الحمدُ
للهِ الملِكِ القهَّار، العظيمِ الجبَّار، المُحيطِ علمُه وبصرُه وقُدرتُه بجميعِ
الخلائقِ في الآفاق، وفي كلِّ الأحوالِ والأحيان، عَظُمَ حِلمُه على مَن عصَاهُ
فسَتر، وأمهلَ أهلَ الذُّنوبِ وقبل من تاب وغفر، ويُملِي للفاجرِ حتى اذا أخذَهُ
لم يُفلِتْه، إنَّ أخْذَهُ أليمٌ شديد، واشهد أن لا إله الله وحده لا معبود بحق
إلا إياه واشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة وإصلاحًا، صلى الله عليه وعلى آلِه
وأصحابِه وأتباعِه إلى يومِ الدِّين وسلم تسليما
.أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا
اللهَ ورَاقِبُوْهُ، فالتَّقْوَى سَبَبٌ لِلْخَيرِ والثَّوَابِ، والنَّجَاةِ مِن
الشَّرِّ والعِقَابِ؛ ﴿ولَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا
لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.
عِبَادَ
الله: إِنَّهَا مَعصِيَةٌ قَبِيْحَة، وفِعْلَةٌ شَنِيعَةٌ، وهِيَ
جُرْثُومَةُ الفَسَادِ، وخَرَابُ العِبَادِ والبِلَاد؛ إِنَّهَا فَاحِشَةُ
الزِّنَى! قال ﷻ: ﴿ولا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ
كانَ فاحِشَةً﴾.
قال
السِّعْدِي: (أَي إِثمًا يُسْتَفْحَشُ في الشرعِ والعقلِ والفِطرة!).
وظُهُورُ
الزِّنَى: عَلَامَةٌ على زَوَالِ العَالَم؛ وخَرَابِ الدُّنيا والدِّين! قال ﷺ:
(مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ،
ويَثْبُتَ الجَهْلُ، ويُشْرَبَ الخَمْرُ، ويَظْهَرَ الزِّنَى).
والزِّنَى
آفَةٌ اجْتِمَاعِيَّةٌ، تَفْتِكُ بالبَشَرِيَّة! قال ابنُ عُثَيمين: (الزِّنَى:
جُرْثُومَةٌ فاسدة، يَجِبُ القضاءُ عليها؛ حتى لا تُفْسِدَ المجتمعَ كُلَّه؛ فهو
يُضَيِّعُ الأنسابَ، ويَنْشُرُ الأمراضَ؛ ويُحَوِّلُ المجتمعَ الإنسانيَّ إلى
مجتمعٍ بَهِيمِي). يقول ابنُ القيِّم: (والزِّنَى يجمعُ الشرَّ كُلَّه،
ويُشَتِّتُ القَلْبَ ويُمْرِضُهُ، ويَجْلِبُ الهَمَّ والحزنَ والخوف، ويُوجِبُ
الفقرَ، ويُقَصِّرُ العُمُرَ، ويَكْسُو صَاحِبَهُ سَوَادَ الوَجْهِ، وثَوْبَ
المَقْتِ بينَ الناس).
وإذا ظَهَرَ الزِّنَى في قَرْيَةٍ؛ فقد
أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِم عَذَابَ الله! قال ﷺ: (لَمْ
تَظْهَرِ الفَاحِشَةُ في قَوْمٍ قَطُّ،
حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا؛ إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ
والأَوجَاعُ التي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ في أَسْلَافِهِمُ).
وعَاقِبَةُ
الزِّنَى وَخِيْمَة، ونِهَايَتُهُ أَلِيْمَه؛ فَهُوَ يُؤَدِّي إلى
الفضيحةِ والعَار، والخِزْيِ والدَّمار، ثم إلى النَّارِ وبِئْسَ القرار!
قال ﷻ: ﴿إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾. وثَبَتَ أنَّ النبيَّ
ﷺ رأى بَيْتًا مَبْنِيًّا على مِثْلِ التَّنُّورِ، يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا؛
فاطَّلَعَ فيه، فإذا فِيهِ (رِجَالٌ ونِسَاءٌ عُرَاةٌ!)،
يَأتِيهِم لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُم، فَإِذَا أَتَاهُم ذلك اللَّهَبُ:
ضَجُّوا وصاحُوا! فقال لَهُ جبريلُ u: (أَمَّا
الرِّجَالُ والنِّسَاءُ العُرَاةُ، الَّذِينَ في مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ؛
فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ والزَّوَاني).
تَفْنَى
اللَّذَاذَةُ مِمَّنْ نَالَ صَفْوَتَهَا
مِنَ الحَرَامِ ويَبْقَى الإِثْمُ والْعَارُ
تَبْقَى
عَوَاقِبُ سُوءٍ في مَغَبَّتِهَا
لا خَيْرَ في لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ!
وما
مِنْ عَبْدٍ يَزْنِي؛ إِلَّا نَزَعَ اللهُ مِنْهُ نُورُ
الإِيمَانِ! قال ﷺ: (إذا زَنَى العَبْدُ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ).
والزَّانِي يُعَامَلُ بِنَقِيْضِ مَقصُودِه! فَإِنَّهُ
لَـمَّا أرَادَ اللَّذَّةَ بالحِرَام؛ عَاقَبَهُ اللهُ بِضِيْقَةِ الصَّدْرِ،
ووَحْشَةِ القَلْب! قال ابنُ القَيِّم: (إِنَّ مَا عِنْدَ اللهِ لا
يُنَالُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ، ولم يَجْعَلِ اللهُ مَعصِيَتَهُ سَبَبًا إلى خَيرٍ
قَط! ولو عَلِمَ الفَاجِرُ ما في العَفَافِ مِنَ السُّرُورِ وانْشِرَاحِ
الصَّدْرِ؛ لَرَأَى أَنَّ الذي فَاتَهُ مِنَ اللَّذَّةِ أَضَعَافَ أَضْعَاف!).
ومِنْ
شُؤْمِ الزِّنَى: أَنَّهُ وبَاءُ خَبِيثٌ؛ متى وقَعَ في
بَلَدٍ: عَمَّ ضَرَرُه، وانْتَشَرَ خَطَرُه!
سُئِلَ
النبيُّ ﷺ: (أَنَهْلِكُ وفِينَا الصالِحُون؟!)، قال: (نَعَمْ، إِذَا
كَثُرَ الخَبَثُ).
قال
العلماء: (الخَبَثُ: اسْمٌ يَجْمَعُ الزِّنَى وغَيْرَهُ مِنَ الشَّرِّ
والمُنْكَر. والمقصُودُ: أَنَّ نارَ الزنى إذا وقَعَتْ في موضعٍ واشتدَّت:
أَكَلَتِ الرَّطْبَ واليابسَ، والطاهرَ والنجسَ، ولا تُفَرِّقُ بين المؤمنِ
والمنافقِ، والمخالفِ والموافقِ).
وحَذَّرَ
النبيُّ ﷺ مِنْ أُنَاسٍ يَدْعُونَ إلى الزِّنا؛ بِتَغْيِيرِ اسْمِه! قال
ﷺ: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ
والحَرِيرَ والخَمْرَ والمَعَازِفَ). و(الحِرَ): هو الزِّنَى.
قال
العلماء: (هذا إِخْبَارٌ عَنِ اسْتِحْلَالِ المَحَارِم، ولَكِنَّهُ بِتَغْيِيرِ
أسمائِهَا). ومِنُ ذلك: وَصْفُ الزِّنَى بِالحُرِّيَّةِ الشخصيةِ، أو
مُمَارَسَةِ الحُبِّ، أو الصَّداقَةِ والتَّعَارُف!
فَاحْذَرُوا
شَيَاطِينَ الإِنسِ والجِنِّ؛ فَقَدِ اجْتَمَعُوا على تَحْسِيْنِ
الفَوَاحِشِ وتَزْيِينِها: عَبْرَ شَاشَاتٍ جَذَّابَة، وقَنَوَاتٍ
خَلَّابَة، ومَوَاقِعَ خَدَّاعَة! ﴿واللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ
عَلَيْكُم ويُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا
مَيْلًا عَظِيمًا﴾.
وحَذَّرَ
اللهُ مِنَ الاِقْتِرَابِ مِنَ الزنا؛ لأنَّ
القُلُوبَ ضعيفةٌ، والشَّهْوَةُ خَطَّافَة! قال U: ﴿وَلا تَقْرَبُوا
الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً﴾. قال السِّعدي: (والنهيُّ عن
قُربَانِهِ: أبلَغُ مِنَ النهيِ عن فِعْلِه؛ لأنَّهُ يَشْمَلُ النهيَ عن جميعِ
مُقَدِّمَاتِه ودَوَاعِيه؛ فإنَّ مَنْ حَامَ حَولَ الحِمَى؛ يُوشِكُ أنْ يَقَعَ
فيه).
ومِنَ
الأَسبَابِ الوَاقِيَةِ مِنَ الزِّنى: الحَذَرُ مِنَ
التَّبَرُّجِ والسُّفُورِ وأن تكون المرأة داعية للعفاف بحجابها وحيائها.
والحذرُ من القُربِ مِنْ أَمَاكِنِ الفِتَنِ
والشَّهَواتِ، ومَوَاطِنِ الفسادِ والآفَات. قال ﷺ: (العَيْنَانِ
زِنَاهُمَا النَّظَرُ، والأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، واللِّسَانُ
زِنَاهُ الْكَلَامُ، واليَدُ زِنَاهَا البَطْشُ، والرِّجْلُ
زِنَاهَا الخُطَا، والقَلْبُ يَهْوَى ويَتَمَنَّى؛ ويُصَدِّقُ ذَلِكَ الفَرْجُ
ويُكَذِّبُهُ).
واليوم
تحيط بالشباب والفتيات شرور خطيرة ، ووسائل انتشار الزنا وفتح أبوابه قد كثرة
وتعددت وكثير من الآباء والأمهات قد غفلوا عن تحصين ابناءهم وبناتهم وتربيتهم على
الهدى والتقى والعفاف.
ومِنْ
أَسْبَابِ الوِقَايَةِ مِنَ الزِّنَى: الدُّعَاء؛
فَقَدْ أَتَى شَابٌّ إلى النَّبِيِّ ﷺ، فقال له: (يا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ
لِي بِالزِّنَى!)، ثم دَعَا له ﷺ قائلًا: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ،
وطَهِّرْ قَلْبَهُ، وحَصِّنْ فَرْجَهُ)؛ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذلك الفَتَى يَلْتَفِتُ
إلى شيء! (فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ
أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِنْهُ): يَعْنِي الزِّنَا.
ونَارُ
الزِّنَى؛ تَبْدَأُ مِنْ شَرَارَةِ العَين! ولهذا أَمَرُ اللهُ بِـ(غَضِّ
البَصَر)، وقَدَّمَهُ على حِفْظِ الفَرْجِ؛ لأنَّ النَّظَرَ بَرِيْدُ الزِّنَى؛
فإِنَّ الحوادثَ مَبْدَؤُهَا مِنَ البَصَر، كما أَنَّ مُعْظَمَ النارِ مِنْ
مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ؛ فَتَكُونُ نَظْرَةٌ، ثُمَّ خَطْرَةٌ، ثُمَّ
خُطْوَةٌ، ثُمَّ خَطِيئَةٌ! قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ويَحْفَظُوا
فُرُوجَهُمْ﴾. قال العلماء: (الصَّبْرُ على غَضِّ البَصَرِ؛
أَيْسَرُ مِنَ الصَّبْرِ على ألَمِ ما بَعْدَهُ! والصَّبْرُ على طَاعَةِ الله،
أَهْوَنُ مِنَ الصَّبْرِ على عذابِ الله!).
أَقُوْلُ
قَولِي هذا، وأَستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاستَغفِرُوهُ
إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الخُطْبَةُ
الثَّانِيَة
الحَمدُ
للهِ على إِحسَانِه، والشُّكرُ لَهُ على تَوفِيقِهِ وامتِنَانِه، وأَشهَدُ أَن لا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ ورَسُولُه.
أَمَّا
بَعْدُ: فإنَّ مِمَّا يَعْصِمُ الإنسانَ مِنْ الزِّنَى: مخَافَةُ اللهِ
ومُرَاقَبَتُه؛ فَإِنَّهُ (إذا سَكَنَ الخوفُ
القُلُوبَ؛ أَحْرَقَ موَاضِعَ الشهوَاتِ مِنها). ومِنَ السَّبْعَةِ
الذينَ يُظِلُّهُمُ اللهُ يومَ القيامةِ: (رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ
مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فقال: إِنِّي أَخَافُ اللهَ). يقولُ ابنُ عُثَيمين:
(اللهُ يَبْتَلي المَرْءَ بِتَيْسِيرِ أَسبَابِ المَعْصِيَةِ لَهُ؛ لماذا؟!! ﴿لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ﴾).
ومَنْ
خَافَ الفِتْنَةَ، وخَشِيَ رَبَّهُ في الخَلْوَة،
وراقَبَهُ في السِرِّ والنَّجْوَى؛ فُتِحَتْ لَهُ الجَنَّة! ﴿وأُزْلِفَتِ
الجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ* هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ
أَوَّابٍ حَفِيظٍ* مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ
وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ* ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الخُلُودِ﴾.
وقَالَ
صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ الْفَرْجُ
وَالْفَمُ " وأَكْثَرَ مَا يُدْخِلُ الْجَنَّةَ؟ تَقْوَى اللهِ،
وَحُسْنُ الْخُلُقِ ". وقد مدح الله المتقين أصحاب
الجنة بأن من أهم صفاتهم التي يحبها الله حفظ الفروج إلا على أزواجهم.
وقَالَ صلى الله عليه وسلم: مَن يَضْمَن لي ما
بيْنَ لَحْيَيْهِ وما بيْنَ رِجْلَيْهِ، أضْمَنْ له الجَنَّةَ.. فمن
أوفى بشرط رسول الله ضمن له الجنة.
*
اللَّهُمَّ صل
وسلم، على النبي المصطفى والخليل المجتبى واله واصحابه وارْضَ اللَّهُمَّ
عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِين: أَبِي بَكرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ، وعَلِيّ؛
وعَنِ الصَّحَابَةِ والتابعِين، ومَنْ تَبِعَهُم بِإِحسَانٍ إلى يومِ الدِّين.
اللهم
اغفر ذنوبنا وطهر قلوبنا وحصن فروجنا
*
اللَّهُمَّ فَرِّج هَمَّ المَهمُومِينَ،
ونَفِّسْ كَرْبَ المَكرُوبِين، واقضِ الدَّينَ عَنِ المَدِينِين، واشْفِ مَرضَى
المسلمين.
*
اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا ووُلَاةَ
أُمُورِنَا، ووَفِّقْ (وَلِيَّ أَمرِنَا ووَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ
وتَرضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلبِرِّ والتَّقوَى.
عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ
وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ
وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
*
فَاذكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، واشْكُرُوهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ﴿ولَذِكْرُ
اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تصنعون