نتعرض لكثير من المصائب العامة والخاصة - القحط - الغلاء - الفساد في كثير من المجالات - الجرائم - تسلم المناصب لغير أهلها - قسوة القلوب - .....الخ.
وقد لفت نظري بعض الإخوة بقوله : كثرت المصائب في جدة بسبب ذنوب أهلها !!
ولا ينكر عاقل إن الفساد الموجود في الرياض إن لم يكن مساويا لفساد جدة فليس بأقل.
أيها الإخوة والأخوات :
لاشك إنه ما وقع من مصيبة إلا بذنب ، قال الله تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)الشورى - الآيــة 30.
وقال الله لأوليائه الصالحين من الصحابة في مصيبة " أحد " : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) آل عمران - الآيــة 165
وكان هذا الجيش بقيادة الرسول !!
وقد قال الله : (قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ) ! فماذا نقول - نحن - لأنفسنا الكاسبة لكثير من الذنوب والمفرطة في حق الله ؟!!
بل إن الله خاطب رسوله بقوله : ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا) النساء - الآيــة 79.
وهو خطاب لأمته من باب أولى !!
مسألة :
بعض الناس يقصر مثل هذه المصائب ويحصرها في إنها " قضاء الله وقدره " .
وهذا لا ينفي إنها عقوبة على ذنوبنا ومن تقدير الله كما في قوله : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) الحديد - الآيــة 22.
وقوله : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) التغابن - الآيــة 11 .
وكونها من " قضاء الله وقدره " ليس عذرا لنا في الوقوع في المعاصي ، لأن الواجب علينا أن ننتهي عما نهانا الله عنه ، ونفعل ما أمرنا الله به ، وقد أخبرنا الله بسنته في من عصاه محذرا ومنذرا من مشابهته في عمله - المعصية - فيصيبنا الله بعدله فيه.
مسألة :
هل تصيب الناس عقوبة لكل معاصيهم ؟
الله سبحانه حليم يحلم عمن عصاه ويهمله لعله يتوب ويتذكر ويبدل بعد إساءته إحسانا وإستسلاما وطاعة، كما في قوله سبحانه : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) النحل - الآيــة 61 .
وقال سبحانه : ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ) فاطر - الآيــة 45
مسألة :
بعض الناس يسأل عن الصالح الذي تصيبه المصيبة العامة وهو ليس له - فيما يظهر - ذنوب ؟
فالناس أمام العقاب وما يقع من عقوبات المعاصي ، يمكن يقسموا إلى ثلاثة أصناف :
1- صالح مصلح ، فما أصابه رفعة لدرجاته ، - وهو ليس معصوما من الذنوب ، ولكنها مغمورة بحسناته الكثيرة وتوبته - .
2- عاصي ، فما أصابه يكفر من ذنوبه ، وقد يكون سببا في توبته ورجوعه من المعصية إلى الطاعة.
3- بعيد عن المصيبة وعن ضررها ، فهي عبرة له وموعظة وتذكرة.
وأيضا هناك فرق بين الحالة الفردية الخاصة وبين الحالة العامة .
وأيضا هناك فرق بين الحالة الفردية الخاصة وبين الحالة العامة .
اللهم تب علينا جميعا ولا تؤاخذنا بذنوبنا واغفر لنا وارحمنا.
إضافة:
عقوبات الذنوب ثلاثة أقسام :
1- عقوبات في الدنيا .
وقد تقع أو يقع بعضها ، وبعض الناس لا تعجل له عقوبته في الدنيا ، وهذا - والله أعلم - أريد به شر في الأخرى.
2- عقوبات في القبر.
ومنها دائم ، ومنها منقطع بأسباب منها :
ولد صالح يدعو له ، صدقة جارية .
3- عقوبات الأخرة .
وأشد عقوبات الأخرة دخول النار ، ولكن المسلم لا يخلد في جهنم .
نعوذ بالله من النار ومن سيئات أعمالنا وشرور أنفسنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق