الخميس، 4 ديسمبر 2014

( هذا بعض واقعنا ) قصيدة الشيخ سفر الحوالي



قصيدة الشيخ ‫سفرالحوالي‬ تنشر لأول مرة , كتبها  عام 1418هـ .. ‫




بعنوان ( بعض واقعنا )




01- أَمَا لَنَا زَوْرَقٌ إِلاَّ مَآسِينَا
تَهْوِي بِنَا وَرِيَاحُ الْقَهْرِ تَطْوِينَا

02- تَصَرَّمَ الدَّهْرُ وَالْأَنْظَارُ حَائِرَةٌ
بِأيِّ شَطٍّ نَرَى الْأَحْدَاثَ تُرْسِينَا

03- وَلَوْعَةُ الْحُزْنِ تَسْرِي فِيْ ضَمَائِرِنَا
تَقْتَاتُ رَجْعًا شَجِيًّا مِنْ أَمَانِينَا

04- وَالْلَيْلُ -وَالدَّهْرُ لَيْلٌ كُلُّهُ أَبَدًا-
يَجِيشُ بِالدَّمْعِ مَوْجًا فِيْ مَآقِينَا

05- هَذَا الْفَضَاءُ سَرَابٌ لَا قَرَارَ لَهُ
ضَاعَتْ بِأَرْجَائِهِ أَصْدَاءُ حَادِينَا

06- لَا يَنْزِفُ الجُرْحَ إِلَّا مِنْ جَوَانِحِنَا
لَا يَسْكُنُ الْقَيْدُ إِلَّا فِيْ أَيَادِينَا

07- سِرْنَا وَلَمْ تَصْحَبِ الدُّنْيَا مَسِيرَتَنَا
نَبْكِيْ وَلِلْمَجْدِ شَدْوٌ مِنْ أَغَانِينَا

08- عَلَىْ لَظَىْ اليَأْسِ أَرْسَيْنَا مَرَاكِبَنَا
وَفِيْ حِمَى الْبُؤْسِ لَمْ تَبْرَحْ مَغَانِينَا

09- قَدْ عَادَ يَرْحَمُنَا مَنْ كَانَ يَحْسُدُنَا
وَصَارَ يَنْدُبُنَا مَنْ كَانَ يَهْجُونَا

10- وَارْتَدَّ يُطْعِمُنَا مَنْ كَانَ يَسْأَلُنَا
وَصَارَ شَامِتُنَا عَطْفًا يُحَابِينَا

11- أَرَاذِلُ النَّاسَ بِالْأَوْزَارِ تَرْجُمُنَا
وَأَزْهَدُ النَّاسِ فِيْ الْأَقْنَانِ يَشْرِينَا

12- وَالْقَهْرُ يَدْمَغُنَا وَالرُّعْبُ يَسْكنُنَا
وَالزَّيْفُ يَسْلبُنَا أَدْنَى مَعَانِينَا

13- طَالَتْ عَلَى مَضَض الْأَيَّامِ غُصَّتُنَا
فَالْأَمْسُ يَنْهَشُنَا وَالْيَوْمُ يُشْجِينَا

14-فَمَا لَنَا بَلْسَمٌ إِلَّا مَرَارَتُنَا
وَلَا لَنَا مُشْفِقٌ إِلَّا أَعَادِينَا

15- وَإِنْ شَكَوْنَا فَلَا حُرٌّ يُصَبِّرُنَا
وَلَا مُوَاسٍ بِبَعْضِ الْقَوْلِ يُسْلِينَا

16- لَا نَدْفَعُ الظُّلْمَ إِلَّا عَنْ مُحَارِبِنَا
وَلَا نُحَارِبُ إِلَّا مَنْ يُوَالِينَا

17- لَا نَقْبَلُ الْحَقَّ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِنَا
وَلَا نَرَى الشَّرَّ إِلَّا فِيْ تَآخِينَا

18- وَلَا نَرَى الْخَيْرَ إِلَّا فِيْ تَفَرُّقِنَا
وَلَا الْأُخُوَّةُ إِلَّا فِيْ تَعَازِينَا

19- حَيَاتُنَا كُلُّهَا بِالنِّفْطِ قَدْ مُزِجَتْ
فَلَا نَرَى المَاءَ صَفْوًا فِيْ أَوَانِينَا

20- نُصَافِحُ الذِّئْبَ فِيْ ذُلٍّ وَمَسْكَنَةٍ
وَلَا نُلَوِّحُ مِنْ بُعْدٍ لِأَهْلِينَا

21- نَأْبَى الطَّرِيقَ وَإِنْ كَانَتْ مُعَبَّدَةً
وَنَرْكَبُ السَّفْحَ وَالْأَحْرَاشُ تَفْرِينَا

22- لَا نَشْرَبُ المَاءَ عَذْبًا مِنْ مَنَابِعِنَا
وَنَشْتَرِيهِ أُجَاجًا مِنْ مَوَالِينَا

23- لَا نَعْرِفُ الْفَخْرَ إِلَّا مِنْ هَزَائِمِنَا
وَمَا لَنَا سَاتِرٌ إِلَّا مَخَازِينَا

24- سُيُوفُنَا ضَرْبُهَا فِيْ قَلْبِ حَامِلِهَا
رِمَاحُنَا غَائِرَاتٌ فِيْ تَرَاقِينَا

25- سِهَامُنَا صَائِبَاتٌ فِيْ مَحَاجِرِنَا
خُيُولُنَا رَكْضُهَا فِيْ صَفِّ غَازِينَا

26- كَانَتْ فِلَسْطِينُ أَقْصَى مَا يُؤَرِّقُنَا
فَصَارَ أَدْنَى مَآسِينَا فِلَسْطِينَا

27- لَنَا يَهُودٌ إِذَا قِسَتَ الْيَهُودَ بِهِمْ
غَبطْتَ أَهْلاً لَنَا فِيْ الْقُدْسِ عَانِينَا

28- لِـمَشْرَعِ الْكُفْرِ فَتْكٌ فِيْ شَرِيْعَتِنَا
وَلِلضَّلَالَاتِ خَبْطٌ فِيْ نَوَاصِينَا

29- عَبَاءَةُ الدِّينِ لِلدَّجَالِ نُلْبِسُهَا
وَفَرَخُ ((بَلْعَامَ)) شَيْخِ التِّيهِ يُفْتِينَا

30- أَصْنَامِنَا الْيَوْمَ أَرْبَابٌ مُسَلَّطَةٌ
لَا تَمْنَحُ الْقُوْتَ إِلَّا لِلْمُصَلِّينَا

31- سُوْسُ المُرَابِينَ يَفْرِي فِيْ دَرَاهِمِنَا
وَمُنْكَرَاتُ ((سَدُوْمٍِ)) فِيْ نَوَادِينَا

32- تَطْفِيْفُ ((مَدْيَنَ)) بَعْضٌ مِنْ تَظَالُمِنَا
وَكِبْرُ ((فِرْعَوْنَ)) جٌزْءٌ مِنْ طَوَاغِينَا

33- وَبَغْيُ ((قَارُوْنَ)) شَيْءٌ مِنْ تَعَامُلِنَا
وَسِحْرُ (( هَارُوْتَ)) فَيْضٌ مِنْ تَعَادِينَا

34- وَنَارُ ((نَمْرُوْدَ)) نَوْعٌ مِنْ عُقُوبَتِنَا
وَجَوْرُ ((هَامَانَ)) جُبْنٌ فِيْ زَبَانِينَا

35- جُحُوْدُ ((عَادٍ)) قَلِيْلٌ عِنْدَ مُلْحِدِنَا
وَ((نَاقَةُ اللهِ)) عَنْزٌ عِنْدَ عَادِينَا

36- وَبَطْشُ ((جَالُوْتَ)) عَدْلٌ عِنْدَ فَاتِكِنَا
وَفِعْلُ ((دَاوُدَ)) إِرْهَابٌ يُجَنِّينَا

37- وَنُصْحُ ((لُقْمَانَ)) لَغْوٌ فِيْ صَحَائِفِنَا
وَحُزْنُ ((يَعْقُوْبَ)) صَبْرٌ فِيْ مَآسِينَا

38- عَفَافُ ((يُوْسُفَ)) كَبْتٌ فِيْ حَضَارَتِنَا
وَزهْدُ ((يَحْيَى)) هَوَانٌ فِيْ تَبَاهِينَا

39- وَصَبْرُ أَيُّوْبَ حُزْنٌ فِيْ تَسَخُّطِنَا
وَصَفْحُ ((عِيْسَى)) خُنُوْعٌ فِيْ تَدَاعِينَا

40- أَسْتَغْفِرُ اللهَ! هَذَا بَعْضُ وَاقِعِنَا
لَـمَّا غَدَونَا بِأَرْضِ التِّيْهِ ثَاوِيْنَا

41- كُلُّ المَعَايِيرِ قَدْ ضَاعَتْ مُبَعْثَرَةً
لَـمَّا تَوَغَّلَ فِيْ الظَّلْمَاءِ سَارِينَا

42- وَهَكَذَا كُلُّ قَلْبٍ صَارَ مُنْتَكِسًا
يَرَى الرَّشَادَ عَمًى وَالْلَبْسَ تَبْيِينَا

43 وَهَكَذَا صَارَتْ الْأَيَّامَ تُنْكِرُنَا
أَنَّى سَلَكْنَا وَصَارَ المَجْدُ يَقْلِينَا

44- وَلَا رَجَاءٌ سِوَى غَيْثٌ يَمُنُّ بِهِ
رَبُّ السَّمَوَاتِ بِالْإِيْمَانِ يُحْيِينَا


 ١٤١٨هـ