الخميس، 24 مايو 2012

حصاد التغريب في بلاد الحرمين

حصاد التغريب في بلاد الحرمين
بقلم يوسف بن صالح الخزيم
مقال مهم جدا فيه رصد للحركة التغريبية في المملكة ووقفات جميلة

حصاد التغريب في بلاد الحرمين
بقلم يوسف بن صالح الخزيم


ليست هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها المسلمون عدوَّاً برمكيَّاً ،
كما أنها ليست الأولى التي يواجهون فيها تمدداً قرمطيَّاً ،
ولكنها الأولى التي يتواطأ فيها الطرفان تحت القيادة الأمريكية للقضاء على الإسلام في مهبط الوحي وقبلة المسلمين .
وإذا كان السلاجقة والبويهيون والتتر ، تشرئب أعناقهم وتتشوف نفوسهم لاحتلال بلاد الحرمين
وأرض الخيرات ، فإن البرامكة والفاطميون يواصلون خطط الليل بخطط النهار للحصول على الجائزة الأمريكية الكبرى في الوقت الذي تمتلئ مدرجات الملاعب ومزايين الإبل بشباب وشياب
هذه البلاد ، وما أرض الرافدين عنا ببعيد !!
وليس موضوع هذا المقال عن أحفاد كسرى ..
وإنما المقصود منه بيان خطر (( ابن البرمكي )) ورفاقه وسعيه الشديد بكل ما أوتي من قوة إلى أََمْرَكَة أهل هذه البلاد المباركة من خلال النفوذ السياسي وتطويع السلطة التشريعية لخدمة الأهداف الأمريكية في أرض محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد سار في هذا مغمضاً عينيه عن كلِّ مايهزُّ أركان المُلْك ، يذكرني بقول ابن كثير رحمه الله في وصف ملك الفرنجة حينما دخل الاسكندرية واستولى عليها ونشر الفساد -قبل أن يسقط -
قال: (( ثم إنه لعنه الله ، خدعته نفسه اللعينة ومنته أمنيته المهينة ، واغتر بما أصاب من الإسكندرية واعتقد أن كل بيضاء شحمة ، وأن كل حمراء لحمة ، فطرق ثغر طرابلس المحروس في أوائل سنة تسع وستين وسبعمائة ، وقد كان بعض منافقيها ممن هو على دينه وهو يخادع المسلمين أعلمه أن نائبها ليس بها ، وقد عزل منها أيضاً حاجبها ، وتفرق جيشها في القسم ،
ولم يبق منهم إلا الرسم ...)) انتهى كلامه رحمه الله .
أقول: والله جل شأنه له الحكمة البالغة ، والمشيئة النافذة فيما يقدِّر بين عباده ، وهو سبحانه مسبِّب الأسباب ومقدر المقادير، ولا يخلق عزوجل شراً محضاً .
ولعل من الحِكَم -والله سبحانه أعلم : تمحيص المؤمنين الصادقين المخلصين (( وليمحص مافي قلوبكم )) (( وليمحص الله الذين آمنوا )) ومنها : فضح المنافقين المستترين ((ولتستبين سبيل المجرمين )) ، فلا يحيا أحد الطرفين إلا بوضوح وبينة ، ولا يهلك من يهلك إلا بوضوح وبينة .
ومن الواجب التنبيه عليه أن التسليم لقضاء الله وقدره وحُكمه وحِكمته ، مع الأخذ بأوامره واجتناب نواهيه ، بطَرْق أسباب النجاة هي جادة أهل الحق .
وفي خلال العِقْدِ المنصرم تمكن العدو من فعل مايكون أسرع إلى بلوغ مُرامه عبر القرارات المعلنة والأوامر السريِّة والإيحاءات والمكالمات مما يخالف شرع الله ونظام البلاد ، حاولت في هذه المقالة سرد ماتذكرت منها وفتح الباب للمصلحين لتلمس أسباب النجاة ، ثم أتبعتها بتصورات وتوصيات تحتاج إلى تدارك الأمر بأسرع وقتٍ ممكن ، قبل أن يكتب أبا البقاء الرََّندي فينا ماكتبه في إشبيلية.
وقد حاولت ترتيبها زمنيَّاً قدر الاستطاعة ، وقد أقدم الأخطر ،وكثير منها وقع في زمن واحد ، وأيام متقاربة ، مما يدل على مسابقة الزمن :
١-دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات مع وزارة المعارف . وهذا أول حدث يكشف الوجه الليبرالي المتنفذ.
٢-التحايل في محاكمة الملحدين والزنادقة .
٣-تحويل محاكمة كفر الإعلام وفجوره إلى حاميته ( وزارة الإعلام) بدل أن يكون لدى القضاءالشرعي.
٤-الدعوة المطلقة لحوار الأديان .
٥-نشر المدارس الأجنبية الكافرة ، والسماح لأبناء البلد بالدخول فيها بعد أن كان محظوراً.
٦-السماح للمرأة السعودية بإصدار بطاقة بصورتها مع وجود البديل الأكثر أمناً، ثم فرضها بعد ذلك في بعض القطاعات والكليات تدريجياً .
٧-إدخال اللغة الإنجليزية في مناهج المرحلة الإبتدائية .
٨-تفعيل ( منتدى جدة الإقتصادي) لتشريع الإختلاط والزج بالمرأة المسلمة في السوق المختلطة بدون ضوابط ، ثم بعد ذلك أصبحت الغرف التجارية عموماً تتبنى هذا .
٩-السعي الحثيث لتقنين الأحكام الشرعية القضائية .
١٠-الإبتعاث الخارجي لبلاد الكفار والإفرنج ( وهي الورقة الأخطر، والتي يراهن عليها العدو للتغيير القادم ). وسواءً كان اختيارياً أم إجبارياً كما في بعض أقسام الدراسات العليا .
١١-تأسيس جامعة ( كاوست ) لتقنين الإختلاط وإعلان البدء في تطبيقه في التعليم .
١٢-تعيين أول امرأة نائبة وزير .
١٣-البدء بتطبيق الإختلاط في الصفوف الأولية في التعليم .
١٤-إهانة أهل العلم والغيرة ممن يقف في وجه التغريب ( منهم من كان بالإبعاد عن المنصب الحساس ، ومنهم من كان بالسجن ، ومنهم من كان بالعزل عن الفتيا ، ومنهم من كان بالإيقاف عن الدروس والتهديد بالمحاكمة ).
١٥-السعي الحثيث لتحويل الإجازة الأسبوعية ليومي السبت والأحد عيدا اليهود والنصارى ،
وقد انطلت هذه حتى على بعض الصالحين ممن لايدرك المآلات .
١٦-منع وتحجيم دور الإعلام الدعوي والاحتسابي ( قناة الأسرة، صحيفة حرف الألكترونية، صفحات ومواقع بعض أهل العلم ، رسائل الجوال الرسمية ، ومنع كل ما من شأنه تشويه صورة البرامكة ومشروعهم ).
١٧-قرار ( قصر الفتوى ) والغرض منه ، والتناقض الكبير في تطبيقه .
١٨-استغلال بعض المنتسبين للعلم والدعوة والإحتساب والقضاء لضرب فتاوى العلماء بعضها ببعض ، ولهزّ ثقة الناس بالعلماء والمحتسبين ( كالاختلاط ، وتوسعة المسعى من حيث طريقة فرضه لامن حيث الاجتهاد فيه ).
١٩-قرار ( تجريم الكلام برجال الدولة ) ، وذلك استعداداً للمرحلة بعدها .
٢٠-السعي الحثيث لرفع الولاية الشرعية عن المرأة ، ومنع تزويج القاصرات ، وعدم اشتراط المحرم في كثير من الأمور: كالسفر وسكنى الفنادق ونحوها.
٢١-اختطاف ( معرض الكتاب الدولي ) ، والسماح ببيع الكتب الإلحادية ، والروايات الجنسية فيه ، واستضافة بعض الزنادقة من ذكور وإناث وتقديمهم للجيل كقدوات ، وهذا كله باختلاط وتبرج وسفور ، مع منع للاحتساب بتحدٍّ وتعسكر .
٢٢-التصعيد الإعلامي في وقت انطلاقة الثورات في الدول المجاورة : لمحاولة فرض وقبول المجتمع ل( قيادة المرأة للسيارة ).
٢٣-إقحام المرأة في كلٍّ من : المجالس البلدية، مكاتب المحاماة، مجلس الشورى ، إدارات التعليم،
السكارتارية عند بعض الوزراء ونوابهم ، الجوازات ، حرس الحدود ، الفروسية، الطيران ، التدريب المهني ، الغرف التجارية وأخيراً : مديرات فروع وزارة العمل في جميع المناطق !
٢٤-تقصد الاختلاط في اللقاءات الإعلامية والتعليمية ، وفي الدورات وورش العمل ، وحفلات التخرج ونحوها.
٢٥-تشجيع القنوات الفضائية الهابطة على حرب الفضيلة ، والإيعاز للصحف الورقية وبعض كتابها بفتح النار على المحتسبين وأهل الفضل والعلم ، وشراء ذممهم من بيت مال المسلمين .
٢٦-تحجيم دور الجامعات الشرعية ، وتغريبها عبر رموز تسترزق بمحاربة العلم وطلابه ،والقضاء على الخصوصية الشرعية فيه ، والمناهج العلمية السلفية الأصيلة ، بما في ذلك المعاهد العلمية ،
وإدخال العلوم الأخرى لتزاحمها .
٢٧-العمل على تقليص ( اللغة العربية ) في الجامعات والتعليم العام ، وإحلال الإنجليزية مكانها تدريجيّاً .
٢٨-استغلال النوادي الأدبية لتشجيع الأفكار المنحرفة ، وتشجيع الفتيات للانزلاق فيها باسم الأدب والثقافة والتنور والحرية .
٢٩-تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية باختلاط مع الرجال الأجانب ، والاحتيال على النظام فيها ، وضرب فتاوى العلماء الرسميين في شأنها عرض الحائط ، مع رفض فكرة الأسواق النسائية المغلقة .
٣٠-السعي لعدم إغلاق المحلات التجارية أوقات الصلوات المفروضة .
٣١-تعزيز كل مامن شأنه إشاعة الإختلاط وتطبيعه في نفوس الناس ، باسم الوطنية ، والوفود الخارجية ، بدعوى الاستفادة من الخبرات العالمية، ومن ذلك : ( الاحتفال باليوم الوطني ، مهرجان الجنادرية ، الأسواق الشعبية المختلطة، ماسمي بحلبة الريم ونحوها )
٣٢-تكريم الكفار لبعض المنتسبات للإسلام ، لجعلها قدوة لبنات جنسها .
٣٣-السعي الشديد والتخطيط الماكر لتغيير المناهج الدراسية في التعليم العام لكلا الجنسين.
٣٤-ظهور أول سب لله سبحانه وتعالى ، وظهور أول سب للنبي صلى الله عليه وسلم ؟!
{وهذه أخطر الأمور المذكورة على الإطلاق } .
٣٥-السماح للعزاب بالدخول للمجمعات التجارية العائلية ( وهذا خاص بمنطقة الرياض).
٣٦-الزج بالفتاة المسلمة في الملاعب الرياضية ، ومسابقات الأولمبياد العالمية .
٣٧-تحجيم دور ( الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ، وإضعاف صلاحياتها ،
بعد العجز عن إلغائها ، ثم : تعيين من يساير المشروع التغريبي عليها من خلال القرارات والتعماميم الضارة .
٣٨-إدخال الرياضة في بعض كليات البنات ، والسعي الشديد لإدخالها في مدارس البنات في التعليم العام .
٣٩-ابتذال المرأة السعودية واستغلالها وإهانتها بجعلها عاملة منزلية تختلط بالشباب وتختلي بهم ، وتغيب عن أهلها الفترة الطويلة ، بدعوى المعيشة وطلب الرزق وأن هذا ليس عيباً.
٤٠-الدعوة تلو الدعوة لفتح دور ( السينما ) الانحلالية .
وبعد هذا السرد ، أقف وقفات :
الوقفة الأولى :
لاتزال البلاد- بحمد الله - على خير كبير ، والناس في إقبال عظيم على الهداية والعلم ،
وما هذه المقالة إلا منذرة من العواقب المحتملة الخطيرة لاسمح الله، وداعية أهل العلم والعقل إلى سرعة الإجتماع وعقد ورش العمل لتدارك الأمر قبل فواته ،
وقد أعجبتني تغريدات لأحد رجالات العلم والمنهج والسياسة حيث قال :
حركة التغريب في بلادنا هل هي فلتات عفوية من بعض أهل الأهواء ، أم أنها مشروع مدروس تواطأ عليه بعض المتنفذين ورجال الإعلام ودهاقنة التغريب ؟
هل تحمل حركة التغريب أجندة خاصة ، أم أنها استجابة لضغوط أو رغبات أجنبية ؟
وهل هي مجرد رغبات أم بدأت تتحول إلى تشريعات تسوق بسياسة الأمر الواقع ؟
مامداخله ودوافعه وآفاقه السياسية والفكرية والاجتماعية ؟
وهل يمكن رصد المؤثرات المحلية والإقليمية الدافعة له ؟
وهل هو مشروع فرد أم سياسة تيار ؟
أسئلة مشروعة ؛ الإجابةعليها بدقة يعين في بناء سياسة المدافعة ورسم وسائل تحصين المجتمع ،
وينقلنا من مرحلة الارتجال إلى التخطيط الفعال . انتهى كلامه.
الوقفة الثانية :
لقد أخذ الله تعالى الميثاق على أهل العلم بوجوب بيانه للناس ، والحذر من كتمانه ، قال تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ..}الآية
ويتأكد الوجوب حينما يضعف البيان أو ينحسر ، ويزداد الشر ، فحينها يجب البيان ولو ترتب على ذلك مفسدة فردية مادام أن المصلحة العامة راجحة ، ويحصل بتركها انطلاء الحق على الناس ،
ولقد شاهدنا كيف أن كثيراً من أهل العلم يسكت ، فيظهر الله الحق من غيرهم. قال سبحانه {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لايكونوا أمثالكم }
والعلم الذي يجب بيانه : هو الذي يحصل بكتمانه التباس عند الناس ، ويحتاجه أهل الزمان أوالمكان ، أويخشى على الناطق به من بطش السلطان .
الوقفة الثالثة :
التصرفات الحاصلة ، والقرارات المرتجلة أو المدروسة مما ذُكر تتسم بصفات أهمها :
١-التتابع والتلاحق السريعان ، استغلالاً للوقت ، ومسابقةً للزمن .
٢-الحقد والكراهية للإسلام وأهله ، وفعل كل مايضاد منهج السلف .
٣-تهييج الناس وتأليبهم على الحاكم ، لاسيما في زمن الثورات ، تمهيداً لتنفيذ الخطة الأمريكية
الغربية في مايسمى ب( الشرق الأوسط الجديد ) ، والتواطؤ مع العدو فيها تحت ذريعة الانفتاح والتطور .
٤-أن جلُّ هذه القرارات والتصرفات يدور حول ثلاثة محاور : الأول : العقيدة وتحكيم الشريعة
الثاني: الاحتساب . الثالث : المرأة ( مابين السرة إلى الركبة ).
٥-تشتيت المحتسبين بكمِّها ونوعها، حتى لايدرى أحدهم ماذا ينكر وماذا يدع ، فيخيم عليه اليأس
الوقفة الرابعة :
كنت جمعت مسودة هذه المقالة قبل أن يخرج موسى من بيت فرعون ، وقبل أن يفجِّر الدكتور /العبيكان قنبلته ، ففرحت كثيراً بما قال نصحاً لأئمة المسلمين ، وبياناً لعامتهم ، وفضحاً لمنافقيهم .
وقد كنت أقول ماقال في كل مجلس نصحاً وتحذيراً، فكان ينكر بعض أشباه العوام ، ويحسنون الظن بالمفسدين ، فكان حديث العبيكان مزيلاً للغشاء عن الكثيرين ، فالحمد لله الذي لم يجعل كلامي جزافا ،
وللشيخ العبيكان خالص الشكر والدعاء ، وأسأل الله أن يكون ماقاله كفارةً لأخطاءه السالفة، فقد صدع في الوقت المناسب وباع دنياه لمصلحة الإسلام وأهله ، وأدعوا أهل العلم قاطبة لتقوى الله والنصح لأئمة المسلمين وعامتهم كما نصح هذا البطل ، فإن كل من فضح البرامكة فهو غيور على دينه ووطنه وولي أمره ، ولا يسكت إلا غاشٌّ وإلا خائف .
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له : هوى له أحدٌ وانهدَّ ثهلان
تبكي الحنيفية البيضاء مت أسفٍ : كما بكى لفراق الإلف هيمان
ألا نفوسٌ أبيات لها هممٌ : أما على الخير أعوانٌ وأنصارُ
الوقفة الخامسة:
أذرعة التخطيط وأجندة المَكْر لاتخرج عن ثلاثة :
أ-المتنفذ ( ابن البرمكي ) والملأ من حوله. ب- الإعلام المضلل ممثلاً برؤساءالتحرير.
ج-السفارات الأجنبية .
وأما الضغط من المنظمات الحقوقية الكافرة ، فهو وإن كان موجوداً بشكل ليس باليسير ، إلا أن هؤلاء جعلوه حجةً ومطية ليعذرهم الناس بعض الشيء، وليوهموا به المنكرين .
وإلا فهل اللفّ على أعضاء هيئة كبار العلماء في بيوتهم ، بإحراج وسرِّية من المهام الإدارية ؟!.
وما معنى أن توافق الجامعة الكندية على طلب المبتعثين السعوديين في فصل الجنسين ،
وترفض الملحقية السعودية ؟! .
الوقفة السادسة :
من المتفق عليه عند الجميع : السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين وهم هنا خادم الحرمين الشريفين
ونائبه وفقهم الله ، وأما من دونهم من السكارتارية فليسوا داخلين بإجماع أهل العلم .
الوقفة السابعة :
بلاد الحرمين من شرقها إلى غربها ، ومن شمالها إلى جنوبها مليئة بأهل العلم الراسخين ،
وأهل العقل الناضجين ، وأهل الغيرة والحكمة والقوة والأمانة ،
أفيلعب بدينهم ، وأعراضهم ، وأموالهم ، وحرياتهم بدعوى الحرية ممن لا يرقب فينا إلاَّ ولا ذمة ؟!!
وبمعنى أوضح : خلصت الرجال ؟!
الوقفة الثامنة :
من خلال التأمل في نصوص الوحي ، وفي أحداث الواقع ، ندرك أنَّ الله لطيف بعباده ، يحميهم من مكر عدوه وعدوهم ، ولو كانت النظرة المادية المجردة لقلنا : ذهب الدين من أرضنا ، ولكن الله يرسل جنوده على أعداءه نصرة لأوليائه ، فيأتيهم من حيث لم يحتسبوا ، ولعلي لا أخطئ حينما أقول : لعل من جند الله في الفترة الحالية ( تويتر) مثلا - والله تعالى أعلم - .
الوقفة التاسعة :
ممن شارك في التغريب والتخريب : قلة من المفسدين من المنتسبين للعلم وأهله ممن حاز على جائزة الإدارة أو الرئاسة أوالوزارة من أفراخ ( علي عبدالرزاق) وأمثاله لاكثرهم الله ، وهؤلاء لن يرحمهم التاريخ ولا الناس .
أما الصادقين من أهل العلم والإيمان فلم تكن هذه القرارات والتصرفات غائبة عن توقعاتهم ،
لإدراكهم كيفية سير الحركات التغريبية التي غزت البلدان المجاورة .
الوقفة العاشرة :
سُكران: سكر هوى وسكر مدامة : أنى يفيق من به سُكران
نصيحتي للمنافقين لو كانوا يفقهون : أدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان ، فإن الورطة قد أقبلت.
فإن أبيتم فقد قال الجبار سبحانه :
{لئن لم ينته المنٰفقون والذين في قلوبهم مرضٌ والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لايجاورونك فيها إلا قليلاً * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً } .
أسأل الله سبحانه أن يلطف بنا وبولاة أمرنا وأن يحفظ بلادنا من كيد الأعداء ، وأن يرينا بكل عدو
ماتقرُّ به النفوس .
وختاماً: فإني أكرر الدعوة لأهل العلم والعقل ، بإثراء هذا الموضوع والاجتماع له وأن يدعوا الله أن يرزق ولي الأمر البطانة الصالحة وأن يجنبه بطانة السوء ، وأن يبعدهم عنه .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه .
كتبه/ يوسف بن صالح الخزيم
الثلاثاء ٢٤ / ٦ / ١٤٣٣
--
إن عظيم الهمة لا يقنع بملء وقته بالطاعات
إنما يفكر أن لا تموت حسناته بموته






فوائد من القرآن الكريم



إثبات السؤال يوم القيامة والجواب عن السؤال المنفي في بعض الآيات

{ فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ }


لم يبين هنا الشيء المسؤول عنه المرسلون، ولا الشيء المسؤول عنه الذين أرسل إليهم.
وبين في مواضع أخر أنه يسأل المرسلين عما أجابتهم به أممهم، ويسأل الأمم عما أجابوا به رسلهم.
قال في الأول:
{ يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ }
[المائدة: 109].
وقال في الثاني:
{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ ٱلْمُرْسَلِينَ }
[القصص: 65].
وبين في موضع آخر أنه يسأل جميع الخلق عما كانوا يعلمون، وهو قوله تعالى:
{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
[الحجر: 92-93].
وهنا إشكال معروف: وهو أنه تعالى قال هنا: { فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } [الأعراف: 6]، وقال أيضاً:
{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
[الحجر: 92-93]، وقال:
{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ }
[الصافات: 24]، وهذا صريح في إثبات سؤال الجميع يوم القيامة، مع أنه قال:
{ وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ }
[القصص: 78]، وقال:
{ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ }
[الرحمن: 39].
وقد بينا وجه الجمع بين الآيات المذكورة في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) وسنزيده إيضاحاً هنا إن شاء الله تعالى.
اعلم أولاً: أن السؤال المنفي في الآيات المذكورة. أخص من السؤال المثبت فيها. لأن السؤال المنفي فيها مقيد بكونه سؤالاً عن ذنوب خاصة. فإنه قال:
{ وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ }
[القصص: 78] فخصه بكونه عن الذنوب، وقال:
{ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ }
[الرحمن: 39] فخصه بذلك أيضاً. فيتضح من ذلك أن سؤال الرسل والموؤودة مثلاً ليس عن ذنب فعلوه فلا مانع من وقوعه. لأن المنفي خصوص السؤال عن ذنب، ويزيد ذلك إيضاحاً قوله تعالى:
{ لِّيَسْأَلَ ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ }
[الأحزاب: 8] الآية، وقوله بعد سؤاله لعيسى المذكور في قوله:
{ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ }
[المائدة: 116] الآية.
{ قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ }
[المائدة: 119] الآية، والسؤال عن الذنوب المنفي في الآيات: المراد به سؤال الاستخبار والاستعلام. لأنه جل وعلا محيط علمه بكل شيء، ولا ينافي نفي هذا النوع من السؤال ثبوت نوع آخر منه هو سؤال التوبيخ والتقريع. لأنه نوع من أنواع العذاب، ويدل لهذا أن سؤال الله للكفار في القرآن كله توبيخ وتقريع كقوله:
{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ }
[الصافات: 24-25]. وقوله:
{ أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ }
[الطور: 15]. إلى غير ذلك من الآيات وباقي أوجه الجمع مبين في كتابنا المذكور - والعلم عند الله تعالى-.  (انتهى من كلام الشنقيطي رحمه الله).

{ فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ }



والحق يسأل الرسل بعد أن يجمعهم عن مدى تصديق أقوامهم لهم، والسؤال إنما يأتي للإِِقرار، ومسألة السؤال وردت في القرآن بأساليب ظاهر أمرها أنها متعارضة، والحقيقة أن جهاتها منفكة، وهذا ما جعل خصوم القرآن يدعون أن القرآن فيه تضارب. فالحق سبحانه يقول:
{ فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ }
[المؤمنون: 101]
ويقول سبحانه أيضاً
{ وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً }
[المعارج: 10]
ويقول جل وعلا:
{ ...وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ }
[القصص: 78]
ويقول سبحانه وتعالى:
{ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ }
[الرحمن: 39]
ثم يقول هنا: { فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } [الأعراف: 6]
وهذا ما يجعل بعض المستشرقين يندفعون إلى محاولة إظهار أن بالقرآن- والعياذ بالله- متناقضات. ونقول لكل منهم: أنت تأخذ القرآن بغير ملكة البيان في اللغة، ولو أنك نظرت إلى أن القرآن قد استقبله قوم لسانهم عربي، وهم باقون على كفرهم فلا يمكن أن يقال إنهم كانوا يجاملون، ولو أنهم وجدوا هذا التناقض، أما كانوا يستطيعون أن يردوا دعوى محمد فيقولوا: أيكون القرآن معجزا وهو متعارض؟! لكن الكفار لم يقولوها، مما يدل على أن ملكاتهم استقبلت القرآن بما يريده قائل القرآن. وفي أعرافنا نورد السؤال مرتين؛ فمرة يسأل التلميذ أستاذه ليعلم، ومرة يسأل الأستاذ تلميذه ليقرر.
إذن فالسؤال يأتي لشيئين اثنين: إما أن تسأل لتتعلم، وهذا هو الاستفهام، وإما أن تسأل لتقرر حتى تصبح الحجة ألزم للمسئول، فإذا كان الله سيسأله، أي يسأله سؤال إقرار ليكون أبلغ في الاحتجاج عليه، وبعد ذلك يقولون:
{ وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِيۤ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ * فَٱعْتَرَفُواْ بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ }
[الملك: 10-11]
وهذا اعتراف وإقرار منهم وهما سيدا الأدلة؛ لأن كلام المقابل إنما يكون شهادة، ولكن كلام المقر هو إقرار اعتراف.
إذن إذا ورد إثبات السؤال فإنه سؤال التقرير من الله لتكون شهادة منهم على أنفسهم، وهذا دليل أبلغ للحجة وقطع للسبل على الإِنكار. فإما أن يقر الإِنسان، وإن لم يقر فستقول أبعاضه؛ لأن الإِرادة انفكت عنها، ولم يعد للإِنسان قهر عليها، مصداقاً لقوله الحق:
{ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ... }
[فصلت: 21]
والحق هنا يقول: { فَلَنَسْأَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ }.
وهو سؤال للإِقرار. قال الله عنه:
{ يَوْمَ يَجْمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ... }
[المائدة: 109]
وحين يسأل الحق المرسلين، وهم قد أدوا رسالتهم فيكون ذلك تقريعاً للمرسَل إليهم.
ويقول الحق بعد ذلك: { فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ... } (انتهى من كلام الشعراوي رحمه الله).
 
أى : أنهم لا يسألون عن ذنوبهم عند خروجهم من قبورهم ، وإنما يسألون عن ذلك فى موقف آخر ، وهو موقف الحساب والجزاء ، أذ فى يوم القيامة مواقف متعددة .


يَوْمَ تَكُونُ السمآء كالمهل وَتَكُونُ الجبال كالعهن وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } ثم بين - سبحانه - ما يترتب على هذا الانشقاق والذوبان للسماء من أهوال فقال : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } . أى : ففى هذا اليوم العصيب ، وهو يوم الحشر ، لا يسأل عن ذنبه أحد ، لا من الإنس ولا من الجن

وبذلك يجاب عن الآيات التى تنفى السؤال يوم القيامة ، والآيات التى تثبته ، كقوله - تعالى - : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } وبعضهم يرى أن السؤال المنفى فى بعض الآيات هو سؤال الاستخبار والاستعلام ، والسؤال المثبت هو سؤال التوبيخ والتقريع . . . عن الأسباب التى جعلتهم ينحرفون عن الطريق المستقيم ، ويسيرون فى طريق الفسوق والعصيان . .

 

حقيقة الإنسان أنه مذموم في القرآن إلا إذا اتصف بالإيمان

الإنسان ذكر في القرآن في أكثر من خمسين مرة  ووصفه الله  بالكثير من الصفات ولكنها كلها صفات ذم ونقص ولم يسلم من هذا الذم إلا المؤمن العامل للصالحات.
ومن صفات ذم الإنسان في القرآن:
1- الإنسان ضعيف
قال الله تعالى : (يريد الله أن يخفف عنكم  وخلق الإنسان ضعيفاً). سورة: النساء. الآية: 28.

2- الإنسان كفور
قال الله تعالى : (قتل الإنسان ما أكفره من أي شئ خلقه). سورة: عبس. الآية: 17.
قال الله تعالى : (وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين). سورة: الزخرف. الآية: 15 .
قال الله تعالى : (وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور). سورة: الحج. الآية: 66 .
قال الله تعالى : (إن الإنسان لظلوم كفار ). سورة: إبراهيم. الآية: 34 .
3- الإنسان قتور
قال الله تعالى : (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا). سورة: الإسراء. الآية: 100.
4- الإنسان هلوع أي جبل على الضجر فلا يصبر على البلاء. والهلع: هو أشد الحرص  وأسوأ الجزع وأفحشه.
5- الإنسان جزوع. أي يجزع وينخلع قلبه إن أصابه فقر أو مرض أو ذهاب محبوب من مال أو أهل أو ولد . ولا يلتزم بالصبر والرضا بما قدر الله.
6- الإنسان منوع أي : إذا أصابه الخير وحصلت له نعمة من الله من الغنى والسعة ونحو ذلك فهو كثير المنع والإمساك فلا ينفق مما آتاه الله ولا يشكر الله على نعمه وبره.
فيجزع في الضراء ويمنع السراء.
قال الله تعالى : (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين والذين هم من عذاب ربهم مشفقون إن عذاب ربهم غير مأمون...). سورة: المعارج. الآية: 19 - 35 .
7- الإنسان يطغى
قال الله تعالى : (كلا إن الإنسان ليطغى أن راءه استغنى). سورة: العلق. الآية: 6-7 .
8- الإنسان يريد الفجور
قال الله تعالى : (أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوى بنانه بل يريد الإنسان ليفجر أمامه). سورة: القيامة. الآية: 3 - 5 .
9- الإنسان يتضرع إلى الله إذا اصيب بضرر وإذا انعم الله عليه نسب النعمة لنفسه
قال الله تعالى : (فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم). سورة: الزمر. الآية: 49 .
10- الإنسان ينسى ربه وقت الرخاء
قال الله تعالى : (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسى ما كان يدعو إليه من قبل). سورة : الآية .
11- الإنسان يؤوس
12- الإنسان فرح
13- الإنسان فخور كفور
(فان اعرضوا فما ارسلناك عليهم حفيظا ان عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمه فرح بها وان تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فان الانسان كفور). سورة :الشورى. الآية: 48 .
قال الله تعالى : (ولئن أذقنا الإنسان منا رحمه ثم نزعناها منه انه ليئوس كفور ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولائك لهم مغفرة وأجر كبير). سورة : هود. الآية: 9 - 11 . ولم يسلم من هذه الصفات الأربع المذمومة إلا المؤمن الصابر العامل للصالحات.
14- الإنسان تسبب له النعمة الاعراض والبعد عن الله
قال الله تعالى : (وإذا أنعمنا على الإنسان اعرض ونئَا بجانبه وإذا مسه الشر كان يؤوسا). سورة: الإسراء. الآية: 83.
وقال الله تعالى : (واذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كان لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون)
15- الإنسان كثير الجدل
قال الله تعالى : (ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا). سورة: الكهف. الآية: 54 .
16- الإنسان عجول
قال الله تعالى : (ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا). سورة: الإسراء. الآية: 11 .
قال الله تعالى : (خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون). سورة: ا37.الأنبياء.الآية: 37 .
17- الإنسان جهول
قال الله تعالى : (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا). سورة: 72.اب.الآية: 72.
18- الإنسان ظلوم
قال الله تعالى : (واتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ). سورة: إبراهيم. الآية: 34 .
قال الله تعالى : ( وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا). سورة: 72.اب.الآية: 72.
19- الإنسان خصيم حتى لرب العالمين
قال الله تعالى : (أولم ير الإنسان إنا خلقناه من نطفه فإذا هو خصيم مبين). سورة: يس.الآية: 77 .
قال الله تعالى : (خلق الانسان من نطفه فاذا هو خصيم مبين ). سورة:النحل .الآية: 4 .
20- الإنسان يذكر ربه وقت الحاجة والشدة
21- الإنسان يَضِل ويُضِل عن سبيل الله
قال الله تعالى : (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمه منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا انك من أصحاب النار). سورة: الزمر.الآية: 8 .
22- الإنسان لا يمل من دعاء الخير وسرعان ما ييأس ثم يقنط عندما يصاب بما يكره
قال الله تعالى : (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط). سورة: فصلت.الآية: 49 .
23- الإنسان جاحد لنعمة الله وفضله عليه
قال الله تعالى: (إن الإنسان لربه لكنود). سورة: العاديات.الآية: 6 .
24- الإنسان في أسفل سافلين إلا الصالحين
قال الله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون). سورة: التين.الآية: 4 - 7.
25- الإنسان خاسر
قال الله تعالى : (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات..). سورة:العصر. الآية:1-3.


فيا أيها الإنسان لا قيمة لك إلا بالإيمان وطاعة الرحمن ولا نجاة ولا سلامة لك الإ بالعمل الصالح والبر والإحسان ، تأمل في كلام الله وما بينه لك لتتطهر من صفات الذم وتخلع لباس الخسارة (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتوا صوا بالحق وتواصوا بالصبر) ،  (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه اسفل سافلين إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غيرممنون)، (ولئن أذقنا الإنسان منا رحمه ثم نزعناها منه انه ليئوس كفورولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولائك لهم مغفرة وأجر كبير)، (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون......) الآيات..
فالإنسان خاسر جاهل كفور كفار جحود منوع هلوع جزوع عجول يؤوس قنوط كنود فرح فخور خصيم مجادل .
إلا المؤمن العامل بالقرآن الكريم والمتبع لسيد المرسلين فهو متصف بأضداد هذه الصفات الممشينة ومتحليا بما يحبه الله من الصفات الطيبة الحميدة.
 فاختر لنفسك يا عاقلا !!