الأربعاء، 30 أبريل 2014

معنى تدهن فيدهنون


قال الله تعالى : {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}

ودوا لو تدهن :أي تمنوا وأحبوا لو تلين لهم.

ودوا لو تدهن: تنافق ، والادهان: النفاق وترك المناصحة والصدق.. ويقال: لو تكفر فيكفرون.. ويقال: لو تصانع فيصانعون.. ويقال: أدهن الرجل في دينه وداهن إذا خان وأظهر خلاف ما أضمر.

وفعل {تُدْهِنُ} مشتق من الإدهان وهو الملاينة والمصانعة، وحقيقة هذا الفعل أن يجعل لشيء دهنا إما لتليينه وإما لتلوينه، ومن هذين المعنيين تفرعت معاني الإدهان كما أشار إليه الراغب.

وقوله : { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ }: أخبر أنهم يحبون إدْهَانَه ليدهنوا، فهم لا يأمرونه نصحًا، بل يريدون منه الإدهان، ويتوسلون بإدهانِه إلى إدهانهم، ويستعملونه لأغراضهم في صورة الناصح.
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 4 / ص 144)

(قال ابن عباس وعطية والضحاك والسدي: ودوا لو تكفر فيتمادون على كفرهم.
وعن ابن عباس أيضا: ودوا لو ترخص لهم فيرخصون لك.
وقال الفراء والكلبي: لو تلين فيلينون لك.
والادهان: التليين لمن لا ينبغي له التليين؛ قاله الفراء.
 وقال مجاهد: المعنى ودوا لو ركنت إليهم وتركت الحق فيمالئونك.
 وقال الربيع بن أنس: ودوا لو تكذب فيكذبون.
وقال قتادة: ودوا لو تذهب عن هذا الأمر فيذهبون معك.
 الحسن: ودوا لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم.  وعنه أيضا: ودوا لو ترفض بعض أمرك فيرفضون بعض أمرهم.
 زيد بن أسلم: لو تنافق وترائي فينافقون ويراؤون.
وقيل: ودوا لو تضعف فيضعفون.
 قال أبو جعفر. وقيل: ودوا لو تداهن في دينك فيداهنون في أديانهم؛ قاله القتبي. وعنه: طلبوا منه أن يعبد ألهتهم مدة ويعبدوا إلهه مدة. فهذه اثنا عشر قولا.
تفسير القرطبي - (ج 18 / ص 230)

وما نقله القرطبي من هذه الأقوال يعطي مفهوما واسعا لمعنى الآية.
ويتري دلالاتها الكبيرة.

وأدهن وداهن واحد.
وقال قوم: داهنت  بمعنى واريت. وأدهنت بمعنى غششت.
وقال الضحاك: {مُدْهِنُونَ} معرضون.
مجاهد: ممالئون الكفار على الكفر به.
 ابن كيسان: المدهن الذي لا يعقل ما حق الله عليه ويدفعه بالعلل. وقال بعض اللغويين: مدهنون تاركون للجزم في قبول القرآن.
تفسير القرطبي - (ج 17 / ص 228)

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

بعض معاني همزة الاستفهام


همزة الاستفهام قد ترد لمعان أخر، بحسب المقام، والأصل في جميع ذلك معنى الاستفهام.

الأول: التسوية: نحو " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم " . قال بعض النحويين: لما كان المستفهم يستوي عنده الوجود والعدم، وكذا المسوي، جرت التسوية بلفظ الاستفهام. وتقع همزة التسوية بعد سواء، وليت شعري، وما أبالي، وما أدري.

الثاني: التقرير: وهو توقيف المخاطب على ما يعلم ثبوته أو نفيه. نحو قوله تعالى " أأنت قلت للناس: اتخذوني " .

الثالث: التوبيخ: نحو " أأذهبتم طيباتكم، في حياتكم الدنيا " . وقد اجتمع التقرير والتوبيخ في قوله تعالى " ألم نر بك فينا وليداً " .

الرابع: التحقيق: نحو قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين، بطون راح

الخامس: التذكير: نحو " ألم يجدك يتيماً فآوى " .

السادس: التهديد: نحو " ألم نهلك الأولين " .

السابع: التنبيه: نحو " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء " .

الثامن: التعجب: نحو " ألم تر إلى الذين تولوا قوماً، غضب الله عليهم " .

التاسع: الاستبطاء: نحو: " ألم يأن للذين آمنوا " .

العاشر: الإنكار: نحو " أصطفى البنات على البنين " .

الحادي عشر: التهكم: نحو " قالوا: يا شعيب أصلاتك " .

الثاني عشر: معاقبة حرف القسم: كقولك: آلله لقد كان كذا. فالهمزة في هذا عوض من حرف القسم. وينبغي أن تكون عوضاً من الباء دون غيرها، لأصالة الباء في القسم.


المرجع :
الجنى الداني في حروف المعاني