عبادته لله

    ردحذف