الخميس، 18 أبريل 2019

كيف نربح رمضان ؟ استقبال رمضان بالتوبة النصوح



يتكرر رمضان على كثير من المسلمين كل سنة !    فمن ربح رمضان  ومن خسر ؟
وهذا السؤال  ينبغي أن يسأله العاقل نفسه ويجيب عليه إجابة عملية فعلية وهو كيف اربح رمضان؟
حتى نربح رمضان يجب علينا أن نعمل عدة اعمال ..أولها  التوبة وأن نستقبل رمضان بالتوبة الصادقة النصوح لأن التوبة من العمل الذي يحبه وينفعنا عند الله ويعيننا على الخير ويعطينا فرصة كبيرة للربح في رمضان
قال الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا}
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرُهُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ التَّوْبَةُ النَّصُوحُ: أَنْ يَتُوبَ مِنْ الذَّنْبِ ثُمَّ لَا يَعُودُ إلَيْهِ .
والاستقامة على الدين وعلى العمل الصالح في رمضان وغيره لا تكون إلا بتوبة  (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
والإيمان والعمل الصالح   والاستمرار على ذلك والثبات عليه في رمضان وغيره لا يكون بتوبة صالحة خالصة (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)
والنجاة والفلاح في رمضان وغيره لا يكون بالتوبة النصوح (فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ)
وكما أن الطهارة تجب على المسلم  قبل الصلاة فكذلك التوبة مقدمة على الطهارة في كتاب الله فيجب أن نستقبل العبادات وخاصة العظيمة كرمضان بالتوبة  النصوح (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
عباد الله : الْعَبْدُ إِذَا أَعْرَضَ عَنِ اللَّهِ وَاشْتَغَلَ بِالْمَعَاصِي ضَاعَتْ عَلَيْهِ أَيَّامُ حَيَاتِهِ الْحَقِيقِيَّةُ الَّتِي يَجِدُ غِبَّ إِضَاعَتِهَا يَوْمَ يَقُولُ: {يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}
وإِنَّ مِنْ عُقُوبَةِ السَّيِّئَةِ السَّيِّئَةُ بَعْدَهَا، فيجب أن نتوب إلى الله من السَّيِّئَةِ حتى ننجو من عقوبتها ومن عقوباتها العاجلة الحرمان من الحسنة  
فَمن غفل عن التوبة ضَاعَ عَلَيْهِ عُمُرُهُ كُلُّهُ، وَذَهَبَتْ حَيَاتُهُ بَاطِلًا، وَتَعَسَّرَتْ عَلَيْهِ أَسْبَابُ الْخَيْرِ بِحَسْبِ اشْتِغَالِهِ بِأَضْدَادِهَا، وَذَلِكَ نُقْصَانٌ حَقِيقِيٌّ مِنْ عُمُرِهِ وإيمانه..
وَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ يُعَانِي الطَّاعَةَ وَويجاهد نفسه عليها فيَأْلَفُهَا وَيُحِبُّهَا وَيُؤْثِرُهَا حَتَّى يُرْسِلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِرَحْمَتِهِ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ تَؤُزُّهُ إِلَيْهَا أَزًّا، وَتُحَرِّضُهُ عَلَيْهَا، وَتُزْعِجُهُ عَنْ فِرَاشِهِ وَمَجْلِسِهِ إِلَيْهَا.
وَلَا يَزَالُ يَأْلَفُ الْمَعَاصِيَ وَيُحِبُّهَا وَيُؤْثِرُهَا، حَتَّى تتسلط  علَيْهِ الشَّيَاطِينُ، فَتَؤُزُّهُ إِلَيْهَا أَزًّا.
فَالْأَوَّلُ قَوّى جَنَّدَ الطَّاعَةَ بِالْمَدَدِ، فَكَانُوا الملائكة مِنْ أَكْبَرِ أَعْوَانِهِ، وَالثاني قَوّى جَنَّدَ الْمَعْصِيَةَ بِالْمَدَدِ فَكَانُوا الشياطين أَعْوَانًا عَلَيْهِ
قال الله (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
اقل ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب
الخطبة الثانية : الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى
اعلموا رحمكم إن من كان عليه قضاء من رمضان الماضي فإنه يجب اغتنام ما بقي من شعبان لصيام القضاء لأن تاخير القضاء إلى رمضان لا يجوز لمن يستطيع القضاء .
 إخوة الإيمان :  إن كثير من النّاس لا يستحضر عند التّوبة الذنوب التي يتوب منها  إلّا بعض المعاصي او بعض الفاحشة أو مقدّماتها أو بعض الظّلم باللّسان أو اليد، وقد يكون ما تركه من المأمور الّذي يجب عليه في باطنه وظاهره من شعب الإيمان وحقائقه أعظم ضررا عليه ممّا فعله من بعض الفواحش؛ فإنّ ما أمر الله به من حقائق الإيمان الّتي بها يصير العبد من المؤمنين حقّا أعظم نفعا من نفع ترك بعض الذّنوب الظّاهرة،
ولسائل أن يسأل  ويقول : ما هي حقائق الإيمان الّتي   تجب التوبة من التقصير فيها :
الجواب :
حقائق الإيمان الّتي تجب علينا التوبة من التقصير فيها  كثيرة ومن أهمها  :  حبّ الله ورسوله، فإن ضعف حب الله ورسوله هو سبب ضعف إيماننا وسبب ضعف تقصيرنا في الأعمال الصالحة قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُوقَدَ لَهُ نَارٌ فَيُقْذَفَ فِيهَا
ومحبة الله ورسوله لها علامة تبين الصادق من الكاذب وهذه العلامة والدليل الذي يعرف به الصادق في حبه لله ورسوله هي تصديق  الرسول فيما أخبر وطاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .. قال الله قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
ومن حقائق الإيمان التي نغفل عنها  وعن تقويتها في قلوبنا ونغفل عن التوبة من التقصير فيها  حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك من الحقائق الإيمانية التي يجب العناية بها لأن العبودية لله لا تتم إلا بتحقيق هذه الحقائق 
 والناس يتفاضل ويتفاوتون  فيما يتعلق بزيادة الإيمان ونقصه  وحب الله ورسوله وخشية الله، والإنابة إليه، والتوكل عليه، والإخلاص له، وفي سلامة القلوب من الرياء، والكبر والعجب، واتصاف القلوب بالرحمة للخلق والنصح لهم.  
 والتّوبة واجبة على كلّ مسلم في كلّ حال، وخاصة التوبة من الخلل والتقصير في أعمال القلب لأن فساد القلب يفسد كل شيء وبصلاحه يصلح كل شيء .
 فالتوبة في كل حين ومن كل ذنب واجبة والمسلم عليه أن يتوب دائما .. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ)   وقال الله (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق