الجمعة، 31 أكتوبر 2025

نور البصيرة في الدين. . خطبة جمعة

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أرسل الرسل بالبينات، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وجعل البصيرةَ في الدِّين نورًا يميز به عباده بين الحق والباطل، والهدى والضلال.
نحمده سبحانه حمدًا يليق بجلاله، ونشكره على نعمة الإسلام والإيمان، ونعمة البصر والبصيرة.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المبعوثُ رحمةً للعالمين، وهدايةً للناس أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فيا عباد الله:
اتقوا الله تعالى حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).
تَأملُوا مَعِي – رَحِمَكُمُ الله – حال رَجُلٍ يَدخُلُ مَغَارَةً مُظْلِمَةً مُوَحِشَةً قد زادتها ظلمة الليلة ظلمة ووحشة، تُحِيطُ بِهَا الحُفَرُ وَالصُّخُور، وَتَكْتَنِفُهَا المَخَاطِرُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، يَحْمِلُ فِي يَدِهِ مِصْبَاحًا صَغِيرًا يُنِيرُ لَهُ الطَّرِيق، يُمَيِّزُ بِهِ مَوْضِعَ الخَطَرِ مِنْ مَوْضِعِ السَّلَامَةِ، وَموضع الخطوة الآمنة مِنَ المَزَلَّة .
ثُمَّ فَجْأَةً... يَنْطَفِئُ المِصْبَاح!
فَإِذَا بِهِ يَتَخَبَّطُ فِي الظُّلْمَةِ، لا يرى شيئا ولا يهتدي للمخرج الآمِنٍ لينجو من هَاوِيَّةٍ مُهْلِكَةٍ، فهو مرعوبٌ مضطربٌ حائرٌ يَصْطَدِمُ رَأْسُهُ بِالصُّخُور تارة ، وَيَسْقُطُ فِي الحُفَرِ تارة أخرى، وَرُبَّمَا تُوْدِي بِهِ الخُطْوَةُ الوَاحِدَةُ إِلَى الهَلَاكِ.
وَمَا أَشْبَهَ لَيْلَ المَغَارَةِ بَلَيْلِ الفِتَنِ إِذَا أَطْفَأَ العَبْدُ نُورَ الإيمَانِ فِي قَلْبِهِ!
وَكَما أَنَّ الرَّجُلَ فِي المَغَارَةِ مَهَدَّدٌ بِهَلَاكِ جَسَدِهِ، فَإِنَّ مَنْ فَقَدَ بَصِيرَتَهُ فِي بَحْرِ الفتن المتلاطمة وعواصف المَحْتَوَى المُضِلِّ مَهَدَّدٌ بِهَلَاكِ قَلْبِهِ وَضِيَاعِ دِينِهِ.
وهذا – أَيُّهَا المُؤْمِنُون – هُوَ حَالُ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ فِي زَمَانِنَا هذَا، زَمَنٍ تَمُوجُ فِيهِ أَلْوَانُ المغريات وترتفع أَصْوَاتُ السفه، وَتُزَيَّنُ الفِتَنُ بِأَسْمَاءِ الحُرِّيَّةِ وَالثَّقَافَةِ وَالانْفِتَاحِ!
فَلَمْ يَعُدِ الخَطَرُ أَنْ تَفْقِدَ بَصَرَكَ، بَلْ أَنْ تَفْقِدَ بَصِيرَتَكَ!
ذَاكَ لا يَرَى الصُّخُورَ فِي ظُلْمَةِ الأَرْضِ، وَهَذَا لا يَرَى الحَقَّ فِي ظُلْمَةِ مَا يُشَاهِدُ وَيَتَابِعُ!
ذَاكَ يَسْمَعُ أَصْوَاتَ الوُحُوشِ والهوام فِي المَغَارَةِ، وَهَذَا يَسْمَعُ أَصْوَاتَ الفِتْنَةِ وَهِيَ تُزَيَّفُ الحق وتزين الباطل فِي قوالب تتلبس بالفِكْرِ وَالثَّقَافَةِ!
ذَاكَ يَضِيعُ طَرِيقَ الخُرُوجِ من مخاطر الكهف، وَهَذَا يَضِيعُ طَرِيقَ الوصول إلى الجَنَّةِ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُهْتَدٍ!
النَّجَاةُ – عِبَادَ الله – بِنُورٍ مِنَ اللهِ لا يَنْطَفِئُ أَبَدًا، نُورٍ يُسَمِّيهِ القُرْآنُ البَصِيرَة؛ نُورٌ تَرَى بِهِ الحَقَّ حَقًّا وَلَوْ خَفِيَ، وَالبَاطِلَ بَاطِلًا وَلَوْ لَمَعَ، وَتُمَيِّزُ بِهِ المَهْتَدِي مِنَ المُضِلِّ، وَالنَّاصِحَ مِنَ المُخَادِعِ.
فليس أخطر على الإنسان من أن يعيش بعينين مبصرتين وقلبٍ أعمى!
أيها المسلمون:
مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ وَأَجَلِّ المَنَن: نِعْمَةُ البَصِيرَةِ فِي الدِّينِ، وَهِيَ النُّورُ الَّذِي يجعلهُ اللهُ فِي القَلْبِ، فَيُفَرِّقُ بِهِ المَرْءُ بَيْنَ الهُدَى وَالضَّلَالِ، وَالخَيْرِ وَالشَّرِّ، وَالحَقِّ وَالبَاطِلِ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي) [يونس: 108].
فالبَصِيرَةُ لَيْسَت مُجَرَّدَ عِلْمٍ يُحْفَظُ أَوْ مَعْلُومَةٍ تُنقل، بَلْ هِيَ نُورُ القَلْبِ وَيَقِينُ الفُؤَادِ، قَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ:
"البَصِيرَةُ كَالبَصَرِ، وَالبَصَرُ يُفَرِّقُ بَيْنَ الأَلْوَانِ والأشياء، وَالبَصِيرَةُ تُفَرِّقُ بَيْنَ الحَقَائِقِ وَالمَعَانِي."
وَأَمَّا عَمَى البَصِيرَةِ، فَهُوَ أَعْظَمُ مِنْ عَمَى البَصَرِ، لِأَنَّ مَنْ عَمِيَ بَصَرُهُ فَقَدْ ضَلَّ الطَّرِيقَ، وَمَنْ عَمِيَت بَصِيرَتُهُ فَقَدْ ضَلَّ الهِدَايَةَ.
قَالَ اللهُ تَعَالَى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج: 46].
وَلِهذَا كَانَ المُؤْمِنُ يَرَى بِنُورِ اللهِ، لا يَخْدَعُهُ البَرِيقُ، وَلا تَغْرِيهِ الزُّخارُف، وَلا تَسْتَهْوِيهِ الصَّيَحَاتُ البَاطِلَةُ.
أَمَّا مَنْ أُطْفِئَ نُورُ قَلْبِهِ، فَهُوَ وَإِنْ فُتِحَت لَهُ أَبواب الدنيا وشهواتها، فهو يَعِيشُ فِي ظُلْمَةٍ حَالِكَةٍ، لا يَسْمَعُ الحَقَّ سَمَاعَ مُنتَفِعٍ، وَلا يُبْصِرُ الهُدَى إبْصَارَ مُهْتَدٍ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:
لِكُلِّ إِنْسَانٍ أَرْبَعُ أَعْيُنٍ: عَيْنَانِ فِي رَأْسِهِ لِدُنْيَاهُ، وَعَيْنَانِ فِي قَلْبِهِ لآخِرَتِهِ، فَإِنْ عُمِيَت عَيْنَا قَلْبِهِ لَمْ يُغْنِ عَنْهُ بَصَرُهُ شَيْئًا.
وَصَدَقَ القَائِلُ:
وَمَا انْتِفَاعُ أَخِي الدُّنْيَا بِنَاظِرِهِ *** إِذَا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأَنْوَارُ وَالظُّلَمُ.
أيها المؤمنون:
القُرْآنُ وَالسُّنَّةُ هُمَا مصدر البَصِيرَةِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ) [الأنعام: 104].
فَمَنْ أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا أَبْصَرَ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْهُمَا عَمِيَ.
وَفِي زَمَنٍ تتخطف فِيهِ العُقُول خواطف الشُّبُهَاتِ، وَتَغْمُرُ القُلُوبَ أَمْوَاجُ الشَّهَوَاتِ، لا نَجَاةَ إِلَّا لِمَنْ حَمَلَ فِي صَدْرِهِ نُورَ الوَحْيِ، وَاسْتَضَاءَ بِكِتَابِ اللهِ وَهَدْيِ نَبِيِّهِ ﷺ.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّن أَبْصَرَ الحَقَّ فاهتدى ، وَاسْتَضَاءَ بِنُورِ الوَحْيِ فِي حياتهِ، فَكَانَ مِنْ أَهْلِ الهُدَى وَاليَقِينِ.
أَقُولُ قَوْلِي هذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يَهْدِي لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيُوَفِّقُ مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطِهِ المُسْتَقِيمِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يُؤْتِي البَصِيرَةَ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ المُقَرَّبِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِمَامُ أَهْلِ البَصَائِرِ وَاليَقِينِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا المُسْلِمُون، بَعْدَ أَنْ سَمِعْنَا أَنَّ فَقْدَ البَصِيرَةِ هُوَ العَمَى الحَقِيقِيُّ فِي هذه الحياة ، يَبْقَى السُّؤَالُ الأَهَمُّ وهو : كَيْفَ يضِيءُ نُورَ البَصِيرَةِ فِي صُدُورِنَا؟ وَكَيْفَ نَكُونُ مِنْ أَهْلِ البَصِيرَةِ حَقًّا؟
البَصِيرَةُ هِبَةٌ مِنَ اللهِ تُطْلَبُ، وَطَرِيقٌ وَاضِحٌ يُسْلَكُ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُبْصِرَ قَلْبُهُ فَلْيَأْخُذْ بِأَسْبَابِ الإبْصَارِ الَّتِي لا غِنَى عَنْهَا:
أولها: دُعَاءٌ صَادِقٌ بِقَلْبٍ مُضْطَرٍّ، فَالْبَصِيرَةُ نُورٌ يجعله اللهُ في قلوب الصادقين المخلصين، فلنلزم الدعاء ليكرمنا للهُ بالبصيرة ، يَقُولُ: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
فَاسْأَلُوا اللهَ بِيَقِينٍ، كَمَا كَانَ نَبِيُّهُ ﷺ يَدْعُوه بيقين.
ورددوا في كل حين «اللَّهُمَّ أَرِنَا الحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ، وَأَرِنَا البَاطِلَ بَاطِلًا وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ».
وثانيها: مَنْ أَرَادَ نُورَ البَصِيرَةِ فَلْيَتَدَبَّرِ الوَحْيَيْنِ، فَلَا تَقْرَأْ القُرْآنَ قِرَاءَةَ الغَافِلِ، بَلْ قِرَاءَةَ مَنْ يَبْحَثُ عَنْ نُورٍ يُضِيءُ لَهُ عَتَمَةَ الطَّرِيقِ، فَفِي القُرْآنِ بَصَائِرُ، وَفِي السُّنَّةِ هِدَايَةٌ، وَاللهُ يَقُولُ: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ).
وثالثها: من أراد نور البصيرفعليه بصُحْبَة الأَخْيَارِ وَالعُلَمَاءِ الرُّبَّانِيِّينَ، فَإِنَّ نُورَهُمْ يُقْتَبَسُ مِنْ نُورِ النُّبُوَّةِ، وَمُجَالَسَتُهُمْ تُحْيِي القُلُوبَ المَيِّتَةَ كَمَا يُحْيِي المَطَرُ الأَرْضَ الجَدْبَاءَ.
قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: "إِنَّ لِلْفِتْنَةِ إِذَا أَقْبَلَتْ عَرَفَهَا كُلُّ عَالِمٍ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَرَفَهَا كُلُّ جَاهِلٍ".
ومصاحبة العلماء الصالحين يسيرة وسهلة وتكون بمصاحبة كتبهم والانتفاع بعلمهم ولو كانوا قد ماتوا قبل قرون.
ورابعها: التَّفَكُّرُ فِي العَوَاقِبِ، فَلا يَغُرَّنَّكَ بَرِيقُ البَاطِلِ، بَلِ انْظُرْ إِلَى نِهَايَتِهِ، وَلا يُثْبِطْنَّكَ الشيطان عن طَرِيق الحَقِّ، بَلِ انْظُرْ إِلَى عَاقِبَتِهِ وَجَزَائِهِ. فَصَاحِبُ البَصِيرَةِ هُوَ مَنْ يَرَى بِنُورِ اللهِ عواقب الأمور ومآلها.
.
وخَامسها: وَهُوَ سِياجُ كُلِّ مَا سَبَقَ: اجْتِنَابُ المَعَاصِي، فَإِنَّ الطَّاعَةَ نُورٌ، وَالمَعْصِيَةُ ظُلْمَةٌ، وَلا يَجْتَمِعَانِ.
فَاسْأَلْ نَفْسَكَ يَا عَبْدَ اللهِ: كَيْفَ يَرْجُو قَلْبٌ غَارِقٌ فِي ظُلْمَاتِ الذُّنُوبِ أَنْ يُبْصِرَ نُورَ الحَقِّ؟
إِنَّ للذُّنُوبِ رَانٌ عَلَى القَلْبِ يُطْفِئُ بَصِيرَتَهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14].
وَشَكَا رَجُلٌ إِلَى الإِمَامِ مَالِكٍ سُوءَ حِفْظِهِ، فَقَالَ لَهُ: "اتَّقِ اللهَ، فَإِنَّهُ سَيَجْعَلُ لَكَ نُورًا".
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَخُذُوا بِأسْبَابِ البصيرة في الدين، فَمَنْ أَخَذَ بِهَا أَشْرَقَ نُورُ البَصِيرَةِ فِي قَلْبِهِ، فَلَمْ تَخْدِعْهُ فِتْنَةٌ، وَلَمْ تَسْتَهْوِهِ شُبْهَةٌ، وَكَانَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيهِمْ:
(وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) [الفرقان: 73].
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ البَصِيرَةِ فِي الدِّينِ، وَمِنَ السَّائِرِينَ عَلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، اللَّهُمَّ نَوِّرْ قُلُوبَنَا بِالقُرْآنِ، وَبَصِّرْنَا بِالحَقِّ، وَاصْرِفْ عَنَّا الفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ بَعَثَهُ اللهُ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، مُحَمَّدٍ ﷺ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق