الأربعاء، 29 فبراير 2012

الجاهلية


الجاهلية نسبة لصفات الجاهلين وصفة الجهل وكان الجهل سائد ومتفشي في الجاهلية التي بعث فيها رسولنا فجاء بنور الوحي وأخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الرسالة الربانية.

مما سبق يتبين لنا أنه ليس للجاهلية حدود سواء كانت زمنية أو مكانية فالجاهلية قابلة للانتشار في أي زمان وفي أي مكان.

ولا يوجد أحد في هذا الزمن عنده حصانة أو مناعة من الاتصاف بصفة الجاهلية أو أن يكون فيه جاهلية.

ومن الخطأ الفاحش الظن بأن الجاهلية قد انتهت ! فالكثير من المجتمعات الإسلامية منتشر فيها الجهل وراسخة فيها صفات جاهلية.

منها أمثلة هذه الجاهلية:

1 – جاهلية الاعتقاد ومنها الشرك بالله .

2 – الحكم بغير ما أنزل الله.

3 – التبرج والسفور.

4 – الدعوة لأمور الجاهلية عبر الإعلام والمدارس.

أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ

 اللَّهَ وَرَسُولَهُ  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا

وهذا نهي لنساء النبي أمهات المؤمنين التقيات الطاهرات النزيهات من كل أمور الجاهلية ، والمراد بهذا الخطاب كل نساء المسلمين

إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا

فحمية الجاهلية مذمومة موضوعة تحت الأقدام سواء كانت هذه الحمية للقبيلة أو للفريق الرياضي أو الطائفة أو الحزب أو غير ذلك من حمية الجاهلية.

قال البخاري :  بَاب الْمَعَاصِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَلَا يُكَفَّرُ صَاحِبُهَا بِارْتِكَابِهَا إِلَّا بِالشِّرْكِ

 لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ). وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { إِنَّ اللَّهَ لَا

يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }.

عن الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ : لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ فَسَأَلْتُهُ عَنْ

 ذَلِكَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا أَبَا

ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ

أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ

فَأَعِينُوهُمْ ).

فالذي يعير الإنسان بأمه فيه جاهلية ولو كان صحابيا من سادات المؤمنين!

ولو لم يسمع بتلك العِيرَة غير المُعَيِّرِ والمُعَيَّرِ !

ولو كانت هذه العِيرَة بصفة حقيقة خلقها الله!

فكيف بناقص معتوه ينتقص المؤمنين ويعيرهم  بصفات هم منها براء !

وتزداد تلك العيرة القبيحة قبحا عندما ينشرها الرويبضة في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ويتلقفها الناس.

وتزداد فحشا وشناعة عندما يعير أهل الإسلام بتمسكهم بالحق والدعوة إليه ! فهذه الجاهلية بعينها

عن أَبِي مَالِكٍ  الْأَشْعَرِيَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَا يَتْرُكُونَهُنَّ الْفَخْرُ فِي الْأَحْسَابِ وَالطَّعْنُ فِي الْأَنْسَابِ وَالْاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ وَالنِّيَاحَةُ وَقَالَ النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ ). رواه مسلم.

عن أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ النَّائِحَةَ إِذَا مَاتَتْ وَلَمْ تَتُبْ قَطَعَ اللَّهُ لَهَا ثِيَابًا مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعًا مِنْ لَهَبِ النَّارِ). رواه ابن ماجة.

فلو قارنا بين جريمة من يطعن في الدين وأهله وبين ذنب من يطعن في أنساب الناس لكانت جاهلية من يطعن في الدين أكبر وأعظم.

ولو قارن بين من يفخر بغير سنة الرسول ودين الإسلام والقرآن كمن يفخر بالعلمانية أو الديمقراطية وغيرها من الجاهليات المعاصرة أخطر وأضر وأشر ممن يفخر في حسبه.



و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يوم الحج الأكبر في منى : ( أَلَا إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ ) رواه مسلم.





عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ) رواه البخاري.

وسنة الجاهلية اسم لكل ما كان أهل الجاهلية يفعلونه وجاء الإسلام بإلغائه والنهي عنه.

والإسلام جاء بأحسن السنن وأكملها وأجملها وأتمها لأنه دين شرعه الخبير العليم بعباده وبما يناسبهم ويصلحهم ، قال الله تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } المائدة : 3.

والإسلام مصدر شرائعه وسننه العلم والهدى والنور وليس الجهل والعمى والهوى كما هي الحال في الجاهلية ، قال الله تعالى : { قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }. المائدة : 15 – 16.

ومنع الإسلام سنن الجاهلية لأنها ضارة ومصدرها الجهل والحمق والسفه .


القلب

(وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) ال عمران :159
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) الانفال :24
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) الكهف :28
(إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء :89
(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا) الأحزاب :32

((إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم)) رواه مسلم.

وفي الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله قال:

((ألا وإن في الجسد مضغة؛ إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب)).

ومن مأثور دعائه: ((اللهم مصرف القلوب، صرف قلوبنا على طاعتك))

وكان أكثر دعائه: ((يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك)).





ذكر الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم صفات كثيرة للقلوب منها ما يجب ان نتحلى بها ومنا ما يجب ان لا نتصف بها.


صفات القلب التي يجب التحلي بها


القلب السليم :

وهو مخلص لله وخالٍ من من الكفر والنفاق والرذيلة .

{
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }


القلب المنيب :

وهو دائم الرجوع والتوبة إلى الله مقبل على طاعته .

{
مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }


القلب المخبت :

الخاضع المطمئن الساكن .

{
فتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ }


القلب الوجل :

وهو الذي يخاف الله عز وجل ألا يقبل منه العمل ، وألا ينجى من عذاب ربه .

{
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }


القلب التقي :

وهو الذي يعظّم شعائر الله.

{
ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }


القلب المهدي :

الراضي بقضاء الله والتسليم بأمره

{
وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }


القلب المطمئن :

يسكن بتوحيد الله وذكره .

{
وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّه }


القلب الحي :

قَلْب يَعْقِل مَا قَدْ سَمِعَ مِنْ الْأَحَادِيث الَّتِي ضَرَبَ اللَّه بِهَا مَنْ عَصَاهُ مِنْ الْأُمَم .

{
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ }



صفات القلب التي يجب عدم التحلي بها


القلب المريض :

وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق وفيه فجور ومرض في الشهوة الحرام .

{
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }


القلب الأعمى :

وهو الذي لا يبصر ولايدرك الحق والإعتبار .

{
وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }


القلب اللاهي :

غافل عن القرآن الكريم, مشغول بأباطيل الدنيا وشهواتها, لا يعقل ما فيه .

{
لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ }


القلب الآثم :

وهو الذي يكتم شهادة الحق .

{
وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ }


القلب المتكبر :

مستكبر عن توحيد الله وطاعته, جبار بكثرة ظلمه وعدوانه.

{
قلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }


القلب الغليظ :

وهو الذي نُزعت منه الرأفة والرحمة .

{
وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ }


القلب المختوم :

فلم يسمع الهدى ولم يعقله .

{
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ }


القلب القاسي :

لا يلين للإيمان, ولا يؤثِّرُ فيه زجر وأعرض عن ذكر الله .

{
وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً }


القلب الغافل :

غافلا عن ذكرنا، وآثَرَ هواه على طاعة مولاه .

{
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا }


الَقلب الأغلف :

قلب مغطى, لا يَنْفُذ إليها قول الرسول صلى الله عليه وسلم .

{
وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ }


القلب الزائغ :

مائل عن الحق .

{
فأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ }


الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ





كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ

فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ

خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ

أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ

الزمر - الآيــة 22أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ





القلب المريب
شاكٍ متحير .

{
وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ }




كيف نكون ممن يحبهم

كيف يحبني الله ؟ ما هي الأعمال التي تؤهلني لشرف محبة الله ؟
إذا كنت عاقلا فمن علامة العقل والرشد والحكمة أن تبحث عن ما يقربك إلى الله وأعلى المنازل عنده وأحب الأعمال إليه حتى تغتنمهم وتتشبث بها وتثبت عليها حتى تفوز بمحبة الله لك .

فما هي  للأعمال التي تجعلك ممن يحبهم الله ! فليس العجيب أن تحب الله فإن هذه فطرة في الإنسان وجبلة في النفوس أنها تحب من أحسن إليها وتفضل عليها بفضائله وأسبغ عليها نعمه وهو - سبحانه - كامل له الكمال المطلق وله أجل الجلال فيحب لكماله وجلاله وعظمة ربوبيته وقوة سلطانه وشمول ملكه ، وأكثر الناس تحب الخالق لهذه الأسباب وغيرها .
ولكن العجيب الغريب أن الله المتصف بصفات الكمال والجلال والعظمة يحب العبد وهو المعبود والخالق يحب المخلوق والقوي يحب الضعيف والغني يحب الفقير !!
إنه أمر مذهل وعظيم وجليل !! فا هو السبب ؟!!

السبب هو ما أخبرنا الله به في كتابه وما رتبه على بعض الأعمال الصالحة ، ومن أمثلة ذلك :


1 - الإحسان

قال الله تعالى :{وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}البقرة - الآية 195.

فمن علامة الإحسان الإنفاق في سبيل .

وقال تعالى : ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران - الآية 148].
فالله يحب المحسن في عقيدته وقوله وعمله وفعله وخلقه الذي يحسن فيما بينه وبين ربه وما بينه وبين الناس.

قال الله :(الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران - الآية 134].

وقال:(فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة - الآية 13].
فحتى تكون ممن يحبهم الله عليك بالإحسان الكامل التام الشامل.


2 - متابعة الرسول
متابعة الرسول والإقتداء به فرض على كل مسلم وهو أصل الدين العظيم الذي لا وجود للدين إلا به ولا يقوم إلا عليه ويقبل أي عمل صالح إلا ممن تمسك بمتابعة الرسول ، قال تعالى ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران :31-32].
فلا يحب الله إلا من حقق المتابعة للرسول في كل أموره وأحواله ولم ينتقِ من سنة الرسول ما يعجبه ويترك ما لا يعجبه بل يقبَلَها ويُقبِل عليها من غير تهاون ولا تقصير في شيئا منها (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء:65].


3 - التوبة الصادقة النصوح
التوبة عبادة تقرب التائب إلى الله وسبب من أهم أسباب محبة الله للتائب ، قال الله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة:222].
وتأمل أيها المسلم في عظمة فضل الله عليكم ونعمته الكبيرة حين تعصيه بنعمه وهو خالقك الغني عنك !! فيمهلك ويحلم ! بل ويفتح لك باب التوبة !!! فأي حلم ورحمة وفضل أعظم وأجل من هذا !! إن الأعظم من هذا محبتك عندما تعصيه ثم تستحي منه وتخافه وترجوه وتعلم أن لا نجاة لك مما وقعت فيه إلا التوبة النصوح ثم تتوب وتعود من معصيته إلى طاعته صادقا مخلصا فيحبك !! مع كمال غناه عنك وكمال فقرك إليه وقوته وقدرته المطلقة عليك وعلى كل خلقه وضعفك وعجزك !! فسبحانك ربي ما أعظمك وأجلك وأكرمك! فهل بعد هذا الفضل والكرم - الذي أجدني عاجز عن وصف عظمته لو بكلمة واحد - تبخل على نفسك أيها المسلم بالتوبة والأوبة !!

4 - القسط
يتبع
المائدة - الآية 42سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ۚ فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ۖ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا ۖ وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ



الممتحنة - الآية 8لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

الصف - الآية 4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ




{وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}البقرة - الآية 205






{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}البقرة - الآية 276






آل عمران - الآية 57وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ


آل عمران - الآية 76بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ



آل عمران - الآية 140إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ


آل عمران - الآية 146وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ



آل عمران - الآية 159فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ


آل عمران - الآية 188لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ


النساء - الآية 36۞ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا


النساء - الآية 107وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا


النساء - الآية 148۞ لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا




المائدة - الآية 54يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ


المائدة - الآية 64وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ


المائدة - الآية 87يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ


المائدة - الآية 93لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ


الأنعام - الآية 141۞ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ


الأعراف - الآية 31۞ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ


الأعراف - الآية 55ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ


الأنفال - الآية 58وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ


التوبة - الآية 4إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ


التوبة - الآية 7كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ


التوبة - الآية 108لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ


النحل - الآية 23لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ


الحج - الآية 38۞ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ


النور - الآية 19إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ


القصص - الآية 76۞ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ


القصص - الآية 77وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ


الروم - الآية 45لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ


لقمان - الآية 18وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ


الشورى - الآية 40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ


الحجرات - الآية 9وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ


الحجرات - الآية 12يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ


الحديد - الآية 23لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ


الحشر - الآية 9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ



{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} البقرة – الآية 165


{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة - الآية 190



الانسان - الآية 27إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا



الجمعة، 24 فبراير 2012

خطر الإعلام الفاسد على هوية الأمة (سحرة فرعون الجدد )


خطر الإعلام الفاسد المفسد على هوية الأمة الإسلامية






عندما نتتبع آيات القرآن الكريم نجد الكثير منها يحذر من الفساد والمفسدين ويبين لنا أساليبهم المفسدة التي يصدون الناس بها عن الحق وقبوله والتسليم له.


وهذه الأساليب قد يكون ظاهر الرحمة ولكن حقيقتها اللعنة والخزي. مثل شعار الحرية، التقدم، العدالة، النمو، الإصلاح،....الخ.


وهذه نظرة سريعة لتلك الأساليب الإجرامية الخطيرة على هوية الأمة الإسلامية وخاصة ناشئتها :


1 -  الإعلام الفاسد يسلك طرق المنافقين في محاربة الحق كما في قصة مسجد الضرار ، قال الله تعالى : {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [التوبة: 107 ]. 
فهؤلاء المنافقون حاولوا يخدعون الرسول والصحابة بإقامة هذا المسجد الذي ظاهره الخير وأهدافه المعلنة خيرة ولكن الخداع بهذا المظهر الإسلامي يخفي وراءه مشروعا تدميريا تخريبيا من الضرر والكفر والتفريق والاختلاف وإيجاد البيئة الخصبة المناسبة لمن يحارب الله ورسوله.


( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون
 ولو نظرنا في من يتولى كِـــــبَــــر الفُرقة بين المسلمين لوجدنا أن الإعلام الخائب الخائن هو إمام الفرقة وأساسها ورأسها !
فهم اتخذوا الوسائل الإعلامية من أجل الضرر بالمسلمين والتفريق بينهم ونشر مقالات من حاد الله ورسوله ثم يحلفون بعد فعل هذا الإجرام (إن أردنا إلا الحسنى ) !
فهل سيزيل المسلمون هذا الفساد الطاغي الباغي الذي عم الأرض والفضاء وعشش في البيوت واستقر خبثه في أكثر القلوب!!
فقد أزال الرسول مسجدا لا يرتاده إلا عدد قليل وتأثيره محدود وضرره قاصر !!
فما بالك بقنوات وصحف ومجلات ومواقع اكترونية يشاهدها ويقرأها ويطلع عليها ويتأثر بها مئات الألاف !! بل الملايين من الناس!
أليست أولى بالإزالة والمنع والحرب !!

إن هذه الوسائل الفاسدة من أعظم وأكبر الفساد في الأرض وأضر وأخطر من جريمة القتل لأنها تجمع أنواع الفتن (والفتنة أشد من القتل) (والفتنة أكبر من القتل).

فقصة وحادثة الضرار  تنطبق على الكثير من وسائل الإعلام الفاسد المفسد المعاصر بشكل كبير.


فكم مرر الإعلام الكثير من مشاريع الفساد تحت شعارات إسلامية و " ضوابط شرعية " ومصالح مرعية .. زعموا !!


والكلام على هذا الجانب الدسم الكبير يطول ويمكن أن يخرج الباحث منه الصيد الثمين وتنهال عليه الفتوحات الربانية بقدر بغضه للنفاق وحبه للإيمان. والآيات في هذا الجانب كثيرة.


2- الإعلام الفاسد المفسد ناشر للشهوات وداعي إليها ومزين لها ومهون الوقوع فيها {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} النساء : 27.


فتجد هذا الإعلام يربي على تخريج أمة شهوانية بهيمية من خلال مواده الشهوانية كالصورة والمقالة والحوار والمسرحية والتنظير وإظهار القدوات الشهوانية لتشجيع الجيل على القبول بالشهوانية والقضاء على الحياء والعفة وطمس الفطرة .


وتأمل ماذا قال الله في الذين يحبون أن تشيع الفاحشة !! {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} النور :19.


هذا الذي "يحب" فما ظنك بالذي يعمل !! يدعو !! ينشر !! ينظر !! ... الخ.
[ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا].


3 – الإعلام الفاسد المفسد يقوم بوظيفة المجرمين المترفين ودورهم في الإفساد في الأرض بعد إصلاحها بإنزال الكتاب وإرسال الرسول {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} الأعراف : 56 ، 85.


وقال تعالى : { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا ۖ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} الأنعام : 123.


فالإعلام الفاسد المفسد من كبار المجرمين لما له من سلطة في البيان والتأثير تفوق سلطة كل مفسد.


{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} الاسراء : 16.


فضرر الإعلام وفسقه غمر كل فسق وانتشرا حتى تغلل في قعر كل دار وتسرب إلى كل قلب .


4- الإعلام الفاسد المفسد يعتبر صنم الاستكبار في الأرض بعد شيخهم  إبليس ! وقد يخضع إبليس لإستكبار إعلام الإجرام ، وجمهور هذا الإعلام هم الضعفاء ضحايا الاستكبار وجنوده الذي يساهمون في بقائه .


وقال الله تعالى : { وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} إبراهيم : 21.


وقال : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ *  قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } سبأ : 31 – 33 .


5 - الإعلام الفاسد المفسد يقوم بأساليب الكفار في الصد عن سبيل الله والطعن في رسالة الله ورسله.


قال الله تعالى : { إِنْ هَٰذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} الشعراء : 137.


وقال الله تعالى : { وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} الفرقان : 50


والمتابع لهذا الإعلام يجد مثل هذه الأباطيل ! كقولهم لمن يدعو الناس للحق هذا ظلامي ! رجعي ! جامد ! مقلد بدون وعي ولا فهم وألغى عقله ! صاحب كتب صفراء ! من العصر الحجري !!


 6- الإعلام الفاسد المفسد أضر وأشر من السحرة وهو سحرة فراعنة هذا الزمان.
لأن من صفات السحر : التمويه ، والتخييل ، والتضليل ، والخداع ، والتلبيس ، والتخويف ، والتهويل والتضخيم ....الخ.
وكل هذه الصفات موجودة وأكثر منها في الإعلام الفاسد المفسد.

أمثلة من مقولاتهم التي يحاربون بها الحق:
1- أهمية تعلم الموسيقى في وقت مبكر من العمر وأن تعلم الموسيقى يعزز قدرات المخ!!
2-




وهنا أيضا   موضوع له علاقه       :                  أساليب أهل الباطل في محاربة الحق
http://msjdna.blogspot.com/2012/12/blog-post_27.html


وهنا كلمة http://msjdna.blogspot.com/2012/11/blog-post_7146.html


 وهنا فائدة  http://msjdna.blogspot.com/2013/02/blog-post_7.html        شياطين الإنس.


وهنا آيات بينات تخص موضوع الإعلام الفاسد http://msjdna.blogspot.com/2012/12/blog-post_25.html


وهنا صفة من صفات الإعلام اليهودي والنصراني والتابعين له من الخدمة العرب:
http://msjdna.blogspot.com/2013/12/blog-post.html


قنوات الضرار والنفاقhttp://msjdna.blogspot.com/2012/05/blog-post.html